أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - عَنْ شَرَاكَةِ الحِصَانِ وصَاحِبِهِ!















المزيد.....



عَنْ شَرَاكَةِ الحِصَانِ وصَاحِبِهِ!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 10:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رزنامة الأسبوع 28 أبريل – 4 مايو 2008
الإثنين
لم يكن النجَّار الأمدرماني سليمان محمود قد وُلِد بعد، عندما هبَّت المدينة مفزوعة من نومها، فجر الثاني من يوليو عام 1976م، على دويِّ الدانات تتفجَّر من سطح (قصر الشباب والأطفال)، ومن أعالي البنايات في محيط (سلاح المهندسين) و(السلاح الطبي) و(جسر النيل الأبيض)، وعلى زخَّات الرصاص تنهمر بكثافة فوق الأسقف الواطئة لبيوت الطين القديمة، وتخترق حيشانها الضيِّقة، وفيرانداتها المفتوحة، ونوافذها الخشبيَّة العتيقة، وعلى وقع أقدام مقاتلي (الجبهة الوطنيَّة السودانيَّة) المكوَّنة، آنذاك، من حزب الأمة والاتحادي الديموقراطي والاخوان المسلمين، القادمين لتوِّهم من عمق الصحراء الليبيَّة، حيث جرى تدريبهم وإعدادهم للاجهاز على سلطة النميري في الخرطوم، يجوسون عبر الطرقات والأزقة الترابيَّة المتعرِّجة، في بانت والموردة وحي الضباط وابكدوك وسائر أحياء أم درمان الجنوبيَّة، وهم يبحثون عن جرعة ماء تبلُّ عطشهم، مدجَّجين بمدافع (الآر بي جي) التي ما سمع الناس بها إلا في يومهم ذاك، مثلما لم يسمع أمدرمانيو 1898م يمدفع (المكسيم) إلا يوم (كرري)!
لكلِّ ذلك حقَّ لسليمان الشاب الذي وُلد بعد (غزوة الجبهة الوطنيَّة) بثماني سنوات، وعمره الآن 24 سنة، أن يرفع حاجبيه دهشة بإزاء مشهد مقاتلي (حركة العدل والمساواة) الدارفوريَّة يقتحمون المدينة بعرباتهم وأسلحتهم الثقيلة، عصر السبت 10/5/08، وهم يلهثون من العطش، ليقول لمراسل يو إس تودي بالفم الملآن: "هذا شئ لا يمكن تخيُّل حدوثه مطلقاً!" (الرأي العام، 14/5/08).
..........................
..........................
لم يحر نميري المفزوع، يومذاك، حيلة يحشد بها تأييداً يعوز نظامه المعزول إلا باستثارة وطنيَّة الشارع عبر خطاب شعبوي ديماجوجي يلصق تهمة (الارتزاق) بالمهاجمين، مستغلاً واقعة تدريبهم في ليبيا وتحرُّكهم منها، من جهة، ومظهرهم ولهجتهم مِمَّا لم يعتد عليه سكان العاصمة من الجهة الأخرى، فضلاً عن عنصري المفاجأة والرعب اللذين باعدا ما بين الحركة والشارع منذ الوهلة الأولى. ومع ذلك كانوا، عَلِمَ الله، أهل بلد، وذوي قضيَّة، وفيهم حكام اليوم، وما كانوا يخوضون حرباً بالوكالة! وأكثر ما يقلقني الآن ما يردِّده البعض حول عدم استواء (العربي) الذي يتكلم به المتهمون .. قال سائق رقشة ألقى القبض على أحد الصبية إن أكثر ما استرابه فيه (العربي المكسَّر!) الذي يتحدث به (الرأي العام، 16/5/08).
هكذا أخذ نظام النميري الناس بالشبهات، بلون البشرة، بلهجة اللسان، بعدم إتقان (عربي أم درمان)، وراجت، وقتها، أخبار إعدامات بلا محاكمات، ودفن أحياء في مقابر جماعيَّة أرغموا على حفرها بأيديهم! وشارك في تعزيز ذلك المناخ، للأسف، صحفيون وإعلاميون وكتاب روَّجوا للمصطلح البغيض، فأسهموا في إزهاق أرواح بريئة، وإرسال الناجين من الموت إلى السجون والمعتقلات!
..........................
..........................
والآن، إفتح أيَّما صنبور ماء في بيتك لينهمر السؤالان اللذان لا ثالث لهما في الصحف، والفضائيات، ومداولات البرلمانيين، وثرثرات الهواتف، وونسات المكاتب، وصيوانات العزاء: أحدهما يطلب تفسيراً من الحكومة لكيفيَّة قطع هؤلاء المقاتلين، ويغلب إطلاق صفة (المرتزقة) عليهم، مسافة 400 ميلاً، جُلها عبر صحراء جرداء، دون أن يواجهوا أيَّة مقاومة، من أبَّشي إلى شارع العرضة بأم درمان! والآخر يطلب توضيحاً من (الحركة) نفسها للهدف الاستراتيجي النهائي من (غزوتها) تلك!
السؤال الأوَّل انطرح من زوايا مختلفة. فقد أثير، مثلاً، في سياق الجدل الفني البحت من زاوية العلوم العسكريَّة، على غرار ما كتب العقيد محمد عجيب محمد، رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، منتقداً خطة منازلة المهاجمين في شوارع أم درمان بقوله: "لم نسمع من قبل باستدراج لقوَّات معادية إلى داخل الأرض الحيويَّة" (القوات المسلحة، 12/5/08)، وما ردَّ به عليه الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع، بنفيه، مرَّة، أن تكون الحكومة قد خططت للمعركة داخل المدينة، وبقوله، مرَّة أخرى: "لو قيل لي ضع خطة لفضلت أن أستدرجهم داخل المدينة" (الرأي العام، 17/5/08). وأثير الأمر كذلك ضمن محاولة بعض منسوبي النظام فضَّ الغرابة البادية على الحدث كما في قول د. مهدي ابراهيم بأن "إمكانات الجيش ضعيفة .. والخرطوم ليست عصيَّة على أيَّة قوَّة" (أجراس الحريَّة، 14/5/08)، الأمر الذي دحضه، في اليوم التالي مباشرة، رئيس الجمهوريَّة، القائد الأعلى للقوَّات المسلحة، واصفاً الخرطوم بأنها "مقبرة للغزاة والطامعين في حكم السودان" (أجراس الحريَّة، 15/5/08)، وأثيرت المسألة، أيضاً، في تصريح د. مطرف صديق، وكيل وزارة الخارجيَّة، بأن "المتمردين تلقوا دعماً من داخل الجيش" (الرأي العام، 14/5/08 ـ نقلاً عن يو إس تودي). كذلك انطرح الأمر داخل الهيئة التشريعيَّة، إما كتعبير عن غضب الموالين إزاء التقصير البادي في أداء نظامهم، ومن ذلك اعتبار النائب عن الحزب الحاكم عثمان نمر أن "ما حدث يؤكد تهاون القيادة" (أجراس الحريَّة، 14/5/08)، وإما من باب التعريض بكفاءة النظام، وهو بابٌ مطروق، على أيَّة حال، ولا جديد فيه إلا من جهة الكمِّ، ضغثاً على إبالة فحسب، إذ ما أغنى المعارضة عن ملاحقة المزيد من الشواهد الطازجة على هذا الصعيد!
وأما السؤال الآخر فإجابته تبدو مشمولة بذات المعالجات التي وردت على السؤال الأوَّل! فرغم إصرار محلل مرموق كأليكس ديوال على حصر استراتيجيَّة (الغزوة) في هدف وحيد هو (السلطة) Its aim was nothing less than taking power، إلا أن ردود الأفعال المشوبة بالتناقض والارتباك لهُيَ مِمَّا يُتصوَّر، عقلاً، أن تكون هدفاً استراتيجياً لتلك (الغزوة) تحت عنوان رئيس: (توسيع رقعة حرب دارفور)!
..........................
..........................
إنها الحرب إذن! و .. "هِيَ الحَربُ مَا قدْ عَلِمْتمْ وذقتمُ"! والحرب في دارفور كلُّ أطرافها سودانيون! والحرب في أم درمان ليست أسوأ من الحرب في دارفور! والحرب بين أبناء الوطن الواحد ينبغي إنهاؤها! والحرب التي لا تنتهي تتفاقم! والحرب التي تتفاقم لا تعود ثمَّة حُرمة لأي شئ أمامها! والحرب التي لا حُرمة لشئ أمامها تحرق كلَّ ما تطال ألسنة لهبها من قيم ومبادئ .. في التاريخ كما في الجغرافيا!
على هذا ينبغي أن يتركز نظرنا، وفي معالجة هذا ينبغي أن نجتهد، وكلُّ ما سوى ذلك إنما خوضٌ لا معنى له في موج دائري لجب لا يبلغ بنا ساحلاً آمِناً، بقدر ما هو مرشَّح لأن ينخسف بنا في قيعان لا قرار لها من التنابذ بالأعراق، والاستعلاء بالإثنيات، والانشغال عن (المتون) بـ (الهوامش) من سنخ ذينك السؤالين، بما تناسل وما يزال يتناسل عنهما من أسئلة ملحاحة: (كيف) جاءوا؟! من (وراءهم)؟! (كيف) قطعوا كلَّ تلك المسافة؟! أكانوا (يستهدفون) وادي سيِّدنا أم السلطة ذاتها؟! أكان صواباً اختيار منازلتهم (داخل) أم (خارج) المدينة؟! الخ .. الخ.
الشاهد أن الحكمة تقتضينا، من كلِّ بُدٍّ، أن ننفكَّ، فوراً، من إسار هذه الأسئلة المتناسلة بلا نهاية، طالما أن الحرب هي الحرب، وتفاصيلها هي تفاصيلها، وأن ننفض أيدينا تماماً عن صمغها اللبيك، لنعود ننشغل بما هو أجدي، بالسؤالين الأكثر ذكاءً وزكاوة: مَن (هم)؟! وما هي (دوافعهم)؟!

الثلاثاء
ما كدت أبدأ بشهيَّة مفتوحة، وأنا بعدُ في القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، حتى اضطرتني متابعة أحداث (غزوة أم درمان) المحزنة، عبر الفضائيَّات، للتوقف عن مطالعة النسخة التي أهدانيها الصديق العزيز الباحث والكاتب المصري البارز نبيل عبد الفتاح، مساعد مدير مركز الدراسات السياسيَّة والاستراتيجيَّة بالأهرام، من كتابه القيِّم (الخوف والمتاهة ـ الإسلام والديموقراطيَّة والعولمة ـ الحالة المصريَّة)، الصادر للتو، في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة، عن (دار ميريت)، بثمانية عشر فصلاً مع الوثائق، في 517 صفحة من القطع المتوسط، وكانت طبعته الأولى قد صدرت في خمسة فصول عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان عام 2006م. وهاأنذا أعود لتصفحه هنا، تصفحاً أولياً، بعد أن هدأت الأحوال شيئاً.
يتصدى الكتاب لقضايا عالم المابعديات، لا سيَّما علاقات الثقافات والأديان والمذاهب والمعتقدات والتأويلات، ودراسة أثر التغيُّر العولمي على الاسلام، وبالأخص الاسلام المصري، من منظور القيم والنظم والآليات الديموقراطيَّة في عالم ما بعد 11 سبتمبر. ويركز، في هذا الإطار، نظراً باطنياً عميقاً على أسئلة تطوُّر الدولة والمجتمع الكيرى، من خلال تحليل منظومات صراع الأفكار ضمن الأسواق السياسيَّة والدينيَّة والمذهبيَّة والرمزيَّة في تفاعلها مع الأسواق العولميَّة والاقليميَّة. وتتراوح موضوعاته، بفرادة وطرافة، ما بين إشكاليات الدين، والدولة، والدستور، والمواطنة، والجهاد، والحجاب، والحسبة، والمراجعات الفقهيَّة لجماعات الاسلام السياسي، ومعضلات دمجها في هياكل النظام، وأزمات الفكر الاسلامي، وآفاق الاصلاح والتجديد الديني، فضلاً عن أسئلة الابداع واللغة والشعر والحريَّة.
والكتاب، عموماً، وجبة فكريَّة دسمة، وتستوجب قراءته قدراً من التمكث والتأني، وسوف أعود إليه، قطعاً، في رزنامات قادمات، فما قصدت من هذه الكلمة القصيرة سوى أن أنوِّه به فحسب، وأن ألوِّح لمؤلفه بالتحيَّة، من على البُعد، تقديراً لما سكب فيه من جهد مرموق.

الأربعاء
بالأمس فرغ (العدَّادون)، والحمد لله، من طرق أبوابنا! طوال أيام (التعداد) لم يكن بصحبتهم (مراقبون) ولا يحزنون، فهؤلاء سمعنا عنهم سمعاً، لكننا لم نرهم! وحتى لو رأيناهم فما نحن بعارفين لهم شغلاً محدَّداً، أو صفة معيَّنة، أو لأيَّة جهة هم، في حقيقتهم، يتبعون!
سألونا فقط عن الاسم، والعُمر، والانتماء (الإقليمي) بحسبان السودان مقسَّماً، فقط، إلى (شمال) و(جنوب)، وذاك، لعمري، باب في عمى البصيرة عجيب!
لم يسألونا عن التعليم، ولا المهنة، ولا الدخل السنوي، ولا ملكيَّة المسكن، ولا عدد غرفه، ولا نوع صرفنا الصحِّي، ولا موتانا خلال الأشهر الماضية، ولا استهلاكنا من الماء أو الكهرباء أو الوقود .. الخ، دَعْ أن يسألونا عن الدين أو العرق أو اللغة!
زرت صديقاً في بيته فألفيته وأهله يكادون يفطسون من الضحك! إيه الحكاية؟! قال: لمح (العدَّادون) عاملة البيت فأرادوا أن يعدُّوها، فقال لهم:
ـ "ولكنها أثيوبيَّة"!
فقالوا:
ـ "ولو"!
ثمَّ سألوه عن اسمها، فأجاب:
ـ "مَلو"!
فسألوه:
ـ "مَلو منو"؟!
فأجاب بسرعة .. ليخلص:
ـ "مَلو حرداس"!
ولدهشته عادوا يسألونه:
ـ "حرداس منو"؟!
فما كان منه، عند هذا الحدِّ، إلا أن صرخ بأعلى صوته:
ـ "ياخوانا إنتو بي صِحَّكم"؟!
..........................
..........................
صحيفة استبيان بائسة لا تفي حتى باحتياجات (العمليَّة الانتخابيَّة)، ناهيك عن (المعلومات الديموغرافيَّة)، وما إلى هذا من كلام كبار كبار ما انفكَّ الراديو والتلفزيون يصُبَّانه في آذاننا صباح مساء!
مع ذلك لا يمكن أن تقوم (انتخابات) بدون (تعداد) .. ولو بهذه الصورة البائسة!
و(الانتخابات)، بصراحة، وإلى حين إشعار آخر، هي الطريق الوحيد المتاح أمام القوى ذات المصلحة في تغيير تركيبة الحكم لصالح السلام والوحدة والتحوُّل الديموقراطي، فخيار (الانتفاضة) لم يعُد ضمن (أجندة المعارضة)، حسبما صرَّح بذلك زعيم أكبر أحزابها (الأحداث، 5/4/08)، وهو ما ينفكُّ يوغل في الالتحاق بهجين السلطة كي يأكل بالماء خبزاً يا طالما أباه مملحاً!
لقد أثبتت تجربة أكثر من ثلاث سنوات على اتفاق السلام والدستور الانتقالي أن اللحن اليتيم الذي تجيد (أوركسترا الانقاذ) عزفه هو التلكؤ والتباطؤ والمماطلة في فتح الطريق أمام إنفاذ الأهداف الرئيسة لهتين الوثيقتين! فأخطر القوانين لم تعدَّل بعد، وأخطر المفوَّضيات لم تؤسَّس بعد، وأخطر القرارات لم تتخذ بعد! بل حتى عندما سعت أحزاب المعارضة إلى رئاسة الجمهوريَّة لتسليمها مذكرة بملاحظاتها حول (قانون الانتخابات)، فإن الأخيرة قرَّرت أن تخصِّص اجتماعاً لـ (النظر!)، أوَّلاً، في (الكيفيَّة!) التي (سوف!) تستلم بها تلك المذكرة (الرأي العام، 23/4/08).
وما ذلك بسبب (الكسل) أو النزعة (البيروقراطيَّة)، مثلاً، لا سمح الله، بل لأن تنفيذ الاتفاقيَّة يتصادم والاستراتيجيَّة نفسها التي تقوم عليها (الانقاذ)!
ومع نسبة الأغلبيَّة الميكانيكيَّة التي تتكئ عليها في مستوى القرار السياسي، فضلاً عن سيطرتها التامَّة على الثروة، فإنها لا تجد نفسها ملزمة ولو بتوضيح سبب واحد لهذا التلكؤ والتباطؤ والمماطلة!
وهكذا فالانتخابات، بكلِّ المعايير، هي الوسيلة السلميَّة الوحيدة المتاحة، في الوقت الراهن، لإحداث الاختراق المطلوب في تركيبة الحكم القائمة، ولو بأدنى تعديل في النسب المئويَّة الحاليَّة التي تشكل العقبة الرئيسة أمام إنفاذ اتفاقيَّة السلام! وهي، إلى ذلك، ليست، فحسب، إحدى أهمِّ آليات تطبيق (نيفاشا)، بل والمعيار الأساسي لتحديد الأوزان السياسيَّة بصورة يفهمها ويحترمها المجتمع الدولي الذي صار، شئنا أم أبينا، كفيلاً للاتفاقيَّة من زاويتي القانون de jure والواقع de facto، علماً بأن الانتخابات جزء لا يتجزأ من هذه الاتفاقيَّة. فإذا ما جرت بهذه الكيفيَّة، فليس لأحد أن يتوقع من هذا المجتمع الدولي أن يفهم أو يحترم، ناهيك عن أن يتعاطف مع الخاسر الذي سوف يتفرَّغ للبكاء على اللبن المسكوب إن هو أضاع وقته في الحجاج الفارغ واللجاج الأفرغ، ولم يُعِد للمعركة عدَّتها كما ينبغي!
إذا اتفقنا على (واقعيَّة) هذه الرؤية، بكلِّ ما قد تنطوي عليه من إيلام للكثيرين، فإن السؤال الذي ربَّما كان أكثر إيلاماً، والذي ما يلبث أن ينطرح مباشرة هنا هو: ما فرصة قوى السلام والتغيير الديموقراطي في هذه الانتخابات؟! ما الذي تستطيع تحقيقه بخوضها؟! هل (اكتساحها) بالكامل؟! هل (كشط) المؤتمر الوطني من الساحة السياسيَّة نهائياً؟!
لا أعتقد أن عاقلاً واحداً يمكن أن يكابر في أن تطلعاً كهذا لا يخرج، قدر عقلة إصبع، عن دائرة (التفكير الرغبي)، إن لم تكن دائرة الغفلة .. عديل، وذلك بالنظر إلى جملة الظروف الموضوعيَّة والذاتيَّة المحيطة، والانتخابات لم يتبق على موعدها سوى بضعة أشهر!
ويلتحق بذات الدائرة، يقيناً، ولنفس الأسباب، (توهُّم) أيٍّ من هذه الأحزاب لإمكانيَّة (اكتساحه) لهذه الانتخابات منفرداً!
وإذن، واتساقاً مع هذه (الواقعيَّة)، فإن الممكن الوحيد، في ظلِّ هذه الظروف، هو البدء فوراً في تحشيد كلِّ طاقات تيَّار السلام والديموقراطيَّة، بما في ذلك الحركة الشعبيَّة، بل بما في ذلك حزب الأمَّة، في تحالف انتخابي، بسقف في غاية العلو، وبهدف في غاية التواضع: (إفقاد المؤتمر الوطني أغلبيَّته المطلقة)!
خوض الانتخابات بانفراد، وبالتالي خسارتها، لن يعني سوى استمرار المؤتمر الوطني في الحكم لسنوات طوال قادمات، بعد أن يكون قد أسقط، بشهادة العالم كله، حُجَّة عدم شرعيَّته، بل واكتسب، فضلاً عن (شرعيَّة نيفاشا)، شرعيَّة مضافة، وربَّما أقوى بما لا يُقاس، هي (الشرعيَّة الانتخابيَّة) .. ولات ساعة حائط مبكى!
أما توهُّم إمكانيَّة عقد تحالف انتخابي (ذكي!) مع المؤتمر الوطني ففكرة في غاية الـ (...!)، بل هي محض (لقية!) مجانيَّة سوف تقع للمؤتمر الوطني من السماء! اللهمَّ إلا إذا استطاع أصحابها إقناعنا بوجود سبب واحد يجعلهم ينالون من (شراكة الحصان وصاحبه) هذه، بتعبير صديقنا فاروق جادكوث، ما لم تنله يد سلفاكير أو مِني أركوي أو موسى، دَعْ الآخرين الذين ما كانت حظوظهم الأدنى لتخفى منذ البداية!
وأما (مقاطعة) الانتخابات، كخيار، فمحض (حَرَد سوق) لن يضرَّ الانقاذ شيئاً، بقدر ما سيزيح من طريقها عبء (المقاطعين) بلا جهد تضطر لبذله! وهَبْ أن ذلك لم يحدث، وأن (المقاطعين) تمكنوا من (تأجيل) الانتخابات، فهذا، أيضاً، ما تريده (سرورة)! إذ ما أحبَّ لنفسها من هذا (التأجيل) وهي في سدَّة الحكم، وحبَّذا (الإلغاء) نهائياً لو تيسَّر! لكن واهمٌ من يتصوَّر أنها يمكن أن تجرؤ على ارتكاب حماقة كهذه من تلقاء نفسها! ما ستفعله هو أنها ستبذل أقصى جهدها لدفع الآخرين دفعاً، إن وجدت فيهم ما يكفي من الغفلة، لارتكابها .. بأنفسهم!
ليس من بديل، إذن، عن (تحالف انتخابي) بعرض السماوات والأرض، وبأكبر قدر مِن التنازلات، بين كلِّ مَن يزعمون أنهم أهل مصلحة في (نيفاشا) بهدفيها المعلنين: (السلام والتحوُّل الديموقراطي)، مع تأجيل كلِّ اختلاف آخر، بالغاً ما بلغ من المشروعيَّة، لأجل قلب معادلة النسب المئويَّة النكد التي تغلق الطريق حالياً أمام تنفيذ الاتفاقيَّة. وللمرَّة الألف نقول ولا نملُّ التكرار: هذا أو الطوفان!

الخميس
بضع عبارات صاعقات من عيار يجعل شَعْرَ أصلب الرءوس عُتوَّاً يقفُّ، وأشدَّ الأبدان استرخاءً تقشعرُّ، وأعمق الضمائر سهواً تستوفز، وأكثر العقول لهواً تستيقظ، وقد سمعناها، صديقي عالم عباس وشخصي، من تلفاز مكتبي ظهر اليوم ، واتفقنا على خطرها وأثرها الاستثنائيين، وذلك ضمن كلمة الفريق سلفا كير ميارديت في افتتاح المؤتمر الثاني للحركة الشعبيَّة بجوبا، وأرجو أن يكون الجميع، أيضاً، قد استقبلوها على هذا النحو! قال:
(1) "وثيقة الحقوق ستكون قوقعة فارغة في ظلِّ سيادة القوانين المقيِّدة للحريات! فأجهزة تنفيذ القانون ما زالت تعمل بقوانين ما قبل اتفاقيَّة السلام! والجهاز القضائي متباطئ في تحقيق الانسجام بين التشريعات وبين الدستور الذي هو القانون الأساسي للبلاد"!
(2) ظلت الحركة الشعبيَّة ضدَّ الاعتقال التعسُّفي، وضدَّ الرقابة على الصُّحف، وضدَّ منع التجمُّعات المشروعة، وضدَّ تضييق الخناق على القادة السياسيين. لهذا وضعنا هذه الأمور ضمن أولويات أجندتنا حين انسحب وزراؤنا من الحكومة. ثمَّ اتفقنا في الرئاسة على أن تتوقف كلُّ الممارسات التي يشكل الاستمرار فيها تمرُّداً على سلطة الرئاسة! هؤلاء الخارجون على السلطة ملزمون بأحد أمرين: فإما أن ينسجموا مع الإرادة الوطنيَّة، أو أن يرحلوا عن السلطة"!
(3) "دعونا نكون واضحين: لا سلام بلا دارفور! والمعاناة المريعة التي يتعرَّض لها أهل دارفور لا بُدَّ أن تنتهي! فكيف يمكننا القول بأننا نعيش في سلام بينما دارفور تحترق! إن عقوداً من الحرب في الجنوب كان ينبغي أن تلقننا درساً بأن مشكلة الحروب الأهليَّة لا تعالج بفوهة البندقيَّة، بل بالإدراك السليم لجذور المشكلة، وبروح المصالحة، وبالإنصاف في الإقبال على حلها! لكن، رغم التقتيل المستمر، والتشريد الذي يعاني منه أهل الإقليم، ما زال ثمَّة من يظنُّ أن دارفور بخير! أيُّها الرفاق .. دارفور ليست بخير، ومن قمَّة عدم المسئوليَّة إنكار هذه الحقيقة، كما وأنه ليس من المقبول أخلاقياً الاستهانة بكلِّ النداءات الوطنيَّة والإقليميَّة والدوليَّة للاسراع في إنهاء الحرب في دارفور! دعونا نأمل أن تكون الأحداث المؤسفة الأخيرة، والتي أدنَّاها في حينها، آخر جرس إيقاظ لنا"!
(4) "الفساد بأشكاله كافة، من نهب الموارد، والمحسوبيَّة، والرشوة، واستخدام الممتلكات العامَّة في الأغراض الخاصَّة، منتشر انتشاراً واضحاً في كلِّ المستويات الحكوميَّة، وفي جميع أنحاء السودان، ونحن ملزمون بمحاربته حرباً لا هوادة فيها! الإلتزام المطلق بمحاربة الفساد يجب أن يكون مسئوليَّة كلِّ واحد منا، ولا خيار لنا سوى ذلك إن كنا جادِّين"!

الجمعة
لكأن أم درمان لم يكفها مصابها الجلل في مواجهات أوَّل الأسبوع الماضي الدمويَّة، والتي ما يزال لصداها رهز ولذكراها إرزام، فعادت في آخره تودِّع، مكلومة، أحد أضخم أهرامات الشعر السوداني والعربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين .. محي الدين فارس عليه رحمة الله ورضوانه.
سرنا خلف جثمانه الطاهر نواريه الثرى، عصر أمس، بمقابر أحمد شرفي، ولما قفلنا راجعين كانت روحه الخلاقة تمشى بيننا، وتبعث خلف أضالع كلٍّ منا شيئاً من إرث إبداعه الوفير الذي لا طاقة للغياب على طيِّه، والذي سيبقى ما بقي في الحياة نبضٌ، وما بقي في النبض شعرٌ، وما بقيت في الشعر ذائقة.
تفجَّرت قدرات الفقيد الابداعيَّة ضمن حركة قصيدة التفعيلة التي رفدت واسترفدت مناخات التحرُّر الوطني، خلال خمسينات القرن المنصرم، من منصَّات (الواقعيَّة الاشتراكيَّة). ورغم أنه واصل إغناء المكتبة، على مدى أربعين عاماً، بالكثير من الأعمال الشعريَّة المهمَّة، إلا أن ديوانه الأوَّل (الطين والأظافر 1956م)، والذي أصدره حين كان ما يزال طالباً في معاهد العلم المصريَّة ما بين الاسكندريَّة والقاهرة، أحدث من الدويِّ، أوان ذاك، ما جعل عُمَد النقد الأدبي يصنفون فارس في عداد الشعراء الجُدُد، مع جيلي وتاج والفيتوري ثمَّ الحردلو لاحقاً، أو (الأولاد النوبيين) الذين اعترف النقاد ومؤرخو الأدب بفضلهم في إثراء قصيدة التفعيلة في مصر بما اجترحوا من نماذج عالية. وفي تقديمه للديوان كتب محمود أمين العالم عن مفهوم (الشاعر الجديد) أنه "أخذ يقترب بمضمون شعره من واقع الحياة اليوميَّة ـ حياة الناس، وأصبح شعره تعبيراً بسيطاً صادقاً عن آلامهم وآمالهم ومشاكلهم ومشاعرهم، وقد دفع هذا إلى التبسيط في لغة الشعر، والاستعانة بكثير من الألفاظ المستمدَّة من الأساطير والفنون الشعبيَّة" (الطين والأظافر، ط1، ص2).
تعميد أولئك (الشعراء الجُدُد)، وفيهم محي الدين فارس، ضمن تيار (الواقعيَّة الاشتراكيَّة)، إستقرَّ، منذ ذلك الحين، لدى العديد من النقاد والباحثين في السودان ومصر. وقد عاد عثمان عجيمي لينظر، بعد ربع قرن من الزمن، ومن خلال مقالته عن (الشعر السوداني الحديث)، في الحراكات الفكريَّة والوجدانيَّة التي أعادت نفراً من الشعراء "لمعاينة الواقع الذي دهمتهم جسامته، ثمَّ أفرزت، من ضمن تغيُّراتها الجذريَّة، ما أسمي بالواقعيَّة الاشتراكيَّة التي انحازت للطبقات الشعبيَّة الكادحة، وأشادت بنضالها، وقد صاحب التغيير النوعي الذي دخلت فيه المضامين الجديدة تجديدٌ في الشكل تجرَّأ حتى صرع نظام القصيدة الخليلي ببيتيَّته المقفلة، وأثبت له ممثلين: جيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن ومحمد مفتاح الفيتوري ومحي الدين فارس، ثمَّ جاء بعدهم صلاح احمد ابراهيم وعبد العزيز صفوت" (مجلة الثقافة السودانيَّة، ع/18، مايو 1981م).
وفارس من الشعراء الذين وعوا، خلال تلك الحقبة وضمن ذلك التيار، الجانب الأفريقي من هويَّتهم. وكان الفيتوري أبرز أولئك بالطبع، لكنه أبدى، من خلال دواوينه الباكرة، على عكس أعماله المتأخِّرة، شططاً في التعاطي مع قضيَّة العِرق الأفريقي واللون الأسود، إلى الدرجة التي أثارت عليه ثائرة نقاد كبار كالنويهي والعالِم وغيرهما. أما فارس فقد كان من الذين تميَّزوا، في تعاطيهم الشعري مع هذه القضيَّة، بوعي سياسي وإنساني أكثر عمقاً، الأمر الذي لفت نظر أولئك النقاد، ورتب لدرس مقارن حول هذه الإشكاليَّة في الشعر السوداني (أنظر مثلاً: محمد النويهي؛ الإتجاهات الشعريَّة في السودان ـ محمود العالِم؛ ديوان "أغاني أفريقيا" للفيتوري ـ عبده بدوي؛ الشعر الحديث في السودان ـ عبد الهادي الصديق؛ أصول الشعر السوداني).
..........................
..........................
وبعد، أيُّها الشاعر الفاره، طِبْ مرقداً، وليجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة، فلقد جعلت لحياتك معنى بأن نقشت اسمك عميقاً في (طين) لوح الشعر الخالد بـ (أظافر) إبداعك المرموق، وصرت، بذلك، واحداً من كبار الأدلاء عليه، الذين يؤرَّخ له بسيرتهم ويُؤرَّخ لهم بسيرته، ولعلَّ ذلك بعض ما بنى عليه (اتحاد الكتاب السودانيين) قراره بوضع اسمك على رأس قائمة من تشرَّف بتكريمهم، عن جدارة واستحقاق، خلال أوَّل مؤتمر لميلاده الثاني في سبتمبر 2006م.

السبت
الخرطوم بحري في 13/5/08
أخي الكريم سامي الحاج،
عليك سلام الله ورحمته، ولك من التهاني أعذبها، ومن الأمنيات أجملها، وأنت تغادر سجن غوانتنامو، بعد كلِّ تلك السنوات التي قضيتها معتقلاً فيه بلا محاكمة، بين أيدي جلاوزة ظلمة، تصارع الرُّعب فتصرعه، وتعود إلى حضن وطنك الوفي، وزوجتك الصابرة، وطفلك اللطيف، وأسرتك الممتدة، وأصدقائك الكثر، حفظك الله وحفظهم أجمعين.
أبعث إليك، أيُّها الأخ العزيز، بهذه الرسالة القصيرة مفتوحة هكذا، راجياً، في البدء، قبول اعتذاري عن هذا بأن فكرتها الأساسيَّة مِمَّا يصلح للتداول مع من يرغب في المشاركة. كما أعتذر عن تأخُّرها في بلوغك بسبب غيابي خارج البلاد خلال الفترة الماضية.
أما الفكرة نفسها، والتي أتمنى أن تحظى بقبولك، فإنها تقوم على يقين تكوَّن لديَّ من علاقة وطيدة مع السجن من موقع السجين، ومع الظلم من موقع المظلوم، بأنك لا بُدَّ قد تأمَّلت، وأنت في ذلك الغيهب البشع، فتجلى في ذهنك ووجدانك الآن، أكثر من ذي قبل، كون الظلم هو الظلم، بصرف النظر عن جنسيَّة الظالم أو المظلوم، وأن الاعتقال السياسي بلا محاكمة عادلة وناجزة، وبدون عرض المعتقل على قاضيه الطبيعي، لهو من أبشع صور هذا الظلم، خصوصاً حين يتلازم مع التعذيب.
وهكذا فإن غاية مبتغاي وأملي أن أحثك على تبني مشروع جليل تستثمر فيه ما توفر لشخصك المحترم من صيت، ولإسمك الكريم من رمزيَّة، وذلك لمناهضة مؤسَّسة الاعتقال الإداري من حيث هي، والدفاع عن حقوق المعتقلين السياسيين أينما كانوا، ولمناوئة التعذيب وحظره نهائياً، وبالأخص في بلدنا هذا، فلنبدأ به.
وثِقْ، يا أخي، أن آلاف المظاليم، وبالأخص مِمَّن مرُّوا، عبر مختلف العهود والأنظمة، بمثل هذه التجارب المريرة والخبرات المؤلمة، سوف يضعون أنفسهم وزمنهم وطاقاتهم، تطوُّعاً، رهن إشارتك، بمجرَّد إعلان استعدادك لإطلاق هذا المشروع المرموق.
وفي انتظار أن أسمع منك عمَّا قريب إن شاء الله، طبت، وعوفيت، وزال عنك الضرُّ والأذى.
أخوك كمال

الأحد
نصح حكيم مصري قديم بضع نصائح لابنه قبل أربعة آلاف سنة، منها: "يا بُنيَّ .. لا تكن ساقط الهمَّة أوان الشِّدَّة، ولا توقد ناراً لا تستطيع إخمادها، ولا تجعل لنفسك صوتين، وافعل الخير وارم به وسط النهر، وإذا فعلت معروفاً في خمسمائة وراعاه واحد فقط فحسبك أن بعضه لم يضِع، ولا تشاور عالِماً في أمر تافه، ولا جاهلاً في أمر جلل، وفشلٌ كريمٌ خيرٌ من نصف نجاح، والموت خيرٌ من الحاجة، ومن سرق جهد غيره لا يُبارَك له فيه، وما يسرق اللص بالليل لا بد يكشفه النهار، واعلم أن رفيق الحصيف حصيف، ورفيق الغبيِّ غبيٌّ، ورفيق الجاهل جاهل"!



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِيكُو!
- مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!
- الحَنْجُورِي!
- وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!
- القَدَّال: كَثُرَتْ تَوَاريخُ المَرَاثِي!
- وَدَاعاً .. يَا حَبيبْ! إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام
- كُنْ قَبيحَاً!
- جَثَامِينٌ فِي حَشَايَا الأَسِرَّة!
- قُبَيْلَ حَظْرِ التَّجْوَالْ!
- قَانُونٌ .. دَاخلَ خَطِّ الأَنَابيبْ!
- أَلاعِيبٌ صَغِيرَةْ!
- النَيِّئَةُ .. لِلنَارْ!
- أوريجينال!
- يَا لَلرَّوْعَةِ .. أَيُّ نَاسٍ أَنْتُمْ؟!
- وَمَا أَدْرَاكَ مَا .. حَدَبَايْ!
- كَابُوسُ أَبيلْ!
- غابْ نَجْمَ النَّطِحْ!
- بُحَيْرَةُ مَنْ؟!
- دِيْكَانِ عَلَى .. خَرَاب!
- صُدَاعٌ نِصْفِي!


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - عَنْ شَرَاكَةِ الحِصَانِ وصَاحِبِهِ!