أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:26
المحور: الادب والفن
    


   هي ابنة الخليفة محمد بن عبد الرحمن الأموي في بلاد الأندلس ، والملقب بالمستكفي بالله ، وكان ساقط الهمة ، ضعيف الرأي ، مشهورا بالتخلف ، والضعة ، والانغماس في الشهوات ، ثار عليه أهل قرطبة ، ففرّ متخفيا بين امرأتين الى مدينة إفليج فدس له أحد ضباطه السم فمات .
قال عنها المقري : كان أبوها جاهلا ساقطا ، وخرجت هي على نهاية الأدب والظرف . ويقول فيها الظبي : كانت أديبة شاعرة ، جزلة القول ، مطبوعة الشعر ، تمالط الشعراء ، وتساجل الأدباء ، وتفوق البرعاء . وقال آخر : إنها أجيزت بالإفتاء والتدريس . وعن جمالها يقول أبن خاقان : وكانت من الأدب والظرف وتنعيم السمع والطرف بحيث تختلس القلوب والألباب وتعيد الشيب الى أخلاق الشباب !
بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس تحررت من التقاليد ، ففتحت أبهاء قصرها للشعراء والأدباء ، وهي بهذا كأنها قد فتحت صالونا أدبيا سبقت به شهيرات فرنسا بعدة قرون ، وسجلت لبنات الشام سبقا أدبيا في ذلك ، ظل يلازمهن حتى في العصر الحديث ، فقد فتحت مي زيادة الفلسطينية صالونا أدبيا لها في القاهرة من مصر ، كان يرتاده أدباء وشعراء مصر كل يوم ثلاثاء ، فهذا محمود اسماعيل ، الشاعر المصري ، يقول في مي ويوم الثلاثاء :
إن لم أمتع بميّ ناظري غدا
أنكرتُ صبحك يا يوم الثلاثاء
 لقد تهافت على ندوة ولادة تلك الشعراء والوزراء ، مأخوذين برقتها المغرية ، وجمالها الخلاب ، لكنها كانت مع هذا متصاونة ، فزادتهم ذلك انجذابا إليها ، وقد أشارت هي الى ذلك فقالت :
إني وإن نظر الانام لبهجـــتي
كظباء مكة صيدهن حـــــرام
يُحسبن من لين الكلام فواحشا
ويصدهن عن الخنا الاسلام
فأنشدها أحد زوارها قول بشار بن برد الشاعر :
لا يوئسنّك من مخـــدرة
قول تغلّظه وإن جرحـــا
عسر النساء الى مياسرة
والصعب يُركب بعد ما جمحا
فقالت : إلا من ولادة !
وأول بيتي بشار هو :
قاس ِ الهموم تجد بها نُجحا
والليل إن وراءه صبحـــا
وقد بلغت الأبيات هذه الخليفة المهدي ، وكان غيورا فغضب وقال لبشار : أتحض الناس على الفجور ، وتقذف المحصانات ، والله لئن قلت بيتا واحدا في نسيب لآتين على روحك .
لكن ولادة كانت تبدو منسجمة مع ما قالت آنفا ، وذلك حين كتبت على حواشي ثوبها بيتين من شعرها تقول فيهما :
أنا والله أصلح للمعالـــــــــــي
وأمشي مشتي وأتيه تيــــــــها
أمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قُبلتي من يشتهيـــــها
وقد كتبت مرة لابن زيدون الشاعر تقول :
ترقب إذا جنّ الظلام زيارتــــــــي
فإني رأيت الليل أكتم للســــــــــــر ِ
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح
وبالبدر لم يطلع وبالنجم لم يســــــر ِ



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكرمة السيد مجلس الحكم !
- وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !
- ظرف الشعراء
- قومية النفط !
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة