أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)














المزيد.....

في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


(1)

(في تلك القرية القصيّة)

قرية قصيّة لا احد يعرف بدايتها،لا أحد يعرف كيف تكونت..
في تلك القرية القصيّة،ثوابت لا تتغير،أبدية..
في تلك القرية القصيّة،يولد الذكور ليلاً..
في تلك القرية القصيّة،تولد الإناث نهاراً..
في تلك القرية القصيّة،يموت الرجال شنقاً..
في تلك القرية القصيّة،تموت النساء حزناً..
في تلك القرية القصيّة،لا توجد عصافير..
السبب بسيط../ليس هناك أشجار أو ثغور لبناء أعشاشها/..
في تلك القرية القصيّة،لا تنبح الكلاب..
السبب بسيط../الجوع حجر ألسنتها/..
في تلك القرية القصيّة،القطط لا تموء..
السبب بسيط../أنها نست آصرة الجنس بسبب نسيانها طعم اللحم/..
في تلك القرية القصيّة،لا توجد طيور..
السبب بسيط،الناس اصطادتها والتهمتها..
في تلك القرية القصيّة،لا تمطر السماء سوى مرة واحدة في العام..
ملاحظة:
(الناس تعبر عن ذلك بالمطر كونهم لا يرون الماء سوى مرة واحدة في العام،تأتي مقطورة كبيرة لتفرغ ما في صهريجها من ماء داخل خزان كبير يتقاسمونه بنظام التوزيع العادل بينهم..بالطاسات)..
في تلك القرية القصيّة،يموت الذكور في الأربعين..
في تلك القرية القصيّة،تموت الإناث في الخمسين..
في تلك القرية القصيّة يولد كل مئة عام صبي يموت والداه ساعة ميلاده،تتقاذفه الناس وتلقيه إلى الشوارع وقسوة الفصول،يترعرع فضاً،لا يموت في الأربعين،ولا في الخمسين ولا في الستين ولا في السبعين..ولا في ....ولا في ....ولا في ....!!
يواصل المنبوذ نموه الجسدي إلى حد لا يطاق..
في تلك القرية القصية،يخرج كل مئة عام(إمبراطور)البلاد..!!
***

(2)

(منظم الوقت)

توقفت الساعة المائية للـ(إمبراطور)،وعجز الحرفيّون الوصول إلى العلّة،فقد (الإمبراطور)رشده،فهو يريد أن يحصي دقائق عمره،ويهيأ أمواله وعائلته قبل أن يأتي ملك الموت ويأخذ روحه الغالية جداً..
تلك الساعة الوحيدة التي أهداها له،(إمبراطور)صديق التقيا مصادفة على الحدود في لحظة صيد،فهو أعطاه شريحة دسمة من أرض مملكته له كونها موطن الغزلان،أمّا (الإمبراطور)الصديق وهبه ساعة يمكنها أن تخبره باللحظات الحاسمة قبل موته،عاد وراح يجلس قبالتها ويعد التكتكات الشيطانية والتي وجدها تنسجم مع ضربات قلبه..
(لابد أن ملك الموت يجلس داخلها)..أسرّ ذلك في نفسه..
توقفت الساعة وبدأ هاجس الموت ينفلت من بين يديه..
فكّر(الإمبراطور)..أراد وسيلة بديلة تعلمه ساعة موته،وكان الحزن ينهشه..
قال له عرّافه:
ـ مولاي في مملكتك العظيمة طفل صغير يجيد علوم الرياضيات متوارثاً أباًّ عن جد..!!
وقف الطفل أمام قداسته وراح يعد ويلقي على سمعه أرقام لم يسمعها من قبل..
من يومها صار الغلام يواصل العد و(الإمبراطور)نائم برغد وطمأنينة..
تلك الحكاية تجاوزتها الناس،وصارت من الماضي التعيس..!!
***
في(كوبنهاغن)في(باريس)في(طوكيو)في(نيويورك)في(برلين)في(أوسلو)في(مدريد) في(ريودي جانيرو)في(كاراكاس)..
في(دمشق)في(عمان)في(بغداد)في(القاهرة)في(بيروت)في(الرباط)..
في(جنوب أفريقيا)في(الصومال)في(نيجيريا)في(كوت دي فوار)..
النساء رأين مشهد رجل كهل عملاق،يتعكز بعكاز وبيده الثانية مصباح زيتي،يقوده فتى يرتدي قبعة قش،الرجل الكهل ضرير،يهذي بشيء مبهم،تصادف وجود جاليات في تلك الشوارع والمدن التي مروا بها،جاليات من بلاد لها نفس لغة الرجل الضرير،كلهم قالوا أن الضرير يعد أرقام..
أحدهم أكد أنه ألتقط كلام الرجل الضرير:
ـ خمسة مليارات وخمسمائة وخمسة وخمسون مليون وخمسمائة وخمسة وخمسون ألف وخمسمائة وخمسة وخمسون..!!
في برنامج خاص بعنوان(أجمل تعليق)طرحت فضائية عالمية بلغات الأرض جائزة قيمة مقدارها(خمسة ملايين وخمسمائة وخمسة وخمسون ألف وخمسمائة وخمسة وخمسون يورو..)لمن يتوصل إلى سر الرجل الضرير..
كل النساء القارات اجتمعت معلوماتهن على أن:
المصباح هو مصباح(ديوجين)
الفتى هو من رافق(موسى)في البحر..
العصا بلا شك هي عصا(موسى)التي ابتلعت ثعابين(فرعون)..
،أمّا الرجل الضرير الكهل..لم تتفق الألسن عليه..!!
امرأتان فقط توصلتا إلى الحل الصحيح،تم فرش دربيهما بالورود،وصلتا إلى تلك الفضائية لكي يتم سحب القرعة وإعطاء الجائزة لواحدة فقط كما نصت المسابقة..
واحدة كانت أغنى امرأة في العالم..
واحدة كانت أفقر امرأة في العالم..
لم تحتمل المرأة الفقيرة فرحة الفوز..ماتت(بسكتة فرح)..
تم إعطاء الجائزة لأغنى امرأة في العالم كونها أصبحت صاحبة الحل الصحيح..
..وكان التعليق الفائز:
ـ الرجل الضرير يحصي فقراء العالم..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9
- بعل الغجريّة..رواية)8
- بعل الغجريّة..(رواية)7
- بعل الغجريّة(رواية)5
- بعل الغجريّة..(رواية)6
- بعل الغجريّة..(رواية)3
- بعل الغجريّة..رواية/4
- بعل الغجريّة..رواية(2)
- بعل الغجريّة..رواية(1)


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)