|
توقيع الاتفاقية الأمنية
شمخي الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لن توثق المعاهدة بإحساس المودة ومفارقات رزم الرؤى بالإحسان بين مصباح وشمعة واتفاقات عمل لقطع مشوار بين طائرة وحصان كوسيلة اطمئنان حين يتحالف الذئب في حقول الشاة . . . . . . قالوا لنا الأرض لكم وما فيها من خيرات لأجيالكم ، نحرسكم ونرعاكم وتقنية العصر وترسانة الدنيا وأساطيلها لنا ، نعمل لأجلكم وأقنعنا مراجعكم كي لا تحرم عليكم نساءكم ، إن وقعتم فخيرا لكم وان أدبرتم سيطيل صيامكم وحرمانكم وأن تريثتم ثبات حصانة لتجحفلنا وتحريك مبيدات عناكب دول الجوار وحجب كراد يس لم تصلح الدهر لتهيمن أمام الصمت حين كثر الكلام . . . . . . العالم العربي يتطلع بشدة إلى نتائج توقيع الاتفاقية الأمنية التي ترقبتها الفضائيات وتناقلتها الصحف العالمية وتناولها خطباء الجمعة والمحافل الدينية وتحمست للتأثير عليها القوى الإقليمية وتناقل الحديث عنها في كل المؤسسات المهنية والديمقراطية ، وانغمرت في سجال فكري وسياسي أغلب القوى والأحزاب كردود فعل على الاتفاقية بين مؤيد ورافض ومتريث لأن الاتفاقية ليست حدث عابر وظاهرة بسيطة أوحاله عارضة وان ما حصل هو حقيقة على ارض الواقع توقيع الاتفاقية بين دولة متطورة مستقرة ودولة منتكسة اتجاه تحسين الخدمات العامة وتوفير الأمن والاستقرار ، توقيع الاتفاقية بين دولة ذات هيمنة وسلطة دولية وشعبها ينعم بالطمأنينة والرفاهية مع دولة ضعيفة تناشد الدول المانحة وتدعم العشائر للمساهمة لإيجاد الأمان وتحسين وضعها العام حيث تعم الهجرة والاضطراب اغلب مناطقها حتى تحولت إلى مختبر للنشاطات الإرهابية ومنظمات القاعدة ، توقيع الاتفاقية بين دولة تقدم القروض للدول الأخرى ودولة تناشد العالم والدول المجاورة لإطفاء ديونها وتطلب الاستدانة لتيسير وضعها ، أن وثيقة الاتفاقية بين دولة ومجلس ذو قرارات وثوابت تصب في مصلحة الولايات المتحدة وبين دولة ومجلس برلمان يصوت حسب الارتباطات السياسية والفكرية وتأثير دول الجوار ، توقيع الاتفاقية بين دولة صناعية متطورة تدرس حساباتها لإرباح المال والاستثمار وبين دولة تشكو انهيار البنية التحتية وتناشد تدبير الحال للخلاص من الكوارث والخسائر اليومية بالبشر والمال . توقيع الاتفاقية بين واشنطن وبغداد المثقلة من أمراض الفساد المالي والإداري مع تردي الخدمات وتفشي البطالة ، وأمريكا دولة متحررة ونظام رأسمالي مقتدر فالمعادلة غير متوازنة ولا توجد أسس وأحكام التشابه والتلاقي لان واشنطن تناشد خزائن الأرض العراقية وكنوزها وتحاور الموقع الجغرافي لترسم خارطة الطريق لمشروع الشرق الأوسط الكبير ، وتناقلت الأفكار حول اتفاقية أمان وتعاون وكيف تطفئ النار دون توافق وتثبيت بصمات طهران . فبما أن العراق هو جزء من المنطقة لا بل من العالم والعراقيون معنيون بوثيقة لائحة حقوق الإنسان والقبول في واقع وجود الأمريكان على ارض العراق وتوفير قناعة عند الناس لقبول المعاهدة مع المحتل والتمسك بأفضل حل وتحديد جدولة الانسحاب واكتساب التجديد والتطوير وتقبل كل شيء حضاري مفيد من تقنية وتكنولوجيا وعلوم العالم المختلفة . وتسعى واشنطن للتعجيل في التوقيع وإقرار المعاهدة للظفر في تحويل الحكومة إلى ماشة نار لاصطياد الإرهاب العالمي بعد فتح جبهة للقتال بين أمريكا من طرف وأعدائها من طرف أخر على ارض العراق لتغير المنطقة إلى حالة ذات طبيعة كفاحية على أساس فكري وسياسي . كما أن دراسة هذه الوثيقة وتأثيرها على الوضع العراقي بشكل ايجابي يستدعي الابتعاد وقطع تدخل الدول المجاورة في الشأن الداخلي والحفاظ على القيم والأعراف الاجتماعية والقانونية في محيط واحة التفكير العلمي الوطني الصائب لترسيخ المنهج العام للمواطنة وقبول المعاهدة حين تكن الممر المنقذ لازمات العراق وإخراج القوات الأجنبية وإنهاء الهيمنة الأمريكية ، كما إن إشراك الناس والتوعية بالثقافة الوطنية في بنود الاتفاقية يعني الثبات على مواصلة العمل من أجل ترسيخ الديمقراطية وفتح باب لميدان سلمي كي لا يبقى الشعب حبيس السلطة والاحتلال وشبكات العنف التي تعصف بالناس كرهائن وأن توقيع المعاهدات يجب أن يتم في وضع مستقر والشعب هو الأساس المحوري للقرار وفرض سلطة القانون لإنجاح الاتفاقية الأمنية وفرض السيادة الوطنية من خلال انسحاب القوات الأجنبية بطريقة سلمية وتأمين خيار الشعب في الاستقرار وإحاطة دائرة الصراع حين يبقى العراق يملك مفاتيح الحل لتجانس كل مكونات وأطراف العملية السياسية في وضع إستراتيجية حقيقية لانتشال واقع الحال والشعب ينتظر الدعم الملموس لتسخيره لإغراض التغيير رغم أن الولايات المتحدة في وضع يجعلها عازمة لتنفيذ بنود المعاهدة والتي تحمل بين طياتها تصوراتنا حول الانسحاب وترتيب دولة المؤسسات التي تنطلق وتنشط من خلال رعايتها وحمايتها للطيف التحرري في المجتمع والميل للحداثة وإيجاد شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي كي يمضي الشعب لبناء مقدمات الدولة المدنية الضامنة للأمان والسلام .
#شمخي_الجابري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشركة العامة للاتصالات في العراق إيرادات مرتفعة وفروقات متأ
...
-
الإسراع في توقيع المعاهدة يثقل ألأجيال القادمة إلغائها
-
لمحات من الواقع العراقي
-
عيدية للعيد ام قسط هاتفي جديد
-
أخطاء في التنفيذ وواقعية الاحتلال
-
نسعى ليبقى لسان الناس لهجا بالوطنية
-
رؤى
-
رؤى
-
النظام الفدرالي في عصر التقارب الكوني ومعضلات الوضع العراقي
-
العلمانية وسيلة لبناء الدولة المدنية
-
لقاء المجلسان المحليان لتنظيمات الناصرية والسماوة للتحالف ال
...
-
السلطة العراقية تعلن الطلاق من المليشيات
-
صياد الطيور وواقعة البصرة
-
الأديان دستورها ثابت ودستور الدولة متغير
-
عطست أمريكا في العراق فتلوث الجوار من رذاذها
-
نعمل كي نتحالف ونتحالف كي نعمل
-
فاتورة التلفون الجديدة تواجه أستياء شعبي
-
التلاقي والتحالفات لايجاد البديل الحقيقي لانهاء الازمات
-
قتل الطيور في فلونزا الارهاب
-
التحالف الوطني الديمقراطي وسيلة ومنهج عمل جماهيري
المزيد.....
-
الأشد منذ سنوات.. فيضانات تغمر وسط وشرق أوروبا
-
هل تمنع واشنطن حرب إسرائيل وحزب الله؟
-
إعلام: فريق هاريس ضلل الجمهور مرارا وتكرارا بشأن تصريحات ترا
...
-
زاخاروفا لـRT: عدوانية الغرب تجاوزت الحد
-
الأردن يؤكد عودة مواطنَين اختطفا في سوريا
-
استعدادات -لأسوأ السيناريوهات- في التشيك لمواجهة عواصف شديدة
...
-
مع اقتراب الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني.. نساءٌ يتحدّين ال
...
-
خشية كارثة بيئية.. بدء عملية قطر ناقلة نفط استهدفها الحوثيون
...
-
وزير النفط العراقي يتعرض لوعكة صحية خلال زيارته للولايات الم
...
-
لبنان.. 4 جرحى بينهم نساء في غارات شرقي البلاد والجيش الإسرا
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|