أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كوهر يوحنان عوديش - في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!















المزيد.....

في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 06:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تمهيد
لم يكن العراق باسوأ حالاً مما هو عليه الان، فالجثث تطفو على الانهر وتملأ الشوارع والاطفال يختطفون والفتيات يجبرن على لبس الحجاب ويغتصبن ويقتلن بأبشع الاشكال والنساء بغايا قسراً والمكتبات تفجر وبيوت الله تنسف ...... فوضى لا مثيل لها في تاريخ هذا البلد، كل هذا يحدث في عراقنا الجديد، عراقنا المحرر/ المحتل عراق سيادة القانون وحرية التعبير عراق الديمقراطية المستوردة وحقوق الانسان المثبتة والمصانة حسب التعريف الامريكي ومصلحة الشركات الامنية ومصانع الاسلحة .... ، عراق لولا مأساته ومعاناة شعبه لافلست شركات الاخبار واقفلت الكثير من القنوات الاخبارية الفضائية.
عراق اليوم انسلخ عن عراقيته واصبح يرمز له بنقطة حمراء وعلامة استفهام في الخارطة العالمية، فالبلد الذي كان الاول بالزراعة ويطفو على بحار من النفط تفيض خيراته على شعوب الجوار وفقراء العالم، ويعامل حامل جنسيته بكل ادب واحترام في المطارات الدولية ويحلم الكثير من الملوك والامراء واصحاب المليارات بالمرور به يوماً، اصبح اليوم بلد الخراب تطحنه حرب اهلية ومن يدخله لا يخرج منه سالماً، وكرامة ابنائه تداس في المطارات ويهان الشخص على عراقيته ويستخف بتراثه وحضارته وكل قيمه علناً مع سبق الاصرار، وشعبه مشتت ومنقسم بين مهجر ونازح ومغترب يتوسد الارصفة او يمد الايادي.
الحكومة المنتخبة
اغلبية اعضاء الحكومة الجديدة لم يكونوا موجودين داخل العراق، اما تركوا العراق كرها وقسرا ملاحقين او طواعية لينقذوا انفسهم من جلادي النظام السابق وفي كلا الحالتين لم يكونوا مخيرين لان البقاء يعني الفناء، وبدلا من تطبيق محاسن النظام الذي عاشوا تحت ظله وامنوا على حياتهم وحياة عوائلهم جراء تطبيق قانونه الذي يعلو على جميع المناصب والاعراق والاديان، قام معارضي الامس واسياد اليوم بفرض الفوضى وتقسيم البلد على اساس قومي وديني وطائفي وقسم شعبه الى درجات حسب انتمائه او معتقده.
لقد اثبت الحكام الجدد، الذين عارضوا نظام صدام حسين، بأنهم لم يكونوا سوى ناس انتهازيين وانتفاعيين، وهذا يؤكد ان معارضتهم للنظام السابق لم تكن معارضة ونضال ضد نظام يسيء للبلد بسياسته العوجاء بل كانت معارضة الكرسي ومن يجلس عليه، لذلك نرى ونشاهد بأن اوضاع البلد بعد الاحتلال والمجيء بحكومة منتخبة !!! تابعة !!! تسير من السيء الى الاسوأ، فبدلاً من الاعمار يكملون التدمير.
حروب صدام ...... والحرب الاهلية
بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالبلد وكل هذه الجثث ( المجهولة الهوية طبعاً !!! ) التي تملأ الشوراع اما مشوهة او مقطوعة الرأس، لا زال مسؤولينا الكرام يدعون ويعلنون ( كما كان وزير الاعلام السابق محمد سعيد الصحاف يفعل اثناء الحرب ) بأن العراق بخير ويمضي قدماً في تثبيت الديمقراطية نظرياً وعملياً !!!.
الكل يعرف بأن النظام السابق دخل حربين مدمرتين ارجعتا العراق الى الوراء عقوداً كثيرة، وكان ثمن هاتين الحربين ملايين الانفس البرئية ومئات الملايين من الدولارات !!! لكن الاعداد بعد زوال النظام زادت بشكل فظيع، فاعداد القتلى بنيران شركات بلاك ووتر ومفخخات ابناء الله وطلقات الميليشيات التابعة وسيوف حارسي الجنة تتأرجح بين المليون واكثر !!! حسب الاحصائيات المتوفرة، وتبلغ المبالغ المنهوبة والمسروقة علناً !!! منذ احتلال العراق عام 2003 اكثر من 250 مليار دولار!!! ( يا رب زد وبارك ).
في حروب النظام السابق كان الجيش والشعب العراقي يعرف عدوه ويتخذ الاحتياطات اللازمة لذلك، اما اليوم فالعدو مجهول، لان أي شخص، منزوعاً من كل المناصب والانتماءات والمعتقدات، مهدد بالقتل او بالاختطاف، فالفرد العراقي ليس كالسابق يقتل في ساحة المعركة لان النظام تسبب باشعال فتيل الحرب مع هذه الدولة او تلك, بل اصبح يقتل في الشارع والبيت والسوق ومكان العمل ...... على الهوية والاسم !!!.
ديكتاتورية النظام السابق وديمقراطية النظام الجديد

