أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - مكابدات السندباد مع طائر الرخ














المزيد.....

مكابدات السندباد مع طائر الرخ


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 07:27
المحور: الادب والفن
    



" مهداة إلى الصديقة الشاعرة القطرية عنود الليالي "
.. وبعد أن غضب علينا مللك الماء أشفقت عليَّ جنية الماء.. أنشبت أظافرها في صدري حتى بق الدم من صدري.. رضعت دمي قالت:
- لن ترضعك امرأة سواي
وقذفتني إلى شاطئ مهجور.. ومشيت.. لا أدري إلى أين ثلاث نهارات وليلتين.. هدني التعب فأخذني النوم.. وفي النوم حملني الرخ وطار بي دهورا.. حتى حط بي في جزيرة العاشقين.. فوقفت على روح الحكاية..
ورأيت إناث العصافير يرقصن مع يزوغ حول أميرة الفجر, ويغردن وجدا..
.. وفي الحكاية انحرفت الكواكب عن مساراتها, وتوقف القمر في صدر السماء للصمت أبجدية ولغة..
لغة القلب حروفها الآهات لا يعرفها غير العاشقين.
وتحول إلى برتقالة دامعة, حتى إذا مرت من تحته غيمة الوجد أطلق عليها سهما من نور ازرق, شق بطنها عن حبل مجدول من نياط قلبين اقترفا..
هبط مع الحبل فتى ولد من رحم النور.. ما أن لامست قدماه الأرض حتى عاد القمر إلى مداره ضاحكا, وهطلت الغيمة نساء راغبات.. كلهن يشبهن أميرة الماء.. فصرختُ:
- احذر الغواية يا فتى لا تخطيء مثلي..
وأخذني وجه امرأة بعيدة تاهت مني في لحظة فارقة بين الوجد والرجس.. لكنه الفتى كان انصع من وجه الصبح.. أشاح بوجهه وانطلق إلى بحيرة ماؤها من فضة.. غسل وجهه فانطبع عليه وجه الفجر ووجه أميرة بعيده.. اخرج قلبه من صدره وراح يهامسه بصمت..
رحت أرهف السمع للصمت..
هل تعلمون أن للصمت أبجدية ولغة..
صدقوني.. لغة القلب لا يعرفها غير العاشقين
.. وصحوت على هبدة من جناح الرخ, طالت عيني اليمنى أخذت منها البصر هنيهة وقت.. وسبحت في غيبوبة من هلع وندم!! وتساءلتُ:.. ما الذي عاد بالرخ ثانية يا ترى؟! لكنه عاجلني آمرا:
- امتطي ظهري يا شقي..
- إلى أين؟
- إلى حيث الأميرة.. ربما ترشف من عينيها ما يدلك على امرأة ضاعت منك في بحر التوجس يوما
طار بي الرخ قرونا ثم حط بي عند حافة صخرة تطل على بحر..تركني وطار, فوجدتني أقف على سراط الرؤية معلق بين اليابس والماء..
فجأة هبت على الكون ريح لطيفة محملة بالعبق.. صار العبق بستان ورد.. وتنفس البستان شدوا.. أصبح الشدو أميرة.. اجزم أنه اختلط علي الأمر.. إن أنا رأيت العبق أو سمعت الأميرة!!
نقر الرخ يافوخي فصحوت قال:
- ماذا رأيت يا شقي
- إني وقعت في الالتباس.. هل رأيت وجه الأميرة أم وجهه امرأة كانت لي ضاعت في الطرقات
ضحك الرخ.. رقص على ذيله تيها.. وقال:
- امتطي ظهري أيها الإنسي لترى حالك في حال الفتى..
طار بي بضع قرون.. ثم مال عندما تغير سهم الريح.. فسقطت عن ظهره تسلمني ريح لريح حتى هبطت على ارض ليس كالأرض.. وقبل أن اسأل أين أنا حملت الريح صوت بوح..
.. يا إلهي ما الذي اسمع !! هل هو بوح الفتى أم هو بعض ما اختزنه القلب من سنين فيَّ..
هل أخذتك المنافي يا فتى كما أخذتني.. هل تهت عن وليفة العمر في لحظة غادرة..
رقص الرخ أمامي وتحنجل ورماني بعجزي:
- لا يأخذنك الوهم يا هذ..ا لست أنتّ الفتى ولا كانت امرأتكَ الأميره.
- يا طائر الوهم.. انه في عالم الإنس كل من تتربع على كرسي القلب أميرة.
أخذه الحنق مني.. ضربني على عين قلبي فصحوت..
لم يعد في الصحو رخ.. لذت بالحلم استدعي بعض عمري, علني اعثر على ظلي في وقع امرأة ما زلت تخبئني في بين الحنايا..
وأخذت أرهف السمع إلى بوح الأميرة..
من لي برخ المستحيل أمتطيه.. اقطع المفازات وأعود بالفتى ممتثلا إلى قصر الأميرة.. لكن الفتى همس في اذني:
- ليتك تفعلها.. إنني المهدور دمه في حكم القبيلة
ومضى ينفخ في الناي يطفء نار قلبه.. يترنم..

للصمت أبجدية ولغة..
لغة القلب حروفها الآهات لا يعرفها غير العاشقين.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناسل الأسئلة علي ضفاف الدهشة
- رجع ناي وترانيم وتر - نص مشترك
- بطاقات الى امرأة تنتظرني - 9 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 8 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 7 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 6 -
- بطاقات ألى امرأة تنتظرني - 5 -
- بطلقات إلى امرأة تنتظرني - 5 -
- تداعيات على وسادة الأرق
- رسائل الزاجل الأسير إلى منى عارف
- رواية الطوق - 8 -
- رواية الطوق - 7 -
- راوية الطوق - 7 -
- رواية الطوق - 6 -
- رواية الطوق - 5 -
- رواية الطوق - 4 -
- رواية الطوق - 3 -
- رواية الطوق -2 -
- رواية الطوق - 1 -
- هموم انسانية خلف غيوم رمادية قراءة في رواية غيوم رمادية مبعث ...


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - مكابدات السندباد مع طائر الرخ