أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - الشاعر المغربي حسن الوسيني... في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

الشاعر المغربي حسن الوسيني... في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 02:57
المحور: الادب والفن
    


ـ الحلقة 28 ـ كان اللقاء الأول بين أحضان جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الإمام الأصيلي، حيث الثقافة الجادة و الهادفة، فكان كنورس يحلق فوق الكلمات لينسج لنا قصائد شعرية، ورغم أنه يحاول دائما أن يخفي نفسه بين جدران أصيلة الهادئة، إلا أن صدى و رنين أشعاره تفضحه دائما، و من أجل النبش في هذه الذات الشاعرة، و من مدينتي الساحرة أصيلة ورطت حسن الوسيني في هذا البوح الجميل...

سؤال لابد منه... من هو حسن الوسيني؟

سؤال وجودي، يذكرنى بالغابة السوداء لهيدغر، حيث تصبح الذات،وهى تساءل كينونتها في حالة التشظى،لا يماثله إلا تشظى المرآة.. واستعادة سيرة الأشياء والصور في تناظر وتماثل غريبين، للذات أسماء وصفات، والعناصر الأربعة، وكذلك أبراج ومنازل، وقد تكون لها أشكال أخرى، لانعثر عليهافى نظري إلا في الشعر أو الموسيقى، أما الآخر فهو حجاب الذات، وإن كانا لا يفترقان، كأنهما الليل والنهار، في سدرة الحياة.
وعند هده الزاوية أعتقد أن الشعراء ورثة الأنبياء، وليس العلماء كما يريد الأسلاف، فكلاهما يمتلك دواتا، تسعى إلى تغيير الآخر و العالم طبعا مع اختلاف الأداة والرؤيا، إذن، من أنا؟ سؤال يعيدنى إلى حالة التشظى، التي أشرت إليها، أما إذا كان سؤالك يتعلق بالهوية البسيطة للذات فأنا شاعر يخاف هده الصفة، من مواليد برج الميزان في العاشر من تشرين الأول، لذلك أعشق الهواء والمطر، ولدت بأصيلة ذات مساء ماطر كما أخبروني، وقد حفت مهدي الفراشات والملائكة، لم يراهم أحد سواى،لا إخوة لي، يرمونني في الجب، أشتغل الآن أستاذا للغة الضاد، ولى أسرة صغيرة، أحبها كثيرا، تلك هويتى البسيطة، وأضع التفاصيل على الهامش.

كيف جئت إلى عالم الإبداع؟

جئت إلى عالم الإبداع مبكرا، بدءا بهوس القراءة، فقد كنت على خلاف أقراني، أكره اللعب، وأهوى القراءة، معتزا بهذا الهوس الذي يميزني، رغم كراهيتي للمدرسة لأنها في نظري آنذاك تحرمني من لذة القراءة، حسب شهيتي، ومن خلال هذا الحس الطفولى من زمن القراءة، ارتبطت عندي القراءة بالحرية وأعتقد أن فهمي للكتابة أيضا تأثر بهذه المعادلة.
خلاصة: فالقراءة والكتابة توأمان، وصفة الإبداع مشتركة بينهما، كتبت قصائدي الأولى بسذاجة المحاكي، وتلك سذاجة أرسطية، لابد منها، حاكيت المتنبي وحاكيت أبو فراس الذى أعشقه نظما.
ملأت ذاكرتى بالمعلقات العشر، كما اختبرت قصائد الريادة، عند السياب، صلاح عبد الصبور، وطبعا لم أستثنى الشعر الصوفي، الذى هو غرامي الأول والأخير، أما تجربة الحداثة الشعرية، تقعيدا وإبداعا فما زال تعاملي معها مفتوحا.
نشرت أولى قصائدي في مجلة "الشرارة" ، مجلة مدرسية، سهر على إنجازها الشاعر الصديق المهدي أخريف، ونشرت موادها آنذاك بجريدة العلم الثقافية، بطلب من مديرها الآن الأخ عبد الجبار السحيمى، وكانت المجلة عتبة أولى لمكابدة الكتابة إبداعا ونشرا لشعراء الشرنقة، كما كان يسميها صديقي الشاعر أحمد هاشم الريسونى، وكذلك الأخت الزهرة المنصوري وابتسام أشروى، والصديق محمد الجبارى، والمشاغب الكبير إدريس علوش، وكلهم الآن أسماء شعرية فاعلة.

