أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي-3- ماهر














المزيد.....

يوميات الحزن الدامي-3- ماهر


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 08:55
المحور: الادب والفن
    



الأسرة تتكوم في زاوية الغرفة الأخيرة في البيت على أمل أن تحميهم من القصف المدفعي والصاروخي وعيارات الرشاشات الثقيلة .. الزوجان العجوزان وأبناؤهما المتزوجان، وحفيدان ...وستة أبناء ...منهم أربع طفلات بين الثامنة والثالثة عشرة ، وابنان احدهما في السابعة عشرة... والثاني في الرابعة عشرة .. طرق عنيف على باب الشقة لا يقطعه سوى أزيز الرصاص.... وهدير القذائف المدفعية.. وصوت الزّنّانة – طائرة استطلاع – يزداد الطرق ويعلو صوت الجارة ... تسمع أم محمد الصوت... تميز أنه صوت جارتها أمّ هاني ... بعد أن كانت ترتعد خوفاً من أن يكون الطارق من الجيش .. تهرول أمّ محمد باتجاه الباب .. وجدت أشقاء زوجها وأبناء عمومته وأزواجهم وأبناءهم .. أكثر من ثلاثين شخصاً يدخلون البيت فزعين .. أبو هاني يقول: لقد احتلوا بيتنا وطردونا منه عنوة تحت الضرب بأعقاب البنادق .. طلبوا منا أن نجتمع وإياكم في الطابق السفلي للاحتماء فيه .. فالطوابق العليا غير آمنه .. تجمعوا في الطابق الأرضي .. وأمّ محمد تحوقل وتردد قائلة : الموت مع الجماعة فرج .. فترد أمّ هاني قائلة : وحدّي الله يا أم محمد لم نعمل شيئاً يقتلوننا عليه... ولو كان القتل في نيتهم لقتلونا في بيوتنا، ولم يسمحوا لنا بالمجيء اليكم .
أبو هاني يقول : لم يقتلونا لوجود صحفيين كانوا يصورون اقتحامهم للبيت ، أحد حملة الكاميرات كانت عليه اشارة الأمم المتحدة... ويبدو أنه أجنبي .. الأطفال يصرخون من العطش والجوع .. رائحة البيت تزكم الأنوف .. لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء .. البالغون يلهجون بالدعاء المستمر كي تزول الغمّة ويفرج الله الكربة .. مضى يوم .. مضى يومان والوضع على حاله .. يقرر عجوزان من الموجودين الخروج لاحضار ماء وخبز... فالأطفال على حافة الردّى .. في الشارع يصيح عليهم الجنود تحت وابل الرصاص المحيط بهم بأن يخلعوا ملابسهم .. خلعوها وهم يرتجفون من شدة البرد في هذا الشتاء فرس البرودة غير الماطر .. يدخلان البيت .. يقدمان الماء للأطفال أولا .. قبل أن يرتوي الأطفال جميعهم .. جرافة عسكرية تهدم جدار البيت .. يتبعها عدد من الجنود... يطلقون زخات من الرصاص داخل الشقة .. الدماء تتناثر... والأشلاء تتطاير... والصراخ لا يلبث أن يخمد خمدته الأبدية .. ماهر ابن الرابعة عشرة يهرب من الشباك الخلفي مصاباً بخاصرته وفخده .. دماؤه تسيل .. أحد الجنود يصوب سلاحه باتجاهه .. زميله يردعه قائلا .. دعه يذهب كي يحدث الآخرين عمّا رأى .. ولن يلبث طويلا يموت من اصابته .. ماهر يواصل الهرب رغم آلامه .. ماهر دماؤه ترسم خطاً أحمر في الشارع .. ماهر يبكي... ويُبكي بواكيا.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة
- يا أطفال غزة
- انهاء المقاومة مقرون بانهاء الاحتلال
- من المخيم الى عرش الناشرين العرب
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية
- المباح في كلام غير مباح
- عظام أجدادنا غير آمنة
- والتين والزيتون
- مسرحية الملك تشرشل في ندوة اليوم السابع


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي-3- ماهر