أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - ماذا لو كنت لصاً كبيراً !














المزيد.....

ماذا لو كنت لصاً كبيراً !


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كوننا اطفالاً صغار تسود افعالهم واعمالهم صفة البراءة والسذاجة او الوقاحة والتلذذ بشقاء الاخرين احيانا اخرى، الا اننا لم ننجو من التوبيخ والعقاب الجسدي على كل هفوة صدرت منا، حيث كثيراً ما نلنا جزائنا وعقابنا على تفاحة دخلت بطوننا نحن الصغار حراماً ( اقصد ما كنا نقطفه من حقول الغير لارضاء شهوتنا وليس لبيعها واضافة ثمنها لارصدتنا المصرفية!!! ) او على عنقود عنب صغير قطعناه من بساتين لا تخصنا، لان الاب او كبير العائلة كان يخجل ويحس بان كرامته وسمعته سيصبحان مثالا للذكر السيء اذا كان اولاده يسرقون او يكذبون او يعتدون على الغير دون وجه حق.
كما قلت كنا صغاراً غير مبالين لما يحدث من حولنا من تغيرات سياسية او اقتصادية فكل همنا كان اللهو واللعب والضحك، لذلك لم نفكر حينئذ بتطوير مهاراتنا في السرقة والاحتيال ونشكل عصابة قوية معترف بها دولياً تلتهم المخازن والمحلات وتستولي على البنوك والمصارف، لان السرقة كما عرفناها كانت احدى اكبر الاعمال المشينة التي يعاقب عليها صاحبها قانونياً ويفقد احترام وثقة المجتمع على اثرها.
اتذكر هذا وانا اقرأ كل التقارير والاخبار والمقالات المتعلقة بعمليات النهب والسلب والفساد والسرقة من المال العام العراقي التي بلغت حسب بعض التقارير اكثر من 250مليار دولار ! خلال السنوات الخمسة الماضية، وهذه المبالغ لم يسرقها مواطن فقير او متسكع سكران او لاجيء في احدى الدول او موظف بسيط ينتظر نهاية الشهر لاستلام راتبه الذي بالكاد يكفيه، بل كان منفذيها من اعضاء الحكومة وقادة الاحزاب المتنفذة وابطال اخرون لا يمكن ذكرهم او الاقتراب منهم، ففي صغرنا كنا نتحاشى اللصوص ونتجنب ذكرهم قدر الامكان كي لا نتهم بهذه المهنة البذيئة !!! اما اليوم وبفضل المنظمات الخيرية والمشاريع الخدمية والاعمال الاعمارية التي تعم البلد من شماله الى جنوبه اثر الحرية والديمقراطية التي انعمت بها علينا العمة العزيزة امريكا وصديقتها المقربة بريطانيا وجهود احباب العراق من دول الجوار الذين يسهرون على سلامة جثته!، فالامور تبدلت والاحوال تغيرت واصبح منظار المجتمع لفحص المساويء والمنافع وتحليل الخيرات والشرور يعطي نتائج معكوسة ويقيم الصفات بالمقلوب، لذلك لا عجب في استحواذ اللصوص على اكبر المناصب الحكومية، ولا عجب في ان تراهم في الفضائيات يتحدثون عن ميزانية الدولة ومعاناة المواطنين من سوء الادارة، او عندما يبكون بدموع التماسيح على الفقراء الذين لا يجدون لقمة خبز يسدون بها بطونهم الخاوية في اغنى بلدان العالم!، او عندما تجدهم محاطين بالحراس والمخدوعين يصفقون ويدعون لهم بطول العمر، لان العراق الجديد قد اعطى الحق لصاحبه وهيئة النزاهة وتقاريرها خير مثال على ذلك.
بعد كل هذه السنين لا اعرف ماذا سنقول للاجيال القامة وكيف سنربيها، فاذا طلبنا منهم تحاشي السرقة ومساندة الضعيف وعدم الاعتداء على الاخرين لان هذه الاعمال كلها يحاسب عليها القانون وتحط من قيمة ومكانة الانسان في المجتمع، عندها سيتبادلون الضحكات ويهزون رؤوسهم عجباً واستهزاءاً ويقولون بصوت واحد:- لو كان الامر كذلك فاين ذهبت المليارات ؟ ولماذا هجر ملايين العراقيين بيوتهم؟ ولماذا حتى الانهار فاضت بالجثث؟ ولماذا ....
من يسرق القليل يصبح لصاً ومن يسرق الكثير يصبح ملكاً.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدا التوقيع ما هو الخيار ؟
- مسيحيو العراق مآسي ... استنكار ... لجنة ... ومستقبل مجهول
- ومتى يتم تعويض الشعب العراقي ؟
- ما هكذا تبنى االاوطان !
- اتفاق امني ام تكبيل ابدي ؟
- اهكذا تكافئون صانعي حضارة العراق ؟
- هذه السياسة تفرغ الوطن !
- اغتيال الحرية فقرة من دستور العراق الجديد
- مجزرة سميل واحلام الفقراء
- هل هناك مستقبل للمسيحيين في العراق ؟
- لتكن مجالس المحافظات الخطوة الاولى لتوحيد خطابنا القومي
- الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- ثمن الوطن
- في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!
- وطن كله سراب
- اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم
- واخيراً عرفت من اكون !!!
- جمهورية ان شاء الله الفدرالية الاتحادية الديمقراطية !!!
- الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!


المزيد.....




- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- يتمحور حول المعادن النادرة.. الولايات المتحدة تعلن توقيع اتف ...
- بكيين تؤكد توقيع اتفاق تجاري مع واشنطن وتكشف عن بعض تفاصيله ...
- المغرب..نانسي عجرم تثير الجدل بسبب العلم الوطني
- بريطانيا تنسحب من مشروع بقيمة 34 مليار دولار لاستيراد الطاقة ...
- عاجل | سرايا القدس: قصفنا مع كتائب القسام بقذائف الهاون تجمع ...
- محللون إسرائيليون: نتخبط في غزة ونطارد نصرا مطلقا لن يتحقق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - ماذا لو كنت لصاً كبيراً !