أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مهدي خوشناو - سهرة أخيرة لهبُ سرمدي..!..














المزيد.....

مهدي خوشناو - سهرة أخيرة لهبُ سرمدي..!..


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 06:38
المحور: الادب والفن
    


مالاشك فيه أننا معا شر الأكراد –وكما قلت في وقفة سابقة –أصبح لنا تاريخنا الخاص , وهو ليس تلك الأحزان والمصائب ، والمآسي – فحسب - بل والأهوال,  ..,والكوارث ، والمحن التي نتعرض لها، إلى آخر مثل هذا المعجم الذي يقطر مرارة وألماً ....و أسى.

و اذا كان في التاريخ الحديث ، ثمة انكسارات ، وفواجع ، مريرة ، تركت وشوما وندوباً  في قلوبنا وأرواحنا ، معاشر أبناء هذا الجيل الذي فتح عيونه على الهزائم ، واللوعة ، والاحباطات ، مع أننا لسنا استثناء في الشريط الزماني لأبناء الجلدة ، وإنما ، ها نحن نمضي ــ بدورنا ــ حاملين الجرح البروميثيوسي ، كضريبة غامضة لما تنته دورتها بعد .....!

 وهكذا ، فنحن نرمق في الآماد التي تفوح منها رائحتنا محض أرقام ، وتواريخ ، وأسماء ، ووجوه ، و خيبات، وخيانات ، مؤامرات  ~، مجازر مآس ... مآس .... مآس ... ـ اتفاقية الجزائر المشؤومة ــ انتكاسة الثورة ـــ رحيل البرزاني ــ حلبجة ، الأنفال ، وأخيراً جريمة 1/شباط 2004ــ دورة لا أحد يعرف متى بدأت ، ولم لا تزال تترك إثر سيرورتها كل مثل هذا الألم الكردي الغامض ....

مثل هذا الكلام ، لاشك يصفع مخيال أي كردي ـ أينما كان ـ بل أي شريف في العالم، ـ في زمان بات يحس فيه الكرد أنه قد عزّ فيه الشرفاء بحق !- إزاء تلقي النبأ الصاعق الذي سرعان ما رددته الجهات – ثكلى أو متفرجة –وهي تحمل رائحة الدم الكردي في استهلالة ألفية أخرى ؛علقنا على مشاجبها رايات الحلم ؛بعد مخاض جد عسير ؛و ضريبة جد باهظة من ذلك الدم الذكي ...!

ولعل فجيعة الكرد الجديدة في أول أيام عيد الأضحى (السعيد! ) والتي راح ضحيتها كوكبة من الشهداء الكرد , ناهيك عن العدد الهائل من الجرحى ,عبر خديعة غادرة ,إرهابية ,ارتكبتها أقذر الأيدي و العقول من سلالات قابيل , بعد إعلان حرب إعلامية قذرة , دبرت لمثل هذه المكيدة بإحكام ولؤم بالغ......!!

إنها حنكة الضغينة , راحت تدبر على هذا النحو لاغتيال قافلة من الكواكب الكردية في سماء كردستان ,كانت تتبادل الحب ,والغبطة ,و السكاكر,والورد ,فقدمت لها كتلة من الـ(TNT) النتن على شكل حزامين ناسفين تحزما بهما خنزيران بشريان يفتقدان أدنى القيم ، والأخلاق ، والضمير،  والحس, فراحا يفجران نفسيهما بيبهيمية محض ، وهماً منهما ,وممن وراءهما بأن مثل هذه الجرائم قد تثني الكردي عن متابعة حمل راية الحرية ، والمشعل الكاووي, ولعل الكرد الذين , لم يشهد تأريخهم منذ إعلانهم الثورة الكردية لنيل حقوقهم في التراب ، والماء , والهواء, والشمس , والخريطة,أن قاموا بمثل هذه الشنائع حتى بحق خصمهم , رغم تعرضهم لمثل هذه الجرائم من قبل عدوهم ,على نحو جينوسايدي منذ وميض الثورة الأول ,وحتى هذه اللحظة ,لأن روح الكردي أبية ,تربأ إلا أن تقاتل عدوا مسلحا يواجهه ـ بندقية ببندقية ـ في ساحات المعركة ,لا مدنيا أعزل .......كان في مأمن من الكردي على الدوام ، وهي لعمري أهم علامات الإباء الكردي.

إنها سنة أخلاقيات هذا الكردي......

هذه الأخلاقيات التي وجدتها – كشخص – في من شاهدتهم ,أو التقيتهم,من هؤلاء الشهداء الجميلين ,ترى –أو لم ير العالم أجمع كيف ان الشهيد شوكت يزدين-و بتواضعه الجم-أشرف على إطلاق سراح السجناء في كردستان /

كي تفرح بمرآهم أسرهم, رغم ارتكاب بعضهم أخطاء وهفوات قانونية,أوصلتهم إلى السجن ترجمة لنصوص القانون..... لا المزاج القانوني كما هي سنة دول الاستبداد .

وأكاد لا أنسى صورة الشهيد-سامي عبد الرحمن-وهو يسير في شوارع القامشلي , في ثمانينيات القرن الماضي ,دون أية مظاهر وهالات  مزيفة يحيط بها سواه نفسه في ما إذا كان قياديا في مؤسسة ، أو حزب , بل واللقاء الأخير به في فندق –هدايا-في القامشلي عقب انتفاضة1991-وهو يحدثنا عن الحلم الكردي ,ومستلزمات المرحلة المقبلة –ودور رسام الكاريكاتير والحاجة إليه.......!!

أما الصديق الشهيد الأديب مهدي خوشناو, فإنني لأعد نفسي عاجزا بحق عن الحديث عنه ,وهو تماماً ما جعلني أخرس أمام ذكراه ,فهو ذلك الكردي الطيب ,الشهم ,الغيور على انسانه,ووطنه ,و الإنسانية,

ولعلي لا أستطيع البتة أن أنسى سيدا مهدي –كما كنت أتلذذ بمخاطبته-لاسيما عندما فاجأني هو والصديق الأديب حسن سليفاني-متجشمين عناء قطع المسافات ، واجتياز الحدود لتقديم العزاء لي بوفاة والدي ذات يوم تشريني من العام 2002 باسم اتحاد أدباء كردستان ,ولعل الأمر يبدو عاديا- إلا في ما لو علمنا  ان زملائي في اتحاد الكتاب العرب ,ـ وأنا أحد هؤلاء ـ  لم يتذكر أداء مثل هذا الواجب، وهو حقهم الطبيعي. بيد أنني شعرت كم  لنا من أهل ، وسند روحي شاهق ، رغم بصمات سايكس بيكو التي حاولت  وأد خريطة الحلم.

لم أكن أعرف ,أن تلك السهرة الاستثنائية التي سهرناها معا ، حيث كنا نصغي إلى هذا المثقف الكردي الاستثنائي,ونسمع نبرات صوته المضمخ برائحة الجبال والينابيع والحلم, نخطط لأشياء كثيرة,سرعان ما راح يترجمها – فور أن حط الرحال في كردستان – من خلال رسائل متواصلة تطفح بحنينه الكردي الجميل,ويطمئننا بين الفينة والأخرى على أوضاع هذا الجزء من القلب ,كما كان يفعل كل من الشاعر مؤيد طيب- والأديب حسن سليفاني, وغيرهما من الأصدقاء الاستثنائيين هناك.........!!

حديقة من الورد الجزري لأرواح شهداءنا الأبرار العمليتين الإرهابيتين ......!!

تبا لأساطين الإرهاب الآثمة ........................أينما كانوا..........!!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكائيات شباط ومفهوم المقاومة بين التزوير والتشويه ...
- الأكراد ضيوف الله على الأرض
- الباب
- الكرد والآخر: دعوة لإعادة قراءة العلاقة بغرض التفاعل الإيجاب ...
- ماهية الإبداع
- فلسفة الخطأ
- نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية
- نصوص - قصص طويلة جداً
- المثقف والسلطة ثنائية الوئام والتناحر - الاستعلاء علي المثقف ...
- أزمة العقل العربي -دلالة الموقف من الدكتاتور أنموذجا
- خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12


المزيد.....




- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مهدي خوشناو - سهرة أخيرة لهبُ سرمدي..!..