قراء المساء المغربية يدفعون فاتورة جرأتها 3 /6

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 06:22
المحور: الصحافة والاعلام
    

عذر يومية " المساء" عقب قرارها السهل الممتنع" والمتمثل في رفع سعر الجريدة" ، أنه سلوك حميمي التجأت إليه الجريدة اضطراريا . ثم إن الأمر شان داخلي يهمها وحدها كمتضررة ، وليس من حق أي كان حشر أنفه في مسالة تهم المساء وقراءها المؤلفة قلوبهم ..يبدولي الأمر على هذا النحو ..أتفهم؟؟ قال زميلي
فأجبت متسائلا :ولنفرض أن ذلك حصل؟
هل تمزح؟ قال
أعني ما أقول ، وأقصده ، أجبت على الفور .
ليس صحيحا أن ما وقع ، شأن ثنائي ، يهم الجريدة وقراءها الأوفياء، لكن، دعني أقارب معضلة الزيادة أي زيادة ، في معناها الاقتصادي كضرب موجع للقدرة الشرائية للمواطن ، بصرف النظر عن الجهة المعنية أتقصد أم لا تقصد.
وتابعت متصنعا المرح :
أذكر انك كنت من المناهضين لها ، بل وكنت من الثائرين المنتفضين عقب كل زيادة تمس جيب المواطن ، حتى ولو كانت 5 سنتيمات..في ثمن الخبزة ، والآن ، ماهذا ، مالذي حصل ؟ ، تقول أن الزيادة مبدأ ، و تتوبلها بالثقة والحميمية أيضا ؟
أحنى رأسه بخجل وقال:
" فقط أريد أن يعلم الجميع ، أن مبلغ الزيادة بسيط جدا ، تمليه ظرفية حرجة جدا ، ليس لكونها لا تتجاوز خمسين سنتيما في ثمن النسخة الواحدة ، ولكن لأن اتفاقا مبدئيا يؤطره التضامن والتكافل يلزم الطرفين الاحتكام إلى الظرفية الاقتصادية الراهنة للجريدة على ضوء ماحدث وسيحدث.
-إيوا هذا هو الحق..شي يطلب الشتا ..شي تطيح عليه؟؟؟علقت ساخرا
وتابع في نبرة تسامح :
- فما أقرته الشركة التي تصدر اليومية السالفة الذكر ، تم بموجب مرسوم الحميمية هذا ، لأن الثقة والصداقة بين هذا المنبر الإعلامي الشاب ، وبين مآت الآلاف من قراء ه الأوفياء لا يعتريه شك ، وهو ما يشفع لها ، ثم إن ما يبرر قرار الزيادة في سعر النسخة ، علاقة الطرفين المتفاعلة والمنسجمة بهذا الخصوص .
أجرؤ فأسألك..
تفضل:
ثم تضاحك وهو يضع راحته على كتفي ، فزحزحها بجد وهو يقول :
اسمع يا رجل كفى ميوعة ، ماذا تريد بالضبط؟ وانبرى مسعورا: مالك..
- هل لاحظت تبرم قارئ أو احتجاج آخر؟
- هل سمعت احتجاجا يطالب بإلغاء الزيادة؟
- لالالالا...
- أو تظاهرة.. ضد ارتفاع سعر الجريدة؟؟
- الحقيقة..لا..لا..
- عكس ذلك تماما ماحصل ...عشرات الشيكات الموقعة على بياض تقاطرت على مبنى الجريدة ، والعهدة على الراوي .
- ...صلي على النبي ...
جل استطلاعات الرأي التي أجرتها الجريدة، خلصت إلى شيئين اثنين الأول ، اعتبار المحاكمة غير عادلة ، الأمر الثاني أن القارئ المستهدف والمتضرر بهذه الزيادة غير رافض لها من حيث المبدأ .
نظر إلى الأفق بعينين مجهدتين وقال :
-لا اعرف ..ثم فتر الحماس حبة
ثم أزاح نظارته ، و فرك عينين دامعتين ، ومسح حاجبين يشبهان باقة دفلى برية ثم قال متعالما"
- إلى هنا تبدو الصورة غير واضحة تماما.
قلت كما لو كنت محاميا:
ما يوضح قتامة ألوان الصورة لديك ، هو أن جريدة المساء عمدت إلى زياد 50 سنتيمم في كل نسخة، على خلفية تضامن متعاقد في شأنه مبدئيا من اجل الرفع من مدا خيلها لغرض تسديد مبلغ 600 مليون سنتيمم لفائدة أربعة وكلاء للملك بالقصر الكبير اتهموها بالقذف والتجريح في شخصهم ..وهو عمل تكافلي بكل معنى الكلمة .
آهاها.....طيب..
- وما علاقة القارئ المسكين الغلبان بمشكلة القذف هذه؟
تعددت الروايات ، لكن الحكم واحد . 600 مليون 600مليون 600مليون ثم بعد ذلك ،التضامن ..التضامن..التضامن"
- ثم تابع بصوت متهدج:
- أليس الاجذر بالقضاء أن يعتبر الأمر مجرد حرية تعبير ...وكفى المومنين شر القتال؟
اختلط علي الأمر ...فلم أجد مكانا اختبئ فيه سوى ما تردد على لسان زيان، وقلت بغير اقتناع :
- يعتقد البعض أن مشكلة المساء ذات طابع قانوني، فالمسالة في جوهرها ، تهم الإساءة إلى أربع وكلاء للملك ، وليست مسالة حرية تعبير ؟؟
- المسالة إذن تحتاج إلى بداية الحكاية....
الحكاية وما فيها يا عزيزي "المشروح" هو أن "المساء" التي تصدر كل صباح كانت قد اتهمت الوكلاء الأربع للملك في أعراضهم ، وقذفتهم بأبشع النعوت، وعكرت صفو حياتهم الشخصية واليومية،" حسب تعبير محاميهم " ، وسوقت على ظهرهم ملايين النسخ، حيث تؤكد مصادر من مدينة القصر الكبير مسرح الأحداث ، أن سعر النسخة الواحدة من جريدة المساء وعلى مدى أسبوع كامل في السوق السوداء إبان النازلة، بلغ 10 دراهم...؟؟؟؟ ناهيك عن ملايين الفوطوكوبي و...
-أواه.....
- إلى هنا تبدو الأمور جد عادية ..الجريدة تؤدي واجبها في الإخبار بمهنية عالية ، و على المتضرر أن يلتجئ إلى القضاء..
- عين العقل ؟
- أذن ، ترى من الطبيعي أن يلتجأ هؤلاء إلى القضاء ؟
رد على الفور وبحماس شديد :
بل ، و من الطبيعي أن تساندهم الجريدة الأولى في المغرب "المساء "، وتواكب ملفهم المطلب إلى أن ينصفهم القضاء .
- لا ضير إذن مادام هذا الأخير نطق بحكم لفائدتهم كمتضررين .
- لكن ،أريد أن أسألك ، ولا ديرها مني قلة الصواب..
تفضل.
-هل تستحق المساء هذا الحكم؟ ..... 600 مليون؟؟؟
ومثل سمكة وضعت في زيت يغلي صرخ:
نحسبها حساب العجائز مرة أخرى..
عزيز باكوش يتبع 3/6

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات