أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي عبد داود الزكي - د.سامي المظفر وفوضى التعليم العالي















المزيد.....

د.سامي المظفر وفوضى التعليم العالي


علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 00:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



ان دخول نظام الاستبداد الصدامي في حربه الرعناء ضد ايران الاسلامية ادى الى انهيار الكثير من قيم التربية والتعليم لكافة المراحل الدراسية المدرسية والجامعية في العراق. وبدا يتسيد الجهل البعثي الغبي على كافة مقاليد الحياة المدنية والعسكرية بضمنها التعليم. واخذ التعليم كمؤسسة تربوية طابع بعثي اسمه النفاق والمحسوبية والوصولية والواسطات.. لكن بقي التعليم صامدا ولم ينهار تماما ...لكنه بدا بالتردي التدريجي ... مع ذلك استمرت الاستاذ الجامعي بعطائه وتواصله مع طلابه بالعلم والمعرفة...خطى اقتصاد البلد خطوات سيئة باتجاه الرأسمالية غير القانونية في نهاية الثمانينات التي تخدم مصالح الدولة وتذل الانسان العراقي..وبقي راتب الاستاذ الجامعي شيء لا قيمة له مقارنة براتب الاستاذ الجامعي في دول الجوار والعالم...رغم كل ظروف العسكرة والاستبداد البعثي وضعف المردود المادي للاستاذ الجامعي كان للتعليم العالي العراقي هيبته ومكانته الكبيرة في الشرق الاوسط والعالم..

بعد حرب الخليج الثانية دخل العراق في نفق الالم والحصار المظلم..بسبب هذ الحصار عانى التعليم العالي من الحرمان من التواصل العلمي العالمي واصبحت المكتبات تعاني من الافتقار للكتب والدوريات الحديثة الضرورية لمواكبة التطور العالمي...والمختبرات العلمية اصبحت هزيلة واجهزتها عاطلة وقديمة لا يمكن العمل بها بكفاءة لانجاز الدراسات والبحوث العلمية....كما ان المستوى الاقتصادي للشعب العراقي تدنى بشكل كبير .. واصبح راتب الاستاذ الجامعي اشبه بالكذبة غير المعقولة... هذه الاسباب ادت الى خروج وهروب العديد من الأساتذة والكفاءات الى خارج البلد....وبعض الاساتذة انحرفوا بالاتجاهات الخاطئة بلامبالاة وبلا مسؤولية وبعدم امانة .... كسياسة بعثية جديدة متأقلمة مع مرحلة الحصار....لكن مع ذلك حافظ الكثير منهم على شرف مهنتهم وكرمتهم ونزاهتهم واستمروا بمواصلة العمل من اجل خير بلدهم ..توسعت الدراسات العليا في ظل الحصار وكان هناك مؤشرات احدهم ايجابي والاخر سلبي وهما: ان الدراسات العليا وتوسعها ساهمت ببناء قاعدة بحثية جيدة وساعد على تطوير الاقسام والاختصاصات.. اما المؤشر السلبي هو دخول الطارئين من البعثيين والوصوليين للحصول على شهادت عليا بأساليب غير رصينة... وبمسميات عديدة وكانت تحجز لهم المقاعد الدراسية بدون أي اختبار او وجه حق...

سقط هبل بغداد وتنفسنا الصعداء وتاملنا خيرا بان الوضع سيكون أفضل وأحسن لكن هذا للاسف لم يحصل... وذلك لأسباب عديدة هو حصول الفوضى الهائلة على مستوى البلد وغياب الرؤية الاستراتيجية للخروج بالبلد من محنته امام ونمو أفكار التشظي.. تحت وطئت المصالح الحزبية الضيقة وتحت وطئت افكار الجهل المسلح الذي اخذ ينمو بشكل مرعب بعد غياب مركزية السلطة وعدم وجود قوة الردع للفاسدين والمخربين... تسلم الاستاذ الدكتور سامي المظفر وزارة التعليم العالي وكان املنا فيه كبير بان يصلح التعليم العالي ويرتقي به لمستوى نفخر به.... لكن كانت تلك عواطف غير ناضجة واحلام لا معنى لها... اتخذ الاستاذ سامي قرارات ارتجالية عديدة سببت تدهور كبير في مستوى التعليم العالي العراقي... من ابرز القرارت التي قررها الاستاذ سامي المظفر هي قرارين هما:

1. فتح باب التعين وأجراء تعيينات هائلة في التعليم العالي لخريجي الدراسات العليا.
2. التأسيس لفكرة أنشاء جامعات مسائية مرادفة للجامعات الصباحية ... لغرض جعل الدراسات المسائية مجانية..هذا القرار ذهب مع ذهاب سامي المظفر وأصبح لا قيمة له وكأنه قرار شخصي غير مدروس او ان الوزير الجديد اتخذ قرار شخصي اخر.!!!!كما ان فكرة توسيع الدراسة المسائية جاءت بوقت غير مناسب وذلك بسبب الوضع الامني ...

كان الدكتور سامي المظفر يتحجج بان الجامعات العراقية تعاني من النقص الحاد في الكفاءات والأساتذة وهذا غير صحيح لأغلب الجامعات باستثناء الجامعات الفتية... والاختصاصات الوحيدة التي تعاني الجامعات من لافتقار لها هي الاختصاصات الطبية والاختصاصات في مجال الإلكترونيك والحاسبات....وكان السيد الوزير يحاول ان يخفف مسئلة البطالة في المجتمع العراقي بعد السقوط...بتعيين خريجي الدراسات العليا بشكل غير مدروس... كان الاحرى به ان يشجع الوزرات الاخرى بمجلس الوزراء لاستيعاب خريجي الدراسات العليا بتوازن معقول ..لذا كان قراره غير موفق بتعيين الجميع حتى منتسبي الدوائر والمؤسسات الاخرى الذين تركوا دوائرهم وتعينوا بالتعليم العالي ...خصوصا منتسبي شركات التصنيع العسكري السابقة التي كانت مهيكلة بشكل يمكن الاستفادة منه ومن خبراته في اصلاح وتعمير المؤسسات المتضررة او العاطلة في وزارة الكهرباء والنفط والوزارات الاخرى...لكن فتح باب التعيين لهم على التعليم العالي ادى الى ان تتفكك هيكليه مؤسسات جبارة كانت تحتوي على خبرات لا يستهان بها كان ممكن ان يستفاد منها في بناء واعمار البلد بكفاءة وموضوعية...هنا ممكن ان نطرح سؤال هل كل من اكمل الماجستير او الدكتوراة واجب على التعليم العالي ان تعينه على ملاكات كلياتها ومعاهدها وبدون ان يكون هناك راي للقسم و الكلية والمعهد؟ وهل الجميع مناسبون للقيام للعمل في التعليم العالي ؟ بالتاكيد لا لان نسبة كبيرة منهم غير مناسبين للعمل بالتعليم العالي ... كما ان الوزرات الاخرى هي ايضا بحاجة الى بحاثين وحمله شهادات عليا.....لينهضوا بها بكفاءة...ان التعيينات الهائلة سببت ترهل كبير وفوضى ادارية كبيرة في التعليم العالي .. الفوضى الادارية التي حصلت لا يمكن التعامل معها بسهولة... فمثلا الكلية التي كان ملاك منتسبيها بحدود 500 موظف واستاذ كانت تعمل بكفاءة اكبر بكثير منها بعد ان اصبح منتسبوها بحدود 3000 منتسب... هذا التضخم في الكادر الوظيفي سبب عدم الكفاءة في الانجاز وتردي الخدمات ..وهذا يمكن وصفه بالبطالة المقنعة على حساب المجتمع....ان نسبة 30% من الذين تم تعيينهم فقط يتمتعون بالكفاءة المناسبة للعمل بالتعليم العالي ..قد يتضايق البعض مما نقول لكن هذه حقيقة مؤلمة ونرى تبعاتها الان...حيث اصبح من الصعوبة الان تعيين الخريجين الاوائل والمتميزين... بسبب التضخم الكبير في الكادر الجامعي ... كان الاحرى بالدكتور سامي المظفر ان يقوم ببناء البنايات المناسبة مع مرفقاتها الخدمية المناسبة لاستيعاب التوسع بالتعليم العالي قبل ان يقوم باي تعيين....او كان الاحرى به ان يقوم بتجهز الجامعات بما تحتاج من اجهزة مختبرية حديثة وحاسبات وكتب ودوريات حديثة.... للاسف البعض يرى كفاءة المسئول الاداري حسب المنفعة الشخصية التي ينالها منه..البعض يطلقون كلمة وطني شجاع كفوء لمن عينهم في التعليم العالي ... هنا نقول هل مصلحة الوطن مقترنة بالمصلحة الشخصية ام تحتاج الى رؤية اعم واشمل واوسع للتبصر في خدمة البلد وتجنب انهياره لان العراق لو انهار سيخسر الجميع... والعراق الان يلفظ انفاسه بسبب علو المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن....لنكن وطنيين قليلا لنتبصر قليلا ...احترامي لجميع الاخوة الذين تم تعيينهم على الكادر الجامعي خلال السنوات الاخيرة الذين يعملون باخلاص وامانة وبصدق من اجل خير العراق ...



#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين العراق فيكم يا مافيات الغدر الانتخابية؟!
- نعم لدولة القانون:قدر ام اعلام ام ايمان ام واقع ام صدفة
- نحن وجمهورية افلاطون وقرار الاستسلام وهول الاعتذار من الابنا ...
- منتظر الزيدي تسونامي اجتاح العالم
- هبل بغداد والديمقراطية اللقيطة وحيرة الانتخابات والطموحات ال ...
- طارق الهاشمي يحاول تهشيم وثن المحاصصة
- ديمقراطية السقطة التاريخية وصعود الفاسدين
- احذروا سكان الكهوف
- مخصصات جامعية واهات دوام طويل لامعنى له
- امنيات عراقية:ارتقاء الدراسات العليا
- رد على استفتاء ظالم : يقول العراقيين لايريدون الديمقراطية
- هل هموم العراق عبر النت مهملات
- الجامعات العراقية خدمات ومزايا وطموحات
- حكومة المالكي وازمة السكن
- تنهدات عراقية ...هل تسمع الحكومة الامية


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي عبد داود الزكي - د.سامي المظفر وفوضى التعليم العالي