أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - المرة الأولى - قصة للأطفال














المزيد.....

المرة الأولى - قصة للأطفال


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 00:50
المحور: الادب والفن
    



قلب بكر ابن الخمس سنوات الورقة الأولى من دفتره ....
بكر يحمل قلم الرصاص في يده اليمنى ...
بكر يحاول ان يمسك قلمه بأصابعه الثلاثة – الإبهام والسبابة والوسطى – كما تفعل معلمته زينب ...
بكر لم ينجح في وضع القلم بين أصابعه كما تفعل معلمته .... يحاول ..... ويحاول .... مرة يضم أنامل أصابع يده اليمنى الخمس ... ومرة يفلت إصبعه الخنصر .
لكنه لم يرض عن كيفية إمساكه للقلم ، لأنه لا يشبه إمساك معلمته له .
... تتحرك الصفحة البيضاء مصفقة لبكر .... مثلما تصفق والدة لابنها الرضيع وهو يخطو خطوته الأولى متهيبا خائفا من الوقوع .
بكر يسمع الورقة تقول له : لا بأس يا صديقي ... هيا اكتب اسمك على صدري .... لا تتردد ... فيدك الصغيرة الجميلة وأصابعك تلتف على القلم كزهرة اللوز .
بكر يتشجع ... يحمل القلم بأربع اصابع ... يضغط على الورقة بقوة ... تنكسر رصاصة القلم بعد ان كتب حرف الباء " بــ " ابتسمت الورقة ... وقالت له : لا تخف يا عزيزي ....
غضب بكر..ألقى القلم على الدفتر وعاد الى سريره حزينا...رأته والدته ...خففت من روعه ...وقالت له:يحدث هذا دائما مع الأطفال جميعهم في مثل عمرك...لكن بما أنّك الأذكى فانك ستتعلم قبلهم ...طبعت قبلة على جبينه وهي تـُردد :هيا انهض يا بني وحاول مرة أخرى ،فأنا متأكدة أن محاولتك هذه ستكون ناجحة...نهض بكر على استحياء وتوجه الى الطاولة...
بكر يحمل المبراة ... ويبري القلم من جديد...
بكر يكرر المحاولة مرة أخرى...بكر لم يضغط على القلم بقوة مثل المرة السابقة ... بكر كتب من جديد بـ .....ك..... جاء حرف الكاف بين السطر الأول والثاني ... وحرف الكاف جاء على لاسطر الثاني.
الورقة تبتسم لبكر مرة أخرى وتقول له : ممتاز أيها الولد الوسيم، لكن يجب ان تكتب اسمك على سطر واحد ، حاول مرة اخرى .
بكر يمحو ما كتب .. يضغط على الممحاة .. يصدر صرير عن الورقة ... لكنها لم تتكلم ، الورقة تئن .. تنبعج الورقة .
بكر يغضب ... وتكشيرة تعلو وجهه.
الورقة تبتسم وتقول لبكر : لا عليك يا عزيزي ... اكتب مرة اخرى على صدر شقيقتي.
بكر يعتدل في جلسته ... يمسك القلم ...يكتب اسمه على صدر الورقة الجديدة ... يكتبه على السطر الأول بحروف كبيرة .
نسمة خفيفة تمر على وجه الدفتر ... الأوراق تتحرك وتصفق لبكر ...
بكر يسمع الورقة تقول له : ممتاز ايها الطفل الرائع ...
بكر يفرح كثيرا ... يشكر الورقة التي فتحت ذراعيها له ويكرر كتابة اسمه خمس مرات في كل سطر ...
بكر يكتب على سطر ويترك السطر الذي يليه الى أن امتلأت الورقة ...
في السطر الأخير كان اسم بكر جوهرة تتلألأ على صدر الورقة، فصفقت له بصحبة والدته التي فرحت لابنها الذي يتعلم اصول الكتابة والقراءة.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى احراق الأقصى
- محمود درويش يترجل قبل أوانه
- -ماء السماء-رواية النكبة بامتياز
- دولة الحلم ودولة الواقع
- كفى.....فقد بلغ السيل الزّبى
- كفى...فقد بلغ السيل الزّبى
- الصداقة - حكاية شعبية
- الحرفة اليدوية -حكاية شعبية
- الشكوى لغير الله مذلة
- جرائم بدون عقاب
- حرمة الأموات من كرامة الأحياء
- رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف
- الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة
- غاب وجاب -حكاية شعبية
- رواية -بير الشوم -عن نكبة الشعب الفلسطيني
- هكذا شيخ لهكذا أبناء - حكاية شعبية
- الحرية - حكاية شعبية
- -صبري عزام أبو السعود رواية مقدسية بامتياز
- معرض على هامش النكبة ليس على مستوى الحدث
- تخلف ما بعد الحداثة


المزيد.....




- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - المرة الأولى - قصة للأطفال