أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - قلبي معك وعقلي ضدك يا منتظر














المزيد.....

قلبي معك وعقلي ضدك يا منتظر


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر المتاجرون بك ، وكثر مناصروك ومعارضوك ، وأصبح الحذاء راية لفئة كبيرة من هذه الأمة التي فقدت رايتها منذ أن أدخلت الإنسان متاهات الطائفية والعنصرية والتعصب الواعي واللا واعي لمجمل الحياة ، وأصبحت ممرا ومسرىً لكثير من المكفرين والمفجرين والمتعاونين مع الأمريكان وغيرهم ، اتخذت منك وسيلة للوصول الى مبتغياتهم التي هي أبعد ما تكون عن مصلحة الشعب العراقي وأصبحوا يزايدون على قضيتك عابرين قضايا شعوبهم وأوطانهم التي أوصلت شاب مثلك لهذا السلوك ، متناسين سنين الضيم التي أظلت وأضلت كل الشرفاء في هذا البلد الخير الذي ابتلاه الله بالطامعين جيلا بعد جيل حتى لم يتركوا بذرة خير الا وحاولوا وأدها ، ولكن شعبنا كبقية شعوب الأرض التي حبيت بالخير لم ولن يستطيعوا اماتته .
حوصرنا في العهد المباد تحت راية حصار الطاغية وحوصرنا بعد الإحتلال تحت راية حرب المحتل فجعلونا في كل الظروف ضحايا لأغراضهم الدنيئة ، فأشعلوا الحرائق في كل مرافق الحياة واغتصبوا الآمان والطمأنينة من كل القلوب ، واستخدموا كل وسائل التفرقة كي يفتك الأخ بأخيه ليحققوا مآربهم ومطامعهم ويجعلوا أرض الرافدين مقبرة لشعبه وميرة لمن هب ودب ، إن الأمر الذي أوصلك لما أنت فيه لم يكن صنيعتك وحدك بل كل من جلس تحت قبة البرلمان له يد في ذلك فقد تجاذبتك مشاعر شتى ، بين الحاجة ، والحرمان ، واليأس مما تأوول اليه الأمور ، هو الذي أوصلك وقد يوصل الكثير من الشباب الذين يُعدمون وسائل التعبير الى أسوأ ما وصلت اليه ، فما زال نوابنا نوابا للمحاصصة والمحاباة وحياكة التفرقة ، غير مُعتبِرين بما مر وغير آبهين لموت وعجز وجوع الكثيرين ممن يأملون أن تتحسن الأوضاع الأمنية يوما بعد يوم . ولكن ما أن يستتب الأمن ويشعر المواطن البائس ببادرة انفراج في أي أزمة من الأزمات الكثار حتى ينبري هذا المسؤول أو ذاك بتصريح أو موقف ينغص من جديد أحلامنا وأمانينا ، بل ما أن نسمع بالتحسن الأمني حتى يعقبها خبر عاجل بمقتل سبعة من عائلة أزدية واحدة والمنطقة مستظلة بقوات تهز وهزت العالم من أقصاه لأقصاه أو بتفجير انتحاري سواء كان عراقيا أوأجنبيا مخترقا للحدود ، ليترك أشلاء عشرات العراقيين الذين لاذنب لهم أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا وليعوق عشرات آخرين .
ولكن وهنا الطامة الكبرى أن من طبل للإبن الزيدي هم أنفسهم في بلدان ودول تربطها مع كل دول العالم وعلى رأسها أمريكا بروابط معاهدات شتى ، وهم في دول فيها شتى الإنتهاكات لحقوق الإنسان . فمنهم من قدم الملايين مقابل هذا الحذاء ومنهم ومنهم ومنهم الى آخر هذه المنهم التي لن ولن تنتهي الأ بقيام دول تؤمن ، بأن سعادة الإنسان وحياته المرفهة حق من حقوقه . لماذا لم توضع هذه الملايين لخدمة الناس في ميادين شتى . هل شبع الشعب العربي كي تصرف هذه الملايين لشراء حذاء ، كان صاحبه والى وقت قريب جدا بحاجة الى حذاء ودواء ولقمة عيش ، أين ضمائركم يوم كان الطفل العراقي محروما من حليب الرضاعة ومن دواء السرطانات التي جلبتها لنا بوابتكم الشرقية . وزادتها أيام المحن بعد دخول المحتل . إن قلبي معك يامنتظر ولكن عقلي يرفض فعلتك ، أنك كولدي الذي شرد في بلاد تُعد من أرقى بلدان الله ، في بلاد لجأ اليها الكثير من خيرة شبابنا كي يسقطوا في فخ الحرية والديمقراطية الموعودة ، إنه عالق هناك يكتم غضبا أخاف عليه منه ، في بلاد تخلصت من حكم الدكتاتورية ولكنها لم تتنظف منها جيدا . من السهل أن ترتقي وتغير أشرس حيوان في الغاب ، ولكن من الصعب أن تغير ما في نفوس وعقول أجيال من البشر تشبعوا بالفاشية وعاشوا تحت ظلالها لأن الغريزة البشريه أقسى وأمرد على التغيير .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نكتب ما شاهدناه أم نشاهد ما نكتبه ؟
- متى نعتزُ بالجمال !
- لماذا الموت ؟
- بذور الحنظل
- سميرة الوردي تهنئ وتقول الأسود في البيت الأبيض
- أنا وولدي والوطن بين ... سيغموند فرويد ... وعلي الوردي
- الفن والحرية ... شعب في الإغتراب و شعب تحت التراب
- جواب
- القرضاوي وميكي ماوس
- ليلى والذئب وحكايات أُخرى
- جدلية الموت والحياة وغبارالحق الإلهي
- أحاديث منتصف النهار
- لماذا البكاء
- عينان خضراوان
- بين أوباما وماكين
- مسرح اليوم أو مسرح الستين كرسيا
- ! لماذا التشظي ؟
- التربية والتعليم والعقل
- أنموت بصمت !
- العراقيون يتوسلون


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - قلبي معك وعقلي ضدك يا منتظر