أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 7... أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك














المزيد.....

تجارب دنماركية 7... أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:51
المحور: المجتمع المدني
    


هذه التجربة عراقية وليست دنماركية ،والحمد لله إنها وئدت بمهدها ولم تتطور..!
حدث هذا قبل سنوات لأحد المعارف من اللاجئين العراقيين ،وكان قد حصل وعائلته على حق اللجوء ،ومن ثم الإقامة في الدنمارك،كان برفقته زوجته وثلاثة أطفال ،ولدين ،وبنت صغرى ،يبلغ أكبرهم من العمر خمس سنوات.
كانت البنت ،في الثالثة من عمرها ،واعتادت ،كلما ضايقها احد إخوتها ،أن تتجه إلى أبيها بنظرة،كأنها اتفاق سري بين الاثنين ،يومئ الأب برأسه علامة الموافقة على نظرتها ،فتقوم الصغيرة بحركة سريعة مباغته باتجاه خانة الأحذية في البيت حاملة مايقع بيدها " نعال أو حذاء " تعطيه للأب فيقوم الأخير بقذفه باتجاه احد إخوتها ممن قام بمضايقتها ،وماهي إلا لحظات حتى يعم السلم والأمان الدوليين في البيت،وهكذا استمر الحال لبضعة أشهر ،الأب فرح بذكاء ابنته الفطري كما يسميه ،وهي قطعا فرحة بسلاحها الفعال الخفيف الحمل ،والمتواجد أينما حلت وأنى شاءت.
بعد فترة من التحاق الصغيرة بروضة قريبة من سكنهم ،اتصل بهم احد المترجمين العاملين في بلدية المدينة ،يبلغهم بضرورة الحضور لموعد مهم يصاحبهم فيه،لاجتماع مع التربويين في الروضة وبلدية المدينة !
كان اللقاء للاستفسار عن حالة غير طبيعية تصيب الطفلة، ولهذا رأى التربويون أن يستشيروا العائلة بعد موافقتهم بعرض صغيرتهم على أخصائي علاج نفسي للأطفال.
كانت هذه الحالة الغريبة بنظر التربويين ،شروعها كلما ضايقها احد الأطفال الآخرين بالصراخ متجهة إلى مكان الأحذية حاملة إحداها ،تعطيه لأحد التربويين ،مشيرة بيدها طالبة قذف احدهم به ، ولا تريد أن تتوقف قبل إتمام الفعل...!
الأسئلة عديدة ،وسؤال واحدا لايعرفه الأب ذاته ،وهو : لماذا أحذية بالذات؟!
هل هي العادة ،أم الجينات ،أم رمز فلكلوري..أم غيرها ..!
سألت المربية إن كانت الطفلة تقوم بهذا في البيت أيضا ؟أجاب الأب: بنعم.
قالت المربية : خصمها بالطبع إخوانها الأكبر سنا؟
أجاب الأب: نعم.
تدخلت مشرفة البلدية بسؤال مباغت:هذا يعني أنت وأمها تساعدانها بقذف الأحذية على إخوانها الأكبر سنا؟
أجاب الأب مبتسما:ليس أحذية تماما، لكن " نعال خفيف " لأنهم مازالوا صغار!
قالت المشرفة:أي انك تقوم بضرب أطفالك الآخرين، بها حين يستوجب الأمر؟!
هنا اصفرّ وجه الأب وأدرك انه دخل في مأزق ،لأنه سمع كثيرا عن عوائل ،انتزعت منهم أهلية حضانتهم لأطفالهم،ومنحت لعوائل ،أخرى أجدر بالتربية،بسبب ضربهم لاطفالهم، ولحسن حظ الأب صمتَ ولم يتكلم ..!
اخبروه إنهم سيقومون باللازم لعلاج الصغيرة ،ولكنهم لن يستطيعوا شيئا بلا مساعدة العائلة ،التي يجب أن تقوم بدورها التربوي في هذا ،وهكذا أرشدوه ،إلى كيفية العمل ،مع التأكيد على ملاحظة أخيرة إن ضرب الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون ،وغير مسموح بها أبدا ،وسيقومون بشكل دوري بالفحص البدني لأطفاله ،للتأكد من سلامتهم ،بل وسيتحدثون معم لمعرفة فيما إذا كانوا يتعرضون للعنف المنزلي أم لا..!!
للقارئ أن يتخيل موقف الأم التي هربت من جحيم الحروب في العراق، لإنقاذ عائلتها وأطفالها، كيف كان وضعها وهي مهددة بضياعهم منها والى الأبد، بسبب ثقافة الأحذية ..!
لم تتدهور الأمور إلى ماهو أسوء ،لان الأب والأم أدركوا ،إنهم في ثقافة أخرى ،لها قوانينها الخاصة وهي في النهاية لصالح الأسرة والمجتمع.
قامت الأم من جانبها بشراء خزانة ذات قفل خاصة، تضع الأحذية جميعا بها كلما دخلوا البيت وتقفل عليها، كأجراء احترازي، لمنع استخدام " أسلحة الدمار الشامل " بالنسبة لها، من قبل الأب في إحدى حالات غضبه.
ولكن ماتعانيه الأسرة اليوم هو :إن الأم تنسى في أحيان كثيرة المكان الذي وضعت فيه ،مفتاح " الحقيبة النووية "خزانة الأحذية.
أما الأب وفي لحظات حنينه الجذلى إلى وطنه الأم ،يتحسر ناقما على الدنمارك ،والزمن الأغبر الذي أتى به إلى بلاد لايستطع المرء فيها أن يتصرف بحذائه كيف يشاء..!! قائلا : شلون ديمقراطية تعبانه ..!!؟



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتنتخبوا الشيوعيين العراقيين ! لعشرين سبب:
- تجارب دنماركية 6 معوق في الدنمارك
- راقصة الستربتيز وكارل ماركس
- تجارب دنماركية 5 استبداد ديمقراطي
- تجارب دنماركية 4 حين صار جيبي منفضة سجائر
- تجارب دنماركية (3) مكتبات الشعب
- تجارب دنماركية 2 - 1.5 مليون جندي دنماركي -
- تجارب دنماركية (1) زلزال في مدرسة دنماركية
- ستُ تنهيدات
- نداء عاجل إلى كل الكتاب، والمحللين، والمنظرين..المحترمين .!
- رسالة من - عبد الزهرة - الكربلائي الى السيد .........
- ساقية ٌ في الرأس
- عِناد يساري
- فائض القيمة للأطفال دون سن العاشرة
- يومَ اغتالوا - جبران -
- رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين
- أغنية للرفيق جيفارا
- العام التاسع
- الديوانية وول ستريت
- حكمة حمار


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء حميو - تجارب دنماركية 7... أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك