أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمة ناعوت - هنا فَلسطين!














المزيد.....

هنا فَلسطين!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 09:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أكتبُ إليكم من فلسطين. نقفُ على أرضِ القُدس الشريفة. في باحة المسجد الأقصى، وأمامَنا صخرةُ المِعراج المُشيّدُ فوقها ثمانيةُ حوائطَ تحملُ قبّةَ الصخرة. بوسعي أن أمدَّ يدي فألمسَ حائطَ البراق، الذي عقلَ الرسولُ إليه بُراقَه حينما أُسرى به ليلا. ها نحن نرفعُ علم فلسطين واسعا؛ حتى ليكادُ يظلّلُ مساحةً منبسطة من النهر إلى البحر، عاليًا؛ حتى ليكاد يراه كلُّ من يقفُ على أرضٍ تمتدُّ من المحيط إلى الخليج. ننظرُ يمنةً ويسرةً ولا نشاهدُ إلا وجوهًا عربيةً كريمة. لم يعد من أثرٍ لأنفٍ معقوفٍ، وعيونٍ داهية، وقبعّاتٍ سوداءَ عاليةٍ فوق رؤوس حاخامات، ولا كيبا يعتمرُها مستوطنون يحملون نجمة مسدّسة. أخيرا صَفَا ترابُها لنا، بعد ستين عاما كدنا نفقد خلالها الأملَ لولا صوت فيروز الذي لم يكفّ يوما عن الترداد في أعماقنا: "القدسُ لنا".
أنا أكذبُ؟ نعم، ربما. لكنَّ شيئا من الكذب النبيل لن يُفسدَ العالم. فكلُّ المستحيلات بدأت حُلُما وكَذِبًا! حتى المخترعاتُ هكذا بدأت. وفلسطينُ ليست اختراعا، بل واقعٌ وحقٌّ ووطنٌ وشعبٌ، وحُلم لا نطرحه.
ربما كذبتُ في رسم الصورة الجميلة السابقة، لكنني لم أكذب فيما يخصُّ مشاعري. فقد شعرتُ، رغم أنني في الكويت، أنني بالفعل أقفُ على تراب فلسطين النقيّ من خُطا صهيون، ومن اقتتال فصائله. هكذا شاء المجلسُ الوطنيّ للثقافة والفنون أن تدشّنَ الكويتُ الحدثَ الجللَ الذي سيحلُّ بعد أيام: "القدسُ عاصمةُ الثقافة العربية 2009". قرر د. بدر الرفاعيّ، الأمين العام لمهرجان القُرين، أن يفتتحَ فعالياتِ المهرجان، في دورته الخامسة عشر، بأيام ثقافية فلسطينية. فجاء شعراءُ فلسطينيون: محمد لافي، حلمي الريشة، عبد السلام العطاري، وحضرتْ لوحاتٌ متوهجةٌ بحُمرة أرضٍ مروية بماء شهدائها، رسمتها ريشةٌ فلسطينية بارعة تخصُّ الفنان حسني رضوان. حضر فولكلورُ فلسطينَ بعباءاتِ الصبايا الفاتنات المطرزةِ بخيوطٍ حمراءَ بلون دماء الراحلين، وحضرت دبكةُ فلسطين بإيقاعها الشهير الذي يهزُّ قلبَ كلِّ عربيّ. في رقصات فاتنة حملت عناوينَ: "وادي التفاح، حيفا بيروت، أفراح فلسطينية، مرج بن عامر، طلّة ورا طلّة". وقبل كلِّ هذا حضرَ علمُ فلسطين يحمله أطفالٌ كويتيون صبوحو الوجه واثقون في غد أجمل. كما حضر وجهُ فلسطينَ ذاتِها في ملامح صبيةٍ بهيّةِ الجمال اسمها اعتدال إسماعيل. حتى الكعكةُ التي كُتب عليها "أيامٌ ثقافية فلسطينية في الكويت" كان لها طعمُ تراب فلسطين بقمحها وحليبها وزعترها وكرزها. لكلِّ ذلك لم أكذب إلا قليلا حينما قلتُ: "هنا فلسطين!"
هل سيقدرُ مثقفو العرب أن يزوروا القدسَ حينما تُنَصَّبُ بعد أيام عاصمةً للثقافة العربية، خاصةً بعد تصعيد محاولات تهويد القدس؟(!) أم سيحذو القائمون على الثقافة في كل بلاد العرب حذوَ بدر الرفاعي في مبادرته الرفيعة فيستضيفون مثقفي وفناني ومبدعي فلسطين ليحتفلوا بعامهم على أرض الوطن الأكبر، مادام وطنُهم مازال مُحتلا؟ أرجو ذلك. فالوطن شِقّان. شقٌّ ماديّ هو الأرض، وشقٌّ معنويٌّ نحمله في قلوبنا. ولئن كان الشقُّ الأول مُغتصبا لم يزل، فلا أحدَ في الكون بوسعه اغتصاب القلب. فثمة فلسطينُ في قلبِ كلِّ عربيّ، بعدسها وفومها وبصلِها وقثائها، لا تموت. تحية لهؤلاء الذين يقولون لبعضهم البعض قبل أن يذهبوا إلى فِراشهم: "تصبحون على وطن!"المصري اليوم29/12/08



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يتكلمُ عن الأدبِ مَنْ عَدِمَه!
- سارة
- المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ
- لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ
- أغنيةٌ إلى فينسينت
- هذه ليستْ تفاحة!
- هذه هي الكواليس، سيدي الرئيس
- أنا مؤمن والمؤمن مُصاب، بس انتم لأ!
- ليلةُ غفران
- ليلةٌ تضيئُها النجوم
- الرغيفُ أمْ القيثارة؟
- أنتِ جميعُ أسبابي!
- خلسة المختلس
- العصافيرُ ستدخلُ الجنة
- يا مولانا رفقا بالصبيّ!
- انظرْ أمامَك بغضب
- الجميلة بحق!
- تلصّصٌ على بيتِ شاعر
- فنجان نسكافيه لكل متهم
- تعالوا نركب عَجَل!


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمة ناعوت - هنا فَلسطين!