أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فائز الحيدر - الشهيد النصير هيثم ناصر الحيدر ( عايد ) ، ومعركة سينا وشيخ خدر















المزيد.....

الشهيد النصير هيثم ناصر الحيدر ( عايد ) ، ومعركة سينا وشيخ خدر


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 09:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يا من ضحيتم من أجل الشعب والوطن ستبقون في الذاكرة والوجدان

عندما يطالب الصابئة المندائيون بظمان حقوقهم المدنية والقانونية والدينية في الدستور العراقي القادم فهو مطلب نابع ليس لكونهم عراقيين ومن سكان العراق الأصليين فحسب وأنما ما قام به أبناء هذه الطائفة وأسلافهم منذ آلاف السنين من المشاركة الفعالة في بناء حضارة هذا الوطن في كل جوانبه أضافة الى ما قدموه من قوافل الشهداء الذين روت دمائهم أرض الوطن سواء في نضالات شعبنا طيلة عقود عديدة أو خلال الحروب المتعاقبة أو نتيجة الأضطهاد السياسي أسوة ببقية قطاعات الشعب العراقي .
وهنا نتحدث عن شهيد مندائي آخر روت دمائه أرض الوطن من خلال ألتحاقه بفصائل الأنصار الشيوعيين المقاتله ضد أعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ . فعند الألتحاق بفصائل الأنصار في قاطع بهدنان / مكتب الأعلام كان لدينا أمل أن تسمح الظروف لنا أن نلتقي مع بعض المعارف والأصدقاء بعد فراق سنوات طويلة ، أن نلتقي مع أبن العم هيثم الحيدر الذي فارقناه منذ سنوات ، ولكن مع الأسف لم يتحقق أملنا هذا بسبب استشهاده ببطولة قبل وصولنا كردستان ، كونه من أوائل الشيوعيين الذين ألتحقوا بفصائل الأنصار بعد الهجمة الشرسة من قبل النظام الدكتاتوري لتصفية الحزب الشيوعي العراقي ، ولكننا بنفس الوقت سمعنا الكثير من رفاقه أنه كان بطلا" وأستشهد ببطولة . والأن دعوني أن انقل لكم الصورة عن حياة هذا البطل الشاب الذي أستشهد عن عمر لا يتجاوز 28 عاما" .

أنه الشهيد البطل هيثم ناصر الحيدر ( عايد )

ولد الشهيد هيثم في11 / 11 / 1954 في بغداد من عائلة مندائية يكن لها الجميع الحب والأحترام ، توفي والده وهو طفلا" لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات ، ترعرع في أحضان أخواته وأخوته الأكبر سنا" ، أنهى دراسته الأبتدائية في مدرسة الشواكة ببغداد وكان من الطلبة المتفوقين فيها ، ثم أكمل دراسته المتوسطة في متوسطة الدورة للبنين .
كان عمره ستة عشر سنة عندما سافر الى هنكاريا لزيارة أخيه وعندها قرر عدم العودة للوطن والبحث عن عمل مناسب وكانت فرصته الوحيدة هي العمل على ظهر باخرة يونانية لنقل النفط . وطيلة سنتين كاملة كان يتنقل بين دول العالم ، وبحكم عمله أختلط وتعرف على شعوب كثيرة فأحس بمعاناة وآلام هذه الشعوب من فقر وجوع وأضطهاد سياسي وأستغلال ، لهذا نذر حياته لمساعدة الناس البسطاء والكادحين . ونظرا" لصغر سنه لبى نداء عائلته بالعودة الى الوطن وكان عمره ثمانية عشر سنة . كان هيثم شابا" مرحا" ، ذو طلعة بهية ، صاحب نكتة وبديهية سريعة ، حازما" عند الشدائد ، صبورا" ، مؤمنا" بقضية الشعب والوطن ، في زياراته المتباعدة ألينا يحول البيت الى ساحة من المرح والفكاهة وينسينا همومنا وما أكثرها في ذلك الوقت .

أستدعي عام 1972 للخدمة العسكرية الألزامية والتي قضاها في كردستان وأبي غريب وكانت من أصعب الأيام في حياته . كان مندفعا" في خدمة الحزب والناس البسطاء من جماهير الحزب ، ففي الساعة الثانية عشر ليلا" من يوم فصل شتاء قارص وقد وصل توا" للبيت في أحدى أجازاته من الخدمة العسكرية سمع أعلان في التلفاز يطلب من المواطنين التبرع بالدم لأنقاذ حياة أحد الأطفال الراقدين في مستشفى مدينة الطب والمحتاج الى صنف معين من الدم ولما علم أن صنف الدم مطابقا" لصنف دمه أسرع الى المستشفى بسيارة أجرة وسط أعتراض عائلته وليقوم بهذا الواجب الأنساني وعاد الى البيت فخورا" بسيارة أجرة متحملا" تكاليفها المكلفة بالنسبة لراتبه كجندي مكلف .
بعد أكماله الخدمة العسكرية عمل في شركة فرنسية وحتى عام 1978 حيث أنهت الشركة عملها في العراق فكان مثال للعامل المخلص حيث ربطته علاقات وثيقة مع بقية عمال الشركة وفي تلك الأيام العصيبة والأرهاب التي يمر بها العراق حصل على عضوية الحزب الشيوعي العراقي مما أثر على حياته كثيرا" فأصبح أكثر ألتزامنا" وأهتماما" بعائلته وأقاربه . كان شديد التأثر بشباب عائلته ذو الأفكار الوطنية حيث أستشهد بعضهم ومنهم أولاد عمه ستار خضيرالحيدر ونافع عبد الرزاق الحيدر وأبن عمته سمير جبار وآخرين سكنوا السجون .
وعند تسلم الطاغية صدام حسين السلطة عام 1979 وبدأ بتنفيذ خطة تصفية الحزب الشيوعي العراقي ، كرس الشهيد هيثم ( عايد ) حياته وأمكانياته لمساعدة رفاقه اللذين آثروا البقاء في الوطن وأتخذ بعضهم من داره ملجئا" لهم حيث يسكن مع والدته المريضة ، وأستفاد من أخواته اللواتي يترددن على البيت لتهيئة الطعام وتدبير شؤون البيت وكان حريصا" على سلامة الرفاق في بيته وبدأ يتحرك بحذر ويحس بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها .

كانت آخر من تردد على بيته بعض قادة الحزب ومنهم الشهيدة البطلة عايدة ياسين عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حيث قضت عدة أشهر في بيته ، وفي صباح أحد الأيام ......

ـ رفيق هيثم لديّ مهمة حزبية خاصة عليّ أنجازها ولساعات وسأعود قبل الظهر وأذا لم أعد يرجى أخبار الحزب بذلك .

ـ الوضع خطر للغاية يا رفيقة وأنت تدركين ذلك ويمكنك الأعتماد عليّ بأي مهمة تكلفيني بها ولكن أرجوك لا تجازفي بحياتك .

ـ لا أستطيع رفيقي العزيز فالأمر في غاية الأهمية .

ـ هل أستطيع مرافقتك ولو عن بُعد فسأكون قلقا" عليك لغاية عودتك .

ـ لا حاجة لهذا القلق أشكر لكم حرصكم عليّ ولكني سأعود ..... مع السلامة .

ومرت الساعات ثقيلة وعيون هيثم لا تفارق ساعته ، وجاءت الظهيرة ولم تعد !! وأخذ يصرخ بأعلى صوته .... أعتقد أنها النهاية لقد كنت متوقعا" ولدي أحساس بذلك .

جلس هيثم الى جوار التلفون يتابع آخر الأخبار يتصل بالحزب والعائلة والجميع يعطي نفس الجواب ، لا يا رفيق لم نشاهدها اليوم . حتى تأكد له أنها وقعت في يد القتلة .

ومرت الأيام الحزينة حيث كانت بالنسبة له الأم والأخت والرفيقة ، فجمع حاجاتها الشخصية وأرسلها الى أختها في حي العامرية وأخبرهم بالأمر وأبدى أستعداده لأي مساعدة .

بعد أعتقال الشهيدة عايدة ياسين قرر أن يغادر العراق الى جهة مجهولة ولم ينسى أن يوص والدته وأخواته بأن يبقى البيت جاهزا" لأستقبال أي رفيق يحتاجه ورغم سفره ، كما أخبر الحزب أن بيته يعتبر أحد البيوت الحزبية وإن والدته وأخواته مستعدون لتقديم أية مساعدة للحزب عند الحاجة .

