أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إبراهيم اليوسف - احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول















المزيد.....


احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 631 - 2003 / 10 / 24 - 03:00
المحور: مقابلات و حوارات
    


                                                                                حاوره:  ابراهيم اليوسف
لقدظل الادب الكردي ،لأسباب سياسية وتاريخية  .....وغيرها ,مجهول الهوية عربياً وعالمياً على الرغم من روعة الكنوز الأدبية الكردية التي تعرضت للإمحاء والضياع , نتيجة أنشغال ابنئه عن التدوين بالدين الإسلامي الذي خلب أنظارهم .
والكرد –كما سماهم الارمني   ابو فيان في القرن التاسع عشر كانو فرسان الشرق ولهذة فإن إسبتسالهم دورهم الفاعل يبد ناصعاً جلياً في التاريخ الحضارة الإ سلامية العربية التي يعتزون الآن بمساهمتهم التاريخية فيها...، وهم يتحدثون باستمرار عن العرب واينما كانوا كاخوة حقيقين لهم ، مثمنين غالباً ذلك التراث المشترك الذي يربطهم معاً منذ مئات الأعوام وعلى عكس مواقفهم من الأمم الأخرى الغاصبة لكردستان والبروفيسور رسول : رئيس الاتحاد العام للكتاب ، عضو البرلمان في كردستان ، رئيس تحرير مجلة الاتحاد " نووسه ري كورد " - الكاتب الكردي – ورئيس جامعة كردستان ، أديب وشاعر وقاص ومترجم وناقد وناقد بارز ، يعتبر صاحب ثقافة موسوعية شاملة . فهو بحق مكتبة ثقافية ...، متنقلة ، يكتب بلغات عدة منها : الكردية ، العربية ، الروسية . وله أكثر من ثلاثين كتاباً مطبوعاً ..وعدد كبير من المخطوطات التي لم تر النور بعد.
*أثارت قصة سيامند وخجي جدلاً كبيراً ، بخصوص هوية هاتين الشخصيتين فهناك من رأى سيامند أرمنياً ... بل ربما تركياً!! ..وغير ذلك خلافاً لما نعرفه حول كردية هذيت العاشقين ، كيف ينظر د. عزالدين  الى هذه الاشكالية ؟.
* بعضهم يرى ان الاكراد كانوا من الارمن ، فبدلوا دينهم ،نتيجة المجازر التي جرت للأرمن خلال التاريخ ..، ونحن لو توقفنا عند كلمة "كرد" لرأيناها موجودة في وثائق تاريخية وأدبية تعود الى ما قبل الميلاد بعشرات القرون ولكن رغم تكرّد بعض من الأرمن ، الا ان اللغة الكردية كانت  موجدة ,بل أن الارمن أنفسهم يتقنون كردية سليمة .. ,  وبرأيي أن هناك كرد وأرمن في أن واحد وهما عاشا تاريخاً جنباًالى جنب في سلام ومحبة وتعاون ,رغم محاولات الاستعمار الطرفين ..وهذا موضوع أخر مايهمني أن أقوله هنا أنه توجد كذلك مدن وقصص مشتركة بين الشعبين الارمني والكردي,وأنهناك تداخلات بين الفلكلور الكردي والارمني ...وان هناك تاريخاً مشتركاً وهذا مايؤدي الى وقوع التباس في
هوية : أشخاص وقصص مشتركة بين الشعبين وأجزم أن سبب الإلتباس يعود إلى (حاجي جندي )دونَّ هذه القصة الفلكلورية بلعنة الكردية فجاء من بعده كاتب أرمني ترجم القصة إلى الأرمنية ..والغريب أن بعض كتاب الكر ترجموا القصة عن الارمنية الى لغتهم الكردي ...فالعربية..
أسم "خجي" جاء من اسم خديجة وهو شائع عند الأكراد الى الآن كما ان اسم سيامند -يعني الأسود- ولم اجد مثل هذا االاسم عند الفرس والأرمن والترك ..هذه القناعات توصلت بعد تخقيق ميداني ، اذ هناك من يعتبر حتى قصة " فرهاد وشيرين " –غير كردية ..!!!، مع ان مسرح القصة واحداثها كان في منطقة بحيرة وان ، والمدهش ان الشاعر التركي التقدمي ناظم حكمت نفسه قد أعتبر هذه القصة - تركية- ..!! مع ان النظامي هو من ابدع هذه القصة وللحقيقة فان الأرمن قد أخذوا الكثير من الأكراد " باليه بيان – الكوفند – كيانه...."
*لكن البعض يعتبر النظامي غير كردي ...؟.
*أجل ...، بيد انني أرى ان  النظامي عاش في مدينة كرمنشاه في فترة حكم الشداديين والشداديون والأيوبيون هم أكراد ..، الا انه يتحدث عن امه الكردية وخؤولته الأكراد بالقول :
 لأن أمي هي رئيسة الكرد
 حيث أوفت بطبيعة الأم
         فماتت قبلي ...!!
ومن المعروف عن الأم الكردية انها تقول لولدها مهدهدة : فديتك ولأمت قبلك . وفي مؤتمر تم في – باكو – حول مناقشة ابداع النظامي ، قال بعضهم : انه فارسي..!!وقال بعضهم الآخر انه أذربيجاني ..!!.
وحينما قلت – بتواضع – اننا ككرد لنا فيه حصة ..، لم يرتح بغضهم لكلامي ..!!.
*لقد ذكرتم في لقاء سابق ان اسماء كردية لها باع طويل في النقد الأدبي الانساني بشكل عام والنقد الأدبي العربي بشكل خاص..أتمنى لو تسلطون بعض الأضواء على هذه القضية ..مرة أخرة..؟!.
*من المؤسف ، اننا ككرد عندما نذكر اشياء عن تاريخنا ورجالنا ، نُتهم بالتعصب والشوفينية ...!!!، بينما لا يهتم المقابل بمثل هذه النعوت ... مهما اغرق في التعصب وأنكر على الآخر أبسط حقوقه .
لقد قلت ذات يوم في في جريدة عربية اجرت لقاء معي : انا لا اقول ان شعر الرصافي وشوقي وأدب العقاد وقاسم امين هو كردي رغم كردية هؤلاء ... ثمة حقيقة ، يجب ان نذكرها دائماً ، وهي ان جميع الشعوب الأسلامية – غير العربية – تركت لغاتها القومية ، وساهمت في تكوين الحضارة الاسلامية .
لقد كتب مبدعونا الاوائل بغير لغتهم ولم يعد بابا طاهر الهمذاني الى الكتابة بلغته الأم الامتأخراً وبعد ان عادسواه الى الكتابة بلغته الأم ...والآن ، ثمة اسئلة كثيرة تطرح بصددتلك الكنوز الأدبية التي اختفت ، أو
سجلت لصالح غيرنا ، وللأسف ان هناك متعصبين من الأكراد يواجهوننا عندما نقول : ان لنا في التراث الاسلامي حقنا مثلما للعرب والفرس ..وسواهم حصصهم.
لقد اسهمنا- ككرد- في الدولة الاسلامية ..، والا فمن هو ابو مسلم الخراساني ..؟ ومن هو صلاح الدين الايوبي ؟ وغيرهما .. وغيرهما ..؟!
اننا حين  ننفي اسهامنا في الحضارة الاسلامية ، انما نضع أنفسنا بهذا .. خارج النطاق التأريخ في وقت كنا فيه ... في قلب التاريخ..
*د. عز الدين حبذا لو تتوقفون عند اهم الأسماء الكردية في عالم النقد العربي الاسلامي ..؟.
*لا بأس ..، هناك الجرجاني – الآمدي – صاحب الموازنة بين الطائيين وابن قتيبة الدنيوري ، ودنيور كذلك مدينة لا تزال كردية .. لقد توقفت في دراسات كردية باللغة العربية عند كل هذه الحقائق متناولاً الترلث الاسلامي ...بدقة وامعان .. بدافع الأمانة التاريخية والحقيقة العلمية .
*باعتباركم رائداً للنقد الكردي المعاصر ، ماهي برأيكم المهام المترتبة على كاهل الناقد الأدبي الكردي ؟.
*قبل كل شئ اشكرك يا صديقي عل كل هذه الثقة ، ولكنني لا ازال أعد نفسي تلميذاً وهذه هي الحقيقة ... فالمرء مهما تبحر في العلوم يجد نفسه أكثر عطشاً للابحار في أيمة اخرى..
احياناً يخطر لي ان أسأل :
- ترى هل لدينا ككرد نقد ادبي مواكب للحركة الابداعية ؟
فلقد وجدناالنقد الأدبي الانطباعي – قديماً – عند العرب ، حيث يضرب النابغة خيمه ويقول لهذا : أحسنت وللآخر لا فض فوك .. ولسواهما عليك كذا.. وكذا..فاننا لواجدون مثلها عندنا في الكردية ، ويمكننا اعتبار الخاني ناقداً ...، وكذلك يمكن النظر الى حاجي قادر الذي جاء باسماء خمس وعشرين شاعراً ، كي يقول و"عليان" شاعران مهما مسكناهما في (حريره)و ( بردشان) الخ .. ولقد كان مصراً على ان يسمي الشعر الشعبي ...شعراً..وعلى الرغم من انبهار الكرد بالدين الاسلامي ، واشتغالهم في شتى مجالات الحضارة الاسلامية التي اخذت بالبابهم وعقولهم الا انه كان على الدوام مايمكن ان نسميه نقداً .. أجل ، لدينا نقد ادبي كردي ..، ويجب ان يستمر هذا النقد ، على الرغم من التيارات النقدية ، المتناقضة أحياتاً ، والتي أدت ببعضهم الى ضرورة التفكير بنقد ادبي كردي صرف ، له مصطلحه ، وله خصوصياته ، دون الانضواء والتبعية للقوالب الجاهزة .
انا شخصياً ، لست ضد ان تكون هناك مقاييس خاصة با ، لأن عملية النقد يجب ان تقوِّم النص من الداخل وان يتم فهم المبدع والابداع في آن واحد ، وان نأتي بتفسير هذا الابداع ، وعلاقة المبدع بأدواته وابداعه ، والمتلقي ، وهنا أُركز على ضرورة مسألة عدم تجاهل الآخر .
ربما يقول قائل : " نحن ليس لنا دادائية – أو سريالية – بل لدينا رومانسيتنا وكلا سيكيتنا وواقعيتنا ..، وهذا صحيح.. ، ولكن لا بد كذلك من الانفتاح على الادب العالمي ... وكما هو واقع حقاً. عموماً ، دور النقد يجب ان يكون فاعلاً مؤثراً في العملية الابداعية ، فاذا كان بامكان الناقد ان يدفع المبدع الى الامام ، وان يساعد المتلقي على الفهم الجيد للأثر ..، هذا انجاز كبير وهام .
بيد انني أعترف انني اعترف ان العملية النقدية عندنا هي مختلفة ، وهذا هو امر عالمي ، كما هو مؤكد لدي ، والا ... فمن جاء - في النقد العربي -  بعد ابي هلال العسكري وقدامة بن جعفر .. وأكمل مسيرتهما بالخطا نفسها ، صحيح اني قد أتذكر هنا محمد مندور ..وربما غيره أيضاً ، الا ان الأسماء تظل قليلة .. دون مستوى هذا الطموح ..
ثم قل لي من جاء بعد أرسطو وانجلس ؟
الاسئلة هنا تكثر ...و تكثر ...، ولكن يا صديقي على ناقدنا ان يدرس التراث والحاضر ويؤسس لمستقبل لا يمكن تجاهله ...
*د...عزالدين ... أولم يكن بيان- رونكة-الذي أصدره الشعراء الأكراد في العراق سابقاً للعلمية
الإبداعية ..ثم أو لم تكن الواقيعة الإشتركية كذلك ..سابقة على الادب السوفيتي ؟.
