أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - رانية مرجية اليد على الجرح














المزيد.....

رانية مرجية اليد على الجرح


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 05:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالصدفة وقع نظري على تقرير أعدته الزميلة رانية مرجية هذه الفلسطينية الوفية الصادقة عن ظاهرة تشغيل فتيات قاصرات من الضفة الغربية وقطاع غزة بالدعارة ، وبما إنني لستُ من هواة الرد على أى مقال أو تقرير إلا أن هذا التقرير حفزني للرد عليه ، وخاصة أن الزميلة رانية مرجية أنهت تقريرها بسؤالين تتساءل فيهما عن السبب ، عما وصلت إليه هؤلاء الفتيات القاصرات ، وهل السبب الحصار أم الجوع ؟
ردى على تقرير الزميلة رانية مرجية لم يأتِ من باب الغضب والحنق والشعور بالانتقاص أو العار ، فهذه الظاهرة لا تشعر الإنسان إلا بالعار والإهانه ، ولكن كيف الغضب وكاتبة هذا التقرير رانية مرجية فلسطينية تحمل فلسطين عشقاً قدسياً بين أضلعها ، ونبضاً ينزف مع نبض الألم الذي دفعها لتناول هذه الظاهرة ، وكلي ثقة بأن حالة الاحتراق والاحتقان التي أصابت رانية على تلك الفتيات والغيرة على فلسطينيتها هما اللذان دفعاها للكتابة .
لن أستفيض في الكتابة عن الزميلة رانية مرجية لأنها لا تحتاج أحداً ليكتب عنها ، بل سأتناول توضيح تساؤلاتها التي أنهت بها تقريرها .
الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة عامة وفي قطاع غزة خاصة يعيش في حالة لم تمر عليه من قبل ، حيث أصبحت الحياة عبارة عن جحيم يزداد يوما تلو يوم لا يوجد أى مؤهل أو دافع لمواصلة الحياة بهدوء وطمأنينة ، حيث أصبح المواطن يعيش في تلابيب الإنقسام البغيض تتصارع بقوته وبحياته رايات حزبية لا قانون ينظمها ولا أخلاق تنظم تصرفاتها سوى رغبات القائمين على الوضع والمتصرفين بحياة المواطن بضغطة زند البندقية ، وزند الافتراس ، وشهوة الدماء والجشع .
غزة التي سطرت ملاحم البطولة وعانت وطأة القتل والإرهاب الصهيوني منذ احتلالها سنة 1967 حتى عام 2005 لم تشهد بؤس وأوضاع كما تشهده اليوم وهي تحت شريعة الفتة والانقسام المعنونة بحب الجاه والمال والاستوزار ، فأضحت جحيم متحرك يلتهم كل ما بطريقة بفعل الحصار الذي أعقب الانتخابات التشريعية لسنة 2006 فتحولت غزة لمقبرة أحياء وحصار خانق يدفع ثمنه فئة معينة فقط دون أخرى ، حيث لم يتأثر مباشرة بالحصار سوى الفقراء والمضطهدون الذين يعيشوا تحت لعنات البطالة ، والجوع ، وغلاء الأسعار الفاحش الذي لا يخضع لمعايير اقتصادية وإنما لمزاج فئة احتكرت كل شيء ، احتكرت السلع والبشر دون أي اعتبار واهتمام من الحكومة والسلطات المسؤولة والتي يبدو أن هذا الإرتفاع يحقق لها ثروات طائلة ومصدر للدخل ، بما أن البضائع المهربة عبر الأنفاق وغير الأنفاق يقابلها ضرائب مرتفعة تجبى .
في الوقت نفسه لم يقتصر الأمر على هذه القاصرات اللوتي يتم استغلال فقرهن وظروفهن لتشغيلهن بالدعارة في شوارع تل أبيب لتحقيق الهدف الأمني الذي يسعى له الشاباك في حربة المستمرة على كل ما هو فلسطيني . وهذا الشرك لا يختلف بأي حال عن استغلال المراهقين في العمل بالأنفاق والذين يدفعوا أرواحهم خنقاً تحت الرمال وهم أحياء لتوفير سبل الحياة ، شباب مراهق فقير أصبح يقتحم الموت لأنه لم يجد قوت يومه ، وقوت أهله فيدفع العمر والروح اختناقاً دون أي احساس من صاحب النفق أو التاجر الذي كل ما يؤرق ضميره كيف يحقق أكبر أرباح ممكنة ولسانه لا ينطق سوى القول " الله يرحمه قَدر الله وشاء " .
إذن فالتقرير الذي قدمته الزميلة رانية مرجية عن عمل فتيات وقاصرات غزة بالدعارة في تل أبيب ما هو سوى صورة مجزئة للصورة الأعم والأشمل عن مأساة غزة المتصارع على جيفتها العفنة ، مآساة حلت على شعبنا الفلسطيني من ذوي القربى والثمن سلطة عفنة بل جيفة عفنة لا يمتلكوا منها شيئاً سوى رائحتها النتنه المتعفنة .
المأساة أيتها الزميلة رانية مرجية وقودها شعب أعزل مقهور كان دافعة للقتال والنضال الحرية والتحرر ، أما اليوم فأسمى أهدافه توفير لقمة العيش التي تنعم بها قيادته ولا يهمها سوى من ينتصر على الآخر ، وهل الرئيس شرعي أم غير شرعي ، ومن سيتنازل للأخر ، وكيف سيتم مواجهة استحقاق التاسع من يناير ؟
هنا السبب لإندفاع القاصرات للبحث عن وسيلة للحياة بسقوط أخلاقي وإنهيار لمنظومة القيم التي كانت سمة للشعب الفلسطيني واجه من خلالها أعتى أساليب العدو .. هذه هي الأسباب التي إختزلوا كل فلسطين فيها بموكب رئاسي ولقب وزاري ، تاركين شعب بأكمله يواجه الموت والسقوط والقهر وحيداً ، وهم ينعمون بترف العيش والحياة مع أبنائهم .
هذه هي غزة اليوم التي تتأهب لإستقبال عيد الفطر ، تتأهب في أجواء مشحونة بالموت والألم والقهر والظلم الذي يحاصرها من كل مكان ، موتُ لم يعد فقط من العدو كما كان دوماً بل تعددت صورة واشكاله وأدواته وأهدافة .
هذه هي غزة التي أصبحت تعيش تحت إفتراس متوحش يعتصر القلب ألماً كلما شاهدنا الحزن على وجوه أطفال ، ونساء ، ورجال ، وشيوخ يتوسلون العيش توسل ، ونسوة صغار يتسولن في الأسواق والشوارع .
فإن شهدت شوارع تل أبيب صورة جديدة للدعارة من قاصرات غزة فإن شوارع غزة تشهد صورة جديدة لفتيات قاصرات يتسولن الحسنة من المارة لتستمر الحياة .. وما بين الدعارة والتسول شعرة تكاد تتلاشي أمام ضيق الحال وشحة الحياة .
الأن هل أدركت أيتها الزميلة من السبب في الظاهرة ؟ أم لا زال السؤال مشروع ؟



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله
- سلاح مقاومة ام سلاح مستتر ؟!
- ستون عام وعام
- فصائل وقيادات ورقية تتحدث باسمنا في القاهرة
- السعودية تبتدع حلا لمشكلة الفقر والفقراء
- انتخابات بيرزيت دلالات ومؤشرات
- حماس وكارتر ومنظمة التحرير
- غزة بقعة من فردوس الحياة
- سخريات من أصحاب الأقلام الثقافية


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - رانية مرجية اليد على الجرح