غاب عن الأهل شهرا" وعاد مرة أخرى ولكن قرر هذه المرة أن يذهب الى بيروت وهناك دخل دورة عسكرية للتدريب على السلاح في أحد معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية وألتحق بعدها بفصائل الأنصار الشيوعيين في كردستان رافضا" ذهابه الى أحدى الدول الأشتراكية لأكمال دراسته وأتخذ من ( عايد ) أسما" له تيمنا" بالشهيدة عايدة ياسين حيث أقسم بأن يأخذ بثأرها وكافة الشهداء .

يتحدث عنه أحد رفاقه الأنصار : نسب عايد في بداية وصوله ألى كردستان ألى قاعدة الأنصار في بهدنان / مكتب الأعلام وهناك عرف نفسه لرفاقه في المكتب ...... عايد

ـ أهلا" بالرفيق العزيز عايد .. تعال للداخل لتشرب معنا قدحا" من الشاي فنحن في الأعلام محظوظين بما لدينا من شاي وسكر .

ـ شكرا" لكم رفاق فأنا من هواة شرب الشاي .. هه .. هه .. هه ..

ـ ولكن لماذا عايد .... ؟ فقد صارت هذه المفردات مثيرة للتشائم منذ أستخدمها الأخوة الفلسطينيون !

ـ لأنه لدي من الثقة بعوتي الى بغداد مما يجعلني أتفائل ليس وحدي فحسب بل ما يكفي لأستبدال تشاؤمك أنت بالتفائل وأنت ترى بأن غيبتي عن الوطن قصيرة .

ـ لعلك حديث العهد ببغداد ؟

ـ نعم لقد تركتها قريبا" .

ـ أذن أنت من رجال العمل السري في الداخل ، حدثني أرجوك ؟

ـ أطلق ضحكته المميزة وعقب ، كيف أحدثك عن ذلك وأنت تقول أنه العمل السري ؟

خجلت من هفوتي وبررت ذلك بالحاجة لسماع أخبار الحزب الجديدة . كان صوته قويا" كالأيمان وهو ما يجترحه الفتية البواسل من مآثر تجعل شجرة الحزب خضراء رغم ما يتدشق به البعث الفاشي من أنه أقتلع الشجرة من الجذور . ومرت أيام حافلة ... تعلمت من الفتى عايد بأن العراق ليس وطنا" كغيره بل هو أرض تشابكت فيه عروق المرايا الجميلة ، النجوم البريئة ، زهور خبأت عطرها بأفراح الصبايا ، أحلام الفراشات ، زرقة الماء ، خضرة النخل وقطرات عرق على جبين متعب ، جراح الضحايا ، عباءة أمي وبكائها في الفرح ونحيبها في الحزن ، عروق وعروق تشابكت لتنبت الحزب الذي أنجب هيثم ناصر الحيدر ، لا أدري لم تذكرت قصة القاسم في تراثنا الشعبي وأنا أراه يحمل بندقيته ويلتحق بالمفرزة الأنصارية القتالية ، لقد كان عريسا" يزف لحبيبة طال عليه أنتظارها .

ألح على مكتب القاطع من أجل أعفاءه من العمل في مكتب الأعلام وألحاقه بمفرزة قتالية لكي يثأر من الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب والوطن على يد البعث الفاشي ، ونسب الى مفرزة سرية دشت الموصل .

لقد كتب المناضل الثوري تشي جيفارا في الصفحات الأخيرة من مذكراته قبل ألقاء القبض عليه وعلى رفاقه بعد أن ألتقى مع أمرأة طاعنة في السن ترعى الحيوانات في الغابة بأنه على يقين بأن هذه المرأة سوف تخبر الأعداء على مكان تواجدهم بمجرد أعطائها قطعة من النقود لأنها لا تعرف بأننا نقاتل من أجل سعادتها وقد أيقن تشي جيفارا بأن الوقت لم ينضج لبدء بؤرة ثورية جديدة .

