أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رضاعة الكبار















المزيد.....

رضاعة الكبار


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2401 - 2008 / 9 / 11 - 06:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما حل موسم صيف جديد.... وبحثاً عن سياحة ثقافة وترفيه وإمتاع، ربما لا تتوفر عناصرها و مقوماتها في الكثير من بلادنا العربية، و في ظل محدودية الفرص المتاحة محلياً لذوي الإمكانيات المتوسطة؛ أحتار في إختيار المكان الأفضل لقضاء عطلتي الصيفية. وجوابا على السؤال المعاد والمعتاد " إلى أين الذهاب هذا الصيف"؟ الذي تطرحه الحيرة دوما بيننا كل مرة، لكن سرعان ما يتم الإجماع بعدها على "باريس" كوجهة مفضلة للعطلة الصيفية. ومن يقول باريس، يقول اللوفر" وما أدراك ما " اللوفر" الذي لابد من زيارته والاستمتاع بما فيه من نفائس وتحف ..
وأنا أتجول في متحف اللوفر الذي غص عن آخره بآلاف الزوار من كل الأجناس . أثار انتباهي منحوتة يونانية عظيمة لرجل بلحية كثيفة وهو منهمك في مص ثدي إمراة جميلة في رضاعة طويلة.. إستغرقني الإستغراب، ولبستني كل علامات التعجب والإستفهام، ليس بسبب ضخامة التمثال اليوناني، ولا لفنيته وروعة صنعه. لكن لعلة خفية شغلتني عن عظمة جماله وشدة اثقانه.. سرح بي التفكير بعيدا في دروب الذاكرة علني اجد بين ثناياها سببا وجيها لهذا الاستغراب، وذاك التعجب الذي لم يعترني وأنا أشاهد الكثير من المنحوثات المصرية و الاغريقية واليونانية الأعظم منه، والتي ملأت ردحات وفضاءات أضخم متحف في العالم ..لم يطل بي الدهول ولا التفكير، إذ سرعان ما ظهر سبب إندهاشي، وبدد علة إستغرابي، فزال عجبي من هذا العمل الفني الرائع.. تذكرت حينها أحد اللقاءات التلفزية التي لا أذكر بالضبط متى كان بثها، ولا على أية قناة شاهدتها، لكني لازلت أذكر جيدا أن منشطة الحلقة وكانت هي الصحفية المقتدرة هالة سرحان، وأن موضوع الحلقة والذي أثار ضجة كبيرة وقتها، كان بسبب ما أعلنه الدكتور عبد المهدي عبد القادر أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الازهر بخصوص فتوى ( رضاعة الكبار ) المبنية على حديث نبوي حاول اثبات صحته.. وطالب المسلمات بارضاع الرجال الغرباء خمس رضعات مشبعات حتى يصيروا أبناء لهن وقاية من الخيانة الزوجية!!!! و جدير بالذكر أن هذه الفتوى تنص على "جواز إرضاع الموظفة لزميلها في العمل حال وجودهما معا في مكتب واحد لمنع وجودهما في خلوة شرعية لتأمين السلام والأمن والاستقرار للمسلمين الموظفين كافة و لتقوية وإثارة الوشائج العاطفية بين الموظفين بهدف تقوية لحمة النظام الاجتماعي القائم على الإسلام وعلى الإيمان بالقدرة الفحولية للرجل المسلم" وقد أجازت الفتوى أن يرضع الرجل من صدر زميلته متى شاء في وقت الخلوة الوظيفية.. وأعطى مثالا بالسيدة عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت ترضع الصحابة والرجال الغرباء الذين يدخلون بيتها..
ذكرتني المنحوتة اليونانية بهياج وغضب الشيخ الملتحي ضيف البرنامج التلفيزيوني عندما ذكرته مستضيفته هاله سرحان بأن صحيحي مسلم والبخاري بهما الكثير من الأحاديث التي لا يمكن ان يصدقها العقل ولا تقنع حتى الاطفال، متسائلة عن رأيه في فتوى الدكتورعبد المهدي وعلاقتها بالحديث السابق من صحيح البخاري والذي خلاصته أن زوجات الرسول كن يرضعن الرجال الغرباء الذين يدخلون على الرسول وبعلم من الرسول طبعا فهو الذي اعطاهن الاذن بذلك لكي يجوز لهن حضور المجلس !!فلم يكن جواب الشيخ المستجوب إلا بتذكير المشاهدين، بأن المناقشة والتدقيق في ما لا نعرف كفرو إلحاد..
