أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عرمش شوكت - سلامات ياخدمات !!!














المزيد.....

سلامات ياخدمات !!!


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 04:41
المحور: كتابات ساخرة
    


كأن الخدمات في العراق قد وقعت في ساحة حرب باردة الكل يحاول مد نفوذه اليها بغية استخدامها لتفيذ مآربه الخبيثة ، مع انه من الطبيعي ان تكون الخدمات العامة تعنى بتوفيرها الدولة ، ولا مجال لتحويلها الى مادة سوق تكون عرضة للمضاربات ، وربما يكون جزء منها في بعض الحالات بيد القطاع التجاري الاهلي ، ولكن من المفترض الا تكون قدرته طاغية على قدرة الحكومة ، ولا يطلق له العنان للحد الذي يمكنه من التلاعب بالاسعار دون رقيب او حسيب ، ونعني هنا بالخدمات ، ماء الشرب والكهرباء والوقود والعلاج الطبي ونضافة الشوارع والصرف الصحي ، وكل هذه بكفة والامن بالكفة الاهم ، اذ انه بفقدان الاستقرار الامني تصبح كافة الخدمات على كف عفريت ، وهذا ما حصل في العراق في السنوات الخمس الماضيات ، وعودة على بدء سيتبين خلالها من هو المستفيد من عدم معالجة ملف الخدمات الى هذا التاريخ ، وما نتج عنه من حالات مؤلمة في هذا المجال الخدمات وصلت الى انتشار الاوبئة التي ادت الى وفاة العديد من المواطنين والعديد الاخر ينتظر اجله ، ومن الامر المسلم به ان تتحمل الحكومة مسؤوليتها في هذا الشأن ، ولكن ثمة من يتحمل المسؤولية الكبيرة في تعطيل الخدمات لغاية كسب { السحط الحرام } على حساب صحة المواطنين دون اي رادع من وجدان .
وتؤكد الدراسات والتقارير الصحفية بأن القطط السمان والخنازير العابثة في الاقتصاد وفي التجارة على وجه الخصوص ، هم دون غيرهم الذين حولوا كافة الخدمات الى بضائع مستوردة تدر عليهم ارباحاً خيالية ، فمثلاً عندما تعطل الكهرباء تظهر على الفور المزيد من المولدات الكهربائية المستوردة بنوعيات رديئة ولكنها تباع باسعار مضاعفة بالنسبة لكلفة استيرادها ، او عندما تتلوث مياه الشرب لن تتوانى مجموعات تجار الحروب سابقاً وتجار الفوضى حالياً من انزال بضاعة المياه المعلبة ولاحاجة لذكر الاسعار ومن ثمة الارباح الطائلة ، وكذلك بالنسبة للاوضاع الصحية ففي الوقت الذي تزداد الامراض سرعان ما يتزامن معها فقدان الادوية الحكومية من المستشفيات بقدرة قادر، وتنزل بذات القدرة الى الشوارع ادوية مستوردة تكون بالاغلب فاسدة من مناشئها ، وكذلك الامر بالنسبة الى المحروقات التي عبَرت قصة سرقتها خارج الحدود تجوب العالم ، والحديث يطول وله شجون في هذا المضمار .
ضبطت الدوائر الامنية اطناناً من الادوية الفاسدة ، في مدينة الكاظمية وفي محافظة ميسان وغيرها وكان جلها من منشأ واحد ، ايران الجارة المسلمة ، وكانت مبادرة الحكومة بمنع بيع الادوية في غير الصيدليات والمذاخر المرخصة رسمياً ، قد جاءت بعد ان طفح الكيل ، ولكن الاهم من ذلك هو منع تسرب هذه الادوية مرة اخرى من خارج الحدود ، ان كل تلك القرائن ستصبح ادلة دامغة اذا ما اضيف اليها ما سجله انتشار وباء الكوليرا بسبب استخدام مادة الكلور المنتهية صلاحيته والذي اثبتت التحقيقات انه قد استورد من ذات المنشأ الذي جلبت منه الادوية الفاسدة اي ايران الدولة الجارة المسلمة ، وبعد افتضاح المستور لم يبق عراقي واحد يتساءل او يستغرب من هذه الافعال المعادية للشعب العراقي والتي تؤكد بشكل لايقبل الشك بان الرابطة الاسلامية او حتى المذهبية تسقط حيال المصالح السياسية للحكومات .
وثمة سياق ثاني للتحقيق اهداف سياسية من خلال تعطيل الخدمات في العراق والذي يصب في مجرى الجهود المحمومة لشل الحياة العامة وبالتالي خلق الفوضى ، والغاية لاتخفى على ذي بصيرة ، تلك المتمثلة بافشال العملية السياسية في هذا البلد ، التي اذا ما مضت في طريقها نحو النجاح في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية ستأثر على اوضاع شعوب هذه البلدان المتدخلة وتحفزها للتغيير على غرار ما جرى في العراق من تغيير له افاق ديمقراطية ، ان كل ما تقدم من مؤشرات التخريب يؤكد على ان الخدمات العامة في العراق قد حاولت دوائر وقوى اقليمية عديدة تأسيرها وجعلها رهينة لاتطلق الا بفدية مقدارها فشل التجربة واعادة الامور الى مرحلة صفرية .
اما السياق الثالث فيمكن اعتباره الاخطر في هذا النهج التخريبي ، لكونه عاملاً ذاتياً ويختلف عما تقدم من عوامل خارجية ، ويكمن في عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حيث ان القيادات في دوائر الدولة احتُلت من قبل الكيانات الفائزة على اساس قاعدة القائمة المغلقة ، التي وضعت ازلامها المناسبين لمصلحتها وليس الرجال المناسبين والمؤهلين في الوظيفة العامة ، بذلك اخترقت كافة انظمة التعيين في دوائر الدولة العراقية ، وفي مقدمتها الآهلية والكفاءة والنزاهة ، برسم المواطنة وليس غيرها ، وبالامكان وصف نتيجتها بالكارثية في اخف الاوصاف .
فلهذا وما سيأتي ربما سيكون اكثر مرارة ، ينبغي على الشعب العراقي الصابر ان يقرأ السلامة اذا لم تكن سورة الفاتحة على روح الخدمات التي كانت هي العلة القاتلة بالذي يجري والذي سيحصل من النائبات والمصائب .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي ... سائر الخطى ام خائر القوى ؟
- احتراس روسي من عربدة ناتوية فوق القوقاز
- { ارض متنازع عليها ,, } اكذوبة صدقها من اطلقها !!!
- كامل شياع .. كنت قنديلا احمرا اطفأتك ريح سوداء
- الامن في العراق بين استراتيج الحكومة وتاكتيك الارهابيين
- قانون مأزوم وناخب مظلوم
- اول غيث قانون الاقاليم نزاع حدودي عقيم !!
- {{ الراصد }} اصلحوا الدستور تٌصلح الامور
- {{ الراصد }} التصعيد في الازمة ... تدحرج الى الهاوية
- {{ الراصد }} قانون انكبح متعثراً بعتبة البرلمان !!
- {{ الراصد }} مضاربات في بورصة العملية السياسية
- {{ الراصد }} الحزب الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز المجيدة
- {{ الراصد }} ثورة 14 تموز ... غرة في جبين تاريخ العراق السيا ...
- {{ الراصد }} خريف الاحتلال في صيف العراق اللاهب
- {{ الراصد }} الاتفاقية العراقية الامريكية .. تراتيل لنصوص لم ...
- {{ الراصد }} وداعاً للسلاح
- {{ الراصد }} سياسة مفاوضات ام مقايضات سياسية ؟
- {{ الراصد }} العراق ... قيظ وقضية قضيض اهلها مفقودا
- {{ الراصد }} قانون الانتخابات في غياهب المحاصصة !!
- {{ الراصد }} من اين تبدأ طريق الزعامة


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عرمش شوكت - سلامات ياخدمات !!!