أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي عبد داود الزكي - امنيات عراقية:ارتقاء الدراسات العليا















المزيد.....

امنيات عراقية:ارتقاء الدراسات العليا


علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ان الجامعات العراقية كانت تمتاز برصانتها العلمية المعروفة على مستوى العالم والمنطقة. ذلك من حيث المناهج العلمية وكفاءة الاساتذة والمتخصصين. حيث ان الكادر اغلبه كان بمستوى عالي اضافة الى انها كانت تستقدم كفاءة علمية أجنبية في مختلف التخصصات العلمية للتدريس في الجامعات العراقية... صحيح ان ادارات للتعليم العالي وعلى مدى عقود كان تعاني من الفساد والفئوية الإقليمية... والعديد من الإحصائيات تؤكد ذلك. لكن رغم ذلك التعليم العالي كانت له هيبته ومستواه الذي لا يستهان به...حيث برزت نخب علمية كفوءة ارتقت بالمستوى العلمي للجامعات العراقية لمستوى الجامعات العالمية المعروفة... وكانت الدراسات العليا العراقية تمشي بخطى واثقة ...الى ان جاء عقد التسعينات وظرف الحصار الذي أدى الى حصول فقر شديد في المكتبات العراقية من حيث الكتب والدوريات الحديثة وانعزال العراق بشكل كامل في مختلف نواحي الحياة عن التواصل العالمي...كما ان البعثات انتهى دورها والزمالات قليلة جدا وكانت تمنح من قبل دول محدود مثل الصين والهند وروسيا.... اضافة الى الانقطاع الكادر البحثي العراقي عن التواصل بالمؤتمرات العلمية التخصصية العالمية .... كما انه بسبب الحصار فان تجهيزات المختبرات العلمية اصبح ضعيف جدا وتطويرها تراجع بشكل كبير وما يعطل من اجهزة لايمكن تصليحها واستبدالها وهذا ادى الى انطواء البحث العلمي العراقي على الذات .... وقام التعاليم العالي بفتح موسع للدراسات العليا لكي يسد النقص الكبير الحاصل من جراء إلغاء البعثات وقله الزمالات... لذا تم تشكل مجاميع بحثية كفوءة رغم افتقار المختبرات الجامعية العراقية لاهم الاجهزة والتجهيزات البحثية.... واستمرت هذه الحالة 13 سنة مما أدى الى تخرج دفعات من حمله الماجستير والدكتوراه... ليتم تعينهم بمختلف دوائر الدولة ومن ضمنها التعليم العالي ... رغم ان الكثير من هؤلاء الخريجين يحمل معلومات لايستهان بها لكن اغلبهم هم بحاجة الى تطوير كفائتهم البحثية والاكاديمية... وهذا لايتم الا بالزيارت البحثية وللاسف هذا لم يحصل بسبب ظروف الحصار في وقتها ...
بعد سقوط هبل بغداد انتابنا شعور بان العراق سوف يتعافى بسرعة وسوف يقوم التعليم العالي بدوره ويعود الى سابق عهده ... حيث ان اغلب الكادر الجامعي في سنة 2003 هم من خريجي العراق لذا توقعنا ان تقوم الوزارة بتطوير هذا الكادر لكن مع الاسف الوزارة بسبب التخبط الإداري والظرف ألامني واحيانا بسبب المصالح الحزبية الضيقة اخذت الوزرة لاتقدم الحلول المعقولة....ولاتساهم بحل جذري وقام الوزير السابق الدكتور سامي المظفر بتعيين جميع حمله الشهادات العليا في الجامعة ولم يجعل للجامعة والقسم دور في ذلك وكان قراره ارتجالي وغير مدروس معللا نقص في الكوادر العليا وهذا غير دقيق... لان الجامعات العراقية لديها ما يكفيها من الكوادر ...والتخصصات الوحيدة لتي تعاني من شحه في كوادرها هي التخصصات التي عليها طلب من كل دول الجوار وحتى من كليات اقليم كردستان مثل التخصصات الطبية وتخصصات في مجال علوم الحاسبات والبرمجة وتكنولوجيا المعلومات وبسبب الظرف ألامني والمغريات التي تقدم لحمله الشهادات العليا في هذه التخصصات هاجر الكثير منهم ... اما بقية التخصصات لا يوجد فيها نقص او احتياج يذكر الا في الجامعات الحديثة الانشاء .... وحاليا يوجد ترهل كبير في الهيكلية للأقسام والكليات التي حصل فيها تعيين... .لابل الكثير من المتعينين في التعليم العالي هم من موظفي الوزرات الاخرى...

هل كل من حصل على شهادة عليه يجب ان يتم استيعابه في التعليم العالي ... لماذا لم تقم الوزرات لاخرى باستيعاب بعض هؤلاء للتقليل من البطالة....هذه التعيينات غير المدروسة ادت الى فوضى ادارية كبيرة....وهذه الكوادر غير مشذبة والكثير منها غير مؤهل بشكل كامل للقيام بواجباته وخصوصا بظل الظروف الامنية تحت الاحتلال....كان لدينا امل بان تقوم الوزراة بعد ذلك بتطوير هذه الكوادر بإرسالهم في بعثات او زيارات بحثية...او ايفادات لكن للاسف أصبحت الايفادات محددة محصورة بكذا وكذا....وهذا ادى الى تراجع مستوى البحث العلمي وتراجع الدراسات العليا كما ونوعا خصوصا وان مختبرات بعد سقوط هبل بغداد فقدت اغلب مقومات عملها من اجهزة ومواد اولية بسبب حودث السلب والنهب التي تبعت الاحتلال...

المفروض تقوم الوزارة بتجهيز المختبرات العلمية للدراسات الاولية والعليا بعد السقوط ونحن لا نلوم لكن نقول تاخر ذلك ولم يحصل مثلما كنا نتمنى...مختبرات الدراسات العليا خصوصا لم يتم تبني عملية تجهيزها بجدية بالاجهزة الحديثة واغلب ما متوفر اما عاطل او لا يعمل او قديم ولا يعمل بكفاءة....

كما ان الوزارة قامت بخطوة لا اعرف هل هي محسوبة ام لا... المفروض ان يتم دراسة التعاليم العالي على مستوى واسع واقامة ندوات على مستوى العراق في الاماكن الامنة مثل اقليم كردستان وللنظر باستراتيجية الدراسات العليا وكيفية تطويرها... وكيفية تقليل الاحتياج الى الخارج يعني المفروض ان يقوم العراق بتخريج مايحتاج من كفاءات ولكن ما يحتاج هو تطوير هذه الكوادر وذلك بتجهيز المختبرات وتجهيز المكتبات باحدث الكتب والدوريات وجلب واستقدام الكفاءات من مختلف دول العالم للتدريس بالعراق والاشراف على الدراسات العليا بالعرق خصوصا بعد استتباب الوضع الامني.... لان هذا اسهل من ارسال البعثات وخصوصا باعداد كبيرة والتي تكلف مبالغ ضخمة جدا كما ان الكثيرين من الذين يحصلون على بعثة من الوزارة لايتمكنون من الحصول على تاشيرات السفر للعديد من الدول ..

