أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - مقابلة مع نايف حواتمه















المزيد.....



مقابلة مع نايف حواتمه


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 775 - 2004 / 3 / 16 - 10:37
المحور: مقابلات و حوارات
    


س1: الأستاذ الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمه اليوم سنبدأ من الحدث الذي كان البارحة في اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح، كيف تعلق على ما جرى وعلى نتائج اجتماعات المجلس الثوري لفتح ؟
ج1: لا جديد فيما جرى في المجلس الثوري لحكة فتح على امتداد أيام أعماله الثلاثة، لأن الجديد يتطلب بالضرورة علاقة ديمقراطية داخلية في فتح وبشكل خاص بين السقف القيادي في فتح والأخ أبو عمار، فما جرى تكرار لم يفتح على خطوات جديدة وحلول جديدة بالأزمة الداخلية الطاحنة داخل فتح، ولم يفتح على حلول جديدة للأزمة التي تعانيها الحركة الوطنية الفلسطينية بمجموعها، بفعل التداعيات التي وقعت منذ اتفاقات أوسلو وتراجعاتها وتنازلاتها، إلى وثيقة "يعالون ـ نسيبة" ووثيقة "البحر الميت ـ جنيف". هذه الوثائق الجزئية والمجزوءة التي وقعت تحت أضواء وتشجيع السلطة الفلسطينية برئاسة الأخ أبو عمار، وعليه من جديد أقول إن اجتماع المجلس الثوري لفتح لم يقدم حلولاً لشيء، الحلول الفعلية تتضمن مغادرة كل هذا النهج الذي بات قديماً ويضع كل شيء في الطريق المسدود، والانتقال إلى نهج جديد يقوم على ضرورة مشروع سياسي موحد، يستند لقرارات الشرعية الدولية، وتصحيح خارطة الطريق هذا أولاً، وثانياً: قيادة وطنية موحدة بين جميع قوى الانتفاضة والسلطة الفلسطينية تشكل قيادة جماعية حتى نضمن مشاركة الجميع بالقرار اليومي والسياسي والاستراتيجي، وثالثاً: إعادة تشكيل حكومة السلطة الفلسطينية لتكون حكومة اتحاد وطني بائتلاف عريض يضم جميع القوى التي تتوافق على المشروع السياسي الموحد، هذا ما حاولناه على امتداد أربعين شهراً من عمر الانتفاضة، وتم في شهر آب/ أغسطس 2002 إنجاز وثيقة "غزة" لتفتح بوابة الوحدة الوطنية الجادة والمسؤولة، لكن الأخوة في فتح تراجعوا عن التوقيع عليها كما تراجع عن التوقيع عليها الأخوة في حماس، وعليه تواصلت الحوارات في القاهرة في يناير 2003 وفي يناير 2004، وفي سبيل أن نتجاوز هذا المأزق الذي يسير في الطريق المسدود في النفق، قدمت مبادرة جديدة في عمان، وتمت اتصالات مع الأخ أبو عمار، مباحثات مع الأخ أبو مازن وجميع الأحزاب العربية داخل أرض 1948، وعدد واسع جداً من القيادات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، كذلك اجتمعت مع جميع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في عمان وبمشاركة الأخ رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون (أبو الأديب)، هذه المبادرة أطلقتها من عمان بهذه المروحة الواسعة من الاجتماعات والندوات، هدفت إلى إخراج الحالة الفلسطينية من النفق المسدود، وفي هذا السياق أقول بلغة مباشرة صريحة لشعب فلسطين والشعوب العربية وكل القوى المحبة للسلام في العالم، بأن مواصلة الأخوة في قيادة فتح سياسة الانفراد والتفرد بالقرار الفلسطيني لن تؤدي إلا للهلاك والكوارث لأن في هذا إعادة إنتاج فشل كل التجارب التي قامت على الحزب الواحد ـ الأوحد ـ القائد ـ العمود الفقري، من الاتحاد السوفيتي إلى بلدان أوروبا الوسطى والشرقية، إلى ما جرى بأفغانستان على يد طالبان، إلى ما جرى في عديد من بلدان العالم الثالث، وآخرها كارثة العراق من حيث تمسك القيادة العراقية السابقة بنظرية الحزب القائد.
نحن نعيش مرحلة تحرر وطني لا نعيش كما الحال في لبنان، مصر، السعودية، المغرب، أو أي بلد من البلدان العربية مرحلة ما بعد الاستقلال، ومرحلة التحرر الوطني شرطها للنصر هو بناء وحدة وطنية بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، بتياراته المتعددة في إطار مشروع سياسي موحد، قيادة وطنية موحدة، حكومة ائتلاف وطني عريض، بدون هذا لا يمكن الخروج من النفق، وهذا ما تجاهلته مرة أخرى أعمال المجلس الثوري لفتح.
