|
مستقبل القصة القصيرة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 03:40
المحور:
الادب والفن
كثيرا ما نسمع الأقوال ، التي يرددها العارفون بالأدب العربي ، عن مستقبل القصة القصيرة ، وإنها الى زوال حتمي ، ومعللين هذا الادعاء الكبير ، والذي يبتعد كثيرا عن الصحة ، إنها جنس دخيل ، على الأدب العربي ، الذي عرف الشعر منذ القديم ، منذ عصر ما قبل الإسلام ، وبقيت للشعر رغم توالي العصور ، وانبثاق الأمم ، وزوال الدول ، تلك الحظوة لدى الجماهير العربية ، التي لم تجمع ، على الإعجاب بأي لون أدبي ، او جنس فني ، الا للشعر وخاصة منه ما كان موزونا مقفى ، أما ما كان بغير هذا الشكل ، ولامسه بعض التغيير الشكلي ، فقد جوبه بردة فعل كبرى ، من قبل الجماهير ، التي ارتأت ان يكون الشعر بالشكل الذي يتناسب مع ذائقتها ، وظل الشعر متربعا على عرش الاهتمام ، لا يمكن ان ينافسه النثر ، حتى وان فاز الأخير بأعظم الجوائز ، لدى الغرب ، واستحق اكبر آيات الإعجاب ، حين يصلنا ، كانت الخطبة تبرز في الأوقات ، التي تحتاج فيها الدول الى تعبئة الرأي العام ، واستنهاض الهمم ، لعمل معين ، ويكون اغلب الأوقات بطوليا ، يستدعي الشجاعة ، وفقدت الخطب اهميتها الادبية ، في العالم المعاصر ، وبعد ان اتصل العرب بالعالم الأوربي ، برزت فنون أخرى نثرية، مثل الرواية والقصة القصيرة ، التي يظنها بعض النقاد ، إحدى الوسائل التي توصل كاتبها إلى فن كتابة الرواية ، التي تحتاج إلى مران طويل ،وتمرس ودراية في الفن النثري ، ومعرفة كبيرة ،صقلتها التجربة ، فلماذا كانت للقصة القصيرة هذه النظرة ؟ ولماذا يراها البعض ، وكأنها جنس فاقد الأهلية ، كي يعتبر من الأجناس الأدبية المهمة ، مع إنها فن عسير ، لا يستطيع المهارة فيه ، الا من نجح في الإجادة ، وامتلك الأدوات الفنية ،التي تؤهله للكتابة في هذا الفن ،المأكول المذموم ،كما يقول المثل العربي المشهور ، فالقصة وان كانت بحاجة الى التكثيف واللغة العالية ، التي لا يحسنها الكثيرون ، تظل جنسا أدبيا ينال الإعجاب أحيانا ، وينتقص منه أحيانا أخرى ، لان بعض الكتاب ،يحيل إليهم ان الخاطرة تشبهه ، وان كل من توهم انه وقع في الحب يوما ، يتراءى له انه يستطيع، ان يدبج قصصا قصيرة تستهوي القلوب ، وتعجب بها الأفئدة ، فما الحكم في أن هذه الكتابة ، تتصف باحترام المواصفات الفنية ، التي يتطلبها الجنس الأدبي المعين ، أو لا تحترم ؟ ما دام كل من يمسك القلم ، يظن انه قصصي بارع ، ينافس أعظم كتاب القصة القصيرة. ولماذا يطرح الكثيرون هذا السؤال، الذي يبدو بسيطا ، لكن الغرض منه غير واضح أبدا ، فليس مفهوما أبدا ان يدعي البعض ، ان القصة القصيرة لا مستقبل لها ، وان المستقبل سيظل مع الشعر ملك الإبداع المتوج ، وان الرواية سوف تأخذ بنصيبها من إعجاب القارئ ، وان القصة القصيرة جدا، قد استطاعت ان تسحب البساط الذي لم يفرش أبدا ، من تحت أقدام القصة القصيرة ، هل ان السبب استسهال كتابتها من قبل أكثرية الكتاب ، وإن بعضهم يخلطون بينها ، وبين الحكاية القديمة ، التي كنا نسمعها من جداتنا ، أثناء الطفولة ، فالقصة المكثفة تجد الكثير ، من يدعي إنها ليست مفهومة ، وقد تفسر وتحلل بطريقة خاطئة ، وكأن درجة فهم المقروء يتساوى فيها الناس جميعا ـ الأدباء المجيدون ، والراغبون بالقراءة لقتل الوقت ، وليس حبا بالمقروء ، ومن ما زال يحبو في عالم القراءة الواعية ، ولماذا يفقد النقاد الكبار ، الاهتمام بالقصص القصيرة ؟، ويأتي نقدهم مقصورا على الشعر والرواية ، عدد كبير من المجموعات القصصية ، تصدر في الأقطار العربية ، دون ان تحظى بناقد مجيد ، عرف عنه إتقان النقد ، والتجربة فيه ، والإنصاف ، نعم الإنصاف ، الذي يحتاجه الكتاب والنقاد جميعا ، والذي نجد ان حياتنا قد خلت منه في كل الميادين ، وليس في دنيا الأدب فقط ، فوجد الكتاب وحدهم ، يجابهون كثيرا ، بدعوى إنهم يقولون ما لا يفهم ولا يقتصر التجاهل لأهمية القصة القصيرة ، على القراء والنقاد فحسب ، إنما دور الطباعة والنشر ، لها تجاهلها أيضا للقصص القصيرة ، وللكتاب القاصين وحتى المهرجانات التي تقام في هذه الدولة او تلك ، فانها تستثني كتاب القصة القصيرة من دعواتها ، التي كثيرا ما تكون وفق سياسة الصداقات، والمصالح المتبادلة
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرس( رواية قصيرة) الجزء الثاني والأخير
-
العرس ( رواية قصيرة) الجزء الأول
-
اعادة اللاجئين العراقيين الى بلدهم
-
قراءة في مجموعة ( الماء واقف في صفك)
-
حوار مع الأديب الكبير غريب عسقلاني
-
واقع الطفولة في العراق وسبل الخلاص
-
حقوق المرأة بين الحقيقة والضلال
-
العلاقة بين الابداع والمتلقي
-
قراءة في مجموعة قصائد نثرية
-
حوار مع الشاعر علي عطوان الكعبي
-
ترجمة الابداع بين الضرورة والمصالح الفردية
-
التراث والمعاصرة : اية علاقة ؟
-
وضع المعلم العراقي خارج العراق
-
التبعية ذلك الارث الثقيل
-
الابداع النسائي والمعوقات
-
الأرامل العراقيات منسيات
-
مجتمع القرود
-
المدونات والاضافة التي يتطلع اليها القاريء
-
أطفالنا العراقيون وطفولتهم الضائعة
-
شاعر التفاؤل والشباب وقهر الصعاب
المزيد.....
-
الحلقة 163 من مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة عبر ترددات
...
-
الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي على تردد قناة الفجر ال
...
-
تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس
-
منظمة التعاون الإسلامي تختار داكار والقاهرة ولاهور عواصم للس
...
-
موت إيجه إعلان حصري ح 36.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 والأخيرة
...
-
هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب
...
-
“باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC
...
-
“ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج
...
-
مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي
...
-
بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان
...
المزيد.....
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
المزيد.....
|