وهذا ما حدث عندما لجئت مفرزة سرية دشت الموصل الى مدرسة قرية ( سينا وشيخ خدر ) لقضاء ليلتها هناك بعد جولة شاقة في المنطقة أستمرت عدة ايام . قريتا سينا وشيخ خدر ، قريتان متجاورتان يفصل بينهما وادي سهلي واحد وتبدوا للناظر لأول وهلة أنهما قرية واحدة تقع المدرسة في وسط الطريق بين القريتين ، ويحاذي المدرسة من الخلف سفح جبل دهوك المعروف بوعورته حيث يستغرق تسلقه والذهاب الى مدينة دهوك في الجانب الأخر منه ثلاث الى أربع ساعات سيرا" على الأقدام .
بوشاية من أبن المختار وهو أحد عملاء النظام أستطاع فوج من قوات المغاوير ضرب طوق محكم على القرية ليلا" وكذلك الجانب الوعر من الطريق الجبلي لقطع طريق الأنسحاب على الأنصار ، كما وضعت عدة كمائن داخل القريتين وعلى طول الوادي السهلي الفاصل بينهما .

كانت المفرزة تظم أكثر من خمسين نصير ونصيرة فضلوا قضاء ليلتهم داخل المدرسة بعدة جولة في المنطقة أستمرت أيام عديدة ومنهم :
الشهيد النصير ( عايد ) ، الشهيد النصير ( حكمت ) ( 1 ) ، النصيرة عشتار ، حيث ذهب زوجها في مهمة للداخل ، النصيرة أم أمجد زوجة المستشار السياسي للسرية ، النصيرة أم عصام زوجة آمر المفرزة الشهيد أبو نصير ، النصيرة دروك ، النصير الشهيد أبو رؤوف ، النصير ياسين اليزيدي ، النصير هشام ، النصيرأبو ظاهر ، النصيرأبو لينا السالك ، النصير وسام الأشقر ، النصير وميض ، النصير أبو علي النجار ، النصير الشهيد أبو رستم ، النصيرأبو مناف ، النصيرأبو شريف ، النصيرأبو حاتم ، النصير سعيد ، النصيرأبو سلام ، النصيرالشهيد أبو هلال سواري ، النصيرالشهيد ناظم ، النصير أبو أنس ، النصير الشهيد عادل بهديني ، النصيرأبو فاتن ، النصيرأبو كفاح ، والنصيرالشهيد الدكتور عادل ، النصيرالشيخ ، النصيرين كمال وجمال أخوة النصير الشهيد أبو ماجد ، النصير الشهيد فكرت (2) ، النصير أبو سلام بعشيقة ، النصيرأبو سلام باعذرة ، النصيرصباح كنجي ، النصير خليل أبو شوارب وغيرهم . أما النصيرين أبو فؤاد (3) وأبو داود فقد قضوا ليلتهم في أحد بيوت القرية .

بدأت المعركة في ساعات الصباح المبكرة من يوم 19 / 2 / 1982 عندما أرسلت قوة المغاوير مفرزة صغيرة لمعرفة أماكن تواجد الأنصار، وهنا واجههم الأنصار الحرس وهم الأنصار أبو عليوي الأشقر وأبو حياة وتم تبادل أطلاق النار الكثيف بين الطرفين ومن الجانب الأخر بدأت قوات المغاوير الأخرى بأطلاق النار الكثيف على المدرسة لمعرفة رد فعل الأنصار وعددهم وأماكن تحصنهم وبنفس الوقت تبين للأنصار أيضا" مواقع القوات الحكومية وبذلك أستعد الأنصار لمعركة حاسمة قد تحدد مصيرهم . توجه الأنصار عايد وحكمت وأبو رستم وأبو علي النجار الى الجهة المواجهة لقرية سينا وتوجه الأنصار أبو حاتم وآخرين نحو الجهة المواجهة لقرية شيخ خدر وتم تبادل أطلاق النار بين الطرفين بكثافة ثم خف تدريجيا" وأدرك الطرفين أماكن ضعف وقوة الطرف الأخر ، بدأ النصيران ( عايد ) و (حكمت ) ويحمل كل منهما قاذفة 7RBG بالتقدم نحو بداية القرية وأطلق كل منهما قذيفة بأتجاه مفرزة قوات المغاوير المتقدمة نحو القرية مما أدى ألى أكتشاف موقعهم فأمطروهم برصاص كثيف وأصيب النصير ( حكمت ) أصابة بليغة في البطن ، وتوجه لنجدته رفيقه وصديقه الحميم النصير ( عايد ) لينقله الى مكان آمن وأخذ يبحث في القرية عن بغل ليحمله لطريق الأنسحاب ونجح في مسعاه وليخرج به من القرية التي أطبق عليها القتلة ، وبدأ مع الأنصار الأخرين أبو رستم وأبو علي النجار بالأنسحاب حسب الخطة التي أتفق عليها ولكن مع الأسف وقعوا في كمين للعدو :

ـ قف من أنتم ؟

ـ أنا الرفيق أبو رستم ورفاق آخرين ومعنا الرفيق الجريح حكمت .

