أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - القصيدة العمودية قصيدة لكل الأزمنة حوار كاشف مع شاعر شفيف اسمه عبد اللطيف الراس















المزيد.....

القصيدة العمودية قصيدة لكل الأزمنة حوار كاشف مع شاعر شفيف اسمه عبد اللطيف الراس


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 07:03
المحور: الادب والفن
    


صاحب هذا الحوار شاعر مغربي "دخل قلعة الشعر من أبوابها ، لم يحمل معه إلا الناي الذي ينفخ فيه هواجسه ولطائفه، ونار العبارة الغارقة في لهيبها وإيقاعها. انه مبدع من القلة التي أصبحت نادرة في زمن شع فيه الشعر وقل فيه الشعراء ، حسب تعبير للراحل محمد بنعمارة ، والشاعر الى ذلك ، من تلك الفئة التي لا تنتظر التصفيق، ولا تستعين بالأنصار، ولا تدعي لنفسها ما يدعيه غيرها لنفسه.
مثل هذا الشاعر، في مثل هذا الحوار ، يراهن على أن القصيدة العمودية هي قصيدة كل الأزمنة بشرط لا ثاني له ، أن يكون صاحبها شاعرا وليس متطفلا على الشعر "
عندما سألته ، كيف يمكن تحديد أثر لشاعر اسمه عبد اللطيف الراس ضمن خريطة الشعر المغربي؟
أنشدني بيتين رائعين ، شكلا منطلقا لحوار ما انهد فيه ولا لان عن موقفه ، الرزين الذي ينبع من سويداء الشعر العربي الأصيل :
أنا شعر من عكـــــــاظ أذوب من العشق والشعر عندي نديم
أخوض القصيد أصيد القوافي ألاطم أمواج بــــــــحري أعوم

عبد اللطيف الراس : في تقديري ، لا يمكن لأي مبدع كان أن يتذكر بداياته الأولى ، وإلا سيكون مخدوعا مفتريا ، ذلكم ، إن الإبداع في نصاعة حقيقته في رأي الشاعر ، لا يستأذن مسكونا ولا مهووسا ولا منبهرا بآيات الجمال الضاربة جذورها بأعماقه ، ليس هناك من إعلان مسبق للإبداع عن بداية مخاضه الجنيني.
إنك مبدع منذ الوهلة الأولى التي أبصرت فيها النور، لتتخلق مرة أخرى خلقة ثانية تقودك الى الاكتواء بالنار المقدسة، إنه وجع الكتابة لا – وجع التراب- هذه المرة ، إنه السفر الى حتفك المنشود.
علاقتك بالمرحوم الشاعر محمد بنعمارة وبرنامج عمره ثلاثون سنة ما معالمه وأسراره ؟

عبد اللطيف الراس : في بداية الثمانينيات ، وكنت يومها طري العود ، غارقا بأحلامي الجانحة حتى النخاع ، تشاء الصدفة الحميمة الجميلة أن أطير بأحلامي هذه صوب مذياع –حدائق الشعر- ذلك البرنامج الأدبي الوجدي الشهير الممتد على مسافة زمنية قصيرة مداها ثلاثون عاما . أجل فقد كان يعمر هذا المنبر المتوهج يومها شاعر مغربي كبير اسمه – محمدبنعمارة- رحمه الله- والذي قتله ذووا قرباه مكانا وزمنا لا رحما، وكان موته المفاجئ خسارة للقصيدة العربية وللشعر بعوالمه . شاعر من خرقة الناسك اللائذ بصمته المهيب يتدفق حيوية ككوثر عذب ، يترقرق هناك ما خلف جنائن الغيوب المكنونة.
شاعر جلبت له شاعريته الخصبة وثقافته الأدبية الواسعة مزيدا مزيدا من جلبة الأدعياء والمتكالبين الذين حاولوا بشتى الأساليب التعتيم والترصد تقزيم هرمه الشامخ ، لكن الهرم بقي مشرئبا كالطود ، راسخا في ثبات أبو الهول المصري أو أكثر وحتى بعد مماته ،
الموسيقى في الشعر أولا ، ثم ما يمور به المجتمع ، أو العكس تفاعل مع الأحداث ثم الموسيقى؟

الشعر أنشودة العرب ، وقديما قالت العرب -أنشدنا من شعرك يافلان- وأنشدنا فلان من شعره – إن قضية – الخليل الفراهيدي- وعروضه الذي شغل الناس ، وأسال لعاب المداد لأجيال متعاقبة من حملة القلم ، هي قضية مصيرية في تحديد ماهية القصيدة العربية- إذا جاز التعبير – والتي لا تستقيم عربية إلا بسحر موسيقى عروضه المنسابة من عيون أبجديته ، والشاعر – محمد بنعمارة- هذا ، كان يضيف لموسيقى القصيدة العربية موسيقاه هو نفسه ، فلقد كان إلقاؤه المتميز للشعر المفعم بنبرته الصوتية الدافئة، أشبه شيء بموسيقى ثانية أخرى ، الشيء الذي كان يشد إليه أسماع مستمعيه بإذاعة وجدة ، وحتى من عامة الناس وأصحاب المهن والحرف الذين لا يفقهون في الشعر العربي شيئا ، حقا لقد كان بلبلا غريدا قادما ومطلا من قلب وتخوم الشرق المغربي الساحر. احتضن أشعاري أو أناشيدي الأولى بكثير من الدفء وحرارة الترحاب كونها تشي في تقديره بميلاد قصيدة عربية أصيلة تستقي أصولها من معين الشعر العربي الذي لا ينضب ، وتتخذ من موسيقاه العربية الخالدة العالقة بالأسماع، نسقها المتجذر في سويداء النغم.
هناك ، ومن على ذاك المنبر المتفرد، قدمت أناشيدي ،
إن العروض العربي منذ- الخليل الفراهيدي- الى موسيقى وإيقاعات – نزار قباني- وكيفية تبنيه لعروض – الخليل- بقصائده المهرولة وقصائده السيداتية الى نساء العالم لا يعتمد أوتادا ولا فواصل صغرى وكبرى إنما هو يحضن قيثارته الليلية المسكرة ليسكبها بأعماق عشاقه ومتذوقيه.
موقفك من الحداثة الشعرية وقصيدة النثر تعتريه نوابض ؟

عبد اللطيف الراس : إنني أصدقك القول إن قصيدة النثر أو – النثيرة- كما يحلو لكثير من النقاد تسميتها لها روادها الأوائل الذين أسسوا لها لكنها الحقيقة فمنذ أمد بعيد. سقطت في شرك النمطية القاتلة لتبحث لها عن ملاذ وهذا هو سر المواجهة اليومية وشبه القطيعة المزمنة للشعر العربي الملعثم مع جمهوره ومتذوقيه بكل البلاد العربية.
بقي واجبا على القول ، بان القصيدة العربية لاهجة وحافلة بنبض الحياة ، تضخ دماء وشرايين ولا يجوز بحال من الأحوال نعتها بالقصيدة العمودية. فالعمود أصلا هو شكل هندسي مفرغ من جماد متجمد ، إنني أومن ومن على هذا المنبر، ومنذ اليوم أطلقت عليها اسم القصيدة العربية. ويبقى على واجبا ثانيا أن اخطئ من ظن يوما أن القصيدة العربية الموسومة –بالطللية- استنفذت أغراضها ، وقد غادر الشعراء كل متردم- كما أشار عنترة بن شداد ذات يوم- وأن صاحب –قفا نبك- هو أيضا قد غادر طللها البالي دونما رجعة أو خيط أمل رفيع في الرجوع. لا يمكن الرجوع مطلقا، لكن القصيدة العربية وفي الألفية الثالثة قادمة وحاضرة وبحلة جديدة مواكبة ومغامرة ، إن ذكرى رحيل أستاذي الشاعر –محمد بنعمارة رحمه الله تعالى لتحيلني غير ما مرة على الموقف الباهت-لاتحاد كتاب المغرب- من رحيله المفاجئ، أو لأنه حصد وفي أخريات حياته رحمه الله كبرى الجوائز الأدبية بالمغرب، وكما يعلم الجميع حياته الزاخرة بالعطاء الذي لم يتوقف.
إني لأذكر له مادمت حيا ، قوله عن ديواني الشعري الأول والمعنون-الحب تراتيل- لقد حظي هو بشرف تقديمه.
حاوره : عزيز باكوش

ملحوظة / عبد الطيف الراس : موظف بالسجن المحلي بفاس ، الدائرة 1



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانترنيت .. من أجل نصرة غزة وإرساء ثقافة الاحتجاج الواعي لد ...
- الحمار يحتل مرتبة الشرف بفاس العالمة
- حوار مع المخرج السينمائي المغربي بوشتى المشروح
- حوار مع رئيس النادي التازي للصحافة عبد الاله بسكمار على ضوء ...
- الكريدي… ذلك الإدمان
- تحديد السعر الأدنى للتسول بفاس في درهم واحد
- الوكالة المستقلة للنقل الحضري لولاية فاس بين الحال والمآل
- المساء والشيشة بفاس
- الكاتب المغربي أجير بالدولار في المشرق، مناضل ببلاش في المغر ...
- حذاء يزار
- الصحافة: سؤال الماهية ومنطق الممارسة تقديم وحوار: عزيز باكوش
- قراء المساء المغربية يدفعون ثمن جرأتها4/6
- عن المستوصف الذي ولد ميتا قبل عشر سنوات بمنطقة -بلكرون-
- كلمة بمناسبة الذكرى السابعة لإنشاء الحوار المتمدن
- قراء المساء المغربية يدفعون فاتورة جرأتها 3 /6
- -جماليَّات الموت في شعر محمود درويش- كتاب جديد للشاعر والناق ...
- خمس مجموعات قصصية جديدة للأطفال آخر إصدارات أحمد هشيمي
- صراع الأفيال تدفع ثمنه الحشائش2
- جريدة المساء المغربية دردشة حول الحكم والتأويلات
- الشاعر المغربي بن يونس ماجن يواصل مسيرته الإبداعية شاعرا بكل ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - القصيدة العمودية قصيدة لكل الأزمنة حوار كاشف مع شاعر شفيف اسمه عبد اللطيف الراس