التغير الذي حصل في العراق قبل خمسة اعوام شمل جميع النواحي، لكن النواحي الاكثر تأثراً بهذا التغير كانت السياسية والامنية، فتغير نظام حديدي وديكتاتوري ( ان صح التعبير ) مثل نظام صدام حسين ليس بالامر الهين والبسيط، وما رافق السقوط من عمليات نهب وسلب وفوضى في دوائر الدولة هو شيء عادي بالنسبة لمثل هكذا احداث، لكن الاسوأ هو الاستمرار على النهج نفسه.
لا زالت عمليات النهب مستمرة وبصورة علنية سواء من قبل الامريكان وحلفائهم او من قبل الاحزاب الحاكمة وميليشياته، والا ما معنى اختفاء كل هذه المليارات من خزينة الدولة !!! في وقت زوال الدكتاتورية التي كانت تصرف على الشعب 5% من عائدات العراق المالية ؟؟؟
اما الجانب الامني فيذكرني بالنكتة التي شاعت بين العراقيين ابان حكم النظام السابق لوصف وضعهم الامني :- قالوا ان وفداً من الجمعيات الفلاحية زار صدام في أحد قصوره الجديدة التي بنيت في وقت الحصار، عندما كان الشعب يموت جوعاً والاطفال يذبلون في المستشفيات لعدم توفر الادوية، وبعد أن سمعوا اقوال ونصائح قائدهم قائد الضرورة تمنوا له طول العمر وغادروا القصر. أراد صدام أن يشعل سيجاره الكوبي ففتش عن ولاعته الذهبية فلم يجدها، فصرخ على الحراس قائلاً :- لاتدعوا الوفد يخرج من القصر وحققوا معهم، لقد سرق هؤلاء الحرامية ولاعتي. انشغل صدام بأتصال هاتفي مهم ثم ذهب الى المرحاض ثم بمكالمات أخرى وبعد ساعة رأى الولاعة على الارض بقرب مكان جلوسه، عندئذ تذكر الوفد فاتصل بالحراس مرة ثانية وأمرهم أن يخلوا سبيل وفد الجمعيات الفلاحية لأنه عثر على الولاعة التي سقطت منه سهوا. فجاءه الرد: لايمكن سيدي، لأن نصفهم أعترفوا بالسرقة والنصف الاخر ماتوا أثناء التحقيق!
ان لم يكن الشعب العراق بأكمله معارضاً لسياسية النظام السابق وطريقة تعامله مع العامة فأن الاغلبية كانت كذلك، لذلك تفاجأ الكثير من اصدقائه ومؤيديه واتباعه لمظاهر الفرح التي عمت البلاد لسقوطه، لكن الفرحة لم تدم طويلاً فالامن والنظام الذي كان موجوداً اصبح فوضى وحرباً اهلية وطائفية مقيتة ادت الى قتل مئات الالوف ونزوح الملايين من ديارهم.
اعداء الامس حلفاء اليوم
بما ان العمل المعارض داخل العراق كان نوعاً الانتحار، التجأ القسم الاكبر من المعارضة العراقية الى دول الجوار لاكمال مشوارهم، وهكذا كون هؤلاء المعارضين علاقات سياسية حميمة مع نظام الدول المضيفة، او بالاحرى ان الكثير من هذه الاحزاب والحركات وشخصياتها السياسية المتنفذة اصبحت ورقة عمل بيد الدول المضيفة فترفعها متى تشاء وتكبسها متى تشاء حسبما تقتضيه الضرورة وتفرضها المصلحة العليا!!!
من المعلوم ان لكل حزب معارض او مسيطر على الحكم ( ديمقراطيا كما يحدث في الشرق الاوسط عامة !!! ) ايديولوجيا واهداف ورؤى مستقبلية ومنهج محدد لنوع العلاقات الخارجية وطريقة التعامل مع الهيئات والمنظمات والحكومات الدولية، لذلك كان من الطبيعي ان تعارض بعض احزابنا الوطنية ! سياسية امريكا الخارجية وتصرفاتها ازاء شعوب العالم وحكوماتها بشكل عام، وهكذا سمعنا ان امريكا امبريالية او هي الشيطان الاكبر او ..... وغيرها من المسميات، لكن اليوم وبما ان العراق اصبح تحت الوصاية الامريكية وثروته من موروثات العم سام، اصبحت تلك الاحزاب الوطنية والمخلصة احصنة شطرنجية يلعب بها العم السام ويوزع رواتبها مدير صندوق النقد الدولي شيكاً!.
خمسة سنوات مضت والشعب يتمنى ويدعو ويصلي من اجل وطن مذبوح، وطن من غير وطنيين يدوسه الغريب وينهبه القريب, وطن اصبح اوطان متفرقة، وبدلا من حكومة تقوده حكومات وعصابات وميليشيات كل يبيع ويشتري على هواه، وطن اشعلوا فيه حرباً طائفية غيرت النسيج الاجتماعي للبلد وزرعت الكره والحقد في نفوس اطفاله الذين تركوا الدراسة لينضموا الى ميلشيات امية تابعة تنفذ أجندة ومخططات خارجية هدفها تدمير البلد وتمزيق اوصاله.
لقد اثبتت سنوات الاحتلال بكل ما احتوته من فضائح ومسلسلات التعذيب اكذوبة الطرح الامريكي ومزاعمه من تدمير الاسلحة الكيمياوية وتحرير العراق وحقن مجتمعه بديمقراطيتهم، فبدلا من بناء مجتمع مدني وتحسين اقتصاد البلد والعمل على استقراره وتعميره، اكملوا التدمير وجاءوا بجيش من التوابع والمرتزقة واللصوص ليتصرفوا بثروة العراق ومستقبل اولاده حسب ضروراتهم التاريخية !!!.
سؤال اخير:- ترى كيف سيكون وضع البلد بعد خمسة اعوام اخرى لو استمر سادتنا وحكامنا على السير في نفس الدرب وعلى نفس المنوال ؟؟؟



