أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - ما بعد الانترنيت















المزيد.....

ما بعد الانترنيت


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 636 - 2003 / 10 / 29 - 03:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فكرت في الفترة الأخيرة وعلى نحوٍ جدي ، أن أجيب عن سؤال بات يراودني وهو : ما دام ان حركة التطور هي إلى أمام على الدوام ، وما دام ان الانترنيت هو أحد أهم اختراعات العقل البشري في القرن العشرين الماضي ، وما دام إن كل اختراع جديد يجيء ليبعث فينا المزيد من الدهشة ، إذاً ، وعلى ضوء كل هذا أي إنجاز جديد سيباغتنا بعد الآن ، لا سيما وإننا نعيش استهلالة قرن جديد ، بل ألفية جديدة ...

هذه كانت نقاط الانطلاقة الأولى التي أحببت أن استهل بها هذا المقال ... بيد إنني تفاجأت ، وأنا افتح – بريدي الإلكتروني – برسالة صعقتني حقاً ، فلم أعد أصدق عيني : ما الذي يحدث يا الله ، أو يعقل أن تسيء جهة ما الظن بي ، فتحشر اسمي مع قراصنة الانترنيت ، وزعُرانها ، ما دام إن رسالة مفيرسة حملت عنوان بريدي الإلكتروني ، سهواً ، أو عمداً من قبل طرف ثالث .

وبدأت أفكر على الفور بآلام كاتبي– البيان – الذي تناول اسمي ، أيضاً ، قائلاً : أي ألم اعتصر هؤلاء حتى راحوا يشتمونني ، هكذا ، ثم رحت اهجي الآلام التي تعرضت لها من جراء بيانهم الانفعالي ، ووجدت إنني الخاسر الأكبر ، والمستهدف الأول مما جرى ، لا سيما إنني قدمت من خلال بيانهم ربما كواحد سادي ، مخرب ....، يتلذذ بآلام سواه ، وراح البيان يسأل : ترى لماذا لم أعلن عن إصابة بريدي الإلكتروني بالفايروس ؟، ولم أعمم هذا الإعلان بالتالي ؟ دون أن يعلموا إنني فعلت ذلك  اذ نشرت مقالاً بعنوان :نقمة الديوث وآفة الفايروث-جريدة الزمان 4/12/2002بالاضافة الى نشر المقال نفسه في موقعي عامودة وعفرين الانترنيتين.

طبعاً ، هذه هي المرة الثانية التي أتعرض فيها لحرب إلكترونية ضروس ، راح يسميها أولادي في البيت : الحرب الالكترونية الثانية ، وهي حقاً حرب كبرى ، مادمت أتأرق ، بعد كل وقيعة ، ويجافي النوم عيني ، بل افقد صوابي ، وألعن تلك الساعة التي خضت فيها عالم الصحافة ، والانترنيت ، كي يصبح لي في الدليل الإلكتروني العالمي : عنوان ... واسم ... ، لأحسد بالتالي – نتيجة لحظة -رد فعل – حياة هؤلاء الهامشيين ، ممن لم يقرؤا كتاباً منذ انتهائهم من عوالم مقاعد الدراسة ، ولم يكتبوا حرفاً سوى ما يتطلبه الروتين الوظيفي منهم يومياً ، لينام أي منهم مساءً قرير العين هانيها ، هذا إذا كان هناك من ينام في عالمنا على هذا النحو .

ولعل ، ما أرقني بأكثر هذه المرة هو ان لهجة كاتبي (( البيان )) كانت ثقيلة ، نتيجة خسارتهم الكبيرة – كما يبدو – في هذه الحرب ، ورحت أفكر على النحو التالي :

1-لِم سلالةُ قابيل لما تزل تمارس ساديتها ، فأصطدم بالتالي بأناس لا علاقة لي بهم بل ولا يعرف أحد منا الآخر .

2- أي غبي هو هذا الذي يصدر فيروسات متطورة ، مدمرة ، عدوانية ، وعلى عنوانه الصريح ‍! ما دام أنه بإمكان مافيا التخريب الانترنيتي – أينما كانوا – أن يصنعوا في كل يوم مليون عنوان بريدي مجاني بأسماء وهمية لنـزعاتهم المقيتة هذه ...

طبعاً ، لا أريد أن أسلسل قائمة حججي ، لأنني هنا لست بصدد المرافعة عن الذات ، خصوصاً وإنني لا أريد أن اقدم في حياتي كلها (( أذى ولو لمجرد نملة )) كما يقول المثل الكردي ، بيد إنني أريد أن أتوقف عند مسألتين :

الأولى : عندما يكون المرء مستهدفاً من قبل مخربين منظمين ، أشارى ، كما هو حالي حيث تم استخدام أكثر من عنوان لي في غضون شهرين متتاليين ، لا سيما عندما بدرت مني مواقف وآراء لا تعجب بعضهم كما يبدو ، فيبدو إن هناك من سيجعلني (( أدفع الضريبة مقابل ذلك )) وكم هو مؤلم أن تنطلي اللعبة على بعضهم ، فيبتلع الطعم ، ويحقق تحت وطأة ردود الفعل دون علم منه مآرب سدنة السادية ، بيد إن هذا الاستهداف الشخصي لي ، والمبرمج ، أزاد ثقتي بنفسي وعلمت أخيراً إنني إذاً أفعل شيئاً صحيحاً .

الثانية : إن هناك أصدقاء حقيقيين للمرء يفكرون في غيابه من أجل رفع الحيف عنه ، ويستنفرون لإجلاء الحقيقة ما دام إنهم يعرفونها ، وهنا لأتذكر بحق كلاً من الصديقين : الكاتب والصحفي السوري صبحي حديدي وسيروان حاج بركو .. اللذين وقفا إلى جانبي بقوة مع مئات الأسماء الجميلة لأصدقاء متوزعين في خريطة المعمورة ، جعلوني أثق بالحياة رغم وجود آلة الخطأ ، ورغم إن هناك من يوغر الصدور ضدك ، كي ينتشي لمحض هنيهات تافهة ساقطة من سطوة الدسيسة وعمر الاحبولة .

ولعل صعوبة الموقف تبدو شديدة ، حين يتطلب منك أن ترد بعنف على من استخدم لغة الضراوة في بيانه ضدك ، وذلك لسبب بسيط هو إنك – وبإنسانية عالية – لا تريد رغم ما جرى لك أن ترد عليه ولو بكلمة قاسية ، لأنك لا تجد نفسك يوماً ما من عداد شاتمي من انطلت عليه اللعبة ، وراح تحت حمى الانفعال ، ينهال على رأسك بفؤوسه، وأزاميله، وعصيه، وحجارته ،ومجنـزراته دون أن يتبين من حقيقة الأمر مأخوذاً بدسيسة .

على هذا النحو كنت أفكر ..

بيد أن ما أثلج صدري هو أن     الصديقين – صبحي وسيروان – استطاعا أن يجليا الحقيقة ، ويرفعا الحيف عني ،وذلك من خلال مبادرتهما للاتصال بالمتضررين والمضرين بي في آن واحد ، الأمر الذي جعلاهما وعلى ضوء ما قدم إليهم من معلومات أن يتراجعوا عما كتبوه بحقي ، بل وأن يكتبوا بلهجة ملؤها الحب ، معتذرين مني مؤكدين أنهم وقعوا ضحية الخطأ أيضاً ...على عادة الرجال الحقيقيين – طبعاً - ، وهذا ما أبعث الدفء من جديد في روحي ، وجعلني بعد تيه أربعة وعشرين ساعة أن استعيد توازني ، وأعود إلى حياتي الطبيعية وأعود إلى نقطة البدء التي انطلقت منها ، أجل نقطة البدء اتذكرونها ؟

وأريد لغيري أيضاً أن يسهم في وضع مقاربات أولى للإجابة عن السؤال الذي لا يفتأ يراودني في الفترة الأخيرة :

وماذا بعد الانترنيت ؟....

أجل ، ماذا بعد الانترنيت؟..

تعالوا ندلِ بتصوراتنا الصغيرة والكبيرة ، كل من جهته ، حتى وإن كان ذلك من باب – الخيال العلمي – ولكن قبل كل شيء أن نحلم بانترنيت مقبل ،لا تستطيع أية قوة عاتية اختراقه عبر أسلحة ثقيلة متطورة من رؤوس ، ومصفحات ، ومجنـزرات ، وطائرات ، وصواريخ ، وقنابل ، ودسائس ، وأضغان ،وألاعيب فايروسية .

رجاءً تعالوا نحلم معاً ....... !!!

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلفزيون السوري والبرامج الرمضانية
- على هامش ندوة:مهامنا السياسية
- حوا ر مع الشاعر العراقي اسعد الجبوري
- طيـب تيزيـنـي فـي مقالـه; مثقفون لا رعايا
- حامد بدرخان الراحل وحيداً
- احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول
- حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجا ...
- صناعة ا لموظف الحكومي
- لنفكر معا.. مقترحات اولى من اجل اجراء مسابقات عمل ناجحة وعاد ...
- مداخلة إبراهيم اليوسف في الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي ...
- جامعة بلا طلاب
- مداخــلة الاستاذ إبراهيم اليوسف – اللجنة الوطنية لوحدة الشيو ...
- برنامج (الاتجاه المعاكس) : عقدة صراع الديكة..!
- كيف أصبح وزيراً......؟!
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً
- الرأي الآخر !محاولة فهم قاصرة
- أربعون عاماً على الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة..
- حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - ما بعد الانترنيت