أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - أضواء - استرخاص الألقاب














المزيد.....

أضواء - استرخاص الألقاب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 348 - 2002 / 12 / 25 - 13:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يبدو أنه كلما تطورت وسائل الإعلام : المقروءة منها والمسموعة والمرئية، فإننا نكون، كذلك، أمام إشكالٍ يزداد، ويتضخم.. بأكثر..، إلي درجةٍ مخيفة، لأنه مع زيادة اتساع أفواه المطابع، فإن ذلك يرتب ازدياد شهوتها وحاجتها في المقابل إلي أقلام تكتب لملء المساحات البيضاء، من دون النظر كثيراً في قيمة وأهمية هذه الأقلام ومدي جديتها.
وطبيعي، أنه في مثل هذا الحال، تتخلخل المقاييس، إذ أن الغث ليستوي بالسمين، والرخيص بالنفيس، وهذا بالتأكيد لينعكس علي سوية الإبداع، إذ ان رديء الكتابة يتسلح ــ هو الآخر ــ بمسوغات حضوره، وليت الأمر يبقي في هذه الحدود، بل أن هذا الضرب الرديء، ليؤسس لعزلة الإبداع الحقيقي، والتعتيم عليه واعتباره مروقاً علي ما هو إبداعي..!
ومن هنا، وفي ظل هكذا واقع بائس ــ فان الكثير من الكتبة الدونكيشوتيين ــ يظهرون في الساحة الثقافية، ليرصعوا أكتافهم بنجوم زائفة، ويتقلدوا ــ بالتالي ــ أوسمة خلبية، لهذا فاننا لنجد مناظر جحافل وطوابير مدعي الشعر والمتطفلين علي موائد الصحافة وسائر ضروب الكتابة، تصفع نواظرنا ونحن نقرأ الصحف وإصدارات الكتب الجديدة، بل ــ وما ينشر مؤخراً في مواقع الانترنت ــ يقدمون موادّ تدفع إلي الغثيان، ليبرز : الشاعر الزائف والناقد الدعي، والباحث الخاوي، والروائي الأجوف، والكاتب الهش... وهلم جرا.
ولأننا اعتدنا ــ يومياً ــ أن نلتقي بنماذج دعية من أفواج أشباه الشعراء، كتائب وأشباه الكتاب المدرعة، فاننا بدأنا نجد في هذه الأيام ظهور موضة جديدة حيث بات هناك من يدعي أنه باحث، أو مفكر، أجل باحث... ومفكر ولا أدري ماذا بعد وبعد أيضاً...؟
ومن الطرائف التي حدثت معي أن عدداً من أصدقائي الكتاب تحدثوا عن باحث دعيّ، وبدأوا يبحثون عن مصطلح مناسب له ولأمثاله، فقلت، وعلي طريقة أرخميدس ونيوتن: أجل لقد وجدتها! انه باحث عن دولارات لا أكثر...، فقهقه كل من كان حولي، ورحنا نبحث عن مصطلحات وألقاب بديلة لكل الأدعياء.
ولشد ما آلمني، وأنا أقرأ ــ منذ أيام ــ أن أحد المؤلفين قد ذيل له مقال بعبارة : مفكر... وهذه هي المرة الثانية التي أقرأ هكذا تعريف لهذا الكائن... العجيب، حيث انني خلت في المرة الأولي أن خطأ مطبعياً قد تم، كما حدث معه نفسه ذات مرة عندما قدم لاسمه بحرف ( د.) وهو لا يحمل إلا شهادة الدراسة الثانوية... فقط.. أو لا أدري في ما إذا كان يحمل شهادات أخري مثل : (شهادة عدم الإصابة بالإيدز... أو شهادة السواقة.. إلخ) أو لا.. وعندما تعود إلي كتابات ذلك الباحث، أو هذا المفكر.. فلا تجد فيهما إلا ــ كولجة ــ لآراء الآخرين، من دون أن تكون لأي منهما بصمته الواضحة في ما يكتب.
وإذا كان بالإمكان هنا أن أورد عشرات الأمثلة، علي أسماء وكتابات المدعين دونما أي حرج، فان القارئ أيضاً ليتذكر أسماء كثيرين ممن تسوغ لهم أنفسهم استرخاص الألقاب، والتذرع بها دونما خجل أو حياء، لذلك أجد أن كل الغياري علي طهارة الحرف وقدسية الكلمة مدعوون لقرع أجراس الخطر.. حرصاً علي الإبداع الذي هو بالتأكيد جوهر وروح حضارة أي مجتمع أو أية أمة.. اللهم إني بلغت... اللهم إني بلغت.

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12
- لصوص قانونيون في دوائرنا ومؤسساتنا باسم : لجان المشتريات! نه ...
- هيمنة الانترنت تطفئ جذوة الايحاء ومنظمة اليونسكو تقرع الأجرا ...
- استنطاق الحيوان كشكل للدلالة علي تازم العلاقة بين المثقف وال ...
- الحوار المتمدن دعوة جادة إلى حوار جاد
- المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاص ...
- الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا
- الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!
- ما بعد الانترنيت
- التلفزيون السوري والبرامج الرمضانية
- على هامش ندوة:مهامنا السياسية
- حوا ر مع الشاعر العراقي اسعد الجبوري
- طيـب تيزيـنـي فـي مقالـه; مثقفون لا رعايا
- حامد بدرخان الراحل وحيداً
- احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول


المزيد.....




- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية للطلاب المطرودين من جامعات ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- هدنة مع حماس أو اجتياح رفح.. خيارات إسرائيل بشروط أمريكية
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- زيلينسكي يقيل رئيس قسم الأمن السيبراني في هيئة الأمن الأوكرا ...
- برلماني أوكراني سابق يكشف مخططا غربيا يخص زيلينسكي سيكتسح ال ...
- -استهداف مبان وموقع عسكري جنود-..ملخص عمليات -حزب الله- ضد ا ...
- طقس العرب: صورة فضائية تاريخية لاتساع غير معهود لسحب رعدية ف ...
- خبير عسكري: حزب الله نجح في قصف مواقع القبة الحديدية بأساليب ...
- مقتل عنصر من كتيبة طولكرم برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - أضواء - استرخاص الألقاب