أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز باكوش - عن المستوصف الذي ولد ميتا قبل عشر سنوات بمنطقة -بلكرون-














المزيد.....

عن المستوصف الذي ولد ميتا قبل عشر سنوات بمنطقة -بلكرون-


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2492 - 2008 / 12 / 11 - 01:55
المحور: المجتمع المدني
    


حطت بعثة "جهات" الصحفية المكونة من زميلين رحالها بالمكان " منطقة بلكرون "أحواز فاس حوالي 10 والنصف صباحا بعد رحلة قصيرة جدا ، دامت حوالي 20دقيقة ، لم يتوقف خلالها محمول الزميل عاطش عن الرنين ، كان الوقت صباحا ، والشمس حمام تغتسل بطقسه الكائنات عبر البرك والمستنقعات وأحواض المياه المتبقية هنا أو هناك، وهي بالمناسبة حصيلة فيض خريف ممطر ومذرار ليس كسابقه ، أما المهمة، فكانت تتمثل في إنجاز ورقة حول الوضع الصحي بهذه المنطقة الشبه حضرية، والتي لا تبعد عن فاس سوى ب15 كلم .
الطريق الممتد من فاس والى تاونات في اتجاه سيدي احرازم رئيسية ، وعلى طول مبنى القصر السعودي الضخم، لاحت محطة معالجة مياه نهر سبو ، وبدت مثل طائر أسطوري يستمتع بضربة شمس قوية بعد أسابيع قضاها في الوحل ، توقفت السيارة في الطريق عند علامة "خفف السير الدرك" عند منعرج ، وتراءى لنا في الاتجاهين طابور طويل من هياكل تهتز لتقف ، ثم تقف لتهتز ، يتشكل معظمها من شاحنات من نوع 207 ، وأسطول من سيارات الأجرة البيضاء التي خلقت لتقتل وتزهق أرواحا بريئة كل يوم في هذه المنعرجات الخطيرة .لذلك بات التوقف ضروري هنا ، والآن ، كان الوضع أشبه بمحطة أداء في لطريق سيار حيث دورية للدرك من عنصرين فقط ، تقوم بمهام التفتيش والرقابة .
أوقف عاطش محرك سيرته بباب وحدة تعليمية نموذجية لمنطقة بلكرون التابعة لإقليم مولاي يعقوب ، وفجأة ، وفيما يشبه فرصة صيد ثمين ، جهز الزميل بسرعة آلة تصوير رقمية صوب مبنى مهجور ، حيث يقبع أمام الباب منه مشرد في وضع قرفصاء ، وسدد لقطة ثمينة ، كانت أول الحكاية.
كيف يتدبر أهالي المنطقة وضعهم الصحي؟

كان السؤال الهاجس هو ، كيف يتدبر الأهالي المنطقة النصف حضريين أمورهم الصحية ؟ وماهي الأسباب التي أعاقت أداء هذا المستوصف لوظيفته؟ ومن يتحمل المسؤولية في ذلك ؟
حسب أقوال بعض سكان المنطقة ، فان البناية "المستوصف" تم بناؤه قبل 10 سنوات فوق مساحة تقدر ب200متر مربع ، وذلك من طرف جماعة عين قنصرة وعمالة فاس المدينة آنذاك ، وكان حلم الدوار ،وأبناء المنطقة بكاملها على أمل انتشالهم من متاعب التطبيب المادية والمعنوية ، و ليساهم في حلحلة الوضع الصحي الميت بالمنطقة ، ويعفيهم من مصاريف باتت تقل كاهلهم المثقل أصلا ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوقاية الضرورية أثناء مضاعفات الحمل والوضع، وإتاحة أفضل الفرص أمام الأمهات والأطفال، من ساكنة المنطقة للحصول على حقهم في التطبيب والصحة والرعاية الاجتماعية .. لكن لا شيء من ذلك حصل .
موقع استراتيجي..لكن؟؟؟
يقول عبد المالك نشيط ابن الدوار وحارس الوحدة المدرسية "
البناية التي أمامكم شيدت فيما يتذكر سنة 1999 ، غير مجهز بالماء ولا بالكهرباء ومنذ ذلك الحين إلى الآن لم يفتح أبوابه سوى مرتين الأولى لحملة تلقيح ، والثانية خلال استغلاله من طرف الهلال الأحمر المغربي ". ويضيف مدير "وحدة بلكرون التعليمية" التي تشبه في أناقتها وجاذبيتها كلية ليست متعددة الاختصاصات من حيث الجمال والعناية التربوية ، رغم وجودها خارج المدار الحضري "أن هذا الالتباس " وزارة الصحة، و الهلال الأحمر " خلق أزمة حادة في الفهم كان لها تداعيات غير محمودة ، أدت في الكثير من الأحيان إلى نشوب حرائق هنا أو هناك على خلفية الأداء ، فبينما يرى البعض من ساكنة الدوار أن ثمن الحقنة واجب وضروري بالنسبة لممرض تابع للهلال الأحمر المغربي ، يرى البعض الآخر ، أن الأمر يتعلق بصحة عمومية غير مؤدى عنه خاصة بالنسبة للمستضعفين ، وبالتالي يعتبرها حلاوة غير ملزمة .

ويروي أحد السكان "إن نزاعا بين ممرض تابع للهلال الأحمر المغربي وبعض السكان كاد يصل إلى ردهات المحاكم . والى حدود الآن ما يزال الالتباس حاصلا ، فما بين المجانية والأداء ، تنبت خرافات ومحكيات ، البعض من الساكنة يعتبر أن الأمر رشوة معتقدين " أن البناية حكومية والممرض موظف دولة ، فلا ضرورة لاداء 10 الدراهم ثمن الحقنة ، فيما الإجماع منعقد أن خدمة الهلال الأحمر ، ليست مجانية .
تبذير للمال العام في مشاريع ميتة
الوضعية الصحية بمنطقة بلكرون التابعة لعين قنصرة ، بالجنوب الشرقي لفاس ، بالنسبة لمعظم من التقينا بهم من اطر التعليم واعيان المنطقة واحدة من "النقط السوداء" التي تجر المنطقة إلى أسفل درجات سلم التنمية البشرية، والتي تستدعي حسب أقوالهم مجهودات حقيقية للنهوض بمنطقة بلكرون وإخراج ساكنتها من براثن الإقصاء والتهميش. إلى ذلك يتدبر الأهالي أمورهم الصحية بفاس عبر الانتقال إليها عبر وسائل النقل العمومية ، ولعل هذه مسلمة يؤكدها المبنى الذي ينتصب مهجورا منذ 10 سنوات بجانب وحدة مدرسية بلكرون من غير أن يتهم أحد في تبذير أموال الجماعة في مشاريع لا تعود بالفائدة على ساكنة المنطقة .


البناية المهجورة " المستوصف" التي انفق على تشييدها الملايين إبان حملة انتخابية مشبوهة ، وكغيرها من البنايات بدا يلوح في الأفق شبح تآكل جنباتها بفعل عدة عوامل منها ماهو ذو طبيعة بشرية ، ومنها ما له علاقة بالطبيعة ، أما الإهمال فحدث ولا حرج ، حيث يتوقع أن يصل المبنى قريبا إلى وضعية تدهور حادة ، إلى درجة بات يقر أهالي المنطقة بأهمية استغلاله مدنيا ، خاصة وانه سبق أن استغل على فترات لتنظيم حملات التلقيح، وملجأ للعابرين وأبناء السبيل ، فيما أكد لنا مصدر من عين المكان ، أن هناك حديث جار بتحويل المبنى إلى ناد لحساب جمعية ما..."
وللاستحقاقات الانتخابية واسع النظر .
حسن عاطش –عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة بمناسبة الذكرى السابعة لإنشاء الحوار المتمدن
- قراء المساء المغربية يدفعون فاتورة جرأتها 3 /6
- -جماليَّات الموت في شعر محمود درويش- كتاب جديد للشاعر والناق ...
- خمس مجموعات قصصية جديدة للأطفال آخر إصدارات أحمد هشيمي
- صراع الأفيال تدفع ثمنه الحشائش2
- جريدة المساء المغربية دردشة حول الحكم والتأويلات
- الشاعر المغربي بن يونس ماجن يواصل مسيرته الإبداعية شاعرا بكل ...
- دفاعا عن الضحك خارج أسوار رمضان
- إمكانية التسليم المؤقت للأطفال المتخلى عنهم- الكفالة- بات مت ...
- الدكتور يحيى اليحياوي في رصد دقيق لتطورات للمشهد الإعلامي ال ...
- الاعلامي المغربي المغترب محمد نبيل يرصد بدقة تموجات المشهد ا ...
- الشاعر المغربي عبد الرحيم أبو صفاء يوشوش عند منعطف السمع
- عندما تنهض الصين ، يختل العالم وينهار ، والبداية من أمريكا
- الشاعر المغربي محمد الشنتوفي .. سحر الغموض ، و فتنة الآسر
- على هامش الانفلاتات الأمنية بمدينة فاس المغربية فعاليات سلفي ...
- برنامج alef- كمشروع تعاون تربوي ثنائي مغربي أمريكي في أبعاده ...
- الباحث في علوم التربية محمد العبدلاوي في حوار هام
- آسيا تقرأ كتبها على المحمول..والعرب يستمتعون
- جيل السراويل الساقطة والرنات
- تناقضات ومفارقات غريبة قي قلب العاصمة العلمية المغربية


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز باكوش - عن المستوصف الذي ولد ميتا قبل عشر سنوات بمنطقة -بلكرون-