أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوهر يوحنان عوديش - الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!














المزيد.....

الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 07:04
المحور: كتابات ساخرة
    


تعمد مبتكري حكايات جحا وطرائفه الى تغليف فلسفتهم وتسويقها عبر النكت وإضحاك الناس، وليس كما يفعل البعض الأخر حيث يعتمدون الى فرض فلسفتهم وأرائهم بطرق أخرى مثل التخويف والتعذيب والتفجير .... الخ من الوسائل المعروفة لإجبار المعارض على الخضوع والركوع ... ومن هذه الحكايات حكاية جحا وعناده مع زوجته، والتي تنطبق كلياً على العراق شعباً ووطناً.
تقول الحكاية ان جحا كان‏ معتاداً ومتفقاً مع زوجته بالتناوب في تقديم الطعام إلى الحمار.. هو يوم..وهى يوم..‏ وفي يوم من الايام ..‏
قال لزوجته : اليوم دورك في إطعام الحمار.. فقومي وأَدِى واجبك..‏
قالت زوجته : بل هو دورك أنت..‏
وتنازعا بعض الوقت.. ثم قال جحا :‏
‏- ما دمنا وصلنا إلى هذا الحد.. فما رأيك يا زوجتي في شرط !
قالت زوجته :ماذا تعني؟
أجاب جحا : نصمت عن الكلام من الآن..‏
والذي يبدأُ الكلام قبل الآخر.. يقوم بتقديم الطعام للحمار..‏
قالت الزوجة : على كل أنت الخاسر.. فسوف أتركك إلى أعمالي في البيت وبالفعل انصرفت زوجة جحا إلى أعمال البيت
‎ أما جحا فقد جلس على الأرض صامتاً .. كأنه تمثال جامد.. لا يتحرك.. ولا يتكلم..‏
‏- ثم خرجت زوجته لشراء أشياء من السوق.. وغابت ساعة من الزمان وعادت..‏ فوجدت جحا على حاله.. لا يتحرك.. ولا يتكلم..‏
وجاء الليل.. فذهبت زوجته إلى الجيرانِ ضائقةَ بهذا الوضع..‏
‏- وفى أثناء غياب زوجته دخل لص إلى الدار فرأى جحا جامداً لا يتحرك فتعجب من منظره.. وظنّه مصاباً.. أو أنه‎ ‎لا يرى ولا يسمع.. فأراد اللص أن يتأكدَ من ذلك فأخذ عمامة جحا.. فلم يتحرك ولم يحتج على شيء..‏ ثم أخذ حذاءه فلم يتحرك ولم يحتج على شيء..‏ ووجدها اللص فرصة ذهبية فجمع كل ما يمكن جمعه من البيت.. وهرب..‏
‏- وبعد وقت طويل عادت زوجته فوجدت البيت مسروقاً وجحا في مكانه لا يتحرك.. فهجمت عليه بكل قوة وقالت‎ ‎‏