*أجل في العراق أصدروا في السبعين بيان روانكه، ولكن الرؤية التجديدية كانت متبلورة في اذهان ممن أصدروا هذا البيان ، نتيجة أطلاعهم على مضامين بيانات  غربيةأوعربية مماثلة .... رغم تركيز اصحاب البيان على خصوصية الإبداع  الشعري الكردي ، أما الواقعية الاشتراكية فقد كانت دراسة متكاملة  ، تتكىء على نظرية ، وإرث كبير لايمكن الاستهانة به.
لقد كتب تولستوي عن الحرب والسلم بعد الحرب الروس ونابليون بسنوات قليلة ، وكذلك شولوخوف قد كتب عن الحرب العالمية الثا نية  .. بعد عشرين عاماً ، هنا يمكن القول ان النقد قد يوجه ، ولكن على ضوء الماضي والحاضر ... وقد يصيب النقد في هذه الحالة .. أو لايصيب.. برأيي ان الاعتماد على الاثر لابد منه، فأنا لاأستطيع أقول لك : ياإبراهيم أتب عن أنفال صدام حسين قبل وقوعها ..، ورغم أن أدلة دافعة كانت تؤكد على أن هذا الرجل المريض سيكونأكبر دموي في عصره.. أقول احياناً لطلابي في الجامعة : ترى ماذا سيكون جدوى ما أكتبه الان من نقد بعد خمسين عاماً ؟.. بل وكيف سيكون تذوق المتلقي لمثل هذه الآراء النقدية ؟...
حقيقة انني أيضاً أجهل الاجابة عن مثل هذين السؤالين .. فأنا عندما أتصور شيئاً مستقبلياً ، وأخطط له .. قد يكون لطموحي ثمة مسوغ ، ولكن كل هذا لايمنع الزمن والاجيال القادمة من إعطاء أحكام مناسبة ستتكون بحق هذه الرؤية التي أقدمها الان .. إننني أجزم لو أن أحكام الخاني* كان حياً لأيدني في هذه الفكرة ، وغيرها فيما يتعلق بتقويمي ونقدي للأدب الكردي بشكل عام ، ولأثاره بشكل خاص ..
وفيما يتعلق بتوجيه الناقد للمبدع ، فأنا لاأنكره تماماً .. ،  إذا قلت ذات مرة لشيركوبيكس مثلا: عليك التوجه إلى الموروث والكتابة باللهجات الكردية الأخرى والإقتراب من لغة الشارع بأكثر .. ولكني في مثل هذا الرأي .. لم أنطلق من ماض أوحاضر ؟..
* وماذا عن التجربة النقدية لديكم ..؟
-انني أميل إلى اللغة المبسطة فيما اكتب من نقود ، ,أتحاشى التعقيد ولا استخدم المصطلحات التي هي دليلعلى الخواء ، لأن العمق يمكن في الجوهر..
إن من يكتب بلغة قابلة للتأويل ، هو هارب من المواجهة .. لاسيما في مجال البحث والفكر والنقد ، إنني اتفاعل إلياً مع النص الذي اقف عنده ، وأتناول جوانب محددة تماماً .. لأننا نعيش في عصر تخصص ن لأننالم نعد في زمن  الثقافة الشاملة الموسوعية..! !
*  رب قائل بأن بعض التراث والأدب الكرديين  كان ضحية وجهتي نظر متناقضين ، احدهما : سلفية يمثلها د. محمد سعيد رمضان البوطي – والأخرى ماركسية جيّرت هذا التراث لصالح افكار مسبقة وقوالب جاهزة ، وبشىْ من الدقة والتحديد يمكنني القول بأن تناولكما لقصة مم وزين تصلح كنموذج يمكن الوقوف عنده ؟.
- الإجابات متشعبة هنا ، ولكن  لماذا نعتبر التراث ضحية .. ولا نعتبر أصحاب مثل هذا الإتهام ضحايا لأفكار مسبقة ؟..