هناك من يعتبر أن المبدع الحقيقي هو من يصدر منتوجا إبداعيا أو أكثر، ما رأيك في هذا الأمر؟

علاقتي بالكتابة علاقة صوفية، أكتب كثيرا وأنشر قليلا إذن أنا موجود، من الضرورة على المبدع أن يصدر منتوجه الإبداعي، ليحقق التواصل الثقافي مع الآخر الافتراضي، لكن ذلك لايعنى، الأصالة الإبداعية فهذه شرط مرتبط بالكتابة وليس فقط بالنشر، ليس كل من يصدر ديوانا هو بالضرورة مبدع حقيقي، والعكس كذلك صائب.

ماهي طبيعة المقاهي في أصيلة؟ و هل هناك فرق بين المقاهي الأصيلية و المقاهي المغربية الأخرى؟

المقاهي بأصيلة لها نكهة نادرة وأقصد بعضها، مقهى زريرق العجائبية بتاريخها وشخوصها تكاد تلخص رمزيا جامع االفنا بمراكش، حيث يتعايش وليس بالمعنى الفلكلوري كائنات الهامش، فقراْء البحر،العاطلون، المجانين، المنشدون البسطاء، وكائنات المركز، أعيان البحر، مثقفون، فنانون كبار يزورون أصيلة، الشاي والشجيرات والبئر والقطط والقنب تشكل فضاءا سحريا ومصدرا للكتابة والمتخيل، إنها ببساطة المكان الذى لم تتحطم فيه ذاكرة أصيلة.

هناك روابط تاريخية بين المبدع و المقهى ، و رغم تراجع هذه العلاقة بشكل تدريجي، إلا اننا نلمس من حين لاخر حضور قوي للمقهى في بعض الاعمال الادبية ، كيف تنظر إلى هذه الوضعية انطلاقا من علاقتك الشخصية بالمقهى؟

وكما قلت آنفا المقهى فضاء ، منبع، ذاكرة، وأفضل الأعمال الأدبية أنجزت إما في المقهى أو الحانة، ولهما حضور متميز في الأدب، وأحسن ما قرأت في مجال السرد رواية، مقهى بغداد، أما في الشعرأذكر، كل حانات العالم لسعدي يوسف.
لقد كتبت أغلب قصائدي بالمقاهي، والأصدقاء يعرفون علاقتي الصوفية بالمقهى قراءة وكتابة.أشعر بالحرية، وتراخى اللحظات، أرى الزمن كما رسمه دالي، لقد أنجزت إلى جانب الأصدقاء من شعراء الشرنقة أول مقهى أدبي بمرتيل، مقهى أبنيدا، بداية الثمانينيات حيث كنا نلتقي بأخينا عبد الخالق السروخ النادل الشاعر، وكتبت ربما لأول مرة قصيدة مشتركة بين شعراء شباب يرثون بطريقة بوشكين كلبة المقهى.

تتميز أصيلة بمجموعة من المقاهي تستغل أحيانا فضاءات للتنشيط الثقافي، هل يمكنك الحديث عن هذه الخصوصية؟

المقاهي كفضاء ثقافي، أصبحت ظاهرة وطنية، وهذا مؤشر على تطورالمساحة الثقافية، وتراجع مظلات التمركز، وعلاقات الدائرة، وطبعا ..أصيلة لا تبتعد عن هذا السياق، وخاصة هناك من يعتبرها مدينة الفنون والثقافة على طريقته البرجماتية، لكن هناك تنوع ثقافي محلى لايمكن لثقب أسود ابتلاعه، وأستحضر هنا تجربة المطعم الثقافي ونشاطاته الثقافية، فهو بحق فضاء ثقافي وإبداعي يعمل الأخ محمد الوديى والأخ القاص صخر المهيف على تطوير نشاطاته، وأتمنى ألا يتعرض لتعذيب ثقافي ما.

ماذا تمثل لك: أصيلا، الثقافة، الحلم؟

أصيلة: منشفة في بطن الحوت، إيثاكا الجديدة، خليقة كفا فيس، ولدت.. من رحم البحر، هادئا، وعاصفا، إنها ملاذ الحالمين، والملعونين، موجة فينيقية وحلم أندلسي، إنها قصيدة الموسيقى الأولى، وعين الصلصال، أعشق فيها وقت الجنون والقصيدة، أهديتها صباي وشهواتي، وأهدتنى ناي الظلالوالضوء، أهدتني نزيف الورد والظلام، هناك من صنع منها مومياء، ووضعها في الذاكرة.
الثقافة: حلم جماعي موغل في الوعي و الذاكرة، يعيد المبدع خلقه رمزيا في مخيلته، ثم ينشر ضجيجه على الآخر الافتراضي. و من هنا تأتي تلك الجدلية الكونية في الإبداع الثقافي و الفني، الكاتب/ النقد / العالم. لكن المبدع لا يغير العالم، بل يتألم من العالم، و يتأمل ذاته كأنها أعماق الجحيم، ليوحي لنا بكيفية نقذ الألم، و على ضوء هذه الرؤية، فإنه ينبغي العودة ثقافيا إلى سقراط أي نقد الألم و تأمل الذات، لا إلى كارل ماركس العجوز أي/ تغيير العالم فالعولمة القاهرة والناعمة في آن لا تتقن إلا تصدير الأفكار كسلع، و توحيد الاختلاف الثقافي في دائرة مغلقة ومحكمة كبيت العنكبوت ، لا أريد أن أرى الانسان مجرد حشرة مقلوبة على ظهرها و تحب الموسيقى كما جاء في وصف Franze Kafka في قصة التحول لأحد أبطاله.
الحلم: هو الشعر ذاته، و الحلم ضروري كما يقول لينين، لكني لا أحب أحلام الثوار الأغبياء بل أحب أحلام الأنبياء، رؤيا و تأويلا، إنه القصيدة تجسيد بلاغي و دلالي لحلم شعري خالد، أتخيل الشاعر يحلم حتى بعد موته، أي في العالم الآخر، بعد الولادة الثانية، و هي ولادة شعرية بالضرورة، هذا ما تخيلته الشاعر محمود درويش في قصيدته " لاعب النرد" أنا أحب النبي يوسف الجميل و الذي ارتبط جماله الملائكي بميزة الحلم، رؤيا و تأويلا، و ارتبط ذلك بالتالي: بالحب/ السجن/ الشهوة، و هذا تركيب كيميائي للحلم في سيرته النبوية و الجمال و القداسة تحدثت عنه حتى الكتب السماوية، هذا هو الحلم في تجليه الشعري، و الذي يحطم كل حدود العقل و المنطق الخائبين.

كيف تتصور مقهى ثقافية نموذجية؟

لا أملك تصورا محددا لمقهى نموذجى/ يحتاج هذا لتصور جماعي ومؤسسأ ما، في تصوري فكل مقهى توفر فضاءا إنسانيا وإبداعيا، فهي مقهىنموذجية، وخاصة إذا توفرت الأسباب المادية.

****

أخيرا...أشكرك الأخت فاطمة على هذا الحوار الجميل، وهذه العزيمة الثقافية التي تمتلكين في إلقاء الضوء على التجارب الإبداعية الجديدة.
لك تقديري الخالص.



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر العراقي عبد الوهاب المطلبي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة السورية ندى الشيخ ... في ضيافة المقهى؟؟!
- الكاتب و الناقد المغربي محمد الكلاف... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة و الروائية العراقية صبيحة شبر... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي مبارك حسني... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة المصرية داليا التركي... في ضيافة المقهى؟؟
- الكاريكاتير المغربي عبد الغني الدهدوه... في ضيافة المقهى؟؟
- الملتقى الجهوي الأول في ضيافة زنقة الأقحوان…
- القاصة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي تقدم جلبابها للجميع..
- المرأة ... و واقع الطلاق بالمغرب!!
- القاص المغربي إسماعيل البويحياوي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة و الكاتبة العراقية فاطمة... في ضيافة المقهى؟؟!
- نادي - رحاب - للتربية النسوية تحتفي بعيد الأم بمدرسة أولاد ع ...
- القاص عبد السلام بلقايد في ضيافة صالون الطفل بمدرسة أولاد عن ...
- الملتقى الوطني الخامس للقصة القصيرة بمشرع بلقصيري
- الكاتب العراقي سعد البغدادي... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي محمد الشايب... في ضيافة المقهى؟؟!
- اليوم العالمي للمرأة بين أحضان مدرسة أولاد عنتر
- أزهار إبراهيم قهوايجي تنشر أريجها بمدينة مكناس
- المرأة الفلسطينية و التهميش السياسي


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - الشاعر المغربي حسن الوسيني... في ضيافة المقهى؟؟!