أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الاخرس - أعناقنا وذهب بكين














المزيد.....

أعناقنا وذهب بكين


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:41
المحور: الادب والفن
    



الشارع العربي مصدوم صدمة كبيرة في هذه الأيام وكلاً يضرب على كف ، ويصاب بالغثيان والاشمئزاز والضيق ، وآخرون ينتظرون عودة البعثات الرياضية من بكين ليكيل لها السب والشتائم ، ويحملها السبب في خيبة أمل الشعوب وشعورها بالمرارة والهزيمة .
اليوم العشر من أولمبياد بكين ولم يعانق الذهب أي عنق من أعناق رياضيينا العرب ، مما اغضب الشارع العربي عامة ، وحين أفكر بالسبب لا أجد سبباً واحداً لهذا الغضب والحنق والمرارة التي علقت بحلق هذه الأمة فماذا نريد بميدالية ذهبية ونحن نمتلك جبال من الذهب ، ونمتلك ثروات هائلة جداً ، فأحد مليونيرات العرب يستطيع شراء كل ميداليات بكين الذهبية ويوزعها كيفما يشاء ، ولو امتلكت المال لفعلتها وأسعدت العرب الذين صدمتهم مرارة الهزيمة التي لم يتعودوا عليها منذ زمن بعيد ، ولم يغضبوا أو يشعروا بالمرارة إلا في هذه الأولمبياد الصينية .
لم يسأل أحد من شعوبنا العربية الغاضبة والثائرة نفسه كم يكلف البطل الأوليمبي أو بالأحرى الميدالية الذهبية ؟ فهناك من قدرها بمليون أو مليونا دولار أمريكي ، أي وحسب هذا التقدير لو حصدنا عشرون ميدالية ذهبية مثلاً نحتاج لأربعين مليون دولار وهذا المبلغ بعرف المسؤولين عنا وقادتنا لا نستفيد منه بشيء سوي رقصة لاعب بحلبة انتصاره لمدة دقائق وينتهي المولد ، وهو تصور صريح من حكماء العرب وقادتهم فكيف نهدر طاقات وثروات البلد على ميدالية ذهبية لا يستفيد منها أحد سوي اللاعب لبرهة من الزمن وتذهب أدراج الهواء ، ونحن في أمس الحاجة لكل دولار لتحقيق المزيد من الانجازات التنموية والعلمية والثقافية ولمزيد من الانتصارات في حلبات أخري ، ولكن الطمع والجشع العربي الذي اصبح سمة من عظمة الانتصارات اليومية جعلنا نريد تحقيق كل شيء ونتفوق على كل العالم بكل شيء ، وعليه جاءت هزائم بكين خيبة أمل وصدمة للشارع العربي المنتشي بالانتصارات والانجازات والمكلل بذهب نفيس في ميادين أخرى فلنترك للعالم إذن فرحتهم بالرياضة .
بالعربي " جتنا خيبة " متي كنا نحن العرب نبحث عن انتصارات لكي نغضب ونشمئز ونزعل ونحترق على هزائم رياضينا في الأولمبياد ، ومنذ متي ونحن نقارع العالم في تقدمه وتطوره سواء علمياً أو سياسياً أو اقتصادياً ؟ ومتي يكون لنا حضور في التظاهرات الكبري ؟!
فالمهزوم حياتياً ونفسياً سينتصر رياضياً؟ إنها السخرية التي ما بعدها سخرية وأنت تجلس ساعات منفعلاً تراقب أحد الأبطال العرب وهو ينهزم ويحتل ذيل القائمة ولا تجني سوي خيبة الأمل التي تعودنا عليها وأصبحت عنوان عريض مدون خصيصاً باسم العربي ، ومنذ أن تنظر إليه وتشاهد ملامحه العربية تدرك إنه مهزوم مسبقاً ، فإن كانت اقسي أمنية البطل المصري هشام مصباح صاحب ميدالية البرونز بالأولمبياد الحصول على وظيفة تستر حياته ، هذا البطل استغل حصوله على ميدالية برونزية (أولمبية ) ليطلب تحقيق أمنية حياته بوظيفة ، لكم أن تتصورا وتتخيلوا أن دافع هذا البطل لتحقيق انجاز هو أن يُشتهر ويحقق شهرة تمكنه من طلب وظيفة ، فهل تتمنوا أبطال ؟!
إن كان هشام مصباح قد أجاب على أسباب هزائمنا الرياضية ، واستطاع أن يصل صوته لقادته لكي يستطيع الحصول على وظيفة فماذا سيفعل جيش الشباب المهزوم ؟ الذين لن يستطيعوا الوصول إلى بكين أو غيرها ؟
(جتكم خيبة ) من يستمع للبطل المصري الذي أصبح حصوله على ميدالية فضيحة عبر عنها بأمنيته بوظيفة بعدما كانت شرف فهل تريدون ذهب بعد هذا ؟
جتكم ألف ألف خيبة فقد أكلتنا الهزائم وحولتنا لشعوب ... وكفي بالله شاهداَ
سامي الأخرس
16/8/2008



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله
- سلاح مقاومة ام سلاح مستتر ؟!
- ستون عام وعام
- فصائل وقيادات ورقية تتحدث باسمنا في القاهرة
- السعودية تبتدع حلا لمشكلة الفقر والفقراء
- انتخابات بيرزيت دلالات ومؤشرات
- حماس وكارتر ومنظمة التحرير
- غزة بقعة من فردوس الحياة
- سخريات من أصحاب الأقلام الثقافية
- المبادرة اليمنية وقابليتها للحياة


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الاخرس - أعناقنا وذهب بكين