أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رسائل الزاجل الأسير إلى منى عارف














المزيد.....

رسائل الزاجل الأسير إلى منى عارف


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 02:21
المحور: الادب والفن
    



هى أنتِ يا سيدتي..
هكذا يشي القول, والقول همس رهيف..
أن تعودي امرأة / طفلة لا بأس..
تعودي إلى حلاوة أيام مضت.. سيرة صدق زرعت ساحاتكِ بالورد والود.. وعذابات صغيرة لا زالت تسكنكِ, وتفيض بروائح ذلك الزمن الجميل..
أنت هي من يعزف على القيثارة
وأنتِ امرأة تكتب بأصابع قلبها ومداد روحها.. ترقص على إيقاعات هامسة, وتنصت إلى رعشة لهاث صدرها, تتعذب بعذاب الآخرين الذين فقدوا الأمس واليوم ويعيشون الذهول أمام غد مصادر.. تلوذ بالحلم مساحة مشروعة للاختيار واستفتاء الرغبات غير المعلنة, تعبر الحالة بشفافية أثيرية وبأناقة فراشة تغني للصمت, تستدعي الكلمات عارية لا تحجب الألم.. ولألمها بهاء المعذبين بالشوق إلى الفرح,
أنتِ هي العاشقة تعبر الحلم, تتلفعه غلالة من سحر بكر يعصمها من موبقات عالم متوحش.
ما الذي تقدمة المرأة منى عارف في كتابها الأنيق ؟
بوح أو عزف روح, يتجلى في استعارة شخوص سكنوها طفلة وما زالوا في صدرها, وما زالت فرحة بهم بعد أن أصبحت امرأة لها حياتها لا تغادر طفولتها, تعود إلى ناسها الأوائل, تهمس بالمؤجل من الرغبات على الورق, والورق مساحة بيضاء تحضن الفكرة. فهل في ذلك تعويضا عن الفقد؟
البدايات لا ترهص بالنهايات " فالمنطق ليس سيد الحالة " فهل يصبح الاغتيال سنة مبررة؟! تهمس, تحضن قلبها, تتدفأ على فيضه ودفق نبضه, تمارس الأناقة, تحفظ أشياءها في صندوق الدنيا تحتفظ به بكل ما هو حميمي وجميل, يحمل بصمات الأماكن والتواريخ والأحداث والأشخاص والمشاعر, التي تفوح أريجا من أوراق جفت مع مرور الأيام التي قطعها العمر القصير على الأرض, ما يضخم الإحساس بفجيعة الفقد, ربما ذلك ما يفسر حزنها ورعبها عند ضياع الألبوم حتى لا يضيع جزء عزيز عليها من حياتها, فالحياة في عرفها, هي الآني الذي ترتب عليه الحاضر الموصول بالماضي في صيرورة تربط البدايات بالنهايات, فنراها في تتك البنت التي توفرت لها طفولة سعيدة, تقف وقد أصبحت امرأة مجربة عند سؤال " هل تبقى البنت الأمورة أسيرة أيامها الأولى.." حيث يسكن عم حبيب بائع السوداني واللب والدوم بوجهه الأسمر الطيب وابتسامته التي لا تغيب, ودكته التي ما زالت تنتظر عودته المستحيلة, ذات الأمر يفوح من سيرة الاستاذ عبد الجليل, المعلم الصعيدي الملتزم الذي يفيض حبا وعلما وأبوة, ما زال طازجا وما زالت تعزي نفسها فيه, كما فعلت يوما وانضمت لطابور الاطفال يقدمون العزاء بوفاة زوجته التي خطفها الموت كما خطف نور اللبنانية من أطفالها تاركة طيف ملاك يترنم بأهازيج المحبة.. هو الموت الواقف بالمرصاد يخطف الخياطة/الفنانة خديجة في رحلة الحج, فلا يبقى منها غير ذكريات فساتين بديعة, وشبرات ملونة وأزهار وإكسسوارات وروائح تنبعث من مخمل الذكريات, فمازال الطريق إلى منزلها " الذي تغلغل في مساحات الطفلة " في حنايا الروح يزودها بالامتلاء حتى الفيض وجدا وأسئلة عندما تجلس أمام طاولة الأحزان مع صور ميلاد أول طفل, وسبوع البنت, وخطوبة ابن الخال, وزواج الأخت, وحفل تخرج أول حفيد..وموت الجد ثم العم..شريط يبدأ بالميلاد لينتهي بالغياب وآهة مكتومة, فتحدث نفسها " كأني الملومة, وأنا التي على هذا الزمان جنيت "..فهل تتجني وهي التي تعيش على ريحة الحبايبب, وما زال جدها يطل عليها مؤكدا أنه لم ينساها, وأنه سيرسل لها العيدية, جدها لا يفارقها وهي لم تفقد رائحة قهوة السيدة التي تقرأ الغيب بصفاء سريرة, وتتحدث عن قوادم الأيام بشفافية المؤمنين, تقدم قهوتها المحوّجة بود صادق, مثل صدق رنة صاجات بائع الشراب السحري والنداء العذب, شفا وخمير, ذلك الطالع من أزقة قاهرة المماليك.
مثل هذه المرأة لا يمكن أن تحمل وزر ما آلت إليه الأحوال في هذا الزمان, فهي لم تغادر البراءة ولا تريد ذلك, والبراءة لديها متعددة الأحوال والصور, نراها في جارها صاحب القمري الذي يصفر لطيوره فتأتيه من كل صوب, تلتقط الحب من كفه وترقص حوله وتهدل جذلة بالتواصل, وهي المراقبة للأمر, تعلمت كيف تكون عصفورة تهبط على كف وليفها/شريكها راغبة, فينزع عن ريشها ما علق من أشواك, ويعيد لها ألق الامتلاء البريء, فالبراءة المفتاح السري للعشق الذي تعرف دروبه ومواعيد الذهاب إليه ودخول غرفه المسحورة, بذكاء, تعكس أشواقها همسا على أجنحة الكلام, تطير بها على إيقاع الرغبة ما يجعل الكلام مُحملا على أبعد من حدود الكلام, وكأني بها تطلق عصافير أفكارها لمن لهم القدرة على فك الرموز وترجمة الشفرات.
فهل تكتب منى عارف طفولتها للخروج من مدارها؟
هي لا تتخلى عن طفولتها, فهي ما زالت فراشة كلما خرجت عن المدار إلى غابة الحياة تعود حتى لا يثقل عليها التلوث, أشبه بفراشة أميرة ترافق شغالات النحل, تتزود بعسل خالص يغذيها بالبكاء الجميل والغناء الأجمل, فتثير القارئ حول ما تكتبه من قطع نثرية محمولة على شفافية نابضة, وشعرية تتألق مع اللحظة,تلقائية لا يشغلها ما يشغل القاريء/الناقد من توصيف وتصنيف..مقالة/ خاطرة/ قصيدة / بوح مسترسل. فهي تكتب في الأصل منى عارف, وحتى لا تأخذنا الأسئلة بعيدا, فإننا إزاء صور قلمية لامرأة تكتب بأصابع قلبها ومداد روحها, تخرح من شرنقتها لتستحم في فضة فجر ندي, تطلق الرؤى فيكون المخبوء ما بين السطور واسع باتساع الفكرة, بلوري بشفافية الحلم وصفاء المرايا الداخلية.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الطوق - 8 -
- رواية الطوق - 7 -
- راوية الطوق - 7 -
- رواية الطوق - 6 -
- رواية الطوق - 5 -
- رواية الطوق - 4 -
- رواية الطوق - 3 -
- رواية الطوق -2 -
- رواية الطوق - 1 -
- هموم انسانية خلف غيوم رمادية قراءة في رواية غيوم رمادية مبعث ...
- الملح يتخثر عند حواف القصيدة
- امرأة مشاغبة حتى التعب
- رسائل الزاجل الأسير إلى عنود الليالي
- في وداع محمود درويش
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 4 -
- بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 3 -
- بطاقات إلى امرأة تعرفني - 2 -
- بطاقات إلى امرأة تعرفني
- رسائل الزاجل الأسير إلى هناء القاضي
- جنة ابوبها موصدة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رسائل الزاجل الأسير إلى منى عارف