أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر اسماعيل جربوع - الوفاق الوطني بين الصراعات الحزبية والأماني الداخلية















المزيد.....

الوفاق الوطني بين الصراعات الحزبية والأماني الداخلية


ناصر اسماعيل جربوع

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ) صدق الله العظيم
تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير قد يؤدي بها إلى كارثة تعصف بتاريخ فلسطين وثوارها ، قد تكون بتقديري أسوأ بكثير من الآثار التي ترتبت علي مؤتمر بازل بسويسرا 1897 ووعد بلفور 1917 ، إنها كارثة الخلاف والانقسام الفلسطيني الفلسطيني التي تشتعل جذوته بأيدي خبيثة في مطبخ مليء بالميكروبات والسموم القاتلة ، في عتبات دول لا تنظر إلا من خلال مصالح بلادها الضيقة ،وتعتبر الفصائل الفلسطينية كرة شراب ملونة تقذف بها متى تشاء وفى أي ملعب تختاره ! ومن المؤسف أننا كفلسطينيين نعى وندرك تلك المؤامرات جيدا ونراقبها ونحن نقف أمام شاشة ترتجف صورتها دون أي عمل جماهيري فصائلي صادق ينقذنا من هذا المأزق !؟
الشعب الفلسطيني يقف حائرا أمام تصريحات تتلى عليه تتري من الناطق الرسمي باسم الفصيل الأخضر وتصريح آخر باسم الناطق الأصفر وتردد من الفصيل الأحمر وتأرجح باسم الأسمر ، والبرتقالي يخرج من صمته ليثبت حضوره ويصحو من نومه ليثبت وجوده أمام عدسات الكاميرات وآخر يضغط عليه أنصاره القلائل ومريده ويصحو من نومه وسباته العميق وبعد أن يعطر نفسه ويلبس بدلة النفاق يخرج ليصرح تصريحات نعسانة متثائبة مناديا ًمن شرفة (فيلته) هيا للوفاق والمصالحة !!
خاض الشعب الفلسطيني طوال تاريخ كفاحه ونضاله أشرس أنواع المعارك التي تفوق معارك حركات التحرر الوطني في العالم ، قدم خلالها أكثر من ستين ألفا من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين منذ عصر الظلم العثماني زمن السفاح جمال باشا الذي تفنن بنصب أعواد المشانق لثوارنا ،واستمر الثوار في عطائهم إبان الاحتلال البريطاني وخاض ثورات لازالت مخطوطة بصفحات التاريخ في 1920 و1929 و1936 حتى جاءت نكبة 1948 وما تلالها من حركة تحرر وطني ومحاولة بعض الأنظمة المدعومة استعمارياً من احتواء للقرار الفلسطيني، ورفض الثوار تلك التخرصات والتبعية ،وأنشأت منظمة التحرير وما تبعها من فصائل ثورية وطنية وإسلامية، وسقط الشهداء والجرحى وكان الدم الفلسطيني الأحمر النقي يجري برائحة المسك ليخضب أرض فلسطين وأنهارها وربوعها، وكان الحلم متجدد لا يموت واختلف الإخوة في الرأي ولم يختلفوا في النهج والعقيدة ،لأن المنهج واحد هو منهج التحرير، أحدهم يريدها مرحلية والآخر أرادها شمولية، واختلفوا قبل التحرير على لون الدولة وشكلها السياسي المستقبلي وقدم الكل – بلا استثناء ما استطاع من تضحية ،ورغم الاختلاف والخصام أحيانا إلا أن البيت الفلسطيني كان يجمعهم ، وما أجملها من عبارات كانت تطرح وأنشودة كانت تغنى في بيارتنا وجاراتنا وبحرنا وبرنا (وحدنا الدم وحدنا الدم ) تحت شعار الاختلاف في وجهات النظر لا يذهب للود قضية 00
يبدو أن الثورة الفلسطينية التي اشتعلت بعنفوانها في القرن العشرين وما تتوجت به من انتفاضات وحدوية جماهيرية في الأعوام 1987 و1996 و2000 م اثبت لقوى الشر العالمية وبعض من دول الذل ، أن الشعب الفلسطيني الموحد بقراراته الجماهيرية ورغم قلة عدد ه وعدته إلا انه بات يشكل خطر علي عروش الرجعية وصنيعة الامبريالية فى المنطقة ، إذاً ما العمل ، أمام هذ1 المد الثوري التي خلقته الفصائل الفلسطينية ؟ فأخرجت مخابراتها المرتبطة مع مخابرات أجنبية أجنداتها وشرعت تخطط لضرب هذه المنظومة الثورية ! وأغرقت البعض بأموال مغسولة ودعمت البعض بسلاحها الأسود الملوث ، وتحت شعار الفكر السلطوي والزعامة والجهوية واستدعاء بعض من الشخصيات الكرتونية وتلميعهم أمام وسائل الإعلام الصفراء وممارسة دور الفتنة المنمق أعطيت الإشارة للاقتتال الأحمق – بين من ؟ بين أصدقاء الأمس المتمترسين في خندق الكرامة الثوري، وبعد أن كان الشعار السائد أن الدم الفلسطيني خط احمر لا يمكن تجاوزه أصبح الدم بإرادة رجعية عفنة خط مشاه تم تجاوزه 0
العقلاء من فصائلنا الفلسطينية أدركوا – وبشكل متأخر للأسف أننا نصعد للهاوية، وأصبحت القضية مجرد أنفاق لبضائع عفي عليها الزمن في بلادها ،وأصبحنا كفلسطينيين سوق اسود رخص كرامتنا ! وأصبحنا بدلاً من أن نبنى فوق الأرض رافعين رؤوسنا بكرامة الفلسطيني التي لم تنحني عبر تاريخنا القديم والحديث والمعاصر، ساد لدينا ثقافة الحفر وأصبحنا نهوي ونهوي في أنفاقنا ! وسبحان الله أصبحت رؤوسنا الشامخة تهوي وتنحني ليس لله ولا احتراماً لشهدائنا ولكن لدخول نفق من أنفاق الموت للحصول علي ألبان واجبان وسولار وبنزين غير منقى ، وتحولت حدودنا مع الشقيقة مصر الظاهرية تمر من بواطن الأرض، لذا يتوجب علي علماء الجغرافيا أن يغيروا رسم خريطة فلسطين وخطوط كنتورها
لذا سعى العقلاء من الفلسطينيين والعرب لإيقاف تلك المهازل التي أرجعتنا إلى عصر اقل تخلفتا من عصر المماليك البرجية ، وتبشر الشعب واخص منه الفئة المطحونة الفقيرة التي تعيش علي فتات من كسرات من الخبز المغمسة بالموت في كثير من الأحيان ، ودعت الأمهات أن يعود القرار فلسطينيناً عربيا كما كان !! وبصق الاطفال علي من يخرج علي الفضائيات الغرابية ينعق ويبث التشاؤم بموت الوفاق ، وينظر المرضى بعودة مستشفياتنا إلى عطائها من جديد دون التدخل بمجرياتها ،ويحلم الطلبة بعودة معلميهم ومد رائهم الأكفاء لتسير العملية التربوية كما كانت عليه تفرخ الآلاف من العباقرة ليكونوا نموذجا فلسطينياً يحلم بالمرونة والطلاقة الفلسطينية التي عهدها العالم 0
أيها المحاور الفلسطيني تذكر وأنت علي طاولة الوفاق انك فلسطيني فقط وتذكر أننا شعب لازلنا تحت نير الاحتلال -- تذكر آلاف الشهداء والمعتقلين -- وتذكر قبر أجدادك في مدينتك وقريتك وباديتك ،وانعش ذاكرتك بحلمهم الذي ماتوا من اجله، واحني راسك قليلا لمصالح شعبك ،وتخلي عن زخارف الدنيا لأنها لن تدوم كما لم تدم لغيرك من السابقين، وسجل اسمك مع الخالدين، وارفص فلسفة شاور وضرغام الإنبطاحية ، أيها المتحاورين أنتم أمام فرصة تاريخية لا تتركوها وترجعوا إلينا بخفي حنين ، الشعب يستصرخكم والملاين من الحيارى ينتظروا المصالحة ليس من أجلكم بل من اجل قضية لا زال النبط الحي النقي ينبض في عروقها ومن لم يجد بنفسه القدرة علي تحقيق الحلم الفلسطيني فليتنحى جانبا فمشوارنا نحو فلسطين ما زال طويلا ، واسألوا أنفسكم انتم مع من -- مع فلسطين وشعبها --- أم مع مصالح من يدفع أكثر ؟!
شعبكم ينتظركم وملفات تضحياته معروضة أمامكم،، أرجوكم أن تفتحوها بعيونكم الفلسطينية واخلعوا عدساتكم الملونة ،ننتظر شمس فلسطين الصافية لتشرق بمجيئكم وإعلانكم التاريخي، أفلا يستحق شعبكم منكم أن ترجعوا إليه بسمته المسلوبة؟ بالله عليكم أجيبونا وبكل جرأة وصراحة فهل نستقبلكم يا سادة بالورود أم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#ناصر_اسماعيل_جربوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يافا في مواجهة التهويد (الحلقة الثالثة)
- مدينة يافا في مواجهة التهويد
- ستي أم خميس وعالم السياسة
- العيدية - تكافل اجتماعي أم خازوق اقتصادي
- يا هدهد سليمان هل تتقبل منا العزاء ؟!
- غزة في الأول من أيار يوم عمال أم يوم متسولين
- قضية الباص 300
- إغتيال رياض حماد 00 وعودة امراء الموساد
- من غوانتنامو غزة نحتفل بيوم الاسير
- شهداء دير ياسين لمن نقدم العزاء!!؟؟
- دعوة لزيارة غزة علي باص رقم 11
- في ذكري يوم اليتيم -أطفال غزة بين حرمان اللعب وانتظار الجحيم ...
- أطفال غزة يلهون مع الموت !!
- فلسطينيو العراق بين الهجرة للبرازيل وانتظار عزرائيل
- مخيماتنا الفلسطينية بين الفقر القاتل وإلغاء النصف شاقل
- رحلة الى موسم -الولي عريش - !!!! ؟؟
- ايها العالم سنبقى فلسطينيون رغم الحصار !!!11


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناصر اسماعيل جربوع - الوفاق الوطني بين الصراعات الحزبية والأماني الداخلية