*ان فهمي للماركسية ، له أسس فكرية خاصة ، وأعتقد ان كل انسان له اسسه  الفكرية ، وهناك من يتعمق في أفكاره وأسسه هذه ، وهناك من لا يفعل ذلك ، ليست كالماركسية هي المذهب الفكري الوحيد في العالم ، اذهناك مذاهب لا تعد ولا تحصى قد سبقتها أو واكبتها أو جاءت بعدها ، ثم أو لم تكن الاسطورية- الافلاطونية الوجودية – أفكاراً مسبقة ؟.
ان أي نفي للأيديولوجيا انما هو أيديولوجيا أيضاً ...أنا لا أعتبر ان هذه التهمة موجهة الي ...كشخص له رؤيته ، انما هي تذهب أبعد مني ، أعني : النظرية نفسها ولكن رغم هذا ... وذاك ، فالماركسية الحقيقية هي أسس فكرية ، تتطور ، وقد تكون في اطار الزمان المحدد ، والمكان المحدد....
ان الحكم بالاعدام على مدرسة كاملة ، بهذا الشكل ، خروج عن المنطق ، والا ...فما هو مصير مبدعي الماركسية ؟ وماهو مصير التجربة الاشتراكية عموماً ،هذه التجربة التي كانت ذات روعة في جوانب عديدة ، فهي أعطت الخبز، والكساء  والأمان للناس ، بل وطورت الصناعة و...، واضعة ً حلولاً معينة للقضية القومية ، وان كنا نجد الآن ان التآخي الكاذب بين القوميات قد أدى الى المذابح ... هنا لا أريد أن أقف طويلاً أمام تقويم هذه التجربة الاشتراكية ، اذ فيها جوانب سلبية أيضاً ... الى جانب أهميتها ، ولو لم يكن الأمر كذلك لما أنهارت هذه التجربة . فهناك من يرى النقص في التطبيق .. وهناك من يراه في النظرية ، وبرأيي ان النقص كان في النظرية أيضاً ، فلو كانت النظرية كاملة لكانت الممارسات ناجحة .. الى حدٍ ما .
المسألة طويلة ، وسؤالك محدد . . لقد حاولت تحليل مسائل الأدب الكردي ، سواء أكان في بحثي عن الواقعية أو في بحثي عن – أحمد الخاني – أو في بحثي عن أدب الفلكلور الكردي ، هذه هي أفكاري التي أفهمها ، وأنا لا أصادر رأي غيري ، ومستعد للحوار دائماً ، انهم يريدون الآن ، وباسم الخروج عن الجمود ، جرنا الى مزالق النبوية ، والى تفاصيل لا يفهمها القارئ المتوسط ، بل النخبة ..!! أوليست أفكار هؤلاء جاهزة اذاً؟؟.ان هؤلاء لا يستطيعون تجاهل ماقدمه أرسطو من أسس ودراسة استقرائية ، ومع ذلك ، فان هذه القضية يتناسونها تماماً ..
في تناولي ل(مم وزين ) أنطلقت من فهمي لعصر الخاني ، لا هذا العصر ولربما أكون متعرضاً لخطل هنا ..،..أو هناك ..، رغم ان رؤى وتذوق الناقد لا يمكن تغييبهما .. قط .. ، مع انني واحد ممن يحتكمون للنص لا غيره ...
أما فيما يتعلق باستاذنا د. محمد سعيد رمضان البوطي ..، فقد أكون مختلفاً معه في وجهة النظر ، ولكنه
- للحقيقة العلمية – قد قدم ترجمة أدبية ..، لا دراسة ، ومعروف ان الترجمة عملية ابداعية ، وعملية اعادة صياغة ، فهو لم يقم بترجمة سطرية ، وهذه هي طريقة الرجل ..
انا في مقدمة كتابي عن الخاني قدمت صورة عن رقصة العشق دون ان انسى اموراً في غاية الأهمية بيد ان د. البوطي تحاشى مثل تلك المقدمة في كتابه ، وأراد أن يقول : ان هناك قصة" عشق " عند الأكراد ...واذا علمت بان الكاتب الكردي الشهير شاكر فتاح ترجم – مم وزين – عن ترجمة البوطي ...، لدرجة ان هذه الترجمة الأخيرة قد فقدت صلتها بالنقد الأصلي ...، فانك ستدرك أنذاك أهمية ترجمة البوطي ..، رغم انه قد تحاشى جوانب نراها هامة في النص الأصلي ...
الدكتور البوطي ، فقيه ومتصوف ، وعالم أكثر منا ، وكنت أتصور انه سيعطي عملاً أكثر أهمية ، ولكن رغبته كان في ان يصوغ " مم وزين " كقصة عاشقين وبلغة بديعة ، أما أنا – فكما ذكرت – قدمت دراسة – عن القصة- وعندي ترجمة جاهزة ل ( مم وزين ) بالعربية وستصدر عن المنتدى العراقي في باريس وبمقدمة جديدة أيضاً. وبرأيي ان كل من ترجم " مم وزين " له اسلوب خاص ، ولعمله نكهته الخاصة ولا سيما وان القصة قد صيغت صياغة شعرية كلاسيكية ، وان لكل واحد اجتهاداته وآراؤه وشرح هذا البيت أو ذاك .
* من خلال قرائتنا للشعر الكلاسبكي الكردي ، نجد اشكاليات كثيرة في فهم وشرح بعض الأبيات الشعرية ..الام تعزون ذلك ؟.
* نالي أكثر كلاسيكييتنا اشكالية ، فقد تفهم هذا البيت بهذا الشكل أو غيره ، بل قد يؤديك الشاعر .. ويضعك أمام منزلق حيث تكثر التأويلات يقول :
(هه رجوكه وجو باري كه وارسوور سويرتي
جيتي جوششي كرياني منه خوين نه ريزاوه
خوي نه رزاوه
خوينه رزاوه ...)
كل جدول ونهر ..أحمر .. مالح
هو موضع جيشان بكائي ولم ينسكب دم
والاختلاف يكمن في ترجمة : ( ولم ينسكب دم ) فهناك قراءات كثيرة منها : ( لم ينسكب ملح .. هو دمٌ ذرف..)
*نتيجة للواقع السياسي لكردستان ..، فهناك أكراد يكتبون بلغات أخرى  بغير لغتهم الأم ..ماذا سيكون مصير مثل هذا الأدب المكتوب بغير الكردية ، والذي تتضح هويته القومية واضحة ، ولاسيما وان الأديب الكردي الذي يكتب بغير لغته الأم في مواجهة خيارين – أحدهما : ان يكتب بلغة أخرى غير الكردية أدباً يرضيه
والثاني : الا يكتب أبداً ، أو ان يكتب بشكل رديئ نتيجة عدم اتقانه للغته الكتابية ...فماذا تقولون هنا ؟.
* لقد تناولت هذا الموضوع في لقاء مع الشاعر حسين فتاح – وهو برأيي واحد من كبار رواد الحاثة الشعر العربي –وأن كانو الأن ينسبونها الى بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وبلند الحيدري ,ولكن حسين هو سابق على هؤلاء جميعاً ,فلقد كتب الرجل بالعربية وهو كري .., وأثار موقفت آنذاك اسئلة هامة .
حقيفة أننا أمام قضية كبيرة وهامة ..,وهذا ما توقفت عنده في مقدمة كتابة اللغة الكردية والمقرر في الجامعة , إذ هناك : محمدتيمور- محمد عبدي – قاسم امين العقاد – ممن هم من اصل كردي , بيد انهم انقطعو عن تراثهم , ونحن نعتز بهم لانهم اعطو للانسانية ما بوسعهم .. ونعدهم اشجاراً لنار في اماكن بعيدة .. ونائية . فالعربية منذ القديم , كانت اللغة الرسمية , ولغة الدواوين – في ظل المجتمع الاسلامي لذلك فإن لهؤلاء مسوغاتهم الفعلية . والقضية كما تعلم مستمرة ..., فهناك كما تعلم سليم بركات الذي هو اسم كردي عالمي متميز, وكل ما يكتبه هو مكرس لقضيته , فهل يمكننا شطب اسمه لمجرد الشعور بعقدة الدونية امامه !!؟ .
*  لكن بعضهم يعتبر يشار كمال غير كردي ؟
الشهيد قاسملو حسم المسألة –بنظري- حين قال : لقد تجاهلت الحكومات التركية الوجود الكردي برمته ,فأنه بالتأكيد سيتم تتريك الرجل .
ذات مرة قال لي قنصل تركي مثل هذا الكلام .., عندما اقمت ندوة عن الواقع والاسطورة في ادب يشلر كمال , فأجبته : ان القضية ليست شخصية ابداً , وان الرجل ليس انتهازياً كما قد تتصور .., فهي قضية شعب كامل فمحمد ديب – مالك حداد يعتبران عربيين لا فرنسيين رغم كتاباتهما الفرنسية .
ذات مرة في موسكو قالت لي سكرتيرة كاتب مكلفة باستقبال يشار كمال بأنها سألت عزيز نيسين : كيف سأستقبل يشار وانا لااعرفه ؟ فأجابها : الكاتب الساخر على الفور حينما ترين اقبح شخص ينزل من الطائرة ويتكلم بالتركية رديئة..فاعلمي انه هو..
وأكدت انها ابعد من ذلك ,لم تخطء في التعرف اليه , وحينما استفسر يشار كمال عن كيفية معرفتها له ,
ذكرت له العلامتين اللتين قالهما نيسن ... فقهقه يشار وقال على الفور : إذاً الوقح نيسن هنا ..!!
 وهناك بعض المبدعين الاكراد , قد شعروا بمرارة الكتابة بغير لغتهم القومية , فمثلاً عبد المجيد لطفي الذي نشر كل ما كتبه بالعربية , أبقى لديه مسوداته له باللغة الكردية , طالباً مني ان انشره بعد موته لءلا يقولو انائه عنه بعد موته " إن هذا الكردي لم يكتب بلغته الأم "
كما ان له رؤية بعنوان" نبوة العراف الغجري " كتبها بالعربية فترجمها شكور مصطفى الى الكردية ونشرها دون النسخة العربية التي لم تنشر الى الآن .. وشخصياً افضل كتابة الابداعات باللغة الأم , ولا مانع من نشر بحوث ودراسلت بأية لغة كانت فلقد كتبت في بداياتي بالعربية وإذا كان الكاتب لايجيد الكتابة بلغته الأم , فلا ارى خيراً في الكتابة باللغة التي يبدع خلالها تماماً , وهذ1ا ما افضله على الكتابة بكردية رديئة . فليس معقولاً ان تقول لسليم بركات تعال واكتب بكردية سيئة .. فنخسر نحن .. وتخسر المكتبة العربية والانسانية قلماً من اهم الاقلام الابداعية الماعصرة .
* يذكر الشاعر الكردي اسمه في قصيدته عادة , ويحضرني الآن تسويغان لهذه الظاهرة :
اولهما المبدع من ضياع قصيدته او نسبتها الى غيره . وثانيهما وجود شيء من النرجسيبة لدى هخذا الشاعر .كيف تعللون هذه الظاهرة ؟
اجل , هذا ما هو موجود في تراثنا , واياً كان دافع المبدع فله الحق في عصر لم توجد فيه المطابع وقنوات النشر والتوزيع والاعلام .. كما ان بعض الشعراء, اختار لنفسه اسماً آخراً غير اسمه : الملا - نيشاني – عموماً هذا ما يسمونه "التخلص " ونالي والجزري .. وجكر خوين وغيرهم فعلوا ذلك   
 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجا ...
- صناعة ا لموظف الحكومي
- لنفكر معا.. مقترحات اولى من اجل اجراء مسابقات عمل ناجحة وعاد ...
- مداخلة إبراهيم اليوسف في الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي ...
- جامعة بلا طلاب
- مداخــلة الاستاذ إبراهيم اليوسف – اللجنة الوطنية لوحدة الشيو ...
- برنامج (الاتجاه المعاكس) : عقدة صراع الديكة..!
- كيف أصبح وزيراً......؟!
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً
- الرأي الