أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال محمد تقي - لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !















المزيد.....

لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قاتل اهل فلسطين الجراد الصهيوني المهجر من اوروبا لاستعمار ارض فلسطين ، لكن فلسطين كانت تحت الاحتلال البريطاني ، ولويد جورج نفسه كان مسيحيا متصهين باعترافه شخصيا ، فالصهاينة حلوا بارضها وهم منظمون ومجهزون ومحميون ولهم مشروعهم المسنود من اشد فئات الراسمالية اليهودية والعالمية عنصرية واستعمارية ، كانت تل ابيب في الثلاثينيات المستعمرة الكبرى للصهاينة في فلسطين ، وكانت يافا وحيفا تشهد على نبت شيطاني حولها من المستوطنات ، كل مدن الساحل الفلسطيني اضافة الى القدس ـ الغربية ـ طبعا شهدت نشاط محموم لشراء ما امكن من عقارات واراض وباسعار مغرية مدفوعة من الصندوق القومي اليهودي ، في كل مستوطنة كان هناك جيش للدفاع الذاتي يتدرب ويستعد لساعة الصفر ، لم تكن فلسطين مغرية ليهود اوروبا من غير الصهاينة ، ولم يكونوا يفكرون بغير بلدانهم الاصلية بديلا ، حالهم في ذلك حال اليهود العرب الذين كانوا يتمسكون باوطانهم بل ويضحون من اجلها وكانت لهم فيها كما لغيرهم من السكان ، كان يهود العراق مثلا يندمجون بالحياة العامة ولهم مواقع اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية هامة ، فليس غريبا ان يكون اول شهيد شيوعي في العراق يهوديا ، وليس غريبا ان يؤسس الحزب الشيوعي العراقي لجنة خاصة بين اليهود العراقيين باسم لجنة مكافحة الصهيونية ، وليس غريبا انه وحتى يومنا هذا هناك شيوعيون عراقيون من اصل يهودي يناصبون الصهيونية وكيانها العنصري في اسرائيل العداء ويفضحون زيف ادعاءاتها التي لا تخرج عن كونها رداء كاذب يستر حقيقتها كجسر للمصالح الحيوية للامبريالية في المنطقة ، ام سلام زوجة القيادي الشيوعي بهاء الدين نوري ، وقبلها من لا يعرف سعاد خيري المناضلة والكاتبة والمؤرخة وزوجة الرفيق زكي خيري ، عميدة المصري ، عادل المصري ، حسقيل قوجماني ، وغيرهم بالعشرات ، ومعنى كلامي هذا ان الحركة الصهيونية بحاجة الى اعداد كبيرة من اليهود لتنفيذ مشروعها وعندما لم تجد تجاوبا راحت تتأمر عليهم في بلدانهم واخذت تخيفهم وتنظم فرق خاصة لافتعال اعمال القتل والتخريب فيهم وفي ممتلكاتهم ، ثم تاتي وتعرض عليهم المساعدة مع تسهيلات الهجرة ، لقد تم التعرف على وثائق ثبوتية تؤكد التعاون بين النازية والصهيونية لتهجير يهود المانيا ومن ثم يهود اوروبا ، من خلال اضطهادهم وقتل اعداد كبيرة منهم ،
حتى الفرهود الذي حصل في احياء يهود بغداد ايام حركة رشيد عالي الكيلاني كانت بفعل فاعل هيج الرعاع لتحقيق الاغراض المرسومة باجبار اليهود على الهجرة !