ـ أرموا سلاحكم يا أولاد القحـ .... أرفعوا أيديكم وتوجهوا ألينا .

عندها أدرك الرفاق أنهم وقعوا في كمين محكم . كان الأنصار أبو رستم وأبو علي النجار في المقدمة ويسير خلفهم النصير ( عايد ) وهو يقود البغل الذي يحمل النصير الجريح ( حكمت ) . أتخذ النصيران الوضع القتالي وأنبطحا أرضا" وباشروا بأطلاق النارعلى الكمين ولم يتمكن الرفيق ( عايد ) من أتـخاذ الوضع القتالي سريعا" محاولا" السيطرة على البغل الهائج وسط تبادل أطلاق النار بشكل كثيف فأصيب كل من ( عايد ) و( حكمت ) برصاصات قاتلة وأستشهدا في الحال حاول أبو رستم وأبو علي النجار سحبهما من ساحة المعركة دون جدوى بسبب كثافة النيران وتقدم القوات الحكومية نحو القرية .

في نفس الوقت وجد الرفاق أبو فؤاد وأبو داود اللذان قضيا ليلتهم في القرية أن هناك شق في الأرض على شكل أخدود مناسب للأنسحاب من القريتين يمر داخل القرية ويؤدي الى خارجها وتجنبا" لمزيد من الضحايا أعطيت الأوامر وبلغ النصير أبو حاتم لأبلاغ كافة الأنصار بالأنسحاب عن طريق هذا الأخدود الى قرية الصالحية نحو جبل ألقوش .

كان يوما" حزينا" لكل أفراد المفرزة أختلطت فيه مشاعر الألم والتحدي ، عاد الأنصار الى القرية مساء" بعد أنسحاب القوات الحكومية لغرض سحب جثتي النصيرين (عايد وحكمت ) وتبين لهم ان القوات الحكومية قد أخذت الشهيدين معها الى دهوك وعلقوا على أعمدة الكهرباء أمام بناية المحافظة لأثارة الرعب في سكان مدينة دهوك وأخيرا" تم دفنهم من قبل المواطنين الشرفاء في دهوك في مقبرة ( شاخكة ) .

وفي حفل تكريم الشهداء في مقر الأنصار في وادي كوماته بين مسؤول مقر القاطع العسكري الرفيق ( أبو جميل )( 4 ) أن بطولة النصيرالشهيد عايد وتحليه بهذه الروحية الجهادية العالية والنادرة هي من صفات أبطال الحزب فهد وسلام عادل وسوف لا تنسى عبر الزمن .

المجد والخلود لكل شهداء الوطن

الهوامش ــــ

1 ـ حكمت ....هو النصير ( رافد أسحق ) من مواليد 1959 ، من سكنة بغداد الجديدة / حي الغدير ، طالب في الصف الثاني في كلية الهندسة / بغداد ، ترك دراسته ولبى نداء الحزب وألتحق بصفوف الأنصار الشيوعيين في بداية الثمانينات ، ربطته مع الشهيد عايد علاقات صداقة حميمة لتشابه كثير من الصفات بينهما .
2 ـ فكرت .... هو النصير ( رحيم كوكو العيداني ) ، من الطائفة المندائية ، أستشهد في معركة أثناء تصديه ورفاقه لغزوا القوات التركية للأراضي العراقية .
3 ـ أبو فؤاد ... هو النصير ( جوقي سعدون بريم ) أستشهد في القصف الكيمياوي لقاطع بهدنان في 5 حزيران عام 1987 وأصيب أكثر من 150 رفيق ورفيقة بأصابات مختلفة .
4 ـ ابو جميل .. هو القائد ( توما توماس ) ، عضو اللجنة المركزية للحزب ، المسؤول العسكري لقاطع بهدينان .

كندا
16 / 12 / 2008





#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الأخيرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة التاسعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صتعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الحادية عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة العاشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة باتجاه الوطن ، الحلقة التاسعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الأولى


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فائز الحيدر - الشهيد النصير هيثم ناصر الحيدر ( عايد ) ، ومعركة سينا وشيخ خدر