س2: من هنا أستاذ نايف، ذكرت ضرورة الاتفاق على النهج والبرنامج، والسؤال الذي يطرح نفسه طيلة هذه الأعوام ألم يكن بالإمكان التوصل إلى نهج سياسي وبرنامج موحد داخل حركة فتح والقوى الوطنية الفلسطينية ؟
ج2: حركة فتح حركة شعبوية تحمل في صفوفها كل ألوان الطيف الإيديولوجي والسياسي هذا أولاً، وثانياً حركة فتح منذ زمن ليس بالقصير بل منذ عشريات من السنين استثمرت صندوق منظمة التحرير بدمج كل إطاراتها وقواعدها وقياداتها في أطر منظمة التحرير الفلسطينية، ثم فيما بعد في أطر السلطة الفلسطينية، وعليه ترتب لأبناء فتح وهم يقولون "فتوح" مجموعة من الامتيازات المادية والمعنوية والسياسية والاجتماعية، وهذا شمل جميع مكونات فتح بلا استثناء، وعليه خرجت فتح على اختلاف هذا الطيف الذي ذكرنا بنظرية العمود الفقري أي الحزب الواحد وتمسكت بذلك معتقدة بأن امتلاكها للسلطة (سياسة وقراراً ومالاً وسلاحاً) ستمكنها وحدها من أن تحل القضايا المطروحة على جدول أعمال الشعب الفلسطيني، هذا هو الإغراء الكبير التي غطت به أطر فتح، قضايا التحرر الوطني والخلاص من الاستعمار الاستيطاني والاحتلال والفتح على انتزاع الحرية والاستقلال، وهذه السياسة الخاطئة القائمة على نظرية الحزب الأوحد كما أشرت قد أدت إلى كوارث في بلدان المنشأ، ولم ينفع الاتحاد السوفيتي 5000 رأس نووي والطاقة الجبارة التي بيده الاقتصادية والتكنولوجية عندما بات واضحاً داخل الحزب وأجهزة الدولة البيروقراطية أن الفساد استشرى بفعل تلك الامتيازات بصفوف الحزب وأجهزة الدولة، انهار كل شيء بدون رصاصة واحدة، بينما صمد الاتحاد السوفيتي ضد العدو الخارجي وقدم 40 مليون قتيل دفاعاً عن ثورة أكتوبر وضد التدخل الاستعماري من 14 دولة لتصفية ثورة أكتوبر وضد الجيوش النازية، وتكرر هذا في بلدان العالم الثالث من أفغانستان إلى العراق.
المقابل وصلنا إلى بر السلامة والسياسة الوطنية الوحدوية المتماسكة الواقعية العملية الملموسة عندما بلورنا معاً بالحوارات الوطنية على مساحة 30 عاماً منذ عام 1967 إلى عام 1994 مشروع سياسي موحد كانت الجبهة الديمقراطية قد بادرت وقدمته للشعب ولكل فصائل الثورة ومنظمة التحرير، وتم إقراره عام 1974 وحكم كل العلاقات الفلسطينية ـ الفلسطينية إلى عام 1994 عندما عادت فتح وانفردت بالسلطة والمال والسلاح بموجب اتفاقات أوسلو معتقدة بأنها تتمتع بسلطة مستقلة عن نفوذ الاحتلال المتحكم بمجموع حياة الشعب الفلسطيني، ليتضح الآن أن فتح دخلت بالنفق بهذه السياسة الخاطئة، ولذا لا يمكن إنقاذ فتح من هذه السياسة الخاطئة إلا بمراجعة هذه السياسة والانفتاح على جميع الفصائل والقوى بحوار جاد ومسؤول وحقيقي وليس تكتيكي مناور، هدفه أن نصل مرة أخرى كما فعلنا على امتداد مساحة 30 عاماً منذ عام 1967 حتى عام 1994 إلى برنامج سياسي موحد يقوم على القواسم المشتركة لا على برنامج فتح أو الجبهة الديمقراطية أو حماس أو الجهاد أو الشعبية، وهذا يعني بلغة واضحة أن يتقدم كل فصيل خطوة إلى الأمام باتجاه القواسم المشتركة بدلاً من التخندق في إطار البرنامج الخاص لهذا الفصيل أو ذاك، ونبني على البرنامج السياسي الموحد في إسناد الانتفاضة والمقاومة وفي تقديم مشروع سياسي موحد لمرحلة التحرر الوطني، ومن أجل استراتيجية تفاوضية جديدة تقوم على قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق بعد تصويب مسارها، على أن تكون الالتزامات على الجانبين بالتوازي والتزامن ومبادرة السلام العربية، وما نتوافق عليه فلسطينياً في القضايا الأخرى، نبني على هذا قيادة وطنية موحدة من جميع الفصائل والقوى والسلطة وينبثق عن هذا حكومة اتحاد وطني من الجميع، لأننا في مرحلة تحرر وطني ضد الخارجي الأجنبي أي ضد التوسعية الإسرائيلية الصهيونية، ولسنا في مرحلة ما بعد الاستقلال مثل لبنان، الأردن، سوريا، مصر، أو أي بلد عربي آخر، نتحاور أو نتصارع على الخيارات الاقتصادية والاجتماعية، رأسمالية أم اشتراكية، اقتصاد سوق أم اقتصاد مختلط، تخصيص التعليم أم ديمقراطية ومجانية التعليم، حقوق المرأة مساوية للرجل أم منقوصة … الخ هذا كله يأتي في مرحلة ما بعد الاستقلال، أما نحن في مرحلة تحرير وطني، لا يوجد ثورة في مرحلة تحرر وطني انتصرت على امتداد آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ضد المستعمر الخارجي والمستوطن على أرض بلد هذه الحركة أو الثورة إلا بوحدة وطنية مبنية على برنامج سياسي موحد يمثل القواسم المشتركة بين الجميع، بدون هذا ليس هناك إلا الكوارث والهلاك.
س3: هناك من يقول أن تغيير النهج يبدأ بتغيير الأشخاص والأفراد، وهناك من يشكك بقدرة الرئيس عرفات على إكمال هذا النهج، هل برأيك حان الوقت لتغيير القيادات ؟! …
ج3 : العملية الديمقراطية الضرورية التي تفرض نفسها على جميع الفصائل والقوى، كما تفرض نفسها على إعادة بناء كل مؤسسات السلطة الفلسطينية على أساس نظام ديمقراطي برلماني يقوم على التمثيل النسبي وإعادة بناء مؤسسات م. ت. ف. المدمرة والمشلولة منذ عام 1994 حتى يومنا، هذه العملية الديمقراطية الانتخابية القائمة على التمثيل النسبي هي التي تقدم المؤسسة بديل على الأفراد والشخصيات وبدون هكذا عملية برلمانية ديمقراطية انتخابية لمؤسسات السلطة الفلسطينية ومؤسسات م. ت. ف. بإعادة بنائها وفق التمثيل النسبي لا خروج من النفق المسدود. أقول بلغة واضحة جداً بأن أمراض الزعامات الفردية سوف تستشري أكثر فأكثر، وهي لا تقدم حلولاً لقضايا الوطن والشعب لقضايا الخلاص من الاحتلال والاستيطان الاستعماري التوسعي الصهيوني، ولذلك أقول البديل مثلاً عن فردية صدام حسين وديكتاتوريته لم يكن ممكناً بأفراد بل بالذهاب إلى صناديق الاقتراع وبناء نظام برلماني ديمقراطي يقوم على مبدأ التمثيل النسبي، ولأن ذلك لم يتحقق كانت النتيجة الكارثية على العراق، الاحتلال وحل الدولة العراقية وعذابات الروح والجسد لكل شعب العراق بكل مكوناته، نحن لا نريد أن نصل لهذه النتيجة الفاجعة الكارثة، كفانا نكبة عام 1948 وكفانا هزيمة الأنظمة والجيوش العربية في يونيو/ حزيران 1967 التي ندفع ثمنها حتى يومنا كلنا شعب فلسطين والشعوب العربية، وعليه الحل بشأن الزعامة الفردية والشخصية لأي كان في السلطة وأيضاً في صفوف الانتفاضة والمقاومة بعمليات انتخابية برلمانية ديمقراطية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمليات انتخابية ديمقراطية في أقطار اللجوء والشتات لأن السلطة الفلسطينية سقفها محدود بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بينما م. ت. ف. ومؤسساتها سقفها أرحب يشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وأقطار اللجوء والشتات، المسار الحالي لا ينتج سوى نتائج كارثية مظاهرها بارزة للجميع.
شعبنا الشجاع صمد على امتداد 40 شهراً من عمر الانتفاضة والمقاومة بتضحيات هائلة وعظمى ولا زال صموده الأسطوري قائماً وأرغم شارون على تغيير شعاراته، فقد جاء للحكم طالباً السلطة تحت شعارات "دعوا الجيش ينتصر"، "مئة يوم فقط للقضاء على الانتفاضة"، "لا لتقسيم أرض هذه البلاد"، ويقصد أرض الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وضمها "لإسرائيل" بحدود جديدة موسعة، وبعد 40 شهراً شارون نفسه وصل تحت ضغط الانتفاضة والمقاومة وصمود شعبنا، وضغط التفاعلات داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه إلى نتيجة إما أن يتغير بانتخابات مبكرة أو يغير نهجه وغير الكثير من نهجه بشعارات جديدة "لا يمكن إدامة الاحتلال للأبد" كما يقول وهذا جديد بالكامل على أيديولوجيا وسياسة حزب الليكود وشارون بالتحديد، و"لا يمكن قهر شعب آخر بالقوة العسكرية" و"الوقت قد حان لتقسيم أرض هذه البلاد"، أي نقيض الشعارات التي رفعها قبل40 شهراً عندما جاء إلى حكمه الأول ثم واصل إلى حكمه الثاني، وعليه أقول مرة أخرى داخل إسرائيل يوجد نظام برلماني ديمقراطي صهيوني ويوجد مساحة واسعة لتطور مواقف الرأي العام، وقد تطورت كثيراً تحت فعل الانتفاضة والمقاومة والصمود الأسطوري لشعبنا، فعلينا أن نتعلم من هذه التجربة المجاورة لنا في فلسطين والتي بدأت في مطلع القرن الماضي بلا شيء، بمشروع استيطاني استعماري محدود لم يجمع أكثر من 50 ألف عام 1917 عندما صدر وعد بلفور، وخلال 50 عاماً أنجز بناء دولة "إسرائيل" وبعدها بدأت بالتوسع شمل سيناء بعدوان 1956 الثلاثي ثم شمل بعدوان حزيران 1967 سيناء والجولان والأرض الفلسطينية، ثم شمل احتلال جنوب لبنان عام 1978، وبقي إلى أن اندحر بفعل وحدة المقاومة والبرنامج السياسي الموحد بين المقاومة بجنوب لبنان والدولة اللبنانية وكل تيارات الشعب اللبناني، وبسياسة رشيدة في المقاومة تقوم على مقاومة الاحتلال بقواته العسكرية، وتحييد المدنيين على جانبي خط الصراع، وبمظلة سورية شاملة، وبمساندة إيرانية شاملة، هذا كله أدى إلى تفاعلات داخل المجتمع الإسرائيلي ضغط على يد "أمهات الجنود" و"الأمهات الأربعة" و"الأمهات بلا حدود" و"الأمهات بالسواد" والجماهير داخل الرأي العام الإسرائيلي من أجل الرحيل عن لبنان، كفى أن يدفن الآباء أبنائهم، وهذا الذي دفع بنيامين نتنياهو زعيم الليكود رئيس الوزراء لينادي " بلبنان أولاً" ثم إيهود باراك عندما قدم ببرنامجه الانتخابي الانسحاب من لبنان خلال عام واحد وهذا ما حصل فعلاً.
الآن التفاعلات تحت ضغط الانتفاضة داخل المجتمع الإسرائيلي تؤشر إلى نهوض قوى اجتماعية واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي تطالب شارون بتغيير نهجه، وعليه شارون بدأ بتغيير شعاراته بشعارات أخرى ويطرح الآن "الفصل الأحادي الجانب"، "تبادل المناطق"، "جدار الفصل والضم العنصري".
س4: ذكرت حضرتك أن بضعة آلاف من المستوطنين الصهاينة استطاعوا خلال 29 عاماً منذ عام 1917 أن يبنوا دولة، هل "الجدار العنصري" سيصبح واقعاً حتمياً ؟
ج4: قلت بضعة آلاف استوطنوا أرض فلسطين حتى عام 1917 لا يتجاوزا 50 ألفاً، لكن هذه الأعداد تضخمت ووصلت عندما قامت دولة "إسرائيل" إلى ما يزيد عن المليون وربع المليون والآن دولة العدو 6.5 مليون، هذا كله بفعل سياسة تقوم على الاستعمار والاستيطان، وتقوم على برامج سياسية وحياة داخلية بالحركة الصهيونية تقوم على انتخابات داخلية ديمقراطية وفق مبدأ التمثيل النسبي، وهذا الذي وحد تشكيلات هذا التجمع البشري الذي ينتمي إلى أكثر من 100 اثنية وأكثر من 100 أصول قومية متعددة لا يجمعها جامع سوى الدين وذكريات ميثولوجية فقط، وعليه أيضاً حافظت دولة "إسرائيل" على العملية الانتخابية الديمقراطية وفق مبدأ التمثيل النسبي لأنها تريد توحيد نسيج مجتمعها والانتقال به إلى مجتمع إسرائيلي صهيوني موحد.
نحن الشعب الفلسطيني أحوج من "إسرائيل" إلى الوحدة الوطنية والعملية الديمقراطية الانتخابية وفق مبدأ التمثيل النسبي، فنحن شعب صغير نصفه تحت الاحتلال ونصفه الآخر ببلدان اللجوء والشتات وشعب فقير، بينما يقابلنا عدد ضخم ستة ونصف مليون على 77% من أرض فلسطين التاريخية، ودولة إقليمية عظمى اقتصادها بحجم إنتاجه السنوي يفيض عن حجم الإنتاج السنوي لكل من مصر، لبنان، سوريا، الأردن، السلطة الفلسطينية، العراق، وموازنتها السنوية تزيد عن موازنة البلدان التي ذكرت، وعليه مرة أخرى مقاومة جدار الفصل والضم العنصري، لا يمكن أن تقوم إلا بوحدة الشعب على برنامج سياسي موحد وقيادة موحدة وحكومة اتحاد وطني، حتى يتم توزيع الوجع والألم والتضحيات على كل طبقات الشعب الفلسطيني، لا أن يتمتع أهل السلطة بالامتيازات المادية والمالية وخبز الشعب ونهب المال العام، بينما الشعب الموجوع تحت الاحتلال يعرى ويجوع.
وعليه نقول بلغة واضحة جدار الفصل العنصري ينسجم مع خطة شارون بالفصل الأحادي الجانب التي تريد الخروج من قطاع غزة ونشر جدار الفصل العنصري بأعماقه الثلاثة "الغربي وجدار العمق والجدار الشرقي"، وهذه الجدران الثلاثة "تتلوى كالثعبان" في الضفة الفلسطينية على حد تعبير الرئيس بوش، وتساؤله "أين يمكن إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة"، وفق رؤيته ووفق قرار مجلس الأمن الدولي 1397، لذلك أقول مرة أخرى شارون ومعسكر اليمين برئاسة شارون يريد من جدار الفصل العنصري التمدد بالتحديد "بخارطة إسرائيل" لتشمل ما يزيد على 50% من الضفة الفلسطينية ليبقى بيد الشعب الفلسطيني أقل من 50% من الضفة الفلسطينية + 2% مجموع مساحة غزة الأرض المحتلة عام 1967، أي ما مجموعه يتراوح بين 42 و48%، بينما التوسع بالجدران العازلة يفيض عن 2%، هذا يمكن دحره، الانتفاضة رفعت راية "مقاومة الجدار حتى ينهار" وهذا ممكن جداً إذا دفعنا إلى أمام بالوصول إلى توحيد شعبنا بكل مكوناته وأطيافه الفكرية والسياسية بكل طبقاته وطاقاته، بإطار برنامج سياسي موحد وقيادة موحدة جماعية بيدها القرار بديلاً عن القيادة الفردية الانفرادية، وحكومة ائتلاف وطني عريض بديلاً عن حكومة تجمع تيارات فتح وتبحث عن حلول بين رئيس الحكومة ورئيس السلطة الأخ ياسر عرفات، فهذه الحلول جرى تجريبها على امتداد حكومة محمود عباس (أبو مازن)، جرى تجربتها على مدى حكومتي أحمد قريع حكومة الطوارئ والحكومة الموسعة، وكلها انتهت إلى الجدار إلى النفق المسدود لأنها تنبع من منهج خاطئ يجب تصحيحه، منهج يقوم على تسلط حزب واحد على السلطة والقرار وتسلط الأفراد والحزب والسلطة.
س5: سعادة الأمين العام، بظل الواقع اليومي من المجازر الإسرائيلية اليومية واستمرار النزف الفلسطيني والاجتياحات والحصارات والاعتقالات والاغتيالات، وهذه الهجمة الدموية الإسرائيلية الغير متوقفة بالمقابل نسمع من داخل الصف الفتحاوي إن صح التعبير دعوات لحل "كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لفتح"، ما رأيكم سيادة الأمين العام بهكذا دعوات ؟! …
ج5: إن من يطالب بتفكيك شهداء الأقصى هم أيضاً من فتح وليسوا من فصائل المقاومة التي تحمل السلاح كتائب المقاومة الوطنية ـ الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، وكتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحماس، وسرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى ـ الجناح العسكري للجبهة الشعبية، هذه هي الفصائل التي تحمل السلاح المقاوم ضد قوات الاحتلال والمستعمرين المستوطنين، وفي الأرض الفلسطينية المحتلة يوجد 13 فصيلاً فلسطينياً، ثمانية منها غير مسلحة ومشاركة في الأعمال الجماهيرية للانتفاضة، وهؤلاء الذين يطالبون بحل كتائب شهداء الأقصى يرتكبون الخطأ المميت في المنهج، المطلوب الفعلي ليس حل فصائل كتائب الأقصى أو أي فصيل في المقاومة، بل مطلوب تصحيح وترشيد خط المقاومة وتوحيده، أن يكون مقاومة ضد قوات الاحتلال على أراضينا المحتلة والتي يعترف لنا كل العالم بأنها أرض محتلة، وضد ميليشيات الاستيطان التي تنهب أرضنا وتستعمرها، وبذات الوقت تحييد المدنيين على جانبي خط الصراع. هذا هو المطلوب وليس حل قوى المقاومة. على هذا دار حوارنا بالجبهة الديمقراطية المعلن مع شعبنا ومع كل القوى المناضلة لتحرير فلسطين والقوى المحبة للسلام في منطقة الشرق الأوسط العربية والعالمية، ودار حوارنا مع جميع الفصائل الفلسطينية في غزة ورام الله التي صرفت 20 شهراً إلى أن وصلنا إلى وثيقة غزة في آب/ أغسطس 2002، وبعدها حوارات القاهرة التي أشرنا لها، ثم المبادرة التي أطلقتها الجبهة الديمقراطية من عمان والتقيت مع جميع الأحزاب العربية من داخل مناطق 1948 لتوحيد الموقف ضد "تبادل المناطق" أي سلخ أجزاء من أرض 1948 بسكانها وضمها للسلطة مقابل مقايضة خبيثة و مشينة بضم المدن الاستيطانية الكبرى "غوش عتسيون، معاليه أدوميم، أرئييل" إلى حدود "إسرائيل". وأيضاً ساهمنا ببناء إجماع وطني داخل 1948 بهذه الحوارات لنقول "لا لتبادل المناطق"، وبنينا إجماع وطني أن نناضل بجانب شعبنا داخل أراضي عام 1967 ضد جدار الفصل العنصري لأن جدار الفصل العنصري أيضاً سيأخذ أراضي من المثلث كما فعل طريق "عابر إسرائيل" الذي بنته حكومة شارون وأخذ أيضاً من أراضي المثلث. بالتالي الدماء والجوع والدموع التي تسيل يومياً نهراً غزيراً بالأراضي الفلسطينية المحتلة والوجع اليومي في صفوف شعبنا بأقطار اللجوء والشتات وعذابات الروح عند أبناء الشعوب العربية من المحيط إلى المحيط، فضلاً عن الرأي العالمي الذي خرج بعشرات الملايين بأعلام فلسطين منادياً في أوربا وداخل الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان العالم وصولاً للبرازيل وأخيراً بومباي في الهند، لا لاستمرار الاحتلال والاستعمار في الأرض الفلسطينية، ونعم لحق الشعب الفلسطيني في بناء دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس العربية المحتلة وعودة اللاجئين بديلاً عن التوطين والتهجير في أي بلد من البلدان العربية والمهاجر الأجنبية، هذه الصرخة الموجوعة المتعانقة في صفوف شعبنا مع أوجاع الشعوب العربية والرأي العام العالمي ستفرض نفسها مهما طال الزمن. حقاً آخر كل ليل مهما طال نهار، ونهار شعبنا قادم أكيد، لكن شرطه مشروع سياسي فلسطيني موحد عملي واقعي يستند لقرارات الشرعية الدولية دولة فلسطين بحدود 4 حزيران 1967 بعاصمتها القدس المحتلة، وعودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194 مقابل تسوية سياسية شاملة في هذه المرحلة تؤدي إلى سلام شامل متوازن على أرض فلسطين التاريخية بين دولة فلسطين وشعبنا والشعب الإسرائيلي لأن هذه المرحلة التي طالت منذ النكبة 55 عاماً حتى يومنا يجب ألا تختتم بلا شيء لأنه لن يبقى حالة ذاك شيء من فلسطين ويتكرر نموذج "الإسكندرون" المأساوي، فبين نكبة فلسطين عام 1948 وضم الإسكندرون لتركيا عام 1939 تسعة سنوات. الآن من يسمع بالإسكندرون سورياً وعربياً ودولياً ؟ لا أحد أبداً كذلك أن يتكرر هذا النموذج المأساوي لفلسطين بعد 10 سنوات أو 15 سنة أمام زحف التهويد والاستيطان ونهب الأرض، بل يجب أن نختم هذه المرحلة على تسوية سياسية شاملة تتضمن لشعب فلسطين تنفيذ القرارات الدولية 242، 338، والأرض مقابل السلام والقرار 1397 الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية وخارطة الطريق بعد تصويب مسارها ليتم تنفيذ التزاماتها على الجانبين بالتزامن والتوازي لا بتقديم "الأمني قبل السياسي"، قطعة من الأمني مقابل قطعة من السياسي، والانسحاب الكامل مقابل الأمن الكامل، وهذا الذي يفتح للجيل القادم مرحلة جديدة من النضال على ضوء ما تمخضت عنه المرحلة الجديدة.
س6: الانتفاضة الفلسطينية عندما بدأت بالحجر قيل أنها استعطفت كل العالم واستنهضت كل القوى المحبة للتحرر والسلام لمساندة حق الشعب الفلسطيني، في الوقت نفسه هناك من انتقد تحولها إلى انتفاضة مسلحة لأنها فقدت هذا التأييد والاستعطاف الذي قدمه الحجر والطابع الجماهيري لها، ما رأيك أستاذ حواتمه؟
ج6: الانتفاضة الجديدة المجيدة بدأت بالحجر والصدور العارية في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التكنولوجية المتطورة، وعملت على امتداد الثمانية اشهر الأولى منها على الاحتذاء بحذو الانتفاضة الكبرى عام 1987 إلى عام 1993 دون الوصول إلى الحصاد السياسي المر للانتفاضة الكبرى، فالانتفاضة الكبرى رفعت راية الحرية والاستقلال والخلاص من الاستيطان والاحتلال، لكن أهل أوسلو طوقوا الانتفاضة الكبرى وأهل أوسلو فلسطينيين وإسرائيليين ودوليين أنهوها مقابل اتفاق أوسلو الذي يقوم على تجاهل القدس وتجاهل اللاجئين الذين يشكلون 62% من مجموع الشعب الفلسطيني، ويقوم على تقسيم الأرض المحتلة عام 1967 إلى ثلاثة مناطق: (أ) تقوم عليها السلطة الفلسطينية وتشمل فقط 18% من الأرض المحتلة عام 1967، ومنطقة (ب) بإدارة مدنية للسلطة بينما الإدارة الأمنية والعسكرية للاحتلال بشكل كامل ونسبتها 22%، ومنطقة (ج) على 60% من الأرض المحتلة عام 1967 والسيطرة المدنية والأمنية بيد قوات الاحتلال، وهذا الذي فتح الميدان للكارثة التي نعيش منذ أوسلو حتى الآن، وهذا الذي ضاعف ثلاث مرات الاستيطان داخل الضفة الفلسطينية بشكل خاص، وضاعف 10 مرات الاستيطان داخل القدس العربية المحتلة وأدى إلى توسع الأطماع الإسرائيلية أكثر فأكثر لضم أراضي أوسع لحدود "إسرائيل الجديدة". الانتفاضة لم تتقصد بأي من فصائلها حمل السلاح، لكن إسرائيل واصلت القتل الجماعي الاغتيالات، الخطف، الأسر، هدم البيوت، الاجتياحات، وبعد 8 شهور من انطلاقة الانتفاضة اضطر عناصر من بين صفوف الشعب إلى تشكيل فصائل مقاومة للدفاع عن النفس للدفاع عن نهب الأرض والاجتياحات الشاملة والنيران بكل أسلحة النيران من الـ 15F والـ 16 Fوطائرات الأباتشي إلى المدفعية الثقيلة والدبابات، وبالتالي شعبنا أرغم على حمل سلاح فدائي محصور بأعداد بسيطة بينما الجماهير العريضة للانتفاضة التي نشهدها يومياً على الشاشة الصغيرة في بلادنا العربية وبلدان العالم لا زالت تقوم على الحجر والصدور العارية، وآخر مثل على ذلك الهبة الكبرى لأهالي قرية "بدو" و"بيت سوريك" شمال غرب القدس خلال الأيام الأخيرة ضد جدار الفصل العنصري، حيث سقط الشهداء والجرحى برصاص الاحتلال دون إطلاق رصاصة واحدة من جانب أبناء شعبنا المنتفضين بوجه جدار الفصل العنصري.
