أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - انتخابات بيرزيت دلالات ومؤشرات














المزيد.....

انتخابات بيرزيت دلالات ومؤشرات


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 05:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن عملية استمزاج الجماهير إنما هي عملية تخضع لمعايير محددة يتم من خلالها وضع المؤشرات والدلائل عن موازين القوي ، والمزاج الجماهيري السائد اتجاه الحالة العامة التي تعيش بها الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتسعي مراكز الأبحاث والدراسات للاستناد إلى هذه النتائج فى عملية قراءة المستقبل والتنبؤ به .
أما في حالتنا الفلسطينية فإن عملية الاستفتاء والاستمزاج دائما يعتريها العديد من الثغرات والأخطاء الغير مقصودة وهذا نتاج الظروف العامة التي يعيش بها الشعب الفلسطيني ، ومدى قبول الشعار الذي يتم ترويجه للجماهير وإقناعها واستقطابها نحوه . وفي العديد من الحالات يتأرجح المزاج الجماهيري تبعاً لردات الفعل التي تعقب أي حدث ما ربما يكون له مفعول السحر فى عملية الانقلاب الجماهيري ، أو تغيير اتجاه البوصلة الجماهيرية وانحدارها صوب الأخر ، وهو ما يربك مصداقية عمليات الاستفتاء مهما بلغت حجم العينة.
وما حدث في جامعة بيرزيت اليوم القلعة الأكاديمية الأولي في فلسطين ، والتي تعتبر نتائجها الانتخابية مؤشر حقيقي لكونها تضم جميع الفئات والشرائح السياسية والجماهيرية ولم تحسب لاتجاه معين أو لفصيل كما هو الحال بالجامعات الأخرى ، ومن هنا اكتسبت انتخاباتها أهمية قصوى سواء لدى الباحثين أو السياسيين أو حتى أبناء الشعب العاديين ، وذلك لأنها تشكل مؤشر أكثر مصداقية نحو المزاج الجماهيري وقراءته ومعرفة أين يتجه .وموقف الشعب الفلسطيني من الحالة التي يعيشها .
وهو ما عبرت عنه نتائج انتخابات جامعة بيرزيت اليوم والتي بدورها مثلت رسالة لحركة حماس ، تحمل في طياتها إدانة لتصرفات الأخيرة وأفعالها وممارساتها على الأرض في الفترة الأخيرة ضد نفسها أولاً ، وضد القضية والشعب الفلسطيني ثانياً ، ونفس مضمون الرسالة وجه لحركة فتح ولكنه أتخذ التحذير والوعيد مع منحها فرصة للاستيقاظ ونفض الغبار عن نفسها ، أما الرسالة الأهم فهي قد وجهت للجميع أن شعبنا الفلسطيني يحاسب الجميع وقتما يحين وقت الحساب فإن كانت حركة فتح قد حوسبت في انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة ، فها هي حركة حماس قد بدأ حسابها . وعليها تدارك العقلية التي تدير بها الأمور وتحتكم إليها في ممارساتها الأخيرة .
لا أبالغ إن قلت صراحة أن ما حصلت عليه حركة حماس في انتخابات بيرزيت اليوم جاء بنسبة أكبر من توقعاتي الشخصية هذه التوقعات التي لم تخضع لاستنتاج عاطفي أو مبالغ فيه وإنما مبني على ممارسات حماس السياسية التي لا زالت تتخبط يمينا وشمالا وما أدل على ذلك سوي ما عبرت عنه اليوم من استعدادها لقبول دولة ضمن حدود 1967 مع عدم الاعتراف بإسرائيل ، وهذا يدل على شيء واحد أن حماس تتعامل مع شعبنا بلغة الاستعباط السياسي ، واستغفال العقول فأي دولة تلك التي تريدها حماس ضمن حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل ؟!
وكذلك قيادة حماس للازمة الاقتصادية والحصار في قطاع غزة ، والتي تثبت يوما تلو يوم فشل وعجز ولم تقوي أو تستطيع على وضع أي بديل ولو جزئيا ، كما إنها لم تستطيع محاربة الاستغلال في رفع الأسعار الجنوني في قطاع غزة وعمليات الاحتكار والاستغلال على السلع المهربة عبر الأنفاق وكأن الأمر لا يعنيها أو إنها تحقق من ثروات طائلة من الضرائب التي تجبيها لتتمكن من دفع رواتب الجيوش الشرطية التي جندتها لملء فراغ عدم التزام أبناء الأجهزة بالعمل في مواقعهم السابقة .
إذن فحركة حماس تسير بغزة وتجربتها في السلطة من فشل إلي فشل ، وهذا الفشل يدفع ثمنه شعبنا الفلسطيني وقضيته.
أما رسالة انتخابات بيرزيت فهي لا تقل شدة لحركة فتح وتحمل في طياتها بركان تحذير يكاد ينفجر بأي لحظة ، وتتوعد فتح بأنها لن تصمت كثيرا أمام حالة الترهل والفساد والتشرذم الذي تعيش به ، وأن قيادتها للشطر الآخر من الوطن ليست أصلح حالا من قيادة حماس لغزة .
فما حققته فتح اليوم لا يعتبر نصرا بمفاهيم النصر وإنما تجديد الفرصة لها لتنتفض وتقول كلمتها . أما الرسائل الأخرى فهي لا تحمل جديد حيث إنها توجه كل سنة في انتخابات بيرزيت لباقي الفصائل والقوي الأخرى ولم تأتٍ بجديد بل تتبادل معها الحوار بشكل ثنائي صريح دون أن تستوعب هذه القوي الدروس والعبر وتفهم الرسائل وخاصة حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
بقراءة واقعية ومنطقية بعيداً عن الغبن العاطفي السياسي إن نتائج انتخابات بيرزيت ما هي سوي ترجمة للمزاج الجماهيري والحالة الجماهيرية الفلسطينية بشكلها المصغر ، والتي تنتظر الفرصة لتقول كلمة الحسم فى عملية الدحرجة التي تمارسها حركتي فتح وحماس بقضيتنا الوطنية ومصير شعبنا.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس وكارتر ومنظمة التحرير
- غزة بقعة من فردوس الحياة
- سخريات من أصحاب الأقلام الثقافية
- المبادرة اليمنية وقابليتها للحياة
- قمة دمشق دراما مملة
- في ذكري احتلال العراق عراقية في غزة
- أطفالنا يحاورون القمة العربية
- الثامن من آذار في غزة وصمة عار
- الوحدة اليمنية انجاز ام حالة طارئة؟ الجزء الاخير
- لم ندحرهم ولم ننتصر عليهم ولم نفشلهم
- محرقة غزة للتسويق والترويج
- الوحدة اليمنية انجاز ام حالة طارئة؟ الجزء الثاني
- الوحدة اليمنية إنجاز أم حالة طارئة ؟ الحلقة الأولي
- من كوماسي الشرف إلي دوحة القرف
- عماد مغنية ومنظومة الأمن العربية
- زفرات القهر يا محمد اسعد بيوض التميمي
- الفصل الاقتصادي شعار للفصل السياسي مع مصر
- ما الجديد في غزة؟!
- الرد علي مذبحة غزة
- العرب ومعركة التاريخ والموروث


المزيد.....




- -من سيزوره؟-.. كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا شاطئيًا ضخمًا يتسع ...
- كاميرا تلتقط مشهدًا مثيرًا لدوامتي مياه معلقتين بين السماء و ...
- قانون التجنيد يشعل أزمة الحريديم مجدداً.. ونتنياهو أمام اختب ...
- بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينت ...
- موقع أميركي: المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني يثبت أ ...
- هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
- ميرتس يسجل أول حضور باجتماع أوروبي متشدد للهجرة
- حول تنظيم المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالرب ...
- -النصر.. رونالدو، القصة مستمرة- بعد تمديد النجم البرتغالي عق ...
- محاكمة محتملة لوزيرة فرنسية بتهمة الفساد في قضية كارلوس غصن ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - انتخابات بيرزيت دلالات ومؤشرات