أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - بَيْنَ خَازُوقَيْن!















المزيد.....



بَيْنَ خَازُوقَيْن!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 08:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الإثنين
اليوم، الثاني من سبتمبر، وفي الذكرى العاشرة بعد المائة لموقعة كرري، أستعيد كلمة سبق أن نشرتها في تمجيد استشهاد عشرة ألف رجل، وجرح ستة عشر ألفاً آخرين، خرجوا ضمن أربعين ألفاً من بوَّابة أم درمان الغربيَّة، ثمَّ انعطفوا نواحي شمالها الشرقي، ليتوضَّأوا بزكيِّ النجيع، ويؤدوا صلاتهم الأخيرة، ذات فجر ملبَّد بغمام خريف بعيد ما تزوَّدوا بغير "الحامض من رغوته"!
عشرة ألف صدر لم تنقصها البسالة ولا الاستعداد للفداء، لكنها أثقلت بهموم جبهة داخليَّة نخرها سوس الاستبداد بالسلطة، وصدَّعها قهر المظالم الاجتماعيَّة والجهويَّة تباعد بين (أولاد العرب) و(أولاد البلد). عشرة ألف عقل لم يَعُزْها الإيمان ولا الذكاء، غير أن العزلة الخانقة فرضت عليها ألا تبلغ من عِلم السلاح أكثر من بقايا مدافع هكس الجبليَّة قصيرة المدى، وبنادقه البطيئة ماركة (ريمنتون) و(أبو صرة) و(أبو روحين) و(بيادة) و(أورشليك) و(خشخان)، وألا يطوف عليها طائف من رشاشات (المكسيم)، أو دانات المنثار، أو شظايا الخراطيش، أو بوارج الأساطيل المدرَّعة.
عشرة ألف شهيد وستة عشر ألف جريح تدافعوا، كما الضوارى الكواسر، وملء الصدور نشيد واحد ما أكثر ما دوَّى فى ذاكرة الوديان والبراري والصحاري والجبال والسهوب والغابات:
ـ "في شان الله .. في شان الله"!
لكن قليلاً ما تهيَّأ له، ذاك النهار الأغبر، التحام ينقع الغلة، أو يجلو الشجاعة. فأذرع المدفعيَّة الطويلة، مفخرة الفرنجة التي لم تكن قد أتيحت لأجدادنا البواسل أدنى معرفة بها، ظلت، وعلى مدى ساعات أربع، تحصد الصفوف المتراصَّة لـ "عظمة الرجولة الصامدة"، كما أسماها تشيرشل في (حرب النهر)، الصفَّ وراء الصفِّ، تماماً مثل إعمالك ممحاة على أسطر بقلم الرصاص، بينما الحناجر لا ينقطع صداحها بنداء الفرسان النبيل:
ـ "سِدُّو الفرَقة .. سِدّو الفرَقة"!
عشرة آلاف شهيد وستة عشر ألف جريح تفتتوا شظايا من اللحم والعظم على طريق الصلف الزاحف من وراء البحار باسم المدنيَّة والانسانيَّة، بل وباسم الله نفسه! وسيدي الخليفة، في مثار النقع ذاك، منتصب على ظهر جواده الأشهب، فلكأنه "في عين الردى وهو نائم"، لا ينفكُّ يسأل أمراءه البواسل فرداً فرداً:
ـ "أوصيت بعدك منو في إمارة الراية"؟!
فتأتيه ، على الفور ، الإجابة الواثقة المطمئنة من فوق كلِّ دويٍّ وقعقعة:
ـ "سيدى خليفة المهدى مخيَّر ، وإن كان ولا بُدْ ففلان ود فلان"!
لقد "كانوا أشجع من مشى على الأرض، دُمِّروا ولم يُقهروا بقوة الآلة"، هكذا دوَّن تشرشل فى دفتر المراسل الحربي. وكتب ستيفنس: "لقد بلغ رجالنا درجة الكمال، ولكنهم هم فاقوا حدَّ الكمال. كان ذلك أعظم وأشجع جيش خاض حرباً ضدنا .. حملة بنادقهم يحيط بهم الموت والفناء من كلِّ جهة، وهم يجاهدون عبثاً لإطلاق ذخيرتهم القديمة الرديئة عديمة الأثر فى وجه أقوى وأحدث أسلحة التدمير" (مع كتشنر إلى الخرطوم، ص 211). وكتب فيليب وارنر، بعد زهاء السبعين سنة من كرري: "ربما وجدنا، إذا نقبنا فى تاريخ الإنسان، جماعة ماثلت فى شجاعتها الأنصار، ولكننا، قطعاً، لن نجد، مهما نقبنا، جماعة فاقتهم شجاعة" (قيام وسقوط إمبراطورية أفريقية، ص 9). لقد كانت تلك حقاً ".. أفضل خصال البشر عندما يتجردون .. فى أعنف اختبار .. من كل ضعف وخور" (زلفو؛ كررى، ص 495). حتى عبد الرحمن ود أحمد، شقيق الأميرين محمود وابراهيم الخليل، مضى بثبات إلى جبهة القتال الأماميَّة، يتلمَّس، وسط كلِّ الموت المصبوب على الرءوس، مكاناً بين الصخر بعصاه التى لا تفارقه، رغم معارضة الأمير يعقوب (جراب الراي) الذي كان يشفق على الفارس الأسطوري، كونه كان .. ضريراً! (نفسه، ص 418).
ومع ذلك، ما الذي كان يمكن أن تحققه كلُّ تلك الأرتال من البسالة والفداء والتضحية، بلا منٍّ ولا أذى، مع جبهة داخليَّة أريد لها، من جهة، أن تعيش، بلا انقطاع، حياة الثكنة العسكريَّة القائمة فى روح الطاعة والاستعداد الدائم لخوض حروب تكاد لا تنقضي، بينما كانت تسري بالوهن المميت فى أوصالها، من جهة أخرى، حِدَّة الفرز الاجتماعي، والاستقطاب الجهوي، والارتداد عن الإقرار القديم بالتنوُّع، واستبداد النخبة الأوتوقراطيَّة بالأمر دون سائر الناس، مِمَّا مهَّد لمختلف صور المظالم، وممارسات التقريب والإبعاد، والتناحر بين القادة المدنيين والعسكريين على السلطة والثروة، بكلِّ السبل والوسائل، المشروع منها وغير المشروع، مثلما كانت تهبط بقدراتها، من جهة ثالثة، عزلة (الستار الحديدي) عن عالمها المحيط، باستراتيجياته العظمى، وطبوغرافيا تناقضاته الرئيسة، وقوانين حراكه التاريخي، قبل أن تكتب عليها تصاريف العصر الكولونيالي، أن تجابه، فى ختام ذلك المشهد، قمة تكنولوجيا الحرب وتكتيكاتها، في عالم خواتيم القرن التاسع عشر، دون أن تكون قد سمعت، مجرد السمع، بشىء منها، بينما أبطالها ".. يجاهدون عبثاً لإطلاق ذخيرتهم القديمة الرديئة عديمة الأثر"؟!
ما الذي كان يمكن أن تحققه كل تلك الشجاعة سوى أن تثبت، ألا تبهرج، ألا تسوخ مفاصلها في التراب، أن تقذف بنفسها فى لجج دواس مأساويٍّ خاسر، حين الموت أدنى من شِراك النعل وأقرب من حبل الوريد، وأن تردِّد، من أعماق بطولتها المُهدَرة، مع الفتى الرزيقي الذي أبرأته عبقرية المكان والزمان الأمدرمانيَّين من كل وساوس العصبيَّة الجهويَّة، القائد الفذ لجيش (الكارا)، سيِّدي الأمير الشهيد ابراهيم الخليل:
ـ "الخير في ما اختار الله ، المهديَّة مهديَّتكم إلا نِحنا قدَّنا بنسدُّو .. المهديَّة مهديَّتكم إلا نصرة ما في!" (نفسه ، ص 263 ، 410 ، 411).
فإذا بالصيحة تتماوج ، بين غيوم يأسها الخانق وحُرقة غبينتها الغائرة، من (دهم) إلى (أبو سنط)، ومن (سركاب) إلى (أبو زريبة)، تترجِّع أصداؤها المرعبة من نواحى (الإزيرقاب) و(أم قرقور) و(راحة القلوب):
ـ "نصرة ما في .. ما .. في .. ما .."!
لتخفق بها أجنحة الغربان تنذر بالاستباحة الساحقة، واليتم الماحق، والترمُّل الثقيل، ونعيقها، من على البعد، يستحث نساء المدينة المكلومة وصبيتها، بما يستحثهم به الثقب الفاغر فى سنام (القبَّة): أن اخرجوا أجمعين، أخرجوا .. أخرجوا، موشَّحين بتراب الكارثة، وبسخامها ورمادها، كأكلح ما يكون احتفالٌ عبوسٌ بمقدم (سردار الشؤم) في وضح نهار الثاني من سبتمبر عام 1898م!
............................
............................

لقد وفرت (المهديَّة) أيديولوجيَّة النهوض الثوري اللازمة لعموم أهل السودان في وجه مظالم الحكم التركي، خلال النصف الأول من ثمانينات القرن التاسع عشر. فهي، وإن لم تقض على الفروقات الاجتماعيَّة التي بقيت شاخصة في أفق الثورة، إلا أنها، وفي مرآة الممكن التاريخي، استطاعت أن تصوغ، بجدارة، (صرخة الولادة) الأولى للوعي القومي في مرحلة تكوينه الجنيني (محمد سعيد القدال؛ تاريخ السودان الحديث، ص 164)، فاستحالت الجماهير، بفضلها، قوة ماديَّة لا تقهر، وتنادت، بجميع لغاتها ولهجاتها، من كل فجٍّ عميق، لا لتلغي كياناتها المتنوِّعة، ".. فتلك النظم جزء من واقع لا يمكن إلغاؤه بالتعليمات" (الصادق المهدي؛ يسألونك عن المهديَّة، ص 236)، ولكن لتضع أقدامها على أولى عتبات التجاوز لوقائع التنافر المتوارث بين العنصرين المستعرب وغير المستعرب، ولتنتظم، موحَّدة في تنوُّعها، ومتنوِّعة في وحدتها، خلف قيادة سيدي الإمام الفذة، وتحت راياته المتعدِّدة، باتجاه الإجهاز على الحكم الأجنبي، في تحالف عريض استطاع أن يستوعب، خلال مرحلة الثورة، كلَّ أشكال التعدُّد الاجتماعي والعرقي والجهوي والقبلي والديني واللغوي والثقافي، وأن يهيء لعبقريات أبناء الشعب، ".. الفقراء الذين لا يُعبأ بهم"، كما وصفهم الإمام الثائر، طريق التفتح والازدهار في كلِّ مجالات الفكر، والقيادة العسكريَّة، والإدارة السياسيَّة، وشئون المال، والاقتصاد، والقضاء، والتعليم وغيره، في مسيرة واحدة قاصدة، تكاتف فيها الجميع؛ حتى القبائل التي تخلفت لم تعدم بطوناً أو أفخاذاً أو حتى أفراداً من ذوى البأس انخرطوا في عصبة التنوُّع السودانى تلك، والتي راحت طاقاتها تتفجَّر وتندفع، كما الحمم البركانيَّة، تحت دويِّ (النحاس) الهادر، وصفير (الأمباية) الصدَّاح، باتجاه ".. القمَّة المنطقيَّة لمواقع النموِّ في المجتمع السودانى" (نفسه ، ص 236 ـ 237)، من معركة (أبا) وتشكيل مجتمع (قدير)، وإلى تحرير الخرطوم وتأسيس أم درمان عاصمة للسودان الطالع بأسره، عنوة واقتداراً، من رماد القهر التركىِّ إلى فضاء (الرايات) الزاهيات، و(التهاليل) الحُرَّة، و(الجُبب) المرقعة حدائقاً من الأمل والتفاؤل والاستبشار، وألواناً من العزة والكرامة والاستقلال، فكيف استحال كل شئ إلى رمادٍ يوم كرري؟!
............................
............................

نقول، ولا نملُّ التكرار: ليس (الوطن) محض غابات أو صحارى أو جبال أو مسطحات مائيَّة قد تحفها الخضرة، وقد لا تحفها، هنا أو هناك! (الوطن)، فى مبتدئه وخبره، (علاقات)، إن صحَّت صحَّ ، وإن فسدت فسد!

الثلاثاء
رمضان كريم. قال تعالى: "يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلةِ قلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ" (البقرة، 189)، وفي الحديث الشريف: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه؛ فإن غمَّ عليكم فاقدروا له" (رواه الشيخان بلفظ "أغمي").
لكن (رؤية) الهلال ما تزال، كالعادة، موضع خلاف بين المسلمين، يعتمد بعضهم الحساب الفلكي في (رؤيته)، ويعتمد آخرون (الرؤية) بالعين المجرَّدة، فيختلفون في بداية ونهاية الصوم، بما قد يصل أحياناً إلى عديد الأيام؛ وبالنتيجة يفشلون في التوحُّد، للأسف، حتى على هذه العبادة الواحدة!
وفي بيان صدر، مؤخراً، من مركزه في أبو ظبي، حذر (المشروع الإسلامي لرصد الأهلة) لجان التحرِّي الرسميَّة في هذه البلدان من إمكانية وقوع الالتباس لدى بعض الشهود الذين يُدْعَوْن، في العادة، لتحرِّي (الرؤية) احتساباً، بسبب وجود كواكب الزهرة وعطارد والمريخ في جهة الغرب بعد غروب شمس يوم التحري، فيتوهَّمون في أحدها الهلال! ولا يظنَّن كريم أن هذا محض افتراض نظري؛ فقد حدث، بالفعل، أن صام ملايين المسلمين في السعودية 28 يوما فقط، عام 1984م، لمجرَّد أن شاهداً وَهِمَ، لدى رؤية أحد هذه الأجرام، فاعتقده الهلال!
لا أذكر أننا، طوال السنوات الماضية، صمنا أو أفطرنا (لرؤيته) بعيون الشهود المجرَّدة، فقد تولى عنا حسابه عالم الفلك الشهير د. معاوية شداد. ولا يمكن أن يرفض هذا الحساب إلا متوحِّلٌ في فهم مختلٍّ للحديث الشريف "نحن أمَّة أميَّة لا نقرأ ولا نحسب"، فيعدُّه (شريعة)، بينما هو، في حقيقته، (تقرير) لواقع معرفي مزر جاء الاسلام لتثويره. أحسبوا يرحمكم الله!

الأربعاء
في مساهمته المقدَّرة لمجابهة أزمة المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة حدَّد الأستاذ العالم محمد ابراهيم خليل ثلاثة خيارات: فإما رفض الاعتراف بالمحكمة أصلاً، أو رفض الاعتراف باختصاصها على السودان فحسب، أو الاعتراف بها مع رفض الاعتراف باختصاصها على السودان (الأيام، 3/9/08). ومع اتفاقنا، بوجه عام، مع النقد الذي ساقه على الخيار الأوَّل، من حيث تعذر القول بأن المحكمة ليست جزءاً من النظام العالمي، فإن الخيارين الثاني والثالث هما، في الواقع، خيار واحد. وسنعرض لكل هذا ببعض الملاحظات المتواضعة، من بعد إذن أستاذنا الجليل، على النحو التالي:
(1) صحيح أن الاعتراف بالمحكمة، ككيان مستقل عن الأمم المتحدة، يمثل، بالفعل، وبداهة، الخطوة الأولى التي لا مناص منها باتجاه التعاطي (القانوني) معها، بما في ذلك (الدفع) بـ (عدم الاختصاص). أما إدارة الظهر لها، والذهاب للبحث عن مخرج من الأزمة بطريق التعاطي (السياسي) مع أجهزة المنظمة الدوليَّة، فأمر بلا جدوى، وتبديد لوقت ثمين في ما لا طائل منه، كاقتراح أن تسعى الحكومة لاستصدار (فتوى) من (محكمة العدل الدوليَّة) بعدم مشروعيَّة قرار مجلس الأمن رقم/1593، إذ المعلوم أن ذلك ليس متاحاً للدُّول، وإنما وقفٌ، فحسب، على مجلس الأمن، والجمعيَّة العامَّة، والوكالات المتخصِّصة المأذون لها، وفق نص المادة/96 من (ميثاق الأمم المتحدة).
(2) وحتى مقترح اللجوء لمجلس الأمن سعياً لـ (إرجاء) التحقيق أو المقاضاة لمدة اثنتي عشر شهراً، بموجب المادة/16 من (نظام روما لسنة 1998م)، وهو مقترح المؤتمر الاسلامي (الرأي العام، 28/7/08)، والجامعة العربية (الرأي العام، 31/7/08)، والاتحاد الأفريقي (الأحداث، 30/7/08)، فضلاً عن دول في مصاف الأصدقاء، كمصر وجنوب أفريقي وليبيا وروسيا والصين وفيتنام وأندونيسيا وبوركينا فاسو (أجراس الحرية، 31/7/08)، فإنما يفترض، ضمناً، تحمُّل السودان، خلال هذه الفترة، عبء إثبات (رغبته) في، و(قدرته) على، تعقب الجناة ومحاكمتهم؛ وإلا أضحت الفترة المذكورة كالفترة التي استغرقها نقل (التركي) من (خازوق) لآخر بناءً على رغبته، وحين استفسروه عن فائدة ذلك، قال: "بين الخازوقين نتنفس"، فصارت مثلاً! والواقع أن نجاح السودان في الوفاء باستحقاقات (الإرجاء) سوف يعني، ضربة لازب، نجاحه، آنئذٍ، في مجابهة (اختصاص) المحكمة التكميلي complementary، وفق مطلوبات الفقرة/10 والمادتين/1 ، 17 من (النظام)، الأمر الذي لا يمكن، أيضاً، أن يتم بدون الاعتراف بالمحكمة.
(3) لكن، وعلى حين يحذر الأستاذ خليل من مغبَّة (الدفع) بعدم (اختصاص) المحكمة، تحت المادة/13/ب، بملف جرائم وقعت في إقليم دولة (غير طرف) في (النظام)، حال إحالته إليها من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، واصفاً إياه بأنه (دفع متهافت وساذج)، يعود، هو نفسه، ليقترح (الدفع) ذاته، للعجب، مضيفاً إليه حُججاً تتعلق بالمادة/12، بعد أن (عمَّم) أشراطها المسبقة لممارسة الاختصاص على (الدول الأطراف) و(الدول غير الأطراف التي تقبل هذا الاختصاص كتابة)!
والحقُّ أن هذا (التعميم) خاطئ تماماً. فالمادة/12 تقصر، بالفعل، أشراطها على هذين الصنفين من الدول، لكن في ما يتصل، فقط، بحالتي (الإحالة من دولة طرف بموجب المادة/13/أ)، و(مباشرة المدَّعي العام التحقيق من تلقاء نفسه بموجب المادة/13/ج). مِمَّا يعني أن المادة/12 تستثني من هذه الأشراط (قبول المحكمة، تحت المادة/13/ب، الإحالة إليها من مجلس الأمن)، كتدبير لصون (الأمن والسلم الدوليين) تحت الفصل السابع، سواء تعلق ذلك بـ (دولة عضو) أو (غير عضو)، وسواء أعلنت هذه الأخيرة، أم لم تعلن، قبولها باختصاص المحكمة. بعبارة أخرى، عند إحالة (المجلس) لـ (حالة) معيَّنة إلى المحكمة وفقاً للفصل السابع، ".. فإن المحكمة لا تحتاج إلى التقيُّد بشروط المادة/12/2 .. ولكن يجب أن تتضمَّن تلك الحالة تهديداً للسلم والأمن" (م. ش. بسيوني؛ المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة ـ مدخل لدراسة أحكام وآليات الإنفاذ الوطني للنظام الأساسي، ط 1، دار الشروق والمعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول بشيكاغو، القاهرة 2004م، ص 45).
(4) من ناحية أخرى يورد الأستاذ خليل القاعدة القائلة بأن "المعاهدات لا تلزم إلا أطرافها". لكنه، وعلى حين يكاد لا يخفي انحيازه إلى الرأي الصائب بأن ثمَّة من الاتفاقات ".. ما يصنع القانون الدولي، ويعتبر مصدراً من مصادره"، ما يلبث أن يقطع بأن "الاتفاقات لا تلزم إلا أطرافها .. ولذلك نرى أنه، حتى لو كان التفسير العادي لنصوص المادتين/12، 13 هو إدخال الدول (غير الأطراف) تحت اختصاص المحكمة، فإن ذلك يتعارض مع مبادئ الفقه القانوني". ثمَّ سرعان ما يعود ليشدِّد على ".. سلطات مجلس الأمن الواسعة، تحت الفصل السابع، حتى في إنشاء محكمة لمحاكمة الجرائم التي ترتكب في دولة ما، و(على) أن شرعيَّة محاكم يوغسلافيا السابقة ورواندا وغيرها وجدت قبولاً عالمياً". مع ذلك يرى أن "الدول المؤسِّسة لـ (نظام روما) لا تملك السلطة لفرض اختصاص المحكمة .. على الدول (غير الأطراف)، ولا أن تزيد في السلطات التي يتمتع بها مجلس الأمن (الذي) لا يحتاج لمثل هذه الهديَّة الكريمة"!
لقد سبق لقانونيين مظاهرين للحكومة، وشانئين لقرار (الإحالة)، أن انتقدوه أيضاً، ومن ذات المدخل تقريباً، وإنْ بتعديل طفيف في زاوية النظر. ولعلَّ أبرز هؤلاء، وأكثرهم رصانة في البحث، الأستاذ عثمان محمد الشريف المحامي الذي ركز تركيزاً شديداً على عدم مشروعيَّة هذا القرار، كونه (يخضع) دولة (غير طرف) في (النظام) لإرادة (الأطراف) التي أبرمته، بما يتناقض و(معاهدة فيينا لسنة 1969م) الخاصَّة بالاتفاقيات الدوليَّة (السوداني، 23 و26/7/08 ـ وأجراس الحريَّة 9/8/08).
هكذا نستطيع أن نلمح، بيسر، كيف أن كلاً من الأستاذين الجليلين، في مناقشته لقاعدة إلزاميَّة المعاهدات لأطرافها فحسب، قد تغاضى عن (الفصل السابع) المشمول بـ (ميثاق الأمم المتحدة)، وهو الآخر (معاهدة)، لتنصبَّ حُججه، فقط، على (نظام روما) مقروءاً في ضوء (معاهدة فينا)!
هكذا، وبقليل من التدبُّر، يتضح أنه، لا الدول المؤسِّسة (فرضت) اختصاص المحكمة على (غير الأعضاء)، ولا (المجلس) استمد سلطته (كهديَّة كريمة) من هذه الدول! فبتشريع المادة/13/ب في (النظام) سعت هذه الدول للاتساق مع (الميثاق) المشتمل على (الفصل السابع)، بما فيه سلطة (المجلس) في اتخاذ (التدابير) اللازمة لصون (الأمن والسلم الدوليين)، فنصَّت على أن (تقبل) المحكمة (الإحالة) منه، في ما لو رأى ذلك (التدبير) مناسباً.
وإذن، فسلطة (المجلس) يجدر تقصِّيها، لا في (نظام روما)، ولا حتى في المنطق العملي الذي ذهب إليه الأستاذ خليل، والقائم على مجرَّد "اعتراف المجتمع الدولي .. بحق (المجلس) في إنشاء محاكم جنائيَّة دوليَّة خاصَّة مثلما حدث بالنسبة لرواندا ويوغسلافيا"؛ بل في صميم (الفصل السابع) الذي لا يضع أيَّ قيد على هذه السلطة لجهة المهام التي عهد بها إلى (المجلس) في صون (الأمن والسلم الدوليين).
وبما أن التزام أية دولة بأيَّة اتفاقيَّة تبرمها أو تنضمُّ إليها لا يتناقض مع مبدأ (السيادة)، بل هو، فى حقيقته، ممارسة لعمل من أعمال (السيادة)؛ ولأن السودان منضمٌّ، منذ استقلاله عام 1956م، إلى هذا (الميثاق)، وإلى المنظمة الدوليَّة، فأضحى ملزماً بما يصدر، في إطار الأمم المتحدة والتعاضد الدولي، من مواثيق واتفاقيات وقرارات، فإن التزامه بما يليه من إجراءات (المحكمة) يقع من زاويتين:
أ/ أنه شارك بنشاط في أعمال المؤتمر الدبلوماسي الذي انعقد بروما عام 1998م، بتوصية من الجمعيَّة العامَّة، ثمَّ وقع، فى 8/9/2000م، على (النظام) الذي تمخض عنه. ورغم كونه لم يصادق عليه، بعد، إلا أنه يَلزَمَه، بموجب نفس (معاهدة فيينا) التي يستند إليها كلٌّ من الأستاذين خليل وشريف، عدم اتخاذ أىِّ إجراء من شأنه إعاقة تنفيذ ما وقع عليه!
ب/ وبصرف النظر عن هذه الحُجَّة، فإن الإحالة تمَّت من (المجلس) إلى المحكمة تحت الفصل السابع من (الميثاق)، ولعلَّ هذا ما يفسِّر تضمين اعتبار الوضع في الإقليم (مهدِّداً) لـ (الأمن والسلم الدوليين) في صلب القرار؛ كما وأن المحكمة قبلت الاختصاص، ابتداءً، بموجب المادة/13/ب من (النظام)، والتي لا يلزم لها، بالذات، التقيُّد بأشراط المادة/12/2 منه، كما أوضحنا بعاليه.
واستطراداً، فإن المادة/39، ضمن الفصل السابع، هي التي تعقد لـ (المجلس)، منفرداً، (سلطة) التقرير في ما إن كان قد وقع (تهديد) للسلم العالمى أو (إخلال) به، واتخاذ (ما يراه مناسباً) من (التدابير) بإزاء ذلك. ورغم ما يشتمل عليه نصَّا المادتين/41، 42 من تدابير سلميَّة وحربيَّة، إلا أنه لا ينبغي أن يُفهم منهما أنهما تقيِّدان سلطة (المجلس) هذه، بأيَّة حال، أخذاً في الاعتبار بنصِّ المادة/48 التي تخوِّله التقرير بشأن الأعمال التي يمكن أن يطلب من الأعضاء القيام بها، ونصِّ المادة/49 التي تلزم هؤلاء الأعضاء بتنفيذ تدابيره.

الخميس
على حين كان السيِّد وكيل وزارة الاستثمار يحمد الله، لصحيفة (الرأي العام)، كون الدولة، على حدِّ قوله، قد ألغت رسوم المحاصيل والجبايات، مِمَّا يشجِّع الاستثمار الزراعي، كان أصحاب وسائقو البصَّات والشاحنات يحتجُّون، في نفس عدد الصحيفة، على أن 15 نقطة جباية ما تزال قائمة على طول طريق شريان الشمال، بين دنقلا وأم درمان، رغم قرار وزير الماليَّة بإزالتها، وأنها تقتضـيهم عن جوَّال الفول 3 جنيهات كرسوم محاصيل، و3,5 جنيهاً كضريبة، و7 جنيهات كزكاة، علاوة على 4 جنيهات عن جوَّال البلح، و5 جنيهات عن جوَّال السكر، و5 جنيهات عن جوَّال الدقيق، وجنيه عن أنبوبة الغاز، وجنيهين عن صندوق المياه الغازيَّة (الرأي العام، 4/9/08).
قفز إلى ذهني، على الفور، حديث الشيخ الأنصاري الجليل بابكر بدري، حين تحرَّى صدق الرواية، وأمانة الشهادة بالحقِّ ولو على النفس، فأقرَّ بتورُّطه فى فساد مالي، أوان مغارب الدولة المهديَّة، بسبب "كثرة الرسوم الموضوعة من الحكومة على البضائع، بحيث لو يدفعها التاجر تماماً لم يبق له من رأس المال إلا سبعة أجزاء من ستين جزءاً .. ندفع على الصمغ من الدويم لأم درمان الثلث، وفى بربر السدس، وفى كركيب الجمل، ومتوسطه أربعة قناطير، خمسة ريالات قوشلى يعنى جنيه، وقيمة متوسط الصمغ خمسة عشر ريالاً، إذن تكون رسومه واحد على الإثنى عشر. وعند الرجوع يؤخذ فى كركيب الجمل عُشر، وفى بربر عُشر، وفى أم درمان عُشر، فيكون .. سبعة على ستين، هذا ما يبقى من رأسمال التاجر .. بخلاف العشرين قرشاً التى تأخذها حكومة سواكن على الجمل داخلاً وخارجاً! فبالله عليك يا قارئى ما هى التجارة التى تربح ألف فى المائة؟! ووراء هذه الرسوم مصاريف التاجر ذهاباً وإياباً .. ومصاريف أولاده! أتنكر بعد هذا علينا السرقة فى رسوم مهما بالغنا فى إخفائها، وتعبنا وتفننا فى أساليبها؟! اللهم لا لوم علينا!" (تاريخ حياتى، ج 1، 1279 ـ 1316 هـ، ص 150).

الجمعة
يقوم فعل (التثوير)، كأيِّ نشاط اجتماعي آخر، على جدليَّة (التراكم) و(التغيُّر)، يما يتجاوز، بمراحل، ما قد يكون استقرَّ لدى أغلبنا من تصوُّر ضيِّق لمفهوم (التغيير). إنه عمليَّة تفوق، وسعاً وعمقاً، قضيَّة (السلطة) التي احتكرت، تقليديَّاً، مشهد هذا النشاط في وعي، أو، بالأحرى، لا وعي الكثيرين، بما في ذلك من يزعمون انحيازهم لهذه العمليَّة من زاوية (التغيير السياسي) وحده، بينما تجدهم يجفلون عنها، استنكافاً، عندما تباغتهم من زوايا أخرى، (كالفنِّ) مثلاً! ألا يفسِّر هذا شيئاً من توافق خرتشوف وإيزنهاور، برغم الحرب الباردة، على مقت (الحداثة) في التشكيل والموسيقى؟!
إنجاز (التثوير/التغيير) بـ (الفنِّ) يعني، بمتلازمة ضروريَّة، إنجازه فيه هو نفسه. والمقصود، بطبيعة الحال، العمليَّة (الاستشرافيَّة) الجدليَّة، لا (الارتداديَّة) العدميَّة. لكن الأمر يتوقف، ليس، فقط، على مستوى تطوُّر أو تخلف الحساسيَّة الاجتماعيَّة لدى كلِّ فنان، وإنما، أيضاً، على مستوى تطوُّر أو تخلف أدواته الفنيَّة، حيث يقع الناتج، لجهة المضمون والأسلوب والشكل، إما (رجعياً/باهتاً) يفسد الذائقة، فيهوي بها في قيعان الرتابة وضيق الأفق والانحطاط؛ وإما (تقدمياً/مدهشاً) يرفع المتلقي إلى مستوى (الثوري)، ويرتاد بعقله ووجدانه أفقاً وراء أفق من الوعي الطازج بحقائق الحياة، محفزاً على الاستكشاف المتجدِّد لعلاقات الناس والأشياء، ومفجِّراً لأرقى ما في طبيعة التكوين الإنساني من عواطف وأحاسيس.
ولأن إنتاج الفنِّ وتذوُّقه ليسا ظاهرتين (بيولوجيَّتين)، فإن عامل السِّن، بخلاف ما قد يتوهَّم البعض، ليس بذي أهميَّة في هذا الأمر؛ إذ قد ينتج أو لا ينتج، يتذوَّق أو لا يتذوَّق، أيَّاً من النوعين فنانون أو متلقون شباب أو شيوخ .. لا فرق!

السبت
لو كان النظام الحاكم يتسم بأدنى قدر من الشفافية، لما احتشدت المجالس، والمنتديات، والحافلات، وخطوط الهاتف، وصيوانات العزاء، وونسات المكاتب، والمواقع الاسفيريَّة، والرسائل الاليكترونيَّة، وإفطارات الشارع الرمضانيَّة بكلِّ هذا القدر من (الشائعات) عن أسباب إقالة معتمد الخرطوم، فما بالك بما هو أجلُّ وأخطر؟!

الأحد
روى ابن خلكان أن رجلاً أتى الحسن البصريَّ يسأله:
ـ "إني حلفت بالطلاق أن الحجَّاج في النار؛ فما تقول: أقيم مع امرأتي أم أعتزلها"؟!
فأجابه الحسن:
ـ "والله ما أدري ما أقول لك! لقد كان الحجَّاج ظالماً فاسقاً، ولكن رحمة الله وسعت كلَّ شئ"!
فتوجَّه الرجل إلى عمرو بن عبيد، شيخ المعتزلة، ليعرض عليه محنته، فأفتاه عمرو قائلاً:
ـ "أقم مع زوجتك، فإن الله تعالى إذا غفر للحجَّاج لم يضرك الزنا"!



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَوْسِمُ اللَّغْوِ خَارِجَ الشَّبَكَةْ!
- أَنَا .. يُوليُوسْ قَيْصَرْ!
- يَا لَبَرْقِ السَّلامِ الخُلَّبْ!
- نَزِيهْ جِدَّاً!
- نضمي .. نضمي .. نضمي!
- أنَا .. عَبْدُ المَأمُورْ!
- عَنْ شَرَاكَةِ الحِصَانِ وصَاحِبِهِ!
- سِيكُو!
- مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!
- الحَنْجُورِي!
- وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!
- القَدَّال: كَثُرَتْ تَوَاريخُ المَرَاثِي!
- وَدَاعاً .. يَا حَبيبْ! إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام
- كُنْ قَبيحَاً!
- جَثَامِينٌ فِي حَشَايَا الأَسِرَّة!
- قُبَيْلَ حَظْرِ التَّجْوَالْ!
- قَانُونٌ .. دَاخلَ خَطِّ الأَنَابيبْ!
- أَلاعِيبٌ صَغِيرَةْ!
- النَيِّئَةُ .. لِلنَارْ!
- أوريجينال!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - بَيْنَ خَازُوقَيْن!