صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 09:05
المحور:
الادب والفن
33
..... ..... .... ...
تتبرعمُ قاماتُ الأحبّةِ
فوقَ أرصفةِ الرُّوحِ
فيتنامى الشُّوقُ
في ضلوعِ الحنينِ
إلى مرافئِ الأمومةِ
تتلاطمُ الغرباتُ في داخلِهَا
وتغمرُها تساؤلاتٌ منبثعةٌ
من منحدراتِ الطُّفولةِ
تشتعلُ شوقاً إلى الدَّالياتِ
إلى سلالِ عِنَبِ "الْبَحْدُوْ"
دمعةٌ موجعةٌ تتلألأُ
على خدِّهَا الأيسرِ
ترافقُهَا ابتسامة متطايرة
من خيوطِ الصَّباحِ
مرسومة على وجهِهَا المعفّرِ
بغربةٍ متصالبةٍ
معَ خصوبةِ الأرضِ!
يكبرُ شغفها بكتابةِ نصٍّ
تنثرُهُ فوقَ رحابِ الطُّفولةِ
تتراقصُ صورٌ من الذَّاكرةِ
مغبَّشةٌ بضبابٍ خفيفٍ
تنهضُ أمامَهَا شقاواتها
تفرحُ ..
تمدُّ يديها
تمسكُ تلابيبَ الحلمِ
قلبٌ مرتعشٌ
من شهقةِ الإنذهالِ
تتداخلُ بهجةُ الحلمِ
مع أرخبيلِ الطُّفولةِ المنسابةِ
مع تلألؤاتِ نجمةِ الصَّباح!
يسطعُ والدُها مُهشِّماً
صقيعَ الغربةِ
حاملاً منجلاً
معانقاً خشونةَ الأرضِ..
الأرضُ التي عجنَتْ والدَهَا
فانصهرَ عرقُهُ
مع زقزقاتِ العصافيرِ
وشموخِ السَّنابل! ..
..... ..... ..... .. ... .....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