أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الارهابيون .. بعيون أكاديمية














المزيد.....

الارهابيون .. بعيون أكاديمية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 09:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يختلف علماء النفس والاجتماع عن السياسيين في تحليلهم لظاهرة الارهاب والارهابيين . فالسياسيون يركزون في " الأهداف " التي يسعى الارهابيون الى تحقيقها ، ويحددونها بتغيير نظام الحكم واستلام السلطة ، ويصفونهم بأنهم مجرمون ومتخلفون ومنحرفون و..وأنه يجب تصفيتهم اما بقتلهم او ايداعهم في السجون ، فيما الأكاديميون يتعاملون مع الارهابيين تعامل الطبيب مع المريض ..أعني التشخيص والتحليل العلميين ، ويقدمون صورة عن الارهابيين مختلفة تماما عن تلك التي يرسمها السياسيون . ويبدو أن فهم الأكاديميين للارهابيين أكثر موضوعية من السياسيين ،وأن الارهابيين ليسوا بالصورة التي ترسمها السياسة ، وأليك الدليل .
أجرى مارك سيغمان ، وهو باحث أمريكي متخصص في علم النفس السياسي ، دراسة شملت (150) ارهابيا معتقلا ، فتبين الآتي :
• ان خمسة منهم يحملون شهادة الدكتوراه ، وسبعة يحملون شهادة الماجستير ، وأكثر من ثمانين يحملون شهادة جامعية ، وأكثر من عشرين أكملوا الدراسة الثانوية .
واذا عملنا نسبة وتناسبا يتبين لنا أن مستوى التعليم بين الارهابيين أعلى منه في الدول العربية والاسلامية ودول أخرى ، وأعلى من سياسيين يتبوءون مراكز عليا . وهذا عكس ما يشيعه السياسيون والاعلاميون عن الارهابيين الذين يصفونهم بتدني مستواهم التعليمي والثقافي.

• وأن أكثر من نصف هؤلاء الارهابيين من الطبقة الوسطى ، وثلثهم من الطبقة الفقيرة ( دول شمال افريقيا ) وأكثر من ربعهم من الطبقة الغنية ( دول الخليج ).
وهذا يعني ان الفقر ليس سببا رئيسا للارهاب ، وأن العامل الاقتصادي لا يتصدر العوامل المسببة للارهاب كما يرى المحللون السياسيون .

• وأن غالبية هؤلاء الارهابيين درسوا في مدارس حديثة ، وعدد قليل منهم درس في مدارس دينية مثل التي كان يديرها رجل الدين الاندنوسي ( أبو بكر باعشير ) .
وهذا يعني أن ( الدين ) بمفرده لا يعد شرطا كافيا لتشكيل شخصية الارهابي ، او دافعا وحيدا للقيام بأعمال ارهابية .
ومن جميل ما توصلت اليه الدراسة قولها :" ان نظريات علم النفس الغربية عاجزة عن تفسير الكثير من دوافع الارهابيين ". واستشهدت بواحدة تقول :" ان معظم الارهابيين ليسوا متزوجين لأن حياة الخطر التي يعيشونها تحتم عليهم عدم تحمل مسؤوليات عائلية ، لاسيما ترك أرامل وأيتام اذا قتلوا " اذ تبين أن 70% منهم متزوجون ولديهم أطفال . ولم تصدق عليهم فرضية أخرى تقول :" ان الارهابيين يعانون من احباطات نفسية وفصام الشخصية " اذ وجدت الدراسة أن هذه الحالات النفسية وسط الارهابيين هي نفسها في المجتمع . ولم تصدق عليهم نظرية فرويد القائلة : " ان الكبت والحرمان في الطفولة يولدّان العداء للآخرين عند الكبر " اذ تبين أن معظمهم تلقوا تربية أسرية عادية وما كانوا يعانون من كبت أو حرمان .
تلك كانت نتائج دراسة لباحث امريكي شملت ( 150 ) معتقلا بتهمة الارهاب . والأكثر موضوعية منها على واقعنا والأعمق في التحليل العلمي للارهاب والارهابيين ، أن طالبة دكتوراه في جامعة عراقية تقوم الآن بكتابة اطروحة ( باشرافنا ) شملت عينة دراستها (300 ) مدانا بجريمة الارهاب في عدد من السجون العراقية ، قابلتهم وطبقت عليهم اختبارات نفسية وأدوات بحث اجتماعية ،فضلا عن استطلاع آراء (600 ) مستجيبا ومستجيبة من أربع نخب اجتماعية ( أكاديميون وسياسيون وصحفيون ورجال دين ) ستخرج بنتائج جديدة بخصوص شخصية الارهابي والأسباب الكامنة وراء ظاهرة الارهاب . ومثل هذه الدراسات العلمية الرصينة تنبهنا الى أن الارهابيين ليسوا بالصورة التي ترسمها السياسة عنهم ، ولا بالصورة التي تقدمها الفضائيات المعادية أو المؤيدة لهم . ويفترض في السياسيين ، في الداخل والخارج ، أن يستمعوا الى صوت الأكاديميين القائل :
ان التربية والعلم أقوى تأثيرا وأجدى نفعا من القتل والسجن في التعامل مع الارهابيين والحدّ من ظاهرة الارهاب .
وبما أن السياسة وأقوى الجيوش في العالم قد عجزت عن القضاء على أعقد ظاهرة اجتماعية يشهدها القرن الواحد والعشرون فان الاجراء الأكثر نفعا للناس والوطن والانسانية هو أن يصار الى مشروع وطني يوكل أمره للأكاديميين من علماء النفس والاجتماع والتربية .
فهل سيعمل السياسيون بهذه النصيحة ؟.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولجيا الصراع في المجتمع العراقي
- كنت في الجولان
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 3-3
- الى الشاعرة لميعه عباس عماره
- في سيكولوجيا مسلسل الباشا
- أمسية دمشقية مع ..مظفر النواب
- حملة الحوار المتمدن - البديل المنقذ ..مرّة أخرى
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 2-3
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 1-3
- دور وسائل الاعلام في اشاعة ثقافة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
- هيئة النزاهة تستخدم جهاز كشف الكذب
- الشخصية العراقية ..وسيكولوجيا الخلاف مع الآخر
- الاتفاقية العراقية الأمريكية ..وسيكولوجيا الورطه !
- نحو بناء نظرية في الابداع وتذوق الجمال في العالم العربي (الح ...
- في سيكولوجيا الدين والتعصب
- دروس من 9 ابريل / 4- العراقيون ..وسيكولوجيا الانتخابات
- دروس من 9 أبريل 3- تبادل الأدوار بين السنّة والشيعة
- دروس من 9 أبريل- تحليل سيكوسوسيولوجي
- دروس من 9 أبريل / 1- سيكولوجية الاحتماء
- الكراهية والتعصب ..واذكاء الشعور بالمواطنة /مدخل لثقافة المص ...


المزيد.....




- رجل يتنكّر كطائر ويسير 85 كيلومترًا في بريطانيا.. ما السبب؟ ...
- مشاهد تحبس الأنفاس لمغامر يقف على حافة شاهقة في جبل جيس بالإ ...
- مقتل شخصين وإصابة آخرين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان ...
- أوكرانيا: مقتل شخصين وإصابة 15 في غارات روسية على مدينتيْ أو ...
- إسرائيل تعيد فتح طرق رئيسية أغلقتها الحرائق ودول تمد يد العو ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- برلماني أوكراني: اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن فوق القوان ...
- نتنياهو يستعد لتوسيع العمليات القتالية بغزة
- القوات الأوكرانية تستهدف سوقا في مدينة أليوشكي في خيرسون
- موسكو.. شجار جماعي عنيف في مباراة دوري الهوكي الوطني للشباب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الارهابيون .. بعيون أكاديمية