أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عليم محمد عليم - ليجعلوا من نزاهة و عفة عبد الكريم قاسم في هذه ألقصة التاريخية مثالا يحتدى به














المزيد.....

ليجعلوا من نزاهة و عفة عبد الكريم قاسم في هذه ألقصة التاريخية مثالا يحتدى به


عليم محمد عليم

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 08:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وردتني هذه القصة ألتاريخية ألمهمة من قريب كان قد أستلمها من أحد أصدقائه فرأيت من واجبي الوطني و ألخلقي تعميمها علها تكون عبرة للمسؤلين في هذا البلد الجريح
نهديها الى جميع المسؤلين واصحاب القرار في عراقنا العزيز و أعضاءبرلمانه ألكرام
بمناسبة عيد الجيش العراقي في 6/ك2/1989،، كانت وحدتي ا // شعبة من شعب
الحسابات العسكرية // قد اشتركت في معرض جداري أقامته مديرية الحسابات
العسكرية بالمناسبة المذكورة ،، ومن باب غريزة التنافس للفوز بجوائز
المعرض ،، ولضيق الوقت ،، أقتر حنا نحن بعض الجنود الخريجين على مدير
شعبتنا ،، العميد ( خ . ي ) ،، أن نشارك بعمل واحد ،، نستطيع أن نوظف
كل إمكانياتنا ومواهبنا لإخراجه فنيا ،، خاصة وأنه سيلفت اهتمام الحضور
،، وسيشكل كما ( نعتقد اعتقادا اقرب لليقين ) فعل الصدمة للزوار الكبار
والصغار ،، هذا ما كنا نحاول به إقناع مدير الشعبة .... وقبل أن يسأل عن
نوع ( المشاركة الصدمة ) استدركت بالقول بهدوء ينتظر إعصارا لا محال :
سيدي سنشارك بعرض أوراق ملف أل ( 750 فلسا ) التي كانت بذمة ( عبد
الكريم قاسم ) من أول مطالبة بالمبلغ من قبل وحدتنا لحين إصدار قرار
إطفائه ،،، بأمر رئاسي ... وسنعيد كتابة الأوراق ونبرزها بشكل فني وسوف
( وقبل أن أتم الجملة ) صاح بصوت :
ــ وسوف ( يشعلون جد جدي ) ،، ( ولكم آني مسيحي ) قابل ( آني تكريتي )
وضلعي يتحمل
>( ولكم ) والمسيح ( يصلبوني ) ،، ( إنتو شتريدون تهجمون بيتي ) ،،
وكلما هممنا للتبرير يقاطعنا ذلك المحترم بالقول ( هي هي ، تريدون
أ لهم شوفوا عبدا لكريم شلون كان خوش إنسان أمين وأنتم حرامية ،، يلله
ماكو مشاركة ،، أرسلوا للحسابات اعتذار لضيق الوقت )
،إلا أنه وفي اليوم التالي أرسل الينا الموافقة على الاشتراك بالعمل
الذي اقترحناه ،، ليس شجاعة أو اقتناعا بفكرتنا ،، بل كما عرفنا فيما
بعد منه ( لإزعاج مدير الحسابات و أغاضة المسئولين في المديرية ،،
الذين كانوا سببا وراء حرمانه من الترفيع إلى رتبة لواء ) ،،، مقترحا
علينا ؛ أن نحجز مكانا في الجدار يكون بـ (وجه) الضيوف الزوار ،، ولا
نعلق جداريتنا إلا قبل الافتتاح بعشر دقائق ..

أتجزنا كل شيء ،، وبدأت كل وحدة حسابية ،، تخرج ما في جودها ،، تشرح
متباهية في ما لديها ،، ونحن الجنود ذوي ( الهندام المكوي ) والأحذية
الخفيفة اللمعة ،، كالطواويس نقف أمام لوحاتنا ،، كالتماثيل منتصبين


على أن المفاجئة الكبرى التي لم تدور في تفكيرنا قط ،، حدثت ،، إذا
بوزير الدفاع ( عـدنان خير الله ) يدخل قاعة المعرض ،، فتزاحفنا أنا
وزملائي لتغطية اللوحة ، يبدو أن حركتنا ألفتت انتباه الوزير ،،فتقدم
بهدوء صوب الجدارية ،، وكنا قد كتبنا بوسطها وبالخط العريض الكبير
الأحمر الفسفوري ؛ 750 فلسا بذمة وزير الدفاع العراقي ،،،،

وراح ( عدنان خير الله ) يطيل التفحص والتدقيق في القراءة ،، مرة بعد
الأخرى ،، ملتفتا إلى مدير وحدتنا ،، طالبا منه الإيضاح ،،

قال العميد ( خ . ي ) وهو بحالة ارتباك مشوبة بالقلق والخوف :ـ
>(( عندما مات عبد الكريم قاسم ،، في 9/2/1963 قبل الظهر ،، حسب أوامر
القسم الثاني لثكنة الشؤون الإدارية لوزارة الدفاع ،، ليوم 12/2/1963..
كان من الطبيعي أن يحتسب راتب المتوفى لمدة ثمانية أيام ،، لكون وفاته
حدثت قبل الظهر ،، وتم على أساس ذلك احتساب راتبه وتم استحصال الديون
التي بذمته وكما مبين في الاوراق والتي هي عبارة عن ،، إيجار مسكن ،،
أجور كهرباء ،، أجور ماء ،، توقيفات تقاعدية ،، ما تبقى من دينه
لحوانيت الجيش،، جمعية بناء ومساكن الضباط ... ما عدا مابذمة المتوفي (
عبد الكريم قاسم ) بمبلغ 750 فلسا كانت لصالح مديرية البريد والبرق
والهاتف عن مكالماته الشخصية في وزارة الدفاع وفي منزله الشخصي ،،،
وبما أن ما يستحقه من راتب لايكفي لسداد المبلغ ،، سجلته دائرتنا في
حينه دينا بذمة المتوفي ،، وقد طلبت شعبتنا في حينه من مراجعها العليا
،، إطفاء المبلغ لكون المبلغ بذمة متوفي ،، ولا يمكن إستحصاله ،، إلا
أن مراجعنا ليست لها صلاحية الاطفاء ،، فرفع الأمر إلى القائد العام
للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية ( عبد السلام عارف ) لغرض إصدار قرار
بإطفاء المبلغ ،، وظل طلبنا مركونا ( تحت اليد ) في دولاب ( عبد السلام
عارف ومن ثم في دولاب عبد الرحمن عارف ) دون البت بالقرار الذي كنا
مواظبين على التأكيد عليه تلو التأكيد لغرض الإجابة ،، وقد كانت شعبتنا
ترسل موازنتها المالية ،، مع إشارة ( ديون مشكوك في تحصيلها تنتظر
الاطفاء ) لغرض مطابقة الميزانية ،، على أنه في شباط عام 1969 صدر قرار
رئاسي بإطفاء المبلغ وإعتباره من الديون المعدومة)) ...

صمت ( عدنان خيرالله ) قليلا وأسهب في التأمل على الجدارية ،، مرة أخرى
لكنها كانت طويلة،، قال ( ألله يرحمه ،، الله يرحمنا ) وقبل أن يطلب من
مدير الحسابات العام ومن مدير مكتبه ،، إرسال هذه الجدارية مع أوراقها
الأصلية الى المتحف العسكري ،، قال : لماذا كتبتم 750 فلسا بذمة وزير
الدفاع ولم تكتبوا بذمة رئيس الوزراء عبد الكريم ،،، أجبته :
سيدي ؛ أن عبد الكريم قاسم كان راتبه عن منصبه في وزارة الدفاع ،، ولم
يكن يتقاضى أي مرتب أو أجر أو مكافأة موثقة لدينا عن رئاسته للوزراء
>...أبتسم الوزير ،، وألتفت الى مديرنا قائلا له ،، شكرا ،، إمنحهم (
مؤشرا بعصاه علينا ) إجازة لمدة عشرة أيام ،، مكافئة لهم ،، وخرج من
القاعة ،، دون أن يستكمل زيارته للمعرض .....


ملاحظة /// ذهبت بعد ذلك عدة مرات للمتحف العسكري ،،، لم أجد اللوحة في
المتحف ،، ولم أجد أحدا من ضبا وجنود المتحف يعرف عنها شيئا ،،
Abbas Kadhim



#عليم_محمد_عليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألنقاش حول ألأحتفاء بألمالكي و بشائر ألنصر ألمبين
- قفص زجاج لصدام حسين و لمن يتمرد على أنظمة و قوانين ألمحكمة و ...
- أولا : علام ضجة ألعلم هذه ؟ و ثانيا : ليتنا نستثمر هذه ألضجة ...
- عم يستميتون في دفاعهم و علام؟ (في محاكمةحملات ألأنفال:أحدى أ ...
- كذب ألساسة و المنجمون
- ألأسئلة ألأكثر تداولا حول أنفلونزا ألطيور و ألأجابة عليها م ...
- World Health Org. كيف تحمي نفسك من أنفلونزا ألطيور و تساعد ف ...
- عيد ألفطر عيد المسلمين كلهم وعيد ألوطن جميعا وليس عيد ألشيعة ...
- على من تقع مسؤلية ألكارثة ألكبرى ؟ يجب و يجب ثم يجب أن تؤجل ...
- فلسفة ألدستورين
- أطبخوا ألدستور على نار هادئة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عليم محمد عليم - ليجعلوا من نزاهة و عفة عبد الكريم قاسم في هذه ألقصة التاريخية مثالا يحتدى به