أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الوحيلي - قراءات في لوحات زيتية لم ترسم بعد














المزيد.....

قراءات في لوحات زيتية لم ترسم بعد


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


تكسرت هذا المساء في عيني

كل موجات الضوء

هي قد امتدت مثل أشرطة

وانفرشت مثل زجاج

فنثرت مقاطع طولية

لإنسان مبهم

الارض من حولي رقعة شطرنج

كل البيادق خرجت للتو

كل القطع الأصلية

وبقيت اطارد أجزائي

بقعة ..بقعة نتقافز ..نتقافز وننتهز النقلة الأخيرة



في لوحة ما

رايت جسدي يحيطها من حافتين

وحمامة بطرة بنت عشها فوق كتفي

وترنحت فرس سكرى

لكني تسمرت ..تيبست ركبتاي

واندلقت في الافق مدينة غافية



واحترق السراب

الفرس السكرى امرأة تحمل طفل

وتنظر للناس خارج الاطار

وانا حملت عصاي التي توكأت عليها

وابحرت في مفازات الغربة

غريب تلفظه عتمة الاطلال

لعلي اصل الى قرار



باطل هذا الذي البسني اسمالي

واقعدني على ناصية القماش

واغرقني بزرقته الهلعة

فيوغل في جفاف اروقتي

ويحرق كل اوراقي العزيزة

فدى عينين ناعستين

تنهار في اعماقها احلى مواويلي

واهم في الفرار

لكني اسقط في نيرانها

وانصهر مثل شمعة

فتدوخ وردة

ويطير دخان

وتغص عصفورة خائفة في الغبار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اغنية كانت

احفظها على ظهر القلب

بكل موسيقاها وايقاعاتها

واعرف اسرارها واسرار حتى مؤديها

فتتلبسني والبسها

ونطير سوية مثل معتوهان في سماوات عجيبة



سقطت الان مهيضة

وتفككت كل عناصرها

وتعرت كعانس

في جدار الحلم تمسح شهوتها

وتموت دامعة العينين



تكسرت اخر موجة من ضوء

على عيني مرة اخرى

فانزويت

غادرني جداري الذي علّقت فيه

وفوق راسي حملت خبزا

اكلنا انا والطير منه سوية

ما شبعنا

واحتدم شجار



فاستفقت ..رأيت امرأة بيضاء تلعق بعض من دمي

أيقنت أني احلم في داخل حلمي الأول

صبرت

هي تبسمت لي بخبث ..عانقتني

وسرت روحي رعشة عطشى

تطايرتُ كأني محض جناح من تراب

يتعالى ..يلثم الجدران

يلتصق على البيبان

كانه حناء عتيقة



وافز ..اهتز في مكاني

ظلام يسلبني عيني

وجفاف يمتص لساني

ــــــــــــــــــــــــــــ

انا ما بكيت يوما

رب حزن دغدغ صدري

فأبكاني

مذ كنت طفلا

عذّب الطرقات بإقدامه

وتشققت في عبث الطين أيامي

انا ما بكيت



رب سوط من لظى عانق أضلاعي

فتسمرت وشم

وتشتت خائفة في خواء الوجد احلامي

انا ما بكيت



كبرت كلمة أودعتها

وثيقة رسمية اسمي

وتاريخ ميلادي

فركضت موهوما مرة خلف أطيافي

ومرة خلف ظلي

فتهت واختطفتني عتمة زماني

انا ما بكيت



ــــــــــــــــــــــــ

احمل حزني فوق ظهري

تابوتا ...وتلاوة

يقرؤها غيري

وغير يرسم مسالكي

شئت ام أبيت

يؤبنني ..او يغني لمولدي

او يمنحني تأشيرة للسفر

نحو المدن المستحيلة





الماء صلصالة الغريق

والرمل للظمآن ماء

فكيف اشرب كي ارتوي

واي شجرة صبير في صخرة القلب

تتلظى من القيظ

واي وردة أهضمها

فتموت ظمأى





في اللوحة التالية

تلويت في جوف حوت

على مدى خطوة

كان البحر موغل في الضباب

لكني مكثت الم اشتاتي

من أحشائه

واهم في مسك انفاسي كي لا يؤلمه زفيرها

وأوقظ أحلامي المبعثرة

واقفز على ظهر الموجة العاتية

فاسقط محارة تمضغ حجارة

تصير فيما بعد في جوفها لؤلؤة من دم

وانسلّ من خرمة في النسيج الصقيل

طفل يولد من جديد



انا ما كنت درويشا

أجوب قصاع الذاكرة

وما كنتي لي دفّ او ناقوس

وما كانت لنا طاولة في زاوية مهملة تشاركنا غزلنا العفيف

او نشاركها عذاباتها

وما كنا عاشقين

لكن الحدائق قد الفت وحشتنا

واخر حافلة لنقل الركاب غادرتنا

فمشينا الى نهاياتنا منتشين



قبل ان أولد

او تولدين نقشت اقدارنا على جباهنا

كما هي نراها مجبرين

نغزو بها تفاهاتنا

ونعزوا بسببها قطعا هزيمتنا

او الى أكاذيب بيضاء نفترض ان نستغفر.. فتغفر لنا

ونمد أرجلنا قدر الغطاء

وما زاد نلمها حتى تكبر في أعيننا أمانينا الموقوفة التنفيذ

وتزدرين هذا الغطاء

تابوتك هو انك انتي فيه

وتلعنين ايامك الخاليات

انا ما شممت عطرك أي مرة

ولا ضحكة تملاء قلبي المشلول

وتمسح كلما تحتويه الذاكرة





لا تلعني قدرك فانتي فيه اغنية كسيحة

وتمرغي في دمي كل ليلة

فعيناك خنجر مسموم

ينوء تحت حدّه قدري ..

انا مازلت ابحث عن امرأة اخرى

تباركني عشقي الدافق في بوح التلاوة

وشفى حفرة من خوف نردمها

ونزرع في مكانها اشجار نخل

تبارك لنا أيامنا الباقية

طالب الوحيلي



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن نافذة المثقف الاممي على العالم
- أحكام الدعاية الانتخابية وجزاءات مخالفتها
- الدعاية الانتخابية .. استحقاقات الناخب والمرشح
- الدوائر الانتخابية آليات وملاحظات
- لمن يحق الترشيح لمجالس المحافظات ؟
- القائمة المفتوحة .. ملاحظات في موضوعية الصياغة القانونية
- القائمة المفتوحة نظام انتخابي حافظ على امتيازات القائمة المغ ...
- أي رسالة وراء فاجعة اغتيال الشهيد كامل شياع ؟!
- احتساب مدة الخدمة للمفصولين السياسيين بين النص والاجتهاد
- ماذا يحدث لو انقطعت الكهرباء؟!
- من حقيبة لبقايا جندي على مشارف المدن المؤنفلة
- الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ..مخاوف مشروعة ومفارقات ...
- خلية لإنضاج القوانين قبل الاختلاف او التصويت عليها
- الجرائم الأخيرة وعوامل تجدد موجة الارهاب
- استحقاقات الشعب بين السلب والإيجاب
- مكابدات المواطن العراقي وعوامل نجاح وتحديات العملية السياسية
- اضواء على وقائع جلسة نيابية
- الخبراء والمشاورين القانونيين متى يحين دورهم ؟!!
- التقارير الدولية مرايا متكسرة للصورة العراقية الصافية
- المبادئ الوطنية لاتفاق القوى السياسية واليات العمل


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الوحيلي - قراءات في لوحات زيتية لم ترسم بعد