أي جهل وأي تخلف هذا الذي وصل إليه حال هؤلاء الذين يدعون بانهم يحملون راية الاسلام، علما بان هذا الحديث وموجود في البخاري وهالة سرحان جاءت حتى برقم الصفحه، وهذا اكبر دليل على بطلان وعدم صحة العديد من الأحاديث التي نقلت عن وعن وعن وعن ونسبت للرسول العظيم، وأن الكثير من الأحاديث لا يمكن أن تكون قد وردت على لسان رسول الله ونبى الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان عف اللسان، سوي الخلق، لا ينطق عن الهوى، وقد قال عنه رب العالمين وإنك لعلى خلق عظيم، وأن الدين وجد ليسهل أمور الناس وأن ما أحله الله لا يحرمه إنسان وأن التحكيم إلي العقل هو الاساس.
لقد كان لفتوى لدكتور عبد المهدي عبد القادر صدى واسع النطاق في الكثير من بلاد الإسلام عامة، بالجزائر خاصة، حيث إشتكت زوجات من تهديدات بالطلاق بعد رفضهن طلب أزواجهن بإرضاع أصدقائهن عند استضافتهم في البيت. و قال الشيخ شمس الدين بوروبي إن الجزائر اليوم مهددة بخطر إسمه "الطائفية" بسبب ما وصفه بـ" الفتاوى المستوردة و المعلبة" كتلك التي تبيح رؤية الخاطب لعورة مخطوبته "حتى السوأتين" و طالب بتدخل رجال الدين و الساسة ووقف الخطر وإلا سيترتب عن ذلك؟ حرب أهلية ؟ حيث إستغل العديد من الجزائريين فتوى جواز رضاعة الكبار لإستباحة بعض الأمور تحت غطاء الدين، و كشف الشيخ في لقاء بـ"الشروق اليومي "،أنه بحكم وظيفته كمفتي و ناصح عن ورود عدة إتصالات على صلة بهذا الموضوع مؤخرا " هناك العديد من الحالات التي وصلتني حول موضوع رضاعة الكبار " لكنه يذكر ما يقول "حزت في نفسي كثيرا" و تحدث عن إتصال سيدة من العاصمة "تبكي بكاء مرا و هي تقول أن زوجها السلفي المتدين الملتزم طلب منها بمناسبة شهر رمضان المبارك أن ترضع صديقه المتدين أيضا و ذلك حتى يتمكن من قضاء شهر رمضان في بيتهم و الإفطار معهم و كانت المرأة شديدة الإنفعال و التأثر " مشيرة أن زوجها هددها بالطلاق في حال عدم تنفيذ أمره .
وكما كان للفتوى إياها صدى في الشرق، فقد عرفت صدى مماثلا في أوروبا أيضا وخاصة هنا في فرنسا التي لا زال بعض من التقيتهم يتفكهون بهذه الفتوى رغم مرور وقت طويل على إصدارها، حيث سارعت وكالات الإعلانات العالمية إلى ترجمة هذه الفتوى العبقرية إلى الكثيرمن اللغات قصد الإساءة بها إلى الإسلام والمسلمين، فقد جاء في إعلان أوربي تديره وتشرف عليه الآنسة بولي لانجر:
لممارسة الرضاعة للكبار استنادا إلى الفتوى التي تجيز الرضاعة بين سيد وسيدة باعتبارها الشكل الأرقى من أشكال غزو جسد المرأة الموظفة لتحقيق تلاقي ثقافتين عصريتين : ثقافة الفم وثقافة النهد خلال ساعات الفراغ في الوظيفة ..! عليه اتباع التفاصيل التالية :
(1) في حالة عدم السماح لتأسيس مكاتب الرضاعة في جمهورية مصر العربية فأن مكاتب الرضاعة الأوربية قادرة على استيعاب السياح المصريين الرضع من الجنسين وتأمين الإقامة اللازمة لأرقى أنواع الرضاعة ..!
(2) تستقبل مكاتب الرضاعة الأوربية السياسيين المصريين المسلمين دون ا ن تسجل أسماءهم الثلاثية الصريحة ..!
(3) تقدم خدمات خاصة مجانية للأزهريين الذين ولدوا يتامى ولم يرضعوا من ثدي أمهاتهم ..!
(4) الرضاعة على الثدي الأيسر بسعر 10 دولارات للدقيقة الواحدة لأنه قريب من القلب فربما يحركه لرضاعة أرقى ..!
(5) الرضاعة على الثدي الأيمن بسعر 7 دولارات للدقيقة الواحدة ..!
(6) الرضاعة من الثديين بسعر 20 دولارا لأنه يكلف السيدة المرضعة طاقة أكبر ..!
(7) في حالة رغبة الرضيع وضع عطور خاصة أو أي نوع من المعسولات يضاف مبلغ دولارين ..!
(8) الرضيع والمرضع يجب أن يكونا رقيقين وإلا فأنه تفرض ضريبة ايذاء بنسبة 19 % على الطرفين ..!
(9) على الرضيع والمرضوع تنظيف الفم قبل الرضاعة ..!
(10) من يحمل تفويضا صريحا من أي أستاذ في الأزهر الشريف ينال تخفيضات بنسبة 50% ..!
(11) لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال برقم الهاتف 0123698745 للحجز الفوري ..!

عاشت الفتاوى الإسلامية ولتسقط إلى الأبد أوراق التوت عن فتاوى علمائنا الذين بين الحين والآخر يخرجون علينا بفتاوي تؤكد انه بينهم وبين الفهم والعقل عداوة شديدة، وأنَّ الجنون ليس مُقتصراً على مجال واحد، أو على طبقة واحدة، بل إنه موزع على كل الطبقات، وعلى جميع المجالات والتخصصات. ذلك حتى لا يقال إنَّ طبقة دون أخرى مختصةٌ بالجنون، أو إنَّ تخصصاً ما من شأنه أن يُنتج الجنون والهَبل. فمافتوى " رضاعة الكبار". فتوى الشـــــيخ رشاد حسن خليل عميد كلية الشريعة والقانون السابق، التي أثارت جدلا بين عدد من اساتذة الشريعة في مصر، والقائلة بأن التجرد مــــن الملابس اثناء المعاشرة الزو جية يبطل عقد الزواج .وما إعتبر الشيخ عبد الله مجاور امين لجنة الفتوي في الازهر ان النظر الي الجسد مستحب باستثناء الفرج ومن ثم أوصي بأن يستتر الزوجان برداء أو غطاء أثناء... كل ذلك وغيره من الفتاوى والنصائح لدليل قاطع على أن الفقعاء والشيوخ هم أيضا عرضة للحمق والخبل.
وبالمناسبة تحضرني نكتة من وحي الفتوى، نقلا عن أحد النبهاء الذي قال أنه قابل أحد الفقهاء في أحد المستشفيات ، فسأله : ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ ؟.
قال الشيخ : أحلل السكر .
فقال السائل : كلنا نعرف أن السكر حلال ، ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- °°°الاغتصاب
- بريئة من ذنبها!!!
- °°°ماذا لو حكمت النساء العالم؟
- المرأة ضحية جمالها
- وراء كل إمرأة عظيمة رجل يستحق الاحترام والتقدير
- الضامة ملجأ مسني مدينة فاس
- °°° بسطاء يرفَعهم الفساد إلى طبقة الأثرياء!
- أندية للمتقاعدين؟‮!‬
- الألقاب الطريفة والمثيرة للسخرية
- الواقع شيء والمرتجى شيء آخر
- رقابة الانتخابات
- .فرخ الوز عوام
- بنك الزواج للمزلوطين!!
- °°°صراعات المنتخبين وتعاسة الناخبين
- الرصيف أو الطروطوار
- حيرة هلال
- °°° حزب الصم البكم الذين لا يقشعون.
- المنتخب متهم حتى تثبت براءته
- استطلاع الرأي ترف ديمقراطي لا نملكه
- ثقافة السلام وخطاب التحجر


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رضاعة الكبار