أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - راقصة الستربتيز وكارل ماركس














المزيد.....

راقصة الستربتيز وكارل ماركس


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 06:24
المحور: كتابات ساخرة
    


طلبوا من راقصة التعري " الستربتيز " هذه الليلة أن تخلع ملابسها بأسرع مما اعتادت..!
لم يعد مزاج رواد صالة الرقص رائقا كما السابق بعد الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، كيف يكون المزاج رائقا والجيب فارغ..!! المكان " وول ستريت " ..!
دخل كارل ماركس ضمن من دخلوا هذه الليلة إلى الصالة واتخذ طاولة في زاوية بعيدة يرقب الوضع ،عرفه الكثير منهم بلامبالاة ، ولكن الأزمة الحالية جعلته محط الأنظار رغم هدوءه الوقور،ولتحويل الاهتمام به والفضول ،دخلت إلى صالة الرقص سيدة مغناج لتقدم وصلة " الستربتيز " الخاصة بها تفننت بوضع الماكياج على مر السنين، واستعانت بفتيات شابات من آسيا أسمتهن " النمور الآسيوية " ولكنهن يفتقدن خبرة الإغراء ( تتمايل على وقع الموسيقى ،لم يبد على الجمهور الحماس كما اعتادت واعتادوا بسبب تكلفة متابعة المشهد الباهظ ، اكتفى اغلب الحضور بشرب الماء الذي هو ارخص شيء يمكن شرائه هذه الليلة ، مع ذلك صفق حشد قليل يملكون أسهم في هذه الصالة ، ومحاولة منهم لتشجيع الأكثرية على الاستمتاع كما اعتادوا ، طالبين من " سيدة التعري " أن لاتطيل الرقص وتبدأ بخلع أول قطعة من ملابسها الداخلية ، ليرتفع الحماس كما كان ، تغنجت ، راقصة وبدأت بنزع جواربها ،صاح احدهم : ياإلاهي ماأقبحها ، الخمر وموسيقى الأضواء الخافتة استغفلتنا ، علام تتراقص هذه الخرفة ؟
2.1 مليار شخص يعيشون أقصى حالات الفقر في العالم.
11 مليون طفل يموتون سنويا من أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها.
120 مليون طفل لايذهبون إلى المدرسة الابتدائية.

علق صاحب أسهم : هذا ممكن ولكن في البلدان المتخلفة ، ولكن ماذا يهمنا مادامت سيدة التعري مغناجا وفاتنة معطاء كما كانت، فلنستمتع بجمالها وحسب!ثم طلب منها أن تتدارك الموقف بنزع آخر قطعة من ملابسها الداخلية، وصاح: نخب الحرية، والتعري، وعالمنا المميز !
ألقت السيدة بلباسها الداخلي بوجه الجمهور، وبدلا من أن يصفق ويزينها بالنقود كما اعتادت،بدا لامباليا ومهموما ، يحاول أن يحل الأحجية العتيقة الحديثة ( المزاج يريد كؤوس ، والكؤوس ، تريد فلوس ، والفلوس عند العروس ، والعروس .... )
صرخ احدهم كمن مسه تيار كهربائي عالي الفولتيه: حتى هنا لم يعد احد في مأمن !
عدد الأميركيين الذين يعيشون في حالة فقر 34.5 مليون نسمة.
عدد الأميركيين الذين لايتمتعون بحق الرعاية الصحية 37 مليون نسمة.
5 مليون عدد الأميركيين الذين لم يكونوا فقراء في العام 2005 أصبحوا كذلك الآن.
صاح صاحب أسهم : انه كذب وافتراء ، يغارون من نجاحنا ..!
قاطعه آخر: ليس بكذب انه تقرير مكتب الإحصاء الأمريكي في شهر آب لعام 2007.
اصرخ احد حملة الأسهم في الصالة موبخا راقصته : الذنب ذنبك ، صرتي عجوزا وما عدتي تجيدين الإغراء ، وحتى في الرقص خطوك يتمايل متهالكا لاحياة فيه ،كنا نظن إن خبرتك ستعوض ماتفتقدينه من نضارة ، مع بعض الماكياج ،ولكننا مخطئون ...!
قالت سيدة الرقص: حانقة بل هو ذنبكم مُلاك الأسهم، استرخصتم ماكياجا صيني الصنع لي بدل الآخر الباهظ الثمن، ووضعتم الفارق في السعر عمولات في جيوبكم..!
حاول احدهم غلق فمها راجيا إياها : لاتنشري غسيلنا أمام الرواد أرجوك ..ستسير الأمور كما كانت بعد أيام ..!
تعالى الصراخ ، وصار كل شخص يلاكم جارة في الصالة ، عمت الفوضى ، فيما اعتلى المنصة " كارل ماركس " باغتت هيئته وحضوره الجميع ، الذي كف عن العراك بانتظار ماسيقوله هذا الشيخ العتيق ..!
ـ شكرا لإصغائكم، إنها أوقات عصيبة حقا، ولم تكن هذه المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، إنها دورة الحياة الاقتصادية، كنت اسميها الرأسمالية، وهم يسمونها العالم الحر والطريق الوحيد، والجمال المتجدد..الخ من خداع الكلمات ،كنت اسميكم " طبقة البرولتاريا " ، ولكي يخرجونكم من هذا الانتماء الطبيعي ، قاموا بإيهامكم وصدقتم هذا الإيهام حين أقرضوكم الأموال لتشتروا بيوتا فارهه وسيارات مثلها ، وقالوا وقلتم ، ماعدنا ننتمي إلى الحثالة من المجتمع بل صرنا من طبقة الأغنياء ، صدقتم الوهم ، انتم تعملون مدى الحياة لتسديد فواتير البيوت والسيارات التي لن تنتهي ،ورضيتم بهذا مادام يحقق لكم ماتريدون امتلاكه ،وكان عمود المحافظة على هذا الرضا والتوازن الخادع هو " فرصة العمل "والمحافظة عليها ، هاهي البطالة الآن لاتشبه مثيلاتها ،لدينا 180 مليون إنسان عاطل عن العمل حول العالم هذه اللحظة ،في الأزمات السابقة كانوا يلجئون إلى حلولهم التقليدية ، بالتخلص من العاطلين بقتلهم في حروبهم الوطنية ، وهكذا تخلصوا من الملايين في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وتجاوزوا الأزمة مؤقتا .!
لكن مشكلتهم هو إن تطور آلتهم العسكرية ماعاد يسمح بقتلكم بأعداد كبيرة كما السابق ،الافي حالة استخدامهم للأسلحة النووية ، وهو احتمال وارد قد يلجئون إليه إذا ماكان حلهم الأخير ،كوارث الطبيعة التي يتحملون المسؤولية المباشرة عنها من خلال تلويثهم وتدميرهم المتزايد بلا حدود ، بدء يعينهم في التخلص من كم هائل من الأفواه الجائعة ، وبهذا لاتصدقوا حرصهم على حماية البيئة ،لان التدمير جزء من سياسة التخلص من البطالة كما الحروب، ولا تحتاج إلى خلق أعداء كما الأخيرة ، بل سيضعونها ضمن غضب الرب عليكم كما اعتادوا ليضمنوا إذعانكم وصمتكم .
قلتها وأقولها وسأقولها ، بلا وعيكم الطبقي سيسحقونكم انتم وأطفالكم وكل ماحولكم من خضرة وشمس ومياه ،لابديل عن وعيكم وتوحدكم ، قلتها وأقولها وسأقولها :
ياعمال العالم اتحدوا



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب دنماركية 5 استبداد ديمقراطي
- تجارب دنماركية 4 حين صار جيبي منفضة سجائر
- تجارب دنماركية (3) مكتبات الشعب
- تجارب دنماركية 2 - 1.5 مليون جندي دنماركي -
- تجارب دنماركية (1) زلزال في مدرسة دنماركية
- ستُ تنهيدات
- نداء عاجل إلى كل الكتاب، والمحللين، والمنظرين..المحترمين .!
- رسالة من - عبد الزهرة - الكربلائي الى السيد .........
- ساقية ٌ في الرأس
- عِناد يساري
- فائض القيمة للأطفال دون سن العاشرة
- يومَ اغتالوا - جبران -
- رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين
- أغنية للرفيق جيفارا
- العام التاسع
- الديوانية وول ستريت
- حكمة حمار
- تمرات العبد
- صديقي الأمريكي
- ماتركته


المزيد.....




- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - راقصة الستربتيز وكارل ماركس