أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - هل نكتب ما شاهدناه أم نشاهد ما نكتبه ؟














المزيد.....

هل نكتب ما شاهدناه أم نشاهد ما نكتبه ؟


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 03:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدءاًً كل عام والحوار المتمدن في رقي وتألق ، هذا الموقع الذي أتاح لكثير من المحرومين من إيصال صوتهم ، والذي نأى عن أن يتعصب لأي فكرة حتى لو كان يُؤمن بها بل أتاح للجميع التعبير وبأسلوب هادف بناء عن آرائهم ووجهات نظرهم . فكان نافذة للتعريف بالكثير من كتابنا الذين غُيبت أصواتهم زمنا طويلا .
بالأمس أظهرت لنا شاشات التلفاز مشهدا عاصفا لأحد مراسلي قناة فضائية يرمي بحذائه بوجه قادة أشهر بلدين الآن ، في مؤتمر صحفي أعقب توقيع الإتفاقية الأمنية التي لاقت الكثير من الآراء العاصفة معها وضدها . إن وسائل الإحتجاج كثيرة تبدأ من طرح الأفكار وصولا الى المظاهرات بشتى أشكالها .
السؤال الذي أطرحه هنا :
، هل استنفذ المراسل الصحفي للقناة الفضائية وسائله العلمية والأخلاقية عبر ذكائه وفطنته وعلمه في التعبير عما يختلجه من آراء وشكوك كي يستعمل حذاءه ؟
هذا التصرف ذكرني بمدارسنا التي تسرب منها أعداد غفيرة من الفتيان والفتيات بسبب الحروب وما تلاه من جوع وحرمان ولسنوات طوال حتى أصبح الدفتر والقلم والحذاء النظيف حلما تحلم به الكثير من الأمهات لأطفالهن ، حتى وإن كن من ضمن السلك التدريسي نفسه .
السؤال الثاني الذي يطرح نفسه :
في كل بلدان العالم تعقد اتفاقيات سرية وعلنية هل جرأ صحفي يحترم مهنة الصحافة على أن يسلك هذا السلوك ؟
السؤال الآخر الذي أُريد أن أسأله:
لو كان صدام الذي جر البلاد والمنطقة لما نحن فيه الآن
هل كان الصحفي سيجرأ على رمي حذائه ؟
لست في صدد الدفاع عن أحد لأني على يقين إن الدخول في السياسة كالعوم في المحيط دون استعداد ، ولكن ما استفزني للكتابة هو السلوك المشين النابع عن بيئة غير صالحة في البيت والشارع والمدرسة ، هذه البيئه التي أنتجت أمهر الأطفال في الورش الصناعية وأسوأ الأطفال في الشوارع المظلمة .
لقد ورثت وزارة التربية وقسم كبير من الأهالي تركة ثقيلة لا يشعر بها الا من عاشها تحت سطوة النظام السابق . هذه التركة تحتاج الى جهود جبارة مخلصة وبسنوات كفاح مقبلة كي تتخلص من آثارها السلبية على الصعيد العائلي والإجتماعي والوطني ، هذه التركة التي يجب تنظيفها من كل الأمراض والأوبئة النفسية والإجتماعية التي علقت بها خلال مايزيد عن أربعين عام ، لم تكن مدارسنا في أواسط الأربعينيات وحتى أواسط الثمانينيات بالمدارس الممتازة ، ولكنها كانت مدارس رصينة خرّجت أحسن الكوادر العلمية والأدبية التي نشهد قسم منهم في حياتنا اليوم .
ما إن حلت الحروب التي خاضها النظام السابق حتى حلت اللعنة على كل المفاصل التربوية فاستهدفت كل البنية التربوية ، فأصبح للمناهج الدور الأول في تلميع صورة القائد الضرورة ونشر أفكاره الهلامية ، رافقه الحصار الذي أيبس منابع الفكر فأصبح التفكير بلقمة العيش أهم من العقل والعلم حتى لنجد الكثير من الطلاب وعدد لا يستهان به من الكادر التدريسي يلجأ الى الغش والتزوير والرشوة والتدريس الخصوصي والخ .
لقد ضيع النظام السابق الكثير من القيم الأخلاقية التي كانت من ثوابت الشخصية العراقية .
في دول العالم المتحضر يهتمون بالأطفال والشباب اهتماما بالغا ويوفرون لهم أجمل بقعة في مدنهم ليقيموا عليها رياض الأطفال والمدارس وما يتعلق بها من مكتبات وحدائق . فهل سنراه يوما في عراقنا الحبيب .
إن ما نحتاجه اليوم نظام تعليمي يدرك السلبيات ويعالجها ، ما نحتاجه نظام تربوي يأخذ بيد الفرد العراقي منذ أول يوم دخوله رياض الأطفال ، ما نحتاج اليه مناهج علمية تحطم الصنم وكل ما تلاه من أصنام في لعبة السياسة الحالية ، ما نحتاجه هو بث روح الإعتزاز بالنفس والآخر ، وليس أخيرا ما نحتاجه المواطنة وحب الوطن .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نعتزُ بالجمال !
- لماذا الموت ؟
- بذور الحنظل
- سميرة الوردي تهنئ وتقول الأسود في البيت الأبيض
- أنا وولدي والوطن بين ... سيغموند فرويد ... وعلي الوردي
- الفن والحرية ... شعب في الإغتراب و شعب تحت التراب
- جواب
- القرضاوي وميكي ماوس
- ليلى والذئب وحكايات أُخرى
- جدلية الموت والحياة وغبارالحق الإلهي
- أحاديث منتصف النهار
- لماذا البكاء
- عينان خضراوان
- بين أوباما وماكين
- مسرح اليوم أو مسرح الستين كرسيا
- ! لماذا التشظي ؟
- التربية والتعليم والعقل
- أنموت بصمت !
- العراقيون يتوسلون
- الألغام والحياة


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - هل نكتب ما شاهدناه أم نشاهد ما نكتبه ؟