أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فائز الحيدر - من الذاكرة ، أيام صتعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة عشرة















المزيد.....

من الذاكرة ، أيام صتعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة عشرة


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 10:02
المحور: سيرة ذاتية
    


البحث عن الأقارب

بعد عدة أسابيع من حصولنا موافقة وزارة الداخلية الأيرانية لالخروج من مخيم جهرم والتجول في المدينة ، لم تتوقف محاولاتي للبحث عن الأقارب في الأهواز واللقاء بهم لأنهم الوحيدين القادرين على مد يد العون لنا للخروج من أيران نحو الحرية .
كان بعض الأقارب يسكنون في أوائل القرن الماضي في المناطق الجنوبية من العراق وخاصة البصرة والناصرية والعمارة وقصباتها وقرب الأنهار والأهوار وحسب ما تتطلبه التقاليد الدينية للطائفة المندائية حيث كانت بعض تلك المناطق تشكل أمتدادا" للمدن في أمارة الأهواز ضمن منطقة عربستان التي تقع تحت سيطرة وحكم الشيخ خزعل (1) .
يعد الشيخ خزعل الذي تولى رئاسة أمارة المحمرة بعد مصرع أخيه الشيخ مزعل من الشخصيات العربية البارزة في تاريخ العرب الحديث.. وقد لعب دورا" رئيسيا" في احداث الخليج العربي والاهواز في الربع الاول من القرن العشرين وقد ساهم مساهمة فعالة في أحداثه وأحتل مكانة مرموقة بين امراء الجزيرة العربية .
عندما قررت بريطانيا غزو العراق أبان الحرب العالمية الاولى قررت أن تستميل لجانبها شيوخ الأمارات المحليه القائمة على ضفاف الخليج العرب لتؤمن مواصلاتها عبر الخليج الى الهند فأوعدتهم بتعهدات للمحافظة على أوضاعهم الراهنة وضمان حريتهم واعلانهم شيوخا" مستقلين تحت الحماية البريطانية فرضي الأمراء العرب بهذه التعهدات وحصلت صداقة بين بريطانيا وبين البارزين من الأمراء كالشيخ خزعل أمير الأحواز وشيخ الكويت .

بدأ شأن الشيخ خزعل ( 2 ) في الصعود بعد ترشيحه لعرش العراق ودخوله في معاهدات مع بريطانيا واشتراكه مع البريطانيين في الحرب لطرد الاتراك من البصرة لتوفير الامان لأمارة الأهواز وأصبحت له مكانه مرموقه في العلاقات الدوليه في المنطقة ، ومقابل هذا بدأ ( رضا خان ) الذي أصبح قائدا" عاما للقوات المسلحة في بلاد فارس عام 1921 ثم أصبح رئيسا" للوزراء ثم نصّب ملكا" على بلاد فارس عام 1925 ( 3 ) يفكر ويخطط للقضاء على الشيخ خزعل وجاء هذا في مذكرات رضا شاه نفسه عندما يقول ( من الضروري القضاء على أمير عـربستان الذي أستمر أعوام طويلة يعيش أميرا" مستقلا" داخل حدود أمارته ويسانده الاجانب مساندة تامه في أعماله وليس لحكومة طهران أي سلطة عليه ) .

عندما تحسنت علاقة رضا خان مع السوفيت خشيت بريطانيا من المد الشيوعي نحو المياه الدافئة في الخليج فتخلت عن حليفها الشيخ خزعل وتحول تأيدها الى الملك رضا خان ، فأنتهز رضا خان هـذا الأتجـاه من بريطانيا وطلـب منها ان تتخلى عـن حماية أمارة الأهواز وأميرهـا الشيخ خزعل ليمكنه أحتلال الأهواز عسكريا" وضمه الى مملكة بلاد فارس فأستجابت له بريطانيا ومهدت له القضاء على الحكـم العربي في الأهـواز وسهلت له القضاء على الشيخ خزعل في 20 / 4 / 1925م بعد ان تخلت بريطانيا عن تعهداتها بحماية امارته وتم أعتقال الشيخ خزعل وأبنه في مؤامرة مدبرة ونقلوا الى طهران وأودع السجن (4)، وهناك توفي في 26 / اذار / 1936 عن طريق دس السم إليه في الطعام وهو في زنزانته .

كان الأقارب مثل بقية أصحاب المهن الحرة يتنقلون في تلك المنطقة طلبا" للرزق ، وكانت تنقلاتهم تتم بين المدن المذكورة ومدن أخرى مثل الأهواز ، عبادان ، المحمرة ، سوسنكرد ، شوشتر وديزفول وغيرها ، يتركون خلالها عوائلهم لعدة أيام وقد تطول فترة سفرهم الى عدة أسابيع يلتقون خلالها مع رؤساء العشائر وبضيافتهم ويوطدون العلاقات معهم وبذلك كسبوا حبهم وأحترامهم . بعد سقوط أمارة الشيخ خزعل ومقتله وألتحاق عربستان ببلاد فارس تشتت العوائل ما بين العراق وأيران ولم يسعف الحظ للكثيرين منهم بالعودة الى مدنهم الأصلية لأسباب مختلفة وأضطر قسم منهم للزواج بقصد الأستقرار واصبحوا ضمن مملكة فارس هذه ، لكن الروابط العائلية بقيت كما هي وأتذكر عندما كنت طفلا" زار قسم منهم بغداد بعد ثورة 14 تموز 1958 لغرض الزيارة أو العمل أو الزواج ولغاية توتر العلاقات بين العراق وأيران مرة أخرى في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي حيث عاد هؤلاء الى أيران من جديد .

عند وصولنا الى الجمهورية الأسلامية الأيرانية لم تكن بحوزتنا أية معلومات عنهم ، في أي مدينة يسكنون ؟ وما هي عناوينهم ؟ تلفوناتهم ؟ أسمائهم الكاملة ؟ كل شئ مجهول بالنسبة لنا .... وكل ما أملكه من ذكريات أسم ( سعدون ) وهو أحد شبابهم الذي ألتقيت به في العراق في بداية الستينات وأنا صغير وبقي أسمه عالقا" في الذاكرة منذ ذلك الوقت وهو رأس الخيط الوحيد الذي أملكه ... أتصلت بالمعارف في سورية كمحاولة مني عسى ان أجد ما يساعدني بالوصول أليهم ، العنوان ، رقم التلفون ، لكن المحاولة باءت بالفشل ايضا" ولذلك أعتمدت على جهودي الشخصية للبحث في المجهول وهي محاولة قد يصيبها الفشل او النجاح فليس أمامنا أختيار آخر .

في أول فرصة سنحت لنا للخروج من المخيم توجهنا الى مركز المدينة للأطلاع عليها وعلى وسكانها عن كثب ، أخذنا نلف الأسواق والشوارع الضيقة ، الباعة المتجولين ، الشركات الكبيرة ، في مدينة صغيرة غير منظمة تخلوا من النظافة لكن الحياة فيها نشطة أقتصاديا" وخاصة في فترة ما بعد الظهر ، هذه المدينة لا تعرف الحرب ولم تتأثر بها لبعدها عن العراق وليس هناك منشئات عسكرية كبيرة ، جذب أنتباهنا وجود العديد من محلات الصياغة المسماة بالفارسية ( طلا فروشي ) وهي عامرة بما تحتويه من مصوغات ذهبية وفضية ولكن كيف نبدأ بالسؤال ونحن لا نجيد الفارسية ولا نملك من المعلومات ما يمكن ان نقدمه عند توجيه أسئلتنا !!! ومع ذلك قررنا المحاولة فليس لدينا ما نخسره .
في اليوم الثاني عصرا" ذهبت الى المدينة مصطحبا" أحد الأخوة الأكراد من مدينة أربيل ويجيد التحدث بالفارسية وليضيف على ما تعلمته في المخيم من كلمات قليلة كي يساعدني في تذليل بعض مفردات اللغة الفارسية عند توجيه أسألتي ، توجهت الى أول محل للصياغة أستفسر عن صائغ أسمه ( سعدون ) وهذا كل ما أعرفه وتبعه بعد ذلك دخول عدة محلات أخرى مجاورة ... وأنا مدرك ان الجواب سيكون سلبيا" بالطبع ، جميع من سألتهم يهزون رأسهم بالنفي وعدم معرفتهم بسعدون ولا أعرف هل فهموا ما أبتغيه من سؤالي ام لا ؟ أم يتخوفون من الأجابة على اسئلتي فالعراق وايران في حالة حرب وقد يتهم أي واحد منهم بالعمالة لصدام ولأي سبب كان . أصبت بالملل وبقيت في حيرة لعدة أيام ... ماذا نفعل ؟ كنا أتشاور مع زوجتي ليلا" ونهارا" ونطبق ما خططنا وأتفقنا عليه في عصر اليوم التالي بزيارتنا لأسواق المدينة ، سألت رجال كبار في السن ، بعض العاملين في مكاتب البريد ، مختاري بعض المناطق عسى أن أجد شيئا" يساعدني ، كل محاولاتي بائت الفشل .. هل أواصل البحث أم لا ؟ هل أقتنع بما حصلت عليه من نتيجة وأتوقف عن محاولاتي في البحث أم لا ؟ وأخيرا" قررت المواصلة فالحياة هنا صعبة جدا" وعبارة عن جملة من الأعصاب المتعبة .... كل يوم نقضيه في المخيم هو عبارة عن موت بطئ للجميع وننتظر يوم الفرج .

في يوم 15 / كانون الأول / 1986 ظهرت قائمة تحمل أسمائنا وجملة من أسماء اللاجئين الذين أنتهى التحقيق معهم وبلغوا جميعا" من قبل أدارة المخيم بضرورة مراجعة دائرة الأقامة في طهران لأكمال المعاملة .
في مساء يوم 17 / كانون الأول / 1986 سافرت الى طهران مع أحد الأخوة اللاجئين التركمان من مدينة كركوك لأكمال معاملة أنتهاء التحقيق في دائرة الأقامة التابعة لوزارة الداخلية الأيرانية ، قضينا الليل كله في الطريق الطويل نحو طهران نتبادل الحديث عن الحياة في المعسكر وما يخبئه لنا المستقبل ، ماذا نفكر ؟ وما هي وجهتنا لو حالفنا الحظ بمغارة أيران ، أين سيكون مكان أستقرارنا القادم ، وهل هناك دولة أخرى سنلجأ لها بعد أيران ، ما هو مصير عوائلنا وأهلنا في الوطن ؟ وهل ستسمح الظروف لنا بلقائهم مستقبلا" ، أسئلة كثيرة لا نجد لها جواب طالما نحن في سجن أختياري وصلنا له بأرجلنا ولا نعرف متى يفرج عنا !!!؟ . وصلنا طهران في صباح اليوم الثاني مبكرين وعلى أمل العودة ثانية الى المخيم في الساعة الثانية ظهر نفس اليوم كما تبينه تذكرة الباص ، فالحياة في طهران مكلفة بالنسبة لنا ، سكنا احد الفنادق البسيطة في أحد الأحياء القديمة وتناولنا فطورنا البسيط الرخيص وهو عبارة عن البيض المقلي بالدهن فليس هناك امكانية للصرف أكثر مما خططنا له في قاموسنا ، توجهنا الى دائرة الأقامة وتم أكمال المعاملة التي جئنا من أجلها خلال ساعات قليلة وختمت جوازاتنا بعبارة مشهورة (( خروج بلا حق العودة )) وحصلنا على موافقة التجوال والأنتقال في ربوع أيران أن أردنا وبشكل مؤقت بعد عمل كفالة ضامنة من قبل أي شخص يعيش في أيران وكانت هذه خطوة جيدة مفرحة وفرصة للخروج من المخيم ، لكن أكمال المعاملات في جهرم يحتاج الى طوابع بريدية من فئة كبيرة معينة وقيل لنا بأننا سنجدها في محلة ( كوجه مروي ) القريبة والتي أصبحت هدفنا الأساسي في جولتنا وجاء من يرشدنا اليها .

مررنا أثناء سيرنا مشيا" على الأقدام بشارع ناصر خسروي التجاري الكبير ومن هناك علمنا أننا على مقربة من محلة ( كوجه مروي ) التي سمعنا عنها الكثير من الأقاويل بأنها محلة اللاجئين العراقيين المسفرين والمحسوبين على التبعية الأيرانية لذا قررنا زيارتها والأطلاع على أحوال هذه المحلة وروادها وهي فرصة لا تعوض طالما لدينا بعض الوقت وحتى موعد تحرك الباص العائد الى جهرم ، تناولنا بضعة حبات من الفلافل وبعض اقداح الشاي في أحد مطاعمها البسيطة العائدة لأحد العراقيين المهجرين وحسب ما تحتويه جيوبنا المنهكة ، في هذه المحلة تجد كل شيء ممنوع وغير مسموح يباع بشكل سبه علني ، المخدرات والحشيش ، المشروبات الكحولية على أنواعها المصنعة محليا" والمستوردة من دول مختلفة ، بيع الطيور وأسماك الزينة وحتى الثعابين والقردة أضافة لعمليات التزوير بكافة أشكالها . هناك من يقترب منك ويطلب منك تبيان حاجتك ، جوازات مختلفة وبأسعار تختلف حسب مصدر الجواز وتأريخه ، تهريب الى دولة خليجية ، كل شئ له سعره المتعارف عليه . أثناء تناول الشاي سألت صاحب المطعم رغم أعترض زميلي :

ـ هل هناك من يساعدنا على الخروج من أيران ؟ وكان الجواب سريعا" .

ـ يتوقف هذا على ما تدفعه !!! والى أي مكان تتوجه ؟ ومن أي ميناء تود الخروج ؟

ـ ما هو أرخص طريق حسب رأيك ؟

ـ يمكنك عن طريق ميناء ( بندر عباس ) والذي يبعد عن جهرم عدة ساعات وهو أسلم وأرخص ولا يكلف غير خمسة آلاف دولار للشخص وقد يكون أرخص !!!

أكتفيت بهذا الجواب وعقب صاحب المطعم بعد ذلك :

ـ هل تريد سندات تمليك عقارية , هويات ، عملة مزورة أو تصريف بالسوق السوداء ، مختلف شهادات الجنسية ، شهادات لمختلف المراحل الدراسية وحتى شهادة الماجستير والدكتوراه صادرة من الجامعات الأيرانية ، وغيرها ..

ـ عقبت بسرعة لا شكرا" ليس اليوم سنفكر بالأمر لاحقا" ونخبرك .

كانت الحكومة الأيرانية تتغاضى عن هذا المكان وتعرف ما يجري فيه من تزوير ، وسبق ومنحت العديد من كوادر الأحزاب الأسلامية العراقية المتعاونين معها والذين عاشوا في ايران وخاصة القياديين منهم شهادات دكتوراه مزورة ومصدقة من قبل وزارة الخارجية الإيرانية لغرض أعطاء صورة للعراقيين بأن قيادة هذه الإحزاب الأسلامية هم من المثقفين وذوي الشهادات العليا لغرض تهيئتهم للمستقبل ، وفعلا" أصبحوا بعد سقوط النظام السابق أعضاء في مجلس النواب العراقي الحالي وأحتل قسم منهم مراكز حكومية حساسة بناء على ما يحملونه من شهادات صادرة من محلة ( كوجه مروي ) .

ذهبنا الى دائرة البريد المركزي لكي نحاول الأتصال بالأقارب في دمشق لغرض الأستفسار عن أية معلومات أضافية قد حصلوا عليها يمكن الأستفادة منها ومع الأسف كانت الخطوط مع سورية معطلة ، عدنا نتجول في شوارع طهران الأخرى واسواقها القريبة من محطة الباصات لنقضي ما تبقى من الوقت ، طلب زميلي وقبل توجهنا الى المحطة ان نتوجه الى أحد الصاغة في أحد أسواق المنطقة لأستلام خاتمي زواج له ولزوجته سبق ان أوصى بها الصائغ في مجيئه السابق لطهران واليوم حان موعد أستلامها .
الحقيقة لم افكر في بداية الأمر ان أسأل احد الصاغة في طهران طالما نحن هنا ولربما كوني قد فقدت الأمل بذلك دخلنا سوق شعبي كبير فيه العديد من محلات الصاغة ، الحركة الأقتصادية نشيطة رغم ظروف الحرب ، لم نلاحظ في المدينة اي علامات تدل على الحرب كما هو في بغداد ، توجهنا الى أحدهم وفوجئت عندما رحب بنا بلهجة عراقية واضحة ... تعارفنا بسرعة وشربنا الشاي العراقي المهيل ثم بين لي أنه عراقي ومن سكنة مدينة الكاظمية وقد هجر في فترة السبعينات من قبل النظام الصدامي كونه محسوب على التبعية الأيرانية ... فرحت لهذا الخبر ووجدتها فرصة مناسبة لطرح قصتي عليه منذ البداية خاصة وهو عراقي ويعرف الصابئة المندائيين وبالتأكيد قد عايشهم في بغداد وبعد أستماعه لي أبدى أستعداده للمساعدة وتقديم العون خاصة بعد معرفته اني مندائي ولكن ...قال :

ـ ان غالبية جماعتكم الصابئة المندائيين يعيشون ويعملون في الأهواز منذ سنوات طويلة وليس هنا في طهران غير بعض الأشخاص وبعدد الأصابع وأنا أعرفهم جيدا" ولي علاقات عمل معهم وليس بينهم الشخص ( سعدون ) الذي تبحث عنه ثم عقب قائلا"..

ـ لدي زبون صابئي مندائي ومن أهل الأهواز سوف يأتي في الساعة الرابعة عصر هذا اليوم لأستلام حاجياته التي اوصى بها ويمكنك الأنتظار لتقابله وتسأل منه عن أقاربك ان كانوا في الأهواز فلعله يعرفهم .
وجدتها فرصة مناسبة لا تعوض ...، نظرت الى ساعتي أنها الواحدة بعد الظهر وعلينا اللحاق بالباص الذي قطعنا تذاكره والمغادر في الساعة الثانية ظهرا" ولا يمكننا التأخير أو تأجيل موعد السفر خاصة ونحن نمر في ضائقة مادية كبيرة . أبديت له أسفي بعدم الأنتظار .. ثم أردف قائلا" :

ـ ان لم تستطع الأنتظار فأكتب رسالة لمعارفك وسوف أسلمها الى زبوني عند مجيئه ومد يده الى درج مكتبه وأخرج قلم وورقة رسائل وغلاف ، كتبت بها سريعا" بعض الكلمات لكي أعرفهم بشخصيتي وزوجتي ووصولنا الى مخيم جهرم وظروفنا الحالية وما نمر به من صعوبات ، لم أكتب عن المعاناة التي نمر بها خوفا" من المحذور كما يقال لعدم معرفتي بالصائغ بشكل جيد ، وضعت الرسالة في الغلاف وكتبت عليها ( الى سعدون ) وغادرنا المحل وأنا أؤكد على أهمية تسليم الرسالة عند مجئ الزبون وهو يبتسم وقال ..
ـ انشاء الله خير ... لا تهتم .
عدنا الى جهرم في الوقت المحدد وأنا افكر طيلة الطريق هل سيحالفنا الحظ هذه المرة !!! ؟ أخبرت زوجتي أم سوزان بالخبر وأصبح لدينا على الأقل أمل ولو بسيط قد يتحقق بلقاء الأقارب هذا فيما أذا وصلت الرسالة لهم في الوقت المناسب .
مرت أربعة أيام صعبة ونحن نتوقع أن يأتي جواب رسالتنا في اي وقت عبر البريد حتى جاءت المفاجأة ... وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة !!!

يتبع في الحلقة القادمة

الهوامش ـــــــــــ
1 ـ الشيخ خزعل .... هو خزعل بن جابر بن مرداو ألكعبي ألعامري , ولد سنة 1862 م
2 ـ حكم الشيخ خزعل بن جابر ، وأحتلال أمارة هربستان ، وليام ثيودور سترانك ، ترجمة عبد الجبار ناجي
3 ـ الريحاني..... تاريخ ملوك العرب ، الجزء الثاني ص 186 .
4 ـ المحمرة والوحدة العثمانية ، علي محمد عامر ، ص 73- 71

كندا
كانون الأول / 2008



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الحادية عشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة العاشرة
- من الذاكرة ، أيام صعبة باتجاه الوطن ، الحلقة التاسعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السابعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة السادسة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الخامسة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الرابعة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثالثة
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثانية
- من الذاكرة ، أيام صعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الأولى
- أحياء بغداد ومقاهيها الشعبية منبع الأدب والثقافة
- الصابئة المندائيون والأرهاب عبر التأريخ
- الصابئة المندائيون ، شعب أم أمة أم طائفة دينية ... الحلقة ال ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فائز الحيدر - من الذاكرة ، أيام صتعبة بإتجاه الوطن ، الحلقة الثامنة عشرة