‏- أمجنون أنت..‏
ولم يدعها جحا تكمل كلامها.. بل صاح في وجهِها :‏
‏- أنت التي بدأتِ الكلام وعليك أن تذهبي وتطعمي الحمار وكفاكِ عنادا..
عراقنا الديمقراطي الفدرالي الموحد الجديد، الذي يتباهى بنظامه وأمنه واقتصاده ... اسياده الجدد، يشبه كثيراً بيت جحا الذي فرغ من محتوياته وهو جالس لا يحرك ساكنا لان كلامه يؤدي الى نتيجة واحدة مؤكدة وهي اطعام الحمار، فالسادة الذين تسلموا مقاليد الحكم بعد الاطاحة بالنظام السابق ( الذين جاءوا عبر صناديق الاقتراع والتصويت النظيف !!! ) نسوا الشعب والوطن، نسوا سواد الثكالى ودموع اليتامى ودماء الشهداء، فلا يهمهم المليارات التي تنهب ولا الاف الاطنان من النفط التي تسرق يومياً ( ادارة الاحتلال وحكومتنا المنتخبة تكرمت على الشعب العراقي باعفاء صادراته النفطية من العدادات !!! )، ولا معاناة الشعب العراقي ...... ولا .... ولا ...... ، فمهمة اليوم تختلف عن مهمات الامس القريب، عندما كان حاكمي اليوم معارضين ومنفيين، مهمة اليوم هي كيفية الفوز بالكرسي والاحتفاظ به، وليكن ما يكن !!!
‏ ما يحدث بين السنة والشيعة من جهة وبين العرب والكرد من جهة اخرى يدل على ان العراق كوطن واحد انتهى والى الابد، فلا احد بتاتاً من قادة اليوم يفكر كعراقي !!! بل يفكر كشخص مستقل ويعمل على اخذ نصيبه من الكعكة دون نقصان ( رجال اعمال وشركات دخلوا المناقصة على حساب معاناة الشعب )، لذلك نرى عراق اليوم غارق في حرب اهلية تحكم مدنه عصابات مدعومة، وتنعدم فيه الخدمات العامة اضافة الى اختفاء المشتقات النفطية !!! من اسواقه، بينما حكامه وقادة احزابه ورجال دينه الكرام ( الذين حولوا البلد الى كهوف من العصر الظلامي والنساء الى جواري .... ) منشغلين بالسرقة، وتحويل المليارات من خزينة الدولة الى الحسابات الشخصية في بنوك محروسة ومؤمنة، وتصفية الاخر او تهميشه واهماله.
هؤلاء السادة الذين يتباهون بنضالهم وتفانيهم من اجل الشعب والوطن، نسوا ملايين اليتامى والاف العوائل النازحة والمهجرة، نسوا السجون وفضائحها من تعذيب واغتصاب ( حتى الاطفال واليافعين لم يستثنوا من ذلك )، هذه الفضائح التي لا يمر يوم دون نشر واحدة جديدة منها التي تطال النساء او الاطفال او الشيوخ، نسوا قسمهم عند تسلمهم لمناصبهم وبدلا من خدمة الوطن صاروا علة وعاراً.
الصراع بين الاخوة والازواج في العراق يؤدي الى اعطاء الحرية الكاملة للص لتفريغ البيت بكل ما فيه ليس من مواد فقط بل من العقول ايضاً، فمتى يا ترى سيستيقظ العراقيون من غفوتهم هذه.
هل تكفي مئة سنة ؟؟؟ ربما !!!



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة من متسول عراقي الى الرئيس الفرنسي السابق
- مقايضة
- متى يتم القاء القبض على مغتصبي العراق ؟؟
- بين حانة ومانة ..... ضاعت لحانه ( رد على السيد ملا بختيار وا ...
- الحكم الذاتي وانتظار الفتات لحين انتهاء وليمة الغرباء !!
- العراق هذا الوطن الجريح هل من نهوض؟؟
- بين سياط الاقرباء وسيوف الغرباء ضاع مسيحييو العراق
- ليت السيد نوري المالكي يفعلها ويستقيل قبل ان يقيل !!
- لنحزم حقائبنا ونرحل من وطن ضاق بنا .......... رسالة مفتوحة ا ...
- كلها تهون الا الضحك على الذقون!!!
- ملعون هذا الوطن
- البلد الضائع
- جمهورية ( حاميها حراميها ) الفدرالية الاتحادية الديمقراطية ا ...
- مجلس الوزراء يناقش حمايتهم ورئيسه يخصص الاموال والمسيحيون ال ...
- ليت الامس يعود
- معاناة المسيحيين العراقيين، هل تنتهي بتمثيلهم في مجلس المفوض ...
- بالعافية اموال العراق ( الجثة ) حلال!
- في الذكرى الرابعة للاحتلال/ للتحرير هل حان وقت الندم ؟
- الله لا يحب الارهابيين ولم يحدد لهم مكان


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كوهر يوحنان عوديش - الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!