س7: أستاذ نايف لو نتحدث قليلاً عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، بعض المخيمات وخصوصاً "عين الحلوة" يشكل إشكالاً أمنياً للدولة اللبنانية على حد تعبيرها، برأيك كيف يمكن حل مشكلة المخيمات الفلسطينية في لبنان وماذا عن التوطين، حيث أن وثيقة "البحر الميت ـ جنيف" قد تنازلت كلياً عن حق العودة ؟
ج7: نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وشخصياً وجهت أكثر من نداء للأخوة: الرئيس إميل لحود، الرئيس نبيه بري، الرئيس رفيق الحريري، تعالوا لمباحثات ثنائية فلسطينية ـ لبنانية تؤدي بالضرورة إلى دخول الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى جميع المخيمات الفلسطينية، فهذه المخيمات وسكانها من اللاجئين هم بمثابة ضيوف على أرض لبنان المضياف، ضيوف مؤقتين على طريق العودة من المخيمات إلى ديارهم، وأضفت غير مرة أننا ضد كل إدعاءات الدولة اللبنانية التي توصف المخيمات بأنها جزر أمنية منعزلة، وبإمكان الدولة اللبنانية أن تأتي بأجهزتها إلى كل المخيمات هذا أولاً، وثانياً نحن في الجبهة الديمقراطية وجميع القوى الفلسطينية الأخرى دعونا وندعو إلى ضرورة حل مشكلة المخيمات وأبناء المخيمات المدنية لأن هذه المشكلات معلقة منذ بداية التسعينات حتى يومنا، فكل الجاليات الأجنبية بلا استثناء من بنغلادش إلى سريلانكا إلى اثيوبيا والصومال لهم الحق بممارسة عشرات المهن المدنية الاجتماعية في لبنان، بينما 73 مهنة مدنية اجتماعية محرمة على هذه التجمعات الفلسطينية من الطبيب إلى المهندس إلى عامل الميكانيك إلى سائق السيارة إلى عامل البناء، وهذا يعني بوضوح وضع المخيمات تحت سيف الجوع الذي لا ينتهي ولا يرحم، وهناك من يستغل هذا الجوع وحالة اليأس عند قطاعات اجتماعية داخل المخيمات لبث نزعات مغامرة لا تتسم بالرشاد والإحساس بالمسؤولية، وهذا ما يعبر عن نفسه بمجموعات مسلحة خارج إطار سلطة اللجان الشعبية في المخيمات وهي معروفة وخاصة في منطقة الجنوب، وعليه نقول مرة أخرى هذه قضايا يجب حلها حتى يصبح متاحاً محاصرة هذه المجموعات الصغيرة "المعربدة" داخل هذا المخيم أو ذاك، أو تتخطى حدود المخيم إلى خارجه بأعمال مشينة، هذا يكون بمباحثات فلسطينية ـ لبنانية لحل المشكلات والإفراج عن حق الفلسطينيين بالعمل بـ 73 مهنة مدنية حالهم حال الجاليات الأجنبية أو العربية الموجودة في لبنان، وهذا ينسجم مع التزامات لبنان كما الدول العربية الأخرى في إطار الجامعة العربية باستضافة اللاجئين بالعمل المدني إلى أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، هذا الطريق الفعلي لمنع التوطين لأن التوطين يأتي على يد حكومات "إسرائيل" برفض حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وتواطؤ سياسات أمريكية وتشجيع "لإسرائيل" بهذا الشأن. أيضاً بعض أهل السلطة الفلسطينية أمام الاستعصاء الراهن بحل مشكلة اللاجئين بالعودة يلجئون إلى ما لم يفوضهم به أحد من الشعب الفلسطيني، ففي الظلام توصلوا إلى وثيقة "البحر الميت ـ جنيف" التي شطب بها حق عودة اللاجئين كما شطب بها عودة 86% من القدس العربية المحتلة، ومنح بها للإسرائيليين ضم كل الكتل الاستيطانية بحدود جديدة لدولة "إسرائيل" أي أن الأذى بوثيقة "البحر الميت ـ جنيف" أصاب اللاجئين والقدس وأصاب الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولذلك أعلنا اعتراضاتنا على وثيقة "البحر الميت ـ جنيف"، لأنها جزئية ومجزوءة لن تؤدي إلى سلام شامل متوازن يتناغم مع قرارات الشرعية الدولية .
النقطة الأخيرة التي أود أن أقول: النضال يكون متحداً بين اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين ضيوفاً على ارض لبنان ضد كل أشكال التوطين عندما يقع التفاهم والتوافق على رؤية موحدة للأمن داخل المخيمات وعلى حق الفلسطينيين بالعمل والسكن، لأن هذا محرم حتى الآن على الفلسطينيين في حين يحق لأي أجنبي أو عربي في لبنان امتلاك "عشاً" يعيش فيه، بينما محرم على الفلسطينيين أن يمتلك "خشابية" يعيش فيها وهذا بوضوح لا ينسجم مع ادعاءات الدولة اللبنانية بأنها ضد التوطين، فالذي يقف ضد التوطين ومع عودة اللاجئين عليه أن يمكن لهؤلاء اللاجئين الانزراع بمخيماتهم على درب العودة إلى ديارهم وأن يفرج عن أمنهم والأمن الكامل داخل المخيمات باتفاق لبناني ـ فلسطيني، ونحن جاهزون لذلك، وأن يفرج عن لقمة الخبز وترميم "العشش" المهدمة داخل المخيمات، وأن يؤمن حق العمل والسكن عملاً بما تفعله الدولة اللبنانية إزاء الجاليات العربية والأجنبية.
النقطة الأخيرة مثلما نحن ضد التوطين نحن أيضاً ضد التهجير، لأننا نريد الانتقال من المخيمات إلى ديار فلسطين وليس إلى ألمانيا وهولندا والدانمارك وكندا وأستراليا، لأن هذا يعني بلغة واضحة جداً أن الدول العربية التي تقول لا للتوطين ليست جادة تحت ضغط الجوع والحصار الذي يؤدي إلى تطفيش أبناء المخيمات بعيداً، عشرات الآلاف من الأميال عن المناطق الحدودية، فنحن مثلما ضد الإخلال بالأمن داخل المخميات وننظر للأمن في المخيمات نظرة شاملة. نحن أيضاً ضد حرمان أبناء المخيمات من لقمة الخبز والمهن المدنية وامتلاك مأوى مؤقت، وضد التوطين والتهجير.
س8: هناك من يراهن على اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني في حال تم الانسحاب من غزة، ما قولكم في الجبهة الديمقراطية حول هذا التخوف والرهان ؟
ج8: من منابركم أكشف لكم بصراحة ما هو غير معروف ومكشوف في منابر الإعلام العربية. "إسرائيل" لا تفكر بالانسحاب الشامل والكامل من قطاع غزة، ومشاريع شارون هي الانسحاب من 17 مستوطنة في وسط وجنوب القطاع والاحتفاظ بأربع مستوطنات على الشريط الحدودي الشمالي لقطاع غزة مع النقب، حتى تبقى القوات الإسرائيلية داخل هذه المستوطنات جاهزة للاجتياحات في القطاع عندما تقرر القيادة الإسرائيلية ذلك هذا أولاً، وثانياً بهدف أن تثبت مبدأ ضم الأراضي تمهيداً لأطماعها الأوسع بضم أراضي في الضفة الفلسطينية والقدس العربية المحتلة، وثالثاً حتى الآن الجيش الإسرائيلي لم يصل إلى نتيجة مع حكومة شارون بالانسحاب الكامل من وسط وجنوب قطاع غزة، لذلك حتى هذه الثانية خطة شارون بالرحيل من غزة هي خطة الرحيل من بعض غزة والاحتفاظ بالشريط الشمالي وتواجد قوات إسرائيلية احتلالية عليه، ولم يحل بعد أن الجيش سيرحل من مناطق المستوطنات في وسط وجنوب قطاع غزة هذا جانب، والجانب الآخر واثق تماماً بأن هناك محاولات إسرائيلية وأقول هذا بمعلومات دقيقة تحاول أن تصل لاتفاقات مع مصر والأردن بأن تضمن مصر أمن الحدود، وكذلك الحال تجري محاولات مع الأردن وواثق بأن مصر والأردن لن يسمحا لهذه المناورة الإسرائيلية لأنها تعني تقييد مصر والأردن بشروط إسرائيلية جديدة. أما بشأن الأوضاع الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية أقول بأن المرجح أنه لن يكون هناك اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني وأضيف من يبدأ بإطلاق الرصاصة الأولى سيخسر كل شيء.
س9: كيف تصف العلاقة اليوم بين الجبهة الديمقراطية مع الرئيس ياسر عرفات ؟
ج9: العلاقة الفلسطينية ـ الفلسطينية كلها علاقة متوترة وعوامل ذلك أشرت لها اكثر من مرة، وعليه لا يوجد علاقة تتسم بالحالة المعافاة الصحية المثمرة في العلاقات بين قوى الانتفاضة من جانب وبين السلطة الفلسطينية برئاسة الأخ أبو عمار من جانب آخر، وهذا يعني أن علينا أن نحل هذه الأمور بالحوار، لذلك اتصلت بالأخ أبو عمار من عمان وجرى حديث طويل بيننا، كما عقدت اجتماعاً عميقاً ومطولاً وملموساً مع الأخ أبو مازن وفريقه بعد أن كان قادماً من القاهرة، وعقدت سلسلة واسعة جداً من الاتصالات والاجتماعات مع قوى وشخصيات فلسطينية من الأراضي المحتلة، كما عقدت اجتماعاً موسعاً وطويلاً مع جميع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المتواجدين على الأرض الأردنية في مقر المجلس الوطني وبمشاركة الأخ العزيز سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، كل هذا من أجل أن نحل القضايا التي طالت معلقة على الشجرة عشرية من السنين وخاصة أربعين شهراً من عمر الانتفاضة، وبدون حل هذه القضايا لن تستقيم العلاقة الفلسطينية ـ الفلسطينية لتصبح علاقات منتجة ومثمرة موحدة على برنامج سياسي موحد وقيادة موحدة وحكومة جديدة "حكومة ائتلاف وطني عريض".



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ...
- تعددت المشاريع والجوهر واحد إما اتفاق يشرع الضم أو ضم أحادي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- حتى ينجح حوار القاهرة 3 أسس توحيدية يجب أن نتفق عليها …
- هذا الشعب الذي علمنا معاً كيف نحب …
- في الذكرى (86) لوعد بلفور الصهيونية صنيعه الانحطاط الأخلاقي ...
- أنى للداء أن يكون دواء أوسلو – جنيف مرة أخرى بعيون -إسرائيلي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- الذكرى (33) لرحيل جمال عبد الناصر
- عشر سنوات على أوسلو تغييب أسس الحل المتوازن، والمرجعيات أسقط ...
- عشر سنوات على أوسلو تغييب أسس الحل المتوازن، والمرجعيات أسقط ...
- الانتفاضة الفلسطينية رافعة وطنية كبرى
- طاولة مستديرة وحكومة وحدة وطنية
- خارطة الطريق من خطة للتنفيذ إلى ورقة للتفاوض زيارة عباس شارو ...
- بمناسبة ثورة 23 يوليو 1952 حواتمه في حوار حول التجربة الناصر ...
- أيها - الإسرائيلي - المحتل قف … وفكر
- وجود -إسرائيل - حق تاريخي أم أمر واقع
- في البدء كانت فلسطين وستبقى فلسطين التضامن مع اليهود -الإسرا ...
- حواتمه يجيب على أسئلة دنيا الوطن
- مقابلة نايف حواتمه


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - مقابلة مع نايف حواتمه