لقد نجحت الحركة الصهيونية في جمع المزيد من يهود اوروبا والشرق الاوسط على ارض فلسطين وحينها استشعر الفلسطينيون المخاطر المتزايدة فقامت انتفاضات وثورات ومواجهات عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني ، وثورة 1936 ، لكنها جميعا قمعت من قبل قوات الاحتلال البريطاني الذي راح يسلم مقاليد الامور تدريجيا الى الصهاينة ، فتسلموا المطارات والاليات والاسلحة الثقيلة ، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية افتعلوا مواجهات بينهم وبين البريطانيين حتى يسرع البريطانيون بقرار الانسحاب ، وترك الصهاينة يسيطرون على مفاصل الحياة في البلاد ، وعندها اندلعت الحرب بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني ، حتى جاء قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية ، وفورا سيطر الصهاينة على ما امكن من مصادر المياه ومن مفارق الطرق ومن الموانيء والمعسكرات والمواقع الاستراتيجية ، فهم كانوا مستعدون لهذه الساعة وكان لديهم جيشا عقائديا مسلحا ومدربا ، وعندها حاولت الانظمة العربية المتواطئة والخاضعة اصلا للاحتلال البريطاني والفرنسي تبرئة ذمتها من النكبة الفلسطينية فارسلت دول الطوق العربي جيوشها تحت شعار انقاذ فلسطين ، والمفارقة ان اكبر جبهة فيها ـ الجبهة الشرقية ـ كانت تحت قيادة اللنبي وهو قائد عسكري بريطاني مسؤول عن الجيش الاردني ، وهناك اكتشفت النخب العسكرية بانها ارسلت لتفادي الحرج الذي وقعت فيه الانظمة التابعة لنفس الاستعمار الذي وعد الصهاينة بوطن قومي لليهود في فلسطين وحقق وعده وليس هذا فقط وانما تعهد بحماية مطلقة للدولة الصهيونية ، كانت ذخائر الجيش المصري فاسدة ، وكانت اوامر القيادة العليا صارمة تجاه الجيش العراقي لتوقفه عن التقدم بعد ان اكتسح كل دفاعات الصهاينة وتقدم للعمق معتمدا على حماسة عناصره ، وجاء القرار الاممي الجديد بايقاف الحرب ، والاعتراف باسرائيل ووضعت الضفة الغربية بعد ان قضم منها ما قضم تحت الوصاية الاردنية ، ووضعت غزة التي كثفت لغزة الحالية تحت الحماية المصرية !
كانت لانتصارات الجيش الاحمر في الحرب على النازية ولقيام دول المنظومة الاشتراكية اثره البالغ على حركة التحرر الوطني العربية والفلسطينية ، وكانت عونا لها في ثوراتها الجديدة ، انتزاع استقلال سوريا ولبنان في نهاية الاربعينات على اثر سقوط حكومة فيشي ، ثورة 23 تموز في مصر ، 14 تموز في العراق ، واصبح هناك مد قومي تقدمي متحالف مع السوفيات ومتصارع مع الصهيونية حليفة الغرب الامبريالي عامة والامريكي خاصة ، وكان التصارع بين المد القومي التقدمي وبين البلدان التابعة للمعسكر الامبريالي شديدا ، وبمعنى من المعاني فان الدول العربية التابعة ـ الاردن والسعودية ودول الخليج ـ كانت موضوعيا في ذات الخندق مع اسرائيل وامريكا بالضد من المد القومي التحرري !
لقد قامت اسرائيل بالتامر على مصر اثناء ازمة قناة السويس وشاركت في العدوان الثلاثي عليها دون مبرر يهددها في حينه ، كانت الجماهير العربية والفلسطينية تجد ضالتها بالمد القومي التقدمي ، وعلى هذا الاساس كان انبثاق منظمة التحرير الفلسطينية والعمل الفدائي كطريق رئيسي لانتزاع الحقوق المشروعة المغتصبة ، في حرب 67 انتصر التحالف الامريكي الاسرائيلي الرجعي العربي على جيوش دول الطوق وخاصة مصر وسوريا وتم احتلال كامل فلسطين مع سيناء والجولان ، وكانت عوامل الهزيمة داخلية وخارجية ، فالشمولية الخانقة كانت تعمي الابصار عن رؤية مواطن الفساد والاستبداد كما هو الحال في شمولية نظام الحليف السوفياتي ذاته ، اضافة الى تكريس امريكا للقوة الاسرائيلية اقتصاديا وعسكريا لتكون اقوى قاعدة متقدمة لها في المنطقة ، رغم ذلك حاولت الانظمة التقدمية كسر قاعدة هذه الغلبة فكانت حرب 1973 التي يعتبر النظام الناصري الاب الروحي لها رغم رحيل عبد الناصر فكان نوعا من رد الاعتبار الذي يمكن البناء عليه لانجاز تسوية عادلة تتناسب مع موزاين القوى القائمة ، ولكن ارتداد النظام المصري الساداتي الذي سلم مقدما بان 99 % من اوراق اللعب في المنطقة بيد امريكا ، قد كسر ظهر الصمود والتصدي العربي بوجه الاطماع الصهيونية التي تدرك ان موازين القوى تساعدها على تحقيق اهدافها بالحرب او بوسائل اخرى !
عندما انهار الاتحاد السوفياتي واصبحت امريكا هي الخصم والحكم ارتفعت قامة اسرائيل وراحت تستدرج من كان يعاديها لتحتويه بالاتفاق او النفاق كل هذا في عز التحالف الامريكي الرجعي العربي حتى ساد منطق التطبيع مع اسرائيل وعلى علاتها وراحت امريكا تلوح بتحالف امريكي اسرائيلي عربي معتدل بالضد من كل مارق وخارج على مشاريعها دول او حركات !
اعترفت منظمة التحرير باسرائيل وعاد عرفات ومن بقي معه من الفدائيين الى غزة ـ 40 كيلو متر طولا و10 كيلو مترات عرضا ـ وقامت السلطة الفلسطينية على فص صغير من ارض الضفة الغربية ، سلطة بلا سلطة بعد مرور اكثر من عشر سنوات على اتفاقيات اوسلو ، لا عودة للاجئين ولا قدس في القدس ، عاد عرفات ليسجن في بناية المقاطعة وليقتل هناك وكأن اوسلو كمينا لانهاء الثورة الفلسطينية ، ومازالت فلسطين لب الصراع فالمشكلة لم تحل ليس لان الحوارات ليست جدية وليس لان الحلول تتطلب شجاعة في التنازلات المتبادلة ، بل لان المشروع فاشل من حيث الموضوع فافلسطين الحالية لايمكن ان تشكل دولة قابلة للحياة ، وقيام دولة فلسطينية حقيقية يعني توقف اسرائيل عن التوسع الاستيطاني وعن سرقة مياه الضفة وعن طرد فلسطينيي 48 !
اسرائيل تعرف نفسها بانها دولة يهودية ، فما مصير الاقلية الفلسطينية فيها ـ مليون فلسطيني ـ
اسرائيل ترفض عودة الاجئين ، وترفض مبدأ فلسطينية القدس الشرقية !
اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية لا يكفلها الشعب المصري بل تكفلها امريكا وهي قابلة للانتهاء بمجرد سقوط النظام الاستبدادي الحاكم فيها !
ونفس الشيء بالنسبة للاردن !
لقد سقط الاستسلام الفلسطيني ، وسقط مشروع احتواء الثورة الفلسطينية بعد تدجينها بمؤسسات منظمة التحرير الذائبة بالسلطة المنتفخة ببذخ المعونات ، فالمشكلة لازالت كما هي راح عباس او رجع
مازال اليسار الفلسطيني الثوري عدوا لاسرائيل ونهجها الصهيوني اما المبتذلون منهم والذين تعاملوا مع السلطة كمكاسب شخصية يدافعون عنها بوهم الانجاز الوطني ، فان الواقع يدحض كل ادعاءاتهم !
حماس والجبهة الشعبية والجهاد ويسار فتح الذي تلقى عناصره في سجون اسرائيل بتواطؤ من سلطة عباس الطفيلية كلها حركات شعبية لا تؤمن بالاوهام ولا تؤمن بسياسة التبعية والاستجداء النضال وبكل الوسائل ضد الصهاينة نازيي العصر لانتزاع الحقوق !
ان حل الدولة الواحدة لشعبين حل منطقي لا بديل عنه ، والمكفول دوليا بايقاف كل اشكال الهجرة اليهودية وفي عودة من يرغب من الاجئين وفي نزع اسلحة الدمار الشامل وفي ارجاع الاراضي المغتصبة لاصحابها الشرعيين وفي تشكيل لجان البحث عن الحقيقة والمسامحة كما حصل مع نظام الابارتايد في جنوب افريقيا ، دون هذا فان الاستقرار في الشرق الاوسط حلم بعيد المنال ، حتى لو انتهت حماس او حتى لو بلع البحر غزة ، او حتى لو نقلوا قبة الصخرة من القدس الى المقاطعة في رام الله ، حتى لو استقبلت امريكا وكندا واستراليا مليون لا جيء فلسطيني من لبنان والاردن وسوريا وحتى وحتى ، حتى لو رفرف العلم الصهيوني على الكعبة !
عجبي على من يسمي نفسه يسارا وهو في اليمين سيرا ومصير !
عجبي على يساري عديم الضمير !
عجبي على يسار كالنعام يضع راسه في الرمال مخذولا كسير!
عجبي !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرد نوعي في حوار 2008 !
- اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
- بوش يفي بوعده !
- لا يصح الا الصحيح يا عبد العال !
- صدام الحضارات قاعدة لصناعة الارهاب النوعي !
- من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟
- - القنادر- العراقية في وداع الامبراطور الاخير !
- من يخلط الارهاب بالكباب في شمال العراق ؟
- الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !
- أسمه بالانتخابات وصوته مجروح !
- لا عزاء للنساء في العراق !
- غزة لا تشرب ماء البحر !
- التجربة برهان والحوار المتمدن مضمون لعنوان !
- من وسيلة انقاذ الى جسر للتبعية !
- كروكريضحك على عقول برلمانيي المحاصصة !
- الارهاب في مجلس النواب !
- لماذا لايريد التحالف الرباعي التصويت على الاتفاقية باغلبية ا ...
- البصمة القاتلة !
- الاحتراق الكبير
- انتخابات الدولة الفاسدة اعادة لانتاجها!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال محمد تقي - لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !