أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - دولة -اسلامية- في كوسوفو بدلا من دولة -عربية- في فلسطين!!؛















المزيد.....

دولة -اسلامية- في كوسوفو بدلا من دولة -عربية- في فلسطين!!؛


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 09:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد ان غابت عن مقدمة المسرح السياسي الدولي عدة سنوات، عادت المشكلة الصربية، وبالاصح مشكلة اقليم كوسوفو، لتحتل من جديد هذه المقدمة. وذلك بعد ان اقدمت "الحكومة الالبانية" الخاصة بالاقليم، في شهر شباط الماضي، على اعلان "الاستقلال" من طرف واحد، اي بدون التفاهم مع الحكومة المركزية الصربية، التي اعتبرت ان هذه الخطوة الانفصالية تهدد المصلحة القومية للشعب الصربي كما تهدد الاستقرار الاقليمي والعالمي. وقد صرح في حينه وزير الخارجية الصربي فوك ييريميتش قائلا "ان صربيا ستواصل الوقوف ضد استقلال كوسوفو، بمختلف الوسائل السلمية والقانونية". اما الرئيس الصربي الموالي للغرب بوريس تاديتش فلم يسعه الا ان يوجه نداء الى الشعب الصربي جاء فيه "في هذه اللحظة الصعبة للدولة ولكل واحد منا، اريد ان اعلن امام جميع المواطنين في صربيا والصرب في كوسوفو وميتوخيا، اننا سنفعل كل ما هو ممكن لالغاء البيان غير القانوني حول استقلال كوسوفو". ودعا تاديتش جميع المؤسسات الدولية لالغاء هذا الاعلان "الذي يتناقض مع المبادئ الاولية للحق الدولي". اما رئيس الوزراء الصربي حينذاك فويسلاف كوشتونيتسا فقال "لقد تم اليوم تشكيل دولة مزيفة. طالما ان صربيا والشعب الصربي موجودان فإن كوسوفو ستبقى جزءا من صربيا".
وبعد الاعلان عن استقلال كوسوفو وانفصالها عن صربيا، فإن الصربيين الذين لا يزالون يقطنون مساحة تشكل 15% من كوسوفو، ويعدون حوالى 10% من سكان الاقليم البالغ تعدادهم المليونين، دعوا الى عقد اول اجتماع للبرلمان الخاص بهم، والذي يضم 43 نائبا، تم انتخابهم في شهر ايار، حسبما اوردت وكالة الاسوشيتد برس. وصرح ماركو ياكسيتش، احد ابرز القادة الصربيين في كوسوفو، "ان الاجتماع هدفه الدفاع عن السكان الصربيين في كوسوفو" و"نحن لن نسمح بتكوين دولة البانية اخرى في هذا الجزء من اوروبا". واعتبر الرئيس الكوسوفي هذه الخطوة بأنها "محاولة من قبل الصربيين لزعزعة الاستقرار في الدولة الجديدة بواسطة النزعة الانفصالية". وهو يعتبر ان هذا البرلمان هو "غير قانوني".
ويتألف البرلمان الصربي في كوسوفو بشكل رئيسي من ممثلي الحزب الراديكالي الصربي والحزب الدمقراطي لصربيا الذي يتزعمه كوشتونيتسا (رئيس الوزراء الصربي السابق). وقد صادق هذا البرلمان على بيان يعلن فيه ان كوسوفو هي جزء لا يتجزأ من صربيا.
وقد تباين بشكل حاد موقف كل من اميركا وروسيا من اعلان استقلال كوسوفو.
اذ اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش "تأييده القوي لمشروع أتيساري حول استقلال كوسوفو". وأتيساري هو الرئيس الفنلندي السابق الذي طرح مشروعا لتحويل كوسوفو الى دولة متعددة القوميات ذات اكثرية البانية.
وجاء في الموقع الالكتروني البلغاريnews.bg في 19/7/8 ان وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس اقليم كوسوفو فاتمير سايديو، اعلنت تعيين تينا كايدانوف، بصفة سفير للولايات المتحدة في بريشتينا؛ وكانت كايدانوف تشغل حتى الان مركز مسؤول المكتب الاستشاري الاميركي في كوسوفو. وهذا يعني اعترافا اميركيا كاملا باستقلال كوسوفو وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها.
في حين ان وزير الخارجية الروسي صرح "اننا نتوقع ان تقوم بعثة الامم المتحدة وقوات الناتو متعددة الجنسية باتخاذ تدابير لالغاء بيان بريشتينا" (عاصمة الاقليم، اي بيان اعلان استقلال كوسوفو من طرف واحد).
وفي اجتماع لدول الكومنولث، الذي يضم الدول الاعضاء في الاتحاد السوفياتي السابق، صرح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، بأن اعلان استقلال كوسوفو، هو بمثابة عصا ذات طرفين، وان الطرف الاخر للعصا سيقرع رؤوس الذين صنعوا هذا الاستقلال. وبالفعل، قرعت العصا رأس الاميركيين وعملائهم وحلفائهم في ازمة جيورجيا، التي نتج عنها اعتراف روسيا بالاستقلال التام لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا والشروع في بناء القواعد العسكرية الروسية في الجمهوريتين الحديثتين، بعد ان رفع البرلمان الروسي، لهذا الغرض، الميزانية العسكرية الروسية بمبلغ 68 مليار روبل (ما يعادل 2،6 مليار دولار بالسعر الاسمي)، حسبما جاء في وكالات الانباء مؤخرا.
وفي تعليق لـ تمارا زامياتينا، المعلقة المختصة بالشؤون الدولية في وكالة الانباء الروسية، تقول: "ان كوسوفو يمكن ان تصبح اقوى داعم للناتو في البلقان. وقد بنى البنتاغون (وزارة الحرب الاميركية) بالفعل اكبر قاعدة عسكرية في العالم على اراضي كوسوفو وهي كامب بوندستيل. وبدأ الان في بناء قاعدة ثانية". ويقول شال ميراس جونسون في كتابه The Sorrows of Empire(حسرات الامبراطورية) إن بعض خفيفي الظل في الجيش يقولون ممازحين: " ثمة شيئان صنعهما الإنسان يمكن أن يُشاهدا من الفضاء: سور الصين العظيم وكامب بوندستيل".
اما ليونيد ايفاشوف رئيس اكاديمية القضايا الجيوبوليتيكية، الروسية، فهو على قناعة بان واشنطن، على الاقل تحت الادارة الحالية، لا تريد استقرارا في البلقان او بقية اوروبا ويقول "لا تستطيع الولايات المتحدة ان تؤثر على مجريات الاحداث في وضع مستقر. فلو كان هناك هدوء في اوروبا لا يكون للولايات المتحدة شيء تعمله، حيث ان الاستراتيجية السياسية الأميركية تقوم على السيطرة عن طريق الفوضى". وهذه السياسة بالتحديد سبق لوزيرة الخارجية الاميركية الجميلة المس غونداليزا رايس، وفي المناخات "الشعرية" للشرق الأوسط، ان سمتها: "سياسة الفوضى البناءة".
ويقول البروفسور فلكو فلكانوف، رئيس المجلس الوطني للسلم في بلغاريا، "ان الولايات المتحدة الاميركية لها مصلحة قوية ان يكون لها موطئ قدم في البلقان، حتى يمكنها من هناك ممارسة سيطرة كاملة على اوروبا".
وقدم وزير خارجية روسيا سيرغيي لافروف تعليقا متشائما يقول فيه ان استقلال كوسوفو هو بداية نهاية أوروبا المعاصرة. وبهذا المعنى يقول الصحفي البريطاني جون لوغلاند الذي يرأس مجموعة حقوق الإنسان البريطانية بهلسنكي: "ان الوضع القانوني لكوسوفو يخضع للقرار 1244 الصادر عن مجلس الأمن الذي ينص على أنها جزء من صربيا. وهكذا فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد اساءا الى القانون الدولي".
وقد امر جورج بوش مؤخرا بتزويد كوسوفو بالاسلحة؛ وبالرغم من ادعاءات مشروع أتيساري لانشاء دولة "متعددة الاتنيات"، تقوم في الاقليم حاليا حملة منظمة لطرد بقايا الصرب منه.
وحسب تصريح لكونداليبزا رايس فإن "اكثر من 40 دولة اعترفت حتى الان بكوسوفو ـ 2/3 منها هي من الاتحاد الاوروبي والناتو واغلبية الدول دائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة".
ولكن عددا كبيرا من الدول الاوروبية، الغربية والشرقية، لا تزال تتردد في الاعتراف؛ وتميل غالبيتها الى الاتفاق على موقف موحد داخل "الاتحاد الاوروبي"؛ واهم ما تتوقف عنده الدول الاوروبية المتحفظة هو الحفاظ على الامن، واظهار الخشية من انفجار الاوضاع مجددا في صربيا وكوسوفو، مما يهدد بانتشار الحريق في بقية مناطق يوغوسلافيا السابقة، وربما ابعد من ذلك. وحتى الرئيس الكوسوفي الانفصالي فاتمير سايديو، في تصريح له مؤخرا، عبر عن خشيته من انفصال صرب كوسوفو، وعدم قدرة تعايش الالبان معهم؛ لان ذلك قد يتكرر في مكدونيا والجبل الاسود وغيرهما، وبالتالي يجر الى نزاعات لا يمكن التنبؤ مسبقا بنتائجها.
واخشى ما تخشاه الدول الاوروبية المتحفظة ان تكون "كوسوفو" الفتيل الذي يشعل نار مواجهة جديدة كبرى، بين روسيا (حليفة صربيا) واميركا (حليفة "دولة" كوسوفو)؛ مما يضطر الدول الاوروبية لاتخاذ موقف الى جانب هذه الجهة او تلك، وهو ما تتجنبه الى الان الدول الاوروبية الغربية والشرقية، نظرا لارتباط مصالحها مع كلا الطرفين، الاميركي والروسي، ونظرا للخشية من المواجهة الساخنة مع روسيا، لان الدول الغربية، وبالاخص المانيا، تدرك تماما ان المواجهة مع روسيا هذه المرة تختلف تمام الاختلاف عن المواجهة الاطلسية مع صربيا في 1998 ـ 1999، التي تم فيها فصل كوسوفو عن الدولة ـ الام، والتي كانت اشبه شيء بنزهة عسكرية للاطلسي، بسبب الموقف "المحايد" الذي وقفته روسيا حينذاك.
والملاحظ، وهو ما نتوقف عنده بشكل خاص، ان ايا من الدول العربية لم تعترف حتى الان باستقلال كوسوفو. ويعود تفسير هذا التردد، الى عدة عوامل اهمها:
ـ1ـ علاقات الصداقة القديمة التي كانت تربط يوغوسلافيا، واستطرادا صربيا، بالدول العربية. خاصة وان يوغوسلافيا كانت احدى الدول القلائل التي عارضت بشدة قرار تقسيم فلسطين وانشاء اسرائيل سنة 1947، كما انها وقفت دوما الى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية. وكان موضوع الاعتراف او عدم الاعتراف بتقسيم فلسطين، احد اسباب النزاع بين ستالين ويوغوسلافيا بزعامة تيتو.
ـ2ـ ان الدول العربية، حتى منها "الصديقة" التقليدية لاميركا، التي دعمت سابقا "الجهاد" ضد السوفيات في افغانستان، هي غير متحمسة للانجرار الى مواقف متناقضة ومعادية لروسيا، التي تدعم صربيا بشكل واضح. خصوصا وان روسيا تتخذ موقفا متوازنا من الاوضاع المتزعزعة في البلقان، وتحرص على ابقاء علاقاتها جيدة مع الدول العربية والاسلامية.
ـ3ـ خشية الدول العربية المعتدلة ذاتها من مفاعيل الكيل الاميركي بمكيالين. ففي حين كانت هذه الدول تتوقع تحقيق الوعود الاميركية، بقيادة ادارة جورج بوش، بانشاء الدولة الفلسطينية سنة 2008؛ إذ بهذه الدول تفاجأ، من جهة، بالتلكؤ الاميركي الذي لا ينتهي في مسألة اقامة "الدولة الفلسطينية"، ومن جهة ثانية، بالدعم الاميركي غير المشروط لانشاء هذه "الدولة الاسلامية" الجديدة في كوسوفو، لا لشيء الا لانها ليست اكثر من قاعدة عسكرية ومافياوية اميركية.
وبالاستناد الى هذ التحفظات العربية، فلا يسع المراقب الموضوعي الا ان يبحث عن "الحبل السري" الذي يربط "الولادة المتعسرة" للدولة الفلسطينية الموعودة، و"الولادة المتيسرة" لدولة كوسوفو. وفي رأي بعض المحللين المخضرمين ان هناك علاقة وشيجة بين هاتين العمليتين. وتتبدى هذه العلاقة فيما يلي:
أولا ـ ان طبخة "الدولة الفلسطينية" الموعودة، ولو على الجزء الاصغر من الارض الفلسطينية التاريخية، لا تقتصر على "الطبـّاخ" الاميركي لوحده، بل تشاركه الامم المتحدة واوروبا و(الطامة الكبرى) روسيا في ما يسمى "اللجنة الرباعية" لتحقيق السلام واقامة الدولتين، اي "الدولة الفلسطينية" الى جانب اسرائيل، بموجب ما يسمى "خارطة الطريق" وما اشبه. وتشير كل الدلائل ان "الطبـّاخ" الاميركي، الذي يقيم علاقة استراتيجية "خاصة" مع اسرائيل والصهيونية العالمية، يريد ان يتفرد تماما بالموضوع الفلسطيني، ولذلك فهو ـ اي "الطبـّاخ" الاميركي ـ يناور ويسوّف ويماطل، كي يضع القضية الفلسطينية في قبضته وتحت رحمته ورحمة اسرائيل تماما وكمالا.
ثانيا ـ ان الدول العربية، فرادى ومجتمعة في "جامعة الدول العربية"، لا يزال "لها كلمة" في الشأن الفلسطيني. وبالتالي فهي ايضا "شريك" غير مرغوب فيه، ويشكل عبئا على نزعة التفرد والهيمنة الاميركية ـ الصهيونية.
ثالثا ـ ان "الساحة الفلسطينية" ذاتها لا تزال غير "مأمونة الجانب" من وجهة النظر الاميركية؛ اذ ان اتجاهات "المقاومة" وعلى الاقل "الممانعة" ـ بما في ذلك داخل فتح، وحتى الجناح العرفاتي في فتح، والا لماذا قتلوا عرفات رحمه الله ـ لا تزال موجودة بقوة في الساحة الفلسطينية. واميركا لا تريد طبعا تحقيق "سلام الشجعان" بين اسرائيل والفلسطينيين، كما كان ينادي عرفات، بل "سلام الخرفان والخصيان" واخيرا "سلام العملاء والسفهاء"، تمهيدا لتحويل "الدولة الفلسطينية" الموعودة الى محمية اسرائيلية وقاعدة اميركية معادية لحركة التحرر الوطني الفلسطينية خاصة والعربية عامة، تماما كما هي كوسوفو قاعدة اميركية ـ مافياوية ضد شعوب البلقان قاطبة، بما فيها الشعب الالباني ذاته.
رابعا ـ ان عملية "تصفية الساحة" سبق وتمت في كوسوفو. واذا عدنا الى التاريخ السياسي لرئيس الوزراء الصربي الحالي، المافيوز والعميل الاميركي هاشم تاجي، نجد ان "جيش تحرير كوسوفو" الذي كان ولا يزال يتزعمه قد تأسس في البدء بوصفه الجناح العسكري لمنظمة يسارية ثورية البانية كوسوفية، كانت تحارب التيتوية انطلاقا من توجه ماوي صيني، وقد اخترقت المخابرات الاميركية هذه المنظمة، بواسطة عناصر من المرتزقة والمغامرين الوصوليين امثال تاجي، الذين قاموا بالتدريج بتصفية الكوادر الثورية الاخرى في المنظمة، الى ان توصلوا للسيطرة عليها و"قيادتها"، ومن ثم استداروا ضد التيار السياسي للزعيم الالباني الكوسوفي الراحل المرحوم ابرهيم روغوفا، الذي كان يناضل لاجل التوصل الى الاعتراف بالحقوق القومية للالبان، ضمن جمهورية الصرب وضمن الفيدرالية اليوغوسلافية قبل تهديمها وتفكيكها. وكان ابرهيم روغوفا مثقفا دمقراطيا قوميا، ومن انصار بقاء الفيدرالية اليوغوسلافية، مع تطوير وتعزيز دور مختلف القوميات فيها، وخصوصا القومية الالبانية التي كان يتزعمها. ودرج جماعة "جيش تحرير كوسوفو" على اغتيال كوادر ومناضلي تيار روغوفا والضغط على التيار لعزله وفرض التوجهات المشبوهة لـ"جيش تحرير كوسوفو" على الجماهير الالبانية، بالتعاون مع "العائلات" والمافيا وعناصر الجريمة المنظمة، وكل ذلك بالتعاون الوثيق مع المخابرات الاميركية والاسرائيلية والتركية. واخيرا تحول هذا "الجيش" الى منظمة ارهابية عنصرية مافياوية تتعاون مع المخابرات الاميركية على مختلف الاصعدة: الفساد والتهريب، طباعة وترويج العملة المزورة، تحويل كوسوفو الى قاعدة لتجارة الرقيق الابيض واسعة النطاق التي تقوم على خطف عشرات الوف البنات من بلدان اوروبا الشرقية وارغامهن على التحول الى مومسات والمتاجرة بهن في بلدان اوروبا الغربية، تجارة المخدرات حيث اصبحت كوسوفو "محطة" رئيسية للمخدرات التي تأتي بالطائرات الاميركية من افغانستان وتوزع من كوسوفو الى كافة بلدان اوروبا، واللصوصية المنظمة في مختلف البلدان الاوروبية وتحويل كوسوفو الى قاعدة "لاستقبال واعادة توجيه المسروقات الفخمة" وخاصة بيعها في بلدان الشرق الاوسط النفطية الغنية، اعتمادا على "اسلامية" المافيا الالبانية. واخيرا تحول "جيش تحرير كوسوفو" الى قوة عسكرية ـ سياسية تعتمد عليها الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية في تحويل كوسوفو الى قاعدة امبريالية ـ صهيونية في منطقة البلقان.
خامسا ـ والمطلوب الان ان تتم "تصفية الساحة" الفلسطينية ايضا؛ وان تتغلب العناصر "المتعاونة" مع اسرائيل في "الساحة الفلسطينية"، كما في كوسوفو، كي يتم تسليم زمام الامور لهذه العناصر بالتحديد في "الدولة الفلسطينية" الموعودة. ومن ثم تحويل "الدولة الفلسطينية" الى محمية اسرائيلية والقاعدة العسكرية الاميركية المرجوة.
ويرى هؤلاء المراقبون المخضرمون ان السيناريو الذي ستعتمده الاجهزة السرية الاميركية ـ الصهيونية يسير على الخطوط التالية:
أ ـ تعمل اميركا لتوريط العرب في دعم كوسوفو، لابعادهم عن روسيا.
ب ـ وسيؤدي ذلك الى اضعاف ثقة روسيا بالعرب وابعادها عن الاهتمام بالشأن الفلسطيني والعربي، من اجل اضعاف الجانب العربي وتقوية الجانب الاسرائيلي ضد العرب وضد ايران.
ج ـ توتير الاجواء في كوسوفو، وتفجير نزاعات جديدة بين الالبان والاقلية الصربية في كوسوفو؛
د ـ تنظيم مجزرة ألبانية ضد الاقلية الصربية في كوسوفو.
هـ ـ استدراج صربيا لنجدة صرب كوسوفو، وارتكاب مجزرة ضد ألبان كوسوفو.
و ـ تأمين دعم ألباني واوروبي واميركي لالبان كوسوفو ضد صربيا والصربيين، واستدراج روسيا للتدخل الى جانب صربيا والصربيين.
ز ـ محاولة استنهاض العرب والمسلمين لدعم الالبانيين المسلمين ضد روسيا، ومحاولة تحويل البلقان، انطلاقا من كوسوفو الى "افغانستان" ثانية ضد روسيا، "المسيحية" هذه المرة لا "الشيوعية".
ح ـ اذا نجح هذا المخطط الجهنمي، دفع القوى المرتبطة بالمخططات الاميركية للقفز الى الواجهة واستلام زمام الامور: اولا ـ في البقية الباقية من فلسطين، حيث تقام حينذاك "دولة فلسطينية" عميلة يسيطر عليها "المجاهدون العرب" في البلقان الى جانب الاميركان؛ وثانيا ـ في بقية البلدان العربية والاسلامية، والقضاء على التوجهات المعادية للامبريالية الاميركية والصهيونية واسرائيل.
ط ـ تفجير ايران من الداخل وتوجيه "المجاهدين البلقانيين" ضدها، وتمزيقها بمختلف اشكال النزاعات الاتنية والمذهبية تسهيلا لضربها من الخارج او لتنظيم انقلاب داخلي موال للاميركان.
ي ـ تنظيم حرب اسرائيلية جديدة ضد لبنان بالتنسيق مع تنظيم مجزرة طائفية ومذهبية داخلية ضد المقاومة بقيادة حزب الله.
ك ـ وبطبيعة الحال فإن الضحية الاولى لمثل هذا المخطط ستكون فلسطين والقضية الفلسطينية والقضية العربية برمتها.
ل ـ و"مسك الختام" في هذا المخطط الجهنمي سيكون اعادة طرح وتأسيس "حلف اسلامي" موال لاميركا، تتزعمه تركيا، ويضم البلدان العربية وايران وباكستان، كجزء اساسي من عملية تطويق روسيا وخنقها دوليا.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة اكتوبر: المنارة الاكبر في تاريخ البشرية!
- نشر الصواريخ الاميركية في بولونيا: اميركا تخسر المعركة قبل ا ...
- العقوبات ضد روسيا: سلاح معكوس
- كرة الثلج... من القوقاز... الى أين؟
- الصراع الاوروبي الاميركي على جيورجيا والمصير المحسوم لسآكاش ...
- روسيا واميركا: الحرب السرية الضارية
- اميركا تتلقى لطمة جديدة(!!) من اذربيجان
- جيورجيا: -حرب صغيرة-... وأبعاد جيوبوليتيكية كبيرة!!
- الامن العالمي و؛؛الامن القومي الاميركي؛؛
- جورجيا: قبضة الخنجر الاميركي الصهيوني التركي في خاصرة روسي ...
- وروسيا تخرق -اتفاقية يالطا- وتمد -حدودها- الى حدود اميركا
- -عملية باربروسا- الاميركية: وهذه المرة سينقلب السحر على السا ...
- -حزب ولاية الفقيه- والمسألة الشرقية
- فخامة الجنرال
- مطب السنيورة، و-الارصاد الجوية- الاميركية!؛
- -حلف بغداد- يطل برأسه مجددا: من انقره -الاسلامية!-؛
- كوميديا الدوحة وأيتام دجوغاشفيلي
- حزب الله و-فخ الانتصار-!
- المشكلة السودانية
- لبنان في الساعة ال25


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - دولة -اسلامية- في كوسوفو بدلا من دولة -عربية- في فلسطين!!؛