ماتركته

ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 05:12
المحور: الادب والفن
    

يسائلني الغريب ساخرا..!
( ماذا تركتَ هناك ..!
" ثبرتنا " بالعراق
أهوَ الطين والذبان ..!
أم الفقر والمعدان ؟
ماذا تركتَ هناك !!)

تركتُ اكثر من هذا وذاك
هي النجوم إذ يسدل الظلام، كيف تُحاك!
تركت الغناء و" الأبوذية "
والعمرَ متأرجحا
بين "رمّان" كربلاء و"برتقال" ديالى و " برحي " البصرة
تركت " صوغة " امي بعد " الزيارة "
وعباد الشمس ، وزهور النرجس
بأكف الاطفال ، حفاة بكردستان
تركت " خستاوية " اعرفها
ونخلة شتوية في بستان أبي
مشهد طفلتي تحبو بين الحشائش
وصغار الأرانب حولها
تركتُ الأضواء تراقص سكارى ابي نواس المفلسين
ورائحة الأرض بعد الحراثة في " تشرين "
فوح العنبر في "المشخاب"
وتنظيمات الحزب السرية في " الحلة "
صحبُ لاأوفى منهم في " الصلاّمية "
عرسي، وخاله " ميّا " في عينكاوة
الجيران ، وطيبة الناس " بعجمايا "
تركتُ تنهيدات عشقي ذائبة " بإستكان " الشاي
بمقهى " أم كلثوم " في شارع الرشيد
تركتُ عيون أمي وأكفها
ترش الماء كل مساء
" للزهرة " كي " أعود "
أتعرف ماذا تركتُ هناك!؟
هو أكثر من هذا وذاك
إنه انا مَنْ تركته هناك!

ضياء حميو
[email protected]
خستاوي وبرحي : من أنواع النخيل.
المشخاب ، عينكاوة : مدينتان.
الصلامية : قرية في كربلاء.
عجمايا :منطقة قديمة من عينكاوة في أربيل.
خاله " ميا " : أم عراقية مسيحية من عينكاوة ، آوتنا في بيتها ،ماكنا نجيد لغة بعضنا البعض..كان حنان الأم وطيبتها هو لغة تفاهمنا.
صوغة : هدية او تذكار
الزهرة : فاطمة الزهراء

#ضياء_حميو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل