أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - ماذا يحدث لو انقطعت الكهرباء؟!














المزيد.....

ماذا يحدث لو انقطعت الكهرباء؟!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا احد يستطيع إنكار أهمية التطورات التكنولوجية في بناء الحضارة الإنسانية ،وقد تفاخر بعض كتابنا ومؤرخونا كثيرا بمقدمات التطور العلمي التي كانت لمسات علماء المسلمين واضحة عليها ، حتى ان الحديث عن أي ظاهرة علمية او نظرية معقدة يعزون اكتشافها لبعض هؤلاء العلماء ،وفعلا فان محل التفاخر لابد ان ينصب على المساهمة في كل ما ينسجم مع طبيعة التعايش الروحي بين الامم والشعوب المختلفة ،بل ان هذه الإسهامات قد تتلاقح فيما بينها لتنتج انجازات علمية وحياتية لا يمكن لها ان تظل حكرا لفرد او لشعب دون غيره ،ولعل من ابرز منجزات الحضارة الإنسانية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ،هي نعمة الكهرباء ،اذا جاز لنا التعبير ،وهي التي غزت ظلام العصور وبددته دون ان تسخر لإغراض شيطانية ،لكن لينين مؤسس الاتحاد السوفيتي واحد منظري الاشتراكية العلمية ،قد أقحمها في صلب نظريته السياسية في ثلاثينات القرن الماضي حين طرح معادلة مفادها (الاشتراكية العلمية تساوي دكتاتورية البروليتاريا زائدا كهربة البلاد ) ولا ادري هل كانت مزحة ام هي كناية عن ان النظرية السياسية ومناهج الايدولوجيا مهما كانت مثالية وحاملة أدق معان الفضيلة، تبقى بعيدة عن الواقع ما لم تقترن بالمنجزات العلمية والتقنية ،سواء كانت وسائل انتاج او سلع وخدمات تدخل في حياة المرء وتشعره بمتع سخرها الله سبحانه ومهد لها بآياته البينات تاركا لؤلي العلم مطلق سبر أغوارها (يا معشر الجن و الإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السموات والأرض فنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ).
مفاصل الحياة جميعها اليوم تستقي نسغها من الطاقة الكهربائية ،فهي المحرك الأساس لوسائل الإنتاج والنقل والاتصالات والترف الاجتماعي ،لذا فان جميع الدول تضع في أولويات خططها الإستراتيجية مصادر الطاقة ،ولاسيما الطاقة الكهربائية مما يضطرها ذلك الى البحث عن العديد من الخيارات المتاحة منها او التي تقع في صلب الخيال ،فلجأ الى مساقط المياه ،طبيعية كانت او اصطناعية ،والى الريح والى الطاقة الذرية ،فيما يبقى الوقود التقليدي سيد الموقف في الدول التي تزخر يالبترول وقرائنه .ولنا ان نتصور كيف يشعر المواطن الاوربي او الامريكي لو انقطع التيار الكهربائي في مدينة ما ولو لساعة واحدة ان لم نقل دقائق،لابد ان تقوم الدنيا ولا تقعد ،بل لو حدث ذلك ليلا لانهارت المنظومات الامنية ولاجتاحت تلك المدينة موجات (الحواسم) والسلب والنهب !!
اخطر ظاهرة شاعت في العراق منذ عقود هي العجز الدائم في توفير الطاقة الكهربائية ،سواء كانت كوسيلة قسرية لمعاقبة المواطن من قبل النظام الاستبدادي ،او لتخلف ذلك النظام في توفيرها ،ومع ذلك اعتاد وتواءم هذا المواطن المبتلى مع تلك الظاهرة حيث قننت من خلال القطع المبرمج ،وبرغم ذلك فقد استثمرت تلك (الفترات الكهربائية) في تلبية الحاجات الملحة وتنشيط الانتاج الحرفي الذي ساهم في ادامت الحياة الاجتماعية بعد ان وجد الكثير من ابناء شعبنا ان لا مناص من الركون الى معالجة ظاهرة البطالة الحرمان من فرص العمل في دوائر ومنشآت الدولة التي كانت ملغمة بأجهزة الأمن ومنظمات الحزب الحاكم ،فيما وجد في تلك الفسح شيء يسير مما كان يتاح له من التمتع بمرافق الحياة الأخرى ..
ولعل اول حلم لنا جميعا بعد سقوط النظام البائد هو ان نلوذ بظلال بيوتنا هربا من صخب الشوارع وزعيقها مادامت نعمة الكهرباء تدر علينا شيء مما افتقدناه من انفتاح إعلامي وتواصل مع الحضارة التي فتحت لنا منافذها عبر الانترنت ،وما دامت رواتب بعضنا ممن حظوا بفرص عمل تؤمن لهم خيرا يرقد في براداتهم ومجمداتهم ،او ينامون هانئين يمس أجسادهم نسيم عليل في ذروة صيف مستعر..
لكن ذلك يبدو كحلم ليلة من ذلك الصيف ،حيث توحدت كوابيس الرعب من الارهاب وكوارثه ،مع تفاقم الحرمان من الامن والكهرباء ،حتى بات البعض يندب حظه العاثر حين لا تسعفه المولدات البائسة التي جف وقودها وشح وغلى حتى صار وبالا !!
التطور الكبير الذي نالته الكهرباء هو ان صارت لها وزارة بعد ان كانت هيئة تابعة لإحدى الوزارات ،وقد حققت هذه الوزارة مشاريع مازالت رهن الخيال والأمنيات بقدر المبالغ الخيالية التي صرفت عليها وهي كافية لإنشاء محطات عملاقة تفوق أكبرها في العالم ،لكنها كما يبدو قد أسرفت كثيرا على ترميم الأبراج التي لا طائل من إصلاحها حيث تمر من المناطق الخاضعة لأجندة الإرهاب ،او لترميم محطات هي بالأساس يجب ان تحال الى التقاعد بسبب كبر سنها وبدائيتها ،فيما نصبت في مناطق معينة محطات اكبر منها بظرف لا يتعدى الستة أشهر .
المواطن العراقي من اعلمه الى ابسطه يشك بان فقداننا للطاقة الكهربائية هو أزمة حقيقية ،وانها استدامت وشح علاجها ،وان منحها له بضعة ساعات غير مكتملة في اليوم ما هو الى تصرف سياسي مقصود ،في وقت تشكل هذه الكهرباء علاج للكثير من الأزمات ،بل هي بمثابة الصدمة الكهربائية للقلب الذي توقف عن الخفقان ..
الخلاصة يقال في الطرائف العراقية التي كانت تتناقل عن صدام وزمرته ،بان أُهديت له هدية وهي عبارة عن شجرة مورقة ،و سر هذه الشجرة بان تسقط ورقة منها كلما شتمه احد من العراقيين ،وفي لحظة تامل من صدام لتلك الشجرة اذا بها تنفض جميع اوراقها مرة واحدة ،فتساءل عن السبب فزعا ،فأجابه احدهم بان الكهرباء قد انقطعت في مدينة الثورة !!!





#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حقيبة لبقايا جندي على مشارف المدن المؤنفلة
- الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ..مخاوف مشروعة ومفارقات ...
- خلية لإنضاج القوانين قبل الاختلاف او التصويت عليها
- الجرائم الأخيرة وعوامل تجدد موجة الارهاب
- استحقاقات الشعب بين السلب والإيجاب
- مكابدات المواطن العراقي وعوامل نجاح وتحديات العملية السياسية
- اضواء على وقائع جلسة نيابية
- الخبراء والمشاورين القانونيين متى يحين دورهم ؟!!
- التقارير الدولية مرايا متكسرة للصورة العراقية الصافية
- المبادئ الوطنية لاتفاق القوى السياسية واليات العمل
- قمة قيادات الكتل السياسية والرهان الواقعي على نجاح التجربة ا ...
- جبهة التوافق وغيرها ..اتفاقات غير موفقة لإفشال العملية السيا ...
- الشعب العراقي بين التحرر واجندة الاحتلال
- عندما يغادر ارهابيو القاعدة الخطوط الامامية ليتحصنوا خلف ظهو ...
- ضحايا النظام البائد و القوانين التي لم تر النور
- الإعلام الأمريكي ودوره في تمييع الحقيقة وصناعة القرار المشوّ ...
- صار اللعب على المكشوف ..وإلا فلات وقت جواب!!
- سحق رأس أفعى الإرهاب والخراب ولكن ألا تولد أفاع جديدة ؟!
- عيدكم مبارك باعدام الطاغية ... مع التحيات لفالح حسون ومحسن ر ...
- الصلح سيد الأحكام لمن يريد العراق وليس لصالح المطلك وأمثاله


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - ماذا يحدث لو انقطعت الكهرباء؟!