لو اجرينا دراسة بسيطة على الدراسة خارج العراق فان طالب البعثة يعطى مبلغ يختلف حسب الدولة التي يدرس فيها .. معدل المبلغ الذي يصرف لطالب الدراسات العليا في البعثات سنويا بحدود 20 الف دولار فمثلا لو تم ارسال 10 طلاب فانهم سنويا سوف يصرف لهم مبلغ 200الف دولار ومدة الدراسة معدلها 4 سنوات يعني المبلغ سوف يكون بحدود 800 الف دولار وهذا مبلغ ضخم جدا . بدلا من يصرف على تطوير جامعات الخارجية يمكن ان يصرف في تطوير الاقسام في الجامعات العراقية ...لان هذا المبلغ ممكن ان يجهز العديد من المختبرات البحثية في جامعاتنا وتطويرها ويجعلها بمستوى عالي ممكن ان تخرج العشرات من الطلاب ... هذا سوف يكون استثمار طيب للجامعات العراقية التي تعاني من قلة تجهيزاتها.... بدلا من ارسال البعثات بهذا الكم الهائل يمكن ان تجهز مختبراتنا البحثية اولا وما يزيد من مبالغ ممكن ان يصرف لارسال البعثات كيف تتطور الاقسام اذا كانت مختبراتها البحثية هزيلة ولا تحتوي الا على اجهزة قديمة وعاطلة.... كما ان الطالب الذي يدرس خارج العراق يصرف له مبلغ 20 الف دولار بينما الطالب الذي يدرس بالعراق يعاني من الروتين الاداري ولايصرف له طول فترة دراسته في احسن الاحول مبلغ مليون دينار...وهذا شيء محزن فعلا لماذا لا تكون هناك موازنة حقيقية لذلك بين طالب البعثة والطالب الذي يدرس بالعراق... كما ان المشرف الذي يشرف على طالب بعثة في الجامعات الجنبية يستلم اجور اشراف بما لايقل عن مبلغ 500 دولار شهريا...هذا اذا تم مقارنته مع ما يصرف محليا سوف نكتشف احد اهم اسباب التراجع في مستوى الدراسات العليا ... كما ان من اهم الاسباب التي ادت الى تراجع المستوى العلمي هو اسلوب الاشراف الذي ورث من عراق ما قبل سقوط هبل وهو دخول اسماء ادارية للاشراف المشترك بدون دور يذكر لهم في الاشراف وحصول الكثير من المجاملات على حساب المستوى العلمي .. كما ان العديد من الاسماء والالقاب العلمية اصبحت شكليه نجد العديد من يحمل لقب علمي عالي لا يستطيع ان يشرف بشكل منفرد على اطروحة ماجستير واحدة باشراف .... وهذه مشكلة يجب ان تعالج بجراة وشجاعة من قبل الوزراة ...صحيح ان تركة التعليم العالي كبيرة ومرهقة اكثر ربما من العديد من المؤسسات الاخرى لكن على الوزارة ان تقوم بواجبها في ذلك وتتولى مسؤولياتها بكفاءة وعملية والابتعاد عن البيروقراطية والابتعاد عن المصالح الشخصية والحزبية...نتمنى ان تكون جامعاتنا اكثر حرية في اتخاذ القرارات والابتعاد عن السيطرة المركزية للوزارة ونتمنى ان يصاغ قانون خاص للجامعات وعلى مجلس الجامعة يضيف ويعدل على ما يراه مناسب ويبقى الالتزام بما ورد بتعليمات الوزارة لان هذه المركزية الشديدة في اتخاذ القرار الوزاري أرهق العمل الاداري بشكل كبير وسبب عرقلة جدية في العمل ...وهذا واضح في العديد من القرارات التي لا تصدر في وقتها المناسب من الوزارة مثل قبول طلبة الدراسات العليا او اصدار القرارات بما يخص قانون العبور او امتحانات الدور الثالث وغيرها ....

كما اني اتعجب لوزرة التعليم العالي العراقي والتي لازالت تعتمد اسلوب المخاطبات الورقية والبريد التقليدي للكتب الرسمية والقرارات الوزارية والادارية.... ولم تعتمد نظم الشبكات الالكترونية واستخدام الانترنيت لذلك.... خصوصا وان تخصص السيد الوزير عبد ذياب العجيلي هو تكنلوجيا معلومات...نتمنى ونتمنى ومتى يصبح ما نتمنى حقيقة متى يسمع رأينا متى تكون هناك ديمقراطية قرار حقيقية متى نتخلص من الروح القبلية الشرقية التي تميل لتطبيق الدكتاتورية قبل كل شي متى تكون هناك شفافية حقيقية لا نرى شفافية في ادارة ابسط مؤسسات التعليم اسال السيد الوزير متى ذلك واتمنى له التوفيق في عمله الشاق ..... العراق يحتاج وقفة الشجعان لنكن شجعان.... البداية الصعبة تبني مؤسسات بلد صلبة قوية خير من بداية سهلة تمهد لانهيار عظيم.... الله يحفضك ياعراق



#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على استفتاء ظالم : يقول العراقيين لايريدون الديمقراطية
- هل هموم العراق عبر النت مهملات
- الجامعات العراقية خدمات ومزايا وطموحات
- حكومة المالكي وازمة السكن
- تنهدات عراقية ...هل تسمع الحكومة الامية


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي عبد داود الزكي - امنيات عراقية:ارتقاء الدراسات العليا