أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - كنت في الجولان














المزيد.....

كنت في الجولان


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 08:58
المحور: كتابات ساخرة
    


نظم القائمون على مؤتمر الطب النفسي العربي الذي انعقد بدمشق مؤخرا سفرة الى مدينة " القنيطره " . خرجنا من دمشق في التاسعة صباحا" ووصلنا بحدود الحادية عشرة . وفي مدخل المدينة كانت هناك نقطة تفتيش " سيطرة " . وقفت سيارتنا عندها ونزل منها مرافقنا " دكتور سوري لطيف " وبيده اوراق فاصطحبه جندي الى مبنى على بعد خمسين مترا" من الشارع تبين أنه مقر الضابط المسؤول وان مرافقنا الطبيب ذو الوجه البشوش قدّم اوراقا" تحمل طلب الموافقة لدخول وفد من الاطباء النفسانيين العرب . وتساءلت مع نفسي : لماذا هذا الاجراء ونحن قادمون من مدينة سورية الى مدينة سورية ؟ تبين لي بعدها ان الدخول الى القنيطره يكون باجراءات امنية ! .
دخلنا المدينة فكان ابشع منظر اراه في حياتي لمدينة كانت عامره باهلها . كانت البيوت هياكل مدمره خالية من اهلها . ولأول مرة ايضا" اكتشف بنفسي بشاعة الحقد وفضاعة الانتقام في العقلية العسكرية الاسرائيلية . فاثار الرصاص محفورة على كل جدار ما يزال قائما" ، بما فيها جدران الجوامع والكنائس ، بل أننا دخلنا بناية كانت مستشفى لأهل المدينة فوجدنا آثار الرصاص حتى في داخل ممراته وغرفه ! .
وتجولنا في المدينة .. اقصد خرائب مدينة كانت تدعى القنيطره .. وسرنا بمحاذاة اسلاك شائكه ، فسألت : ماهذه ؟
قالوا : ها هنا حدود القنيطره ، ومن هنا الى ذلك الجبل .. منطقة حرام .
وسألت : وما ذاك الذي نراه على الجبل ؟ .
قالوا : قاعدة عسكرية اسرائيلية .
ولأنني اجهل جغرافية المنطقة فقد سألت ثانية : ولمن هذا الجبل ؟ .
قالوا : انها هضبة الجولان ! .
ياللفضيحة ! اسرائيل داخلة فينا وواصلة الى صرتنا وها نحن نراها على بعد اربعة كيلو مترات من ارضنا " الحرام " علينا !، ولا تبعد عن دمشق التاريخ والعروبة غير ساعتين ! .. دمشق التي قال عنها نزار قباني وعن عروبتها :
" هكذا خلق الله السوريين
كل رغيف يخبزونه يقتسمونه مع العرب
وكل شجرة يزرعونها تأكل من ثمارها العرب
وكل حجر يحملونه على اكتافهم هو لتعمير بيت العرب " .
تقدمنا مسافة فوصلنا الى نقطة سيطرة تبين انها تابعة للامم المتحدة . وعلى بعد نصف كيلو متر تقريبا" قرأنا لوحة مكتوب عليها ( welcome to Israel) وفوقها علم اسرائيل بمثلثين متعاكسين ، تمثلت احدهما " النازل " نحن العرب ، والآخر " الصاعد " اسرائيل .. اليست هي الآن الصاعدة على هضبة الجولان العربية! وعلى سفوحها اقامت اكثر من ثلاثين مستوطنة ، وفوقها نصبت اكبر مرصد بالشرق الأوسط .. قيل لي أنه يلتقط كل المكالمات والرسائل الفضائية . ومن يدري ان مجسات هذا المرصد تلتقط حتى ما يتفوه به الحكّام العرب وهم ينامون في مضاجعهم! وقد لا يتحرجون من ذلك ، فمن لا يخجل من انتهاك شرفه الوطني لا يخجل من عريه امام عدّو اذلّه .
ورأينا السيارات تمر في طريق اسفل الهضبة " الجولان " تبين ان بينها سيارات تنقل سواحا" اجانب .. يتفرجون ليس فقط على جمال ارضنا بل لقصد آخر أوجع . فاغلب الظن ان السيكولوجيين الاسرائيليين اشاروا على المسؤولين عن السياحة في اسرائيل أن يصطحبوا السواح الاجانب الى الجولان ليكتشفوا بأنفسهم قوة اسرائيل و " عظمتها " .. وكيف انها بمليونين من البشر تفوقت على ثلثمائة مليون لم يستطيعوا زحزحتها عن شبر واحد من ارضهم التي احتلوها قبل اربعين عاما" .. وأنها رابضة هنا وألى الأبد !.
ولقد تبين ان هضبة الجولان تعد اخصب منطقة في سوريا وان اسرائيل تحصل منها على أكثر من 40% من حاجتها لأجود انواع الفواكه والخضر . وعلى مسافة ليست بعيده عن هذه الهضبة ينتصب " جبل الشيخ " ويربض فوق قمته جنود اسرائيليون يشرفون منه على جنوب لبنان وجنوب سوريا وشمال فلسطين ! . والمصيبة الأكبر ان هذا الجبل يزود ثلاثة انهر بالمياه هي : بانياس والحاصباني اللذان يصبان في نهر الاردن الكبير ، ونهر اليرموك الذي يصب في بحيرة طبريا! .
في طريق عودتنا الى دمشق كنا نتحدث عن المأساة . وكما تقول فيروز : ( حكينا في خمس دقايق عن ست شهور ) فأننا حكينا في ساعتين عن اربعين سنة من الذلّ والعار وعجز العرب حتى عن تحقيق معادلة الرئيس حافظ الاسد :
" السلام الكامل مقابل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من هضبة الجولان " .
وقرّة عيون العرب بحكامهم الاصلاء الأقحاح ! الذين اقعدتهم اسرائيل على الخوازيق ومن عليها يتباهون أنهم حماة كرامة العروبة وزعماء خير أمة اخرجت للناس ! .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 3-3
- الى الشاعرة لميعه عباس عماره
- في سيكولوجيا مسلسل الباشا
- أمسية دمشقية مع ..مظفر النواب
- حملة الحوار المتمدن - البديل المنقذ ..مرّة أخرى
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 2-3
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 1-3
- دور وسائل الاعلام في اشاعة ثقافة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
- هيئة النزاهة تستخدم جهاز كشف الكذب
- الشخصية العراقية ..وسيكولوجيا الخلاف مع الآخر
- الاتفاقية العراقية الأمريكية ..وسيكولوجيا الورطه !
- نحو بناء نظرية في الابداع وتذوق الجمال في العالم العربي (الح ...
- في سيكولوجيا الدين والتعصب
- دروس من 9 ابريل / 4- العراقيون ..وسيكولوجيا الانتخابات
- دروس من 9 أبريل 3- تبادل الأدوار بين السنّة والشيعة
- دروس من 9 أبريل- تحليل سيكوسوسيولوجي
- دروس من 9 أبريل / 1- سيكولوجية الاحتماء
- الكراهية والتعصب ..واذكاء الشعور بالمواطنة /مدخل لثقافة المص ...
- الكراهية والتعصب..واذكاء الشعور بالمواطنة(مدخل لثقافة المصال ...
- الكراهية والتعصب..واذكاء الشعور بالمواطنة (مدخل لثقافة المصا ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - كنت في الجولان