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن كله سراب
- اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم
- واخيراً عرفت من اكون !!!
- جمهورية ان شاء الله الفدرالية الاتحادية الديمقراطية !!!
- الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!
- رسالة مفتوحة من متسول عراقي الى الرئيس الفرنسي السابق
- مقايضة
- متى يتم القاء القبض على مغتصبي العراق ؟؟
- بين حانة ومانة ..... ضاعت لحانه ( رد على السيد ملا بختيار وا ...
- الحكم الذاتي وانتظار الفتات لحين انتهاء وليمة الغرباء !!
- العراق هذا الوطن الجريح هل من نهوض؟؟
- بين سياط الاقرباء وسيوف الغرباء ضاع مسيحييو العراق
- ليت السيد نوري المالكي يفعلها ويستقيل قبل ان يقيل !!
- لنحزم حقائبنا ونرحل من وطن ضاق بنا .......... رسالة مفتوحة ا ...
- كلها تهون الا الضحك على الذقون!!!
- ملعون هذا الوطن
- البلد الضائع
- جمهورية ( حاميها حراميها ) الفدرالية الاتحادية الديمقراطية ا ...
- مجلس الوزراء يناقش حمايتهم ورئيسه يخصص الاموال والمسيحيون ال ...
- ليت الامس يعود


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كوهر يوحنان عوديش - في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!