أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - مأساة واقعة الطف..... دروس وعبر بمنظورين















المزيد.....

مأساة واقعة الطف..... دروس وعبر بمنظورين


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تمر هذه الأيام الذكرى السنوية لاستشهاد الامام الحسين (ع) في أول مجزرة أنسانية رهيبة تحدث في التاريخ الاسلامي على أيدي الامويين والتي لم يسلم منها حتى الاطفال والنساء, وأستخدمت فيها كل الاساليب الهمجية في القتل والترويع والانتقام, ولهذا تستوجب الوقوف وقفة جادة على احداثها المؤلمة والاهداف النبيلة المبتغاة منها, رغم عدم تكافؤ العدة والعدد بين طرفين متحاربين, فجيش يزيد بن معاوية تجاوز ال70 ألف مقاتل وجيش الامام الحسين (ع) 77 فردامن أهل بيته وأصحابه المؤمنين حقا بالرسالة الاسلامية المحمدية السامية.
ولكي نستمد من الذكرى بريقها التاريخي لا بد من الاشارة الى أهم الاهداف التي أعلن من أجلها الامام الحسين (ع) ثورته: :
1_ أن الثورة الحسينية لم تكن ثورة قطرية أو أقليمية, وأنما كانت ثورة عالمية بكل معنى الكلمة ضد أنظمة الظلم والجور والطغيان والفساد والضلالة, وأن دمائه التي عطرت ثرى كربلاء ما زالت مشعلا ينير الدروب لكل المناضلين الشرفاء على مر التاريخ,مستلهمين من أفكاره منهاجا لعملهم ونضالهم في التحرر والانعتاق من العبودية,فهذا غاندي يعلن مقولته الشهيرة( تعلمت من الحسين (ع) كيف أكون مظلوما فأنتصر) .
2_ العطاء الذي لا يعرف الحدود من خلال تضحيته بأولاده واخوانه من الرجال و النساء ونفسه الزكية وصحبه الميامين الكرام لاحياء الحق وأماتت الباطل .
3_ الشجاعة والحمية ورباطة الجأش وثبات الايمان في المعركة, حيث لم يبالي وأصحابه من كثرة جيش يزيد , ولم يرتهبوا لجعجعة سلاحهم, وذادو بكل شرف ورجولة عن حرائر النبي وأل بيته من الاطفال والنساء.
4_أن جيش الامام الحسين(ع) رغم قلته تجسدت فيه للانسانية جمعاء مظلوميتها وكيفية المطالبة بحقوقها, فنجد في جيشه الحبشي الاسود اللون والتركي والنصراني, وكلهم مخرين وغير مجبرين على القتال, حيث طلب منهم ولاكثر من مرة الرحيل عنه ,لان جيش يزيد يطلب دمه وليس دم أصحابه , وبهذا يعطي درسا في الحرية, وأن الانسان يولد حرا ويموت حرا بدون كره وأجبار .
5_ الاصلاح والعدالة والمساواة للمجتمع الاسلامي, حيث أن الامام الحسين (ع) أعلن ثورته بعدما جارت البلدان الاسلامية من ظلم وجور يزيد والانحراف عن المبادي الاسلامية التي جائت بها الرسالة المحمدية , ومقولته الشهيرة في ساحة المعركة( أني لم أخرج أشرا ولا بطرا, وأنما خرجت لطلب الاصلاح لامة جدي )
6_ علمتنا الثورة الحسينية كيفية أنتصار الدم على السيف, حيث أن ثورة الحسين أستطاعت أن تحطم حاجز الخوف المحيط بالشعوب الاسلامية من قسوة وظلم يزيد, ومهدت لقيام الثورات والانتفاضات ضد نظام أل أمية مثل ثورة المختار بالكوفة, وثورة زيد بن علي , وثورة الحسين بن علي الخير في المدينة (المعروفة بواقعة الحرة) وأستمرت الى أن تم أسقاط الدولة الاموية..
ان الثورة الحسينية مدرسة فكرية متكاملة المبادي لا يمكن الخوض بكل أعماقها بسهولة وأن الوفاء لقضية الحسين ليس بالمظاهر والقشريات , بل بجوهر الانتماء الفعلي لمعسكر الحق وأن نكون أشداء على الباطل وأهله رحماء بيننا.
الحسين (ع) أراد أن يعلن من خلال معركة الطف درس لا ينسى على مر الدهور في الصمود والتحدي والاصلاح والحرية والتمرد على الطغاة وعدم ظلم الاخرين, مضيئا شموع الامل والاصلاح لهذه الامة لكي تعيش حياة كريمة حرة شامخة ترفل بالعز والسؤدد
أستطاع الحسين (ع) أن يجسد حيثيات الاسلام حيث تطبيقه المتناهي بكل تعاليمه , حيث أن الاسلام بدؤه محمدي وبقائه حسيني ويمكننا القول وبكل ثقة لولا الحسين لم يبقى من الاسلام ألا أسمه ومن القران ألا وسمه.
هذا غيض من فيض الثورة الحسينية الخالدة على مر السنين من المنظور العقائدي الاصلاحي للحياة العامة.
أما المنظور الثاني فهو الجانب العاطفي والذي ينظر اليه على أنه مجرد أقامة شعائر حسينية لإحياء ذكرى واقعة الطف كونها واقعة مأساوية أنسانية وما جرى على عائلة الحسين من حرق الخيام وقتل النساء والاطفال وسبي عائلته , دون التعمق في مبادي وأهداف الثورة الحسينية وما مطلوب منا في هذا العصر ان نسترشد ونسير علية من تعاليمه وقيمه.
أن الامام الحسين لم يستشهد هو وأصحابه من أجل أن نبكي ونلطم عليهم دون الاخذ بمبادئه السامية في حياتنا اليومية العامة......
أن الامام الحسين لم يضحي بكل ما يملك في الحياة من أجل أن نتاجر بقضيته لكسب الاموال والعواطف ورفع الشعارات الفارغة وتسيس ثورته وتجيرها لجهة معينة.
أن الامام الحسين الذي أعلنها صرخة مدوية في كربلاء ( ان كان دين محمد لم يستقم ألا بقتلي فيا سيوف خذيني) يتعارض نداءه هذا مع المساومين على الحق والمداهنين مع الباطل.
أن الامام الحسين (ع) الذي ضحى من اجل البشرية جمعاء دون تمييزيرفض أن تختزل ثورته في مذهب أو دين أو طائفة أو عرق, فالحسين نبراسا لكل المناضلين الشرفاء وثورته درسا لكل المظلومين, وأن من صلب أهدافها مقارعة الظالمين , فكيف نسمح لانفسننا وبأسم ثورة الحسين ومبادئها أن نكون ظالمين جدد على الشعوب؟؟؟؟؟؟
ثورة الحسين ثورة على الفساد والمفسدين في كل مفاصل الحياة وتجد في عالمنا اليوم من يتباكى على مظلومية الحسين وهو من يعمل على نشر الفساد والتستر على المفسدين, وليعلم المتباكين على مظلومية الحسين بأنها أنتصار للحق على الباطل والشرك ,وأنتصار أرادة الخير على ارادة الشر والظلام,,,,,,,,,
كفانا تبجحا بثورية وشعارات الحسين وتسيسها لمصالحنا الخاصة.,, والتجارة بدماء الاخرين .
كفانا أن نجعل من مأساة الحسين مسخرة للاخرين,من خلال أقامة شعائر أسالة الدماء والشبيه.
الى متى تبقى الايادي الخفية المشبوهة ترقص وتلعب على جراحنا وتترك أداب وفكر وصلابة وخلق الحسين.؟
الى متى نبقى في مستويات تافهة توصلنا الى مخرفين في نظر الاخرين,والى وسيلة من وسائل الابتزاز والخرافات ؟
الى متى نبقى نعتبر أن أستيراد القامات والسيوف والزناجيل ,من احدى ركائز الدين وأن احياءهكذاشعائر هي من تقوى القلوب؟؟
كفانا دجلا وشعوذة وتجارة واستغلالا لمسيرة الحسين ,,,,
كفانا ظلما وعدوانا وقتلا وبأسم نصرة الحسين,,,,,,
كفانا أستجداءا ونهبا وطمعا تحت يافطات الثورة الحسينية,,,,
كفانا جهلا وتخلفا عن قيم الامام الحسين من خلال توجهات أقزام المنابر في التحريض على الفتنة الطائفية والفرقة الدينية,,,,
فالامام الحسين (ع) يبقى منارا وخالدا على مر العصور وملكا للحياة الانسانية جمعاء , وأن أعمارالطغاةلقصيرة..............



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( الغول الديني يطل برأسه من جديد ))
- شراء الذمم وما يترتب عليه من مأسي للاجيال اللاحقة/الحلقة الث ...
- التطرف الديني يحرق غزة كما أحرق الجنوب اللبناني
- (( شراء الذمم وما يترتب عليها من مأسي للاجيال اللاحقة))
- أنتخابات مجالس المحافظات وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين
- الذكرى ال60 لحقوق الانسان/ أحتفالية خجولة وأعلام فقير
- هل ستلقي أعياد الميلاد بضلالها على العالم
- قادة العراق الجديد على خطى الطاغية المقبور
- (( االصراع الطبقي والفكري وأنتخابات مجالس المحافظات))
- (( عبطان والنجف الاشرف -أعمار أم دمار))؟؟؟
- ((قناة الجزيرة تتباكى على عروبة العراق و شمعون بيرز يتجول في ...
- شد الأحزمة والتقشف , المحصلة النهائية لحكم أحزاب الإسلام الس ...
- 7 أيام وثلاث رسائل بليغة للارهابين
- مشروع وطني في زمن اللاوطنية
- تهنئة لموقع الحوار لدوره الريادي في بناء ثقافة تتطلع اليها ا ...
- أقليم البصرة يبدد أحلام الأمارة الحكيمية
- ((هجمات مومبلي ووجوب مكافحة الفكر التكفيري)
- الإرهاب وأنعكاساته السلبية على ثقافة الطفل
- متى أصبحت أرض الرافدين لا تطعم أبنائها يا وزير الزراعة ؟؟؟
- حجب المواقع العلمانية وخوف الانظمة الرجعية والدينية المتزمة ...


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - مأساة واقعة الطف..... دروس وعبر بمنظورين