أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - شارون يريد ثمنا لهروبه من غزة سقوط أيديولوجية الاستيطان بداية نهاية الاحتلال















المزيد.....

شارون يريد ثمنا لهروبه من غزة سقوط أيديولوجية الاستيطان بداية نهاية الاحتلال


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 778 - 2004 / 3 / 19 - 09:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع خروج أول شاحنة إسرائيلية من قطاع غزة محملة بقطيع من المستوطنين وأسمالهم فإنهم يكونون بذلك قد دفنوا ورائهم الأيديولوجية الاستيطانية الصهيونية إلى الأبد، لتنهض فلسطين من جديد بشعبها ، وكأحجار الدومنو ستنهار كل المستعمرات الإسرائيلية المتبقية واحدة تلو الأخرى إن طال الزمن أو قصر.
شارون بلدوزر الاستيطان يعلن نهارا جهارا إفلاس شعاراته العنصرية الدموية التوسعية التي بنى عليها سياساته في وجه حزب العمل وحملته إلى كرسي الحكم مرتين : " دعوا الجيش ينتصر " ، " مائة يوم كافية للقضاء على الانتفاضة "، "باراك يبيع أرض إسرائيل" . تكسرت كل هذه الشعارات على صخرة الصمود الفلسطيني، وبعد سلسة مجازره اليومية واجتياحات "السور الواقي" ، "الطريق الحازم" وما بعد السور الواقي، اضطر مرغما أن يطوي شعاراته الثلاثة ، وأن يتقدم بشعارات بديلة على النقيض منها : " لا يمكن إدامة الاحتلال إلى الأبد"، " حان الوقت لتقسيم البلاد " . بعد أن أدرك متأخرا لأكثر من نصف قرن أن لا مستقبل للاحتلال مهما طال الزمن، لذلك نراه يستعجل الرحيل من غزة ، تحت ضغط الصمود الأسطوري للشعب الموجوع، وبذات الوقت يريد الجزار الحامل تهمة رشوة "الجزيرة اليونانية" و"أرض اللد" أن يجعل من رحيله هذا مدخلا لاستعادة حلم بمجد لم ولن يَطال كملك متوج على عرش( إسرائيل) التوسعية العدوانية.
قَبلَه تمنتْ غولدا مائير أن تغرق غزة في البحر قبل أن يغرق المشروع الاستعماري الصهيوني في مواجهة فعل المقاومة والديموغرافيا الفلسطينية. لكن جشع ولاأخلاقية المحتل جعلته يواصل الاحتلال وبوحشية أكثر، ولم يتوقف شعبنا عن رده المقاوم، دروس ست وثلاثين عاما من همجية الاحتلال وبسالة المقاومة لم تعلم الجزار العجوز مغادرة عقلية (شايلوك المرابي ) التي أبدع تصويرها شكسبير . شارون يريد أن يُدفَعْ له ثمن باهظ لهروب جيش احتلاله من غزة، بدل أن يَدفَعَ هو ووزرائه ( الفريسيين) في حكومته اليمينية المتطرفة ثمن سنوات الموت والقهر والاعتقال التي مارستها قوات احتلالهم بحق شعبنا الأعزل .
في قراءة خطوة الانسحاب الأحادي والمنقوص من غزة التي أعلنها شارون أخيرا يجب الانتباه إلى جدية الطرح الإسرائيلي ليس فقط على المستوى الرسمي والطيف الحزبي الأوسع، بل وحتى على الصعيد الشعبي حيث أيد في استطلاعات الرأي الأخيرة بحدود 80% من الإسرائيليين الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات فيها. هذا الموقف الشعبي (الإسرائيلي) شبه الإجماعي شكل نتيجة منطقية لقناعة تبلورت تحت وقع ضربات الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية بأن هذا الاحتلال أصبح مكلفا وسيصبح مكلفا أكثر إذا استمر . ليس كرم أخلاق ولا صحوة ضمير إنه حسبة (شايلوك المرابي) لن يستطيع أن يسلب أرضا توحدت مع ناسها، كيف يمكن انتزاع أرطال من اللحم دون إسالة دم . في الميزان (الإسرائيلي) الاحتلال استراتيجيا خاسر ورحيله المبكر تقليل للخسارة . لكن يجب الانتباه جيدا فما أوردته سابقا ليس نشوة نصر ولا مانشيتات للاحتفال، فأنياب الاحتلال مازالت حادة . وشارون ما زال يمتلك بفضل ذلك قدرة واسعة على المناورة ولن يكف عن محاولة انتزاع ثمن الهروب والإفلات من المسؤولية عن فظائع وجرائم الاحتلال، المقاصد الشارونية من وراء تسريع الانسحاب من غزة واضحة ويمكن تحديد إطارها العام بالتالي:
أولا : جعل الانسحاب من غزة الذي يمثل في أي تسوية تحصيلا حاصلا ستارا يغطي على مشروع استكمال تغيير الواقع على أرض الضفة الفلسطينية ، حيث الأطماع الاستيطانية الحقيقية. وأن يكون هذا الانسحاب بمثابة اتفاق مرحلي طويل الأمد ، وبذلك يتم أخذ الوقت الكافي لاستكمال بناء جدران الضم والعزل العنصرية، التي تسرق 48% من أرض الضفة الفلسطينية، وتهويد ما تبقى من القدس العربية التي أصبحت مطوقة من الجهات الأربع ، وتكاد تتحول الأحياء المتبقية بأيدي الفلسطينيين إلى (غيتوهات) في مدينة مهودة تماما .
ثانيا : تخفيف الضغط الدولي الذي زاد بشكل غير مسبوق على ( إسرائيل ) بعد شروعها بتنفيذ جدران الضم والعزل العنصرية، ويلاحظ بأن الثعلب العجوز بيريز قد بدأ بلعب دور ظهير إسناد لشارون تسويقا للهروب من غزة وتخفيفاً للضغط وطلباً للثمن .
ثالثا : محاولة إدخال القاهرة بالشكل المقترح (إسرائيليا) على خط تقديم الضمانات المطلوبة لتغطية الهروب من غزة الهدف منها تكريس أمرين : 1 – تثبيت كذبة أن خيار الانسحاب الأحادي فرض على ( إسرائيل) لعدم وجود شريك فلسطيني، وأن طلب العون المصري بغية تدارك الآثار الجانبية السلبية لهذا الانسحاب . 2 - تكرار سيناريو غزة في حال نجاحه ( عودة الإدارة المصرية للقطاع بشكل أو بآخر)، وذلك بإعادة المناطق التي ستنسحب منها (إسرائيل) في الضفة الفلسطينية إلى وضعية الربط الإداري مع الأردن( جزر فلسطينية ذات حكم ذاتي مربوطة مع الأردن ). بما يعني تقويض إمكانية قيام كيان فلسطيني مستقل ومتواصل، ورفض التسليم بوحدة الحقوق الوطنية الفلسطينية، وبالتالي تمزيق وحدة الكيانية والهوية الوطنية الفلسطينية. وحسنا فعل الرئيس مبارك برده ألاعيب بيريز ورفضه القاطع مناقشة عودة الإدارة المصرية لقطاع غزة.
رابعا : بيع مستوطنات غزة لتمويل الاستيطان في الضفة، مرفقا بثمن أهم من المال ألا وهو أخذ موافقة أمريكية بتخفيف معارضتها لمسار جدران الضم والفصل العنصرية، وقبول أمريكي بتعديلات شكلية على مسارها لا يغير جوهريا من الأهداف التي أقيمت من أجلها.
خامسا : شارون يراهن على عدم مقدرة الفلسطينيين مواجهة تحدي الاستقلال في ظل واقع السلطة الفلسطينية التي باتت مشلولة بعد الفساد والفلتان الأمني ومراكز القوى الذي ترك السلطة منخورة من داخلها، وبعد كل الضربات (الإسرائيلية) التي وجهت لها ، وغياب مرجعية وطنية فلسطينية مبنية على وحدة أساسها القاسم الوطني المشترك. شارون يراهن على أبعد من فشل الفلسطينيين في إدارة شؤونهم، إنه يراهن على حمام دم فلسطيني ينحر فيه الفلسطينيون قضيتهم بأيديهم، وبرأيي فإن هذا الرهان يمثل الحلقة الأخطر في المناورات والخطط الشارونية، مع ثقتي وإدراكي الأكيد بأن وطنية ووعي شعبنا وتوحده في مجرى النضال وخبرته النضالية أقوى من عبث الاحتلال ومخططاته، وأقوى من نزعات التسلط الفردية والفئوية التي أدمن عليها بعض منّا داخل الصف الفلسطيني والسلطة، وعلى حساب مجموع الشعب والحركة الوطنية.
لكن الحذر يبقى مطلوباً.
إن المواجهة الفلسطينية للمخطط الشاروني تتطلب استجماع عناصر القوة الفلسطينية بما يفوت على شارون إشعال فتنة فلسطينية – فلسطينية ، وفض التضامن العربي والدولي من حول القضية الفلسطينية مقدمة للإجهاز عليها وتصفيتها. لذلك فإن نقاط ارتكاز المواجهة الفلسطينية يجب أن تستند على التالي:
• انسحاب الاحتلال من أي شبر من الأرض الفلسطينية مكسب نضالي، ويجب عدم مكافئة الاحتلال على ذلك، ورفض العودة إلى مسلسل غزة أريحا أولا، ففي هذا تمكين للاحتلال في نهب ما تبقى من الأرض في الضفة الفلسطينية، وفي تجربة سنوات أوسلو مع الاستيطان خير مثال على ذلك، ففي الوقت الذي كانت تتناسل فيه المفاوضات والاتفاقيات وتغرق في طين التفاصيل الجزئية، كان السرطان الاستيطاني يتمدد ناهشا أوصال الأرض الفلسطينية .
• الوقت لم يعد مفتوحا لمزيد من التكتيكات والمناورات التي تغلب المصالح الفئوية على المصالح العليا للشعب الفلسطيني. فالوحدة الوطنية هي الشرط الأساس في المواجهة، وتحقيقها يتطلب نزول الجميع عن برامجهم الخاصة إلى رحاب برنامج القاسم المشرك، وجعل هذا أرضية للشروع في إصلاح ديمقراطي شامل لمؤسسات م.ت.ف والسلطة الفلسطينية، وليكن معلوما لنا جميعا بأن الشفافية والنزاهة والجدارة إذا لم تكرس بديلا لسياسات الرشوة والمحسوبية والسطو على المال العام فإن فرص نجاحنا في الامتحان أقل من صفر. أعرف تماما بأن مغادرة هذه السياسات من قبل من جعلوها أساس سلطانهم وسطوتهم صعب جدا ، لكن كل شعبنا وقواه الوطنية يعرفون أيضاً بأنه لن ينتزع ويحمي استقلالنا حواة لا يجيدون سوى اللعب بالبيضة والحجر.
• ترابط الحقوق الوطنية الفلسطينية يتطلب تهديف نضالات جماهيرنا في الوطن والشتات، وإسناد نضالي متبادل مع جماهيرنا الصامدة في مناطق 1948 تحت شعارات عودة اللاجئين على أساس القرار 194 ورفض التوطين، ورفض مشاريع تبادل الأراضي الاسم الحركي لعملية تهجير جماعي جديد لعرب 1948. دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران 1967 بما في ذلك القدس العربية.
• التقدم إلى القمة العربية ببرنامج فلسطيني موحد، فاليوم مطلوب من الفلسطينيين أن يلعبوا مرة أخرى دور الرافعة في استنهاض الوضع العربي، آخذين بعين الاعتبار الضغوط الهائلة التي تمارس على الدول العربية لإعادة تكييف حق العودة بما يشطبه عملياً، وحالة الذعر التي تعيشها أغلب الرسميات العربية.
• اعتبار ما جرى في محكمة العدل الدولية نقطة انطلاق نحو حملة دولية لتحشيد الدعم الدولي لقضيتنا، وإدانة السياسات "الإسرائيلية" ومطالبة اللجنة الرباعية الدولية معاودة لعب دورها تنفيذاً "لخطة خارطة الطريق" التي وضعتها، ورفض الحلول الشارونية الجزئية بما تشكله من نسف لأسس الخطة، وإمكانية الفتح على حل متوازن وشامل أساسه قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

بهذا نضع الهروب "الشاروني" من غزة في مكانه الصحيح هزيمة وانكسار صهيوني على صخرة المقاومة الباسلة لشعبنا، وعندها سيكون من حقنا القول: مع إطلالة ربيع غزة وتفتح أزهار آلاف الشهداء وفي القلب منهم إيمان حجو، فارس عودة، محمد الدرة استقلالاً فلسطينياً، نعلن انتصار دمنا على سيف الاحتلال. قدمت غزة حاتم السيسي شهيد الانتفاضة الأول، وهي تبدو اليوم الأقرب لأن تسطع على جباه أبنائها السمر إطلالة تباشير فجر الاستقلال الفلسطيني القادم.



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع نايف حواتمه
- نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ...
- تعددت المشاريع والجوهر واحد إما اتفاق يشرع الضم أو ضم أحادي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- حتى ينجح حوار القاهرة 3 أسس توحيدية يجب أن نتفق عليها …
- هذا الشعب الذي علمنا معاً كيف نحب …
- في الذكرى (86) لوعد بلفور الصهيونية صنيعه الانحطاط الأخلاقي ...
- أنى للداء أن يكون دواء أوسلو – جنيف مرة أخرى بعيون -إسرائيلي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- الذكرى (33) لرحيل جمال عبد الناصر
- عشر سنوات على أوسلو تغييب أسس الحل المتوازن، والمرجعيات أسقط ...
- عشر سنوات على أوسلو تغييب أسس الحل المتوازن، والمرجعيات أسقط ...
- الانتفاضة الفلسطينية رافعة وطنية كبرى
- طاولة مستديرة وحكومة وحدة وطنية
- خارطة الطريق من خطة للتنفيذ إلى ورقة للتفاوض زيارة عباس شارو ...
- بمناسبة ثورة 23 يوليو 1952 حواتمه في حوار حول التجربة الناصر ...
- أيها - الإسرائيلي - المحتل قف … وفكر
- وجود -إسرائيل - حق تاريخي أم أمر واقع
- في البدء كانت فلسطين وستبقى فلسطين التضامن مع اليهود -الإسرا ...
- حواتمه يجيب على أسئلة دنيا الوطن


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - شارون يريد ثمنا لهروبه من غزة سقوط أيديولوجية الاستيطان بداية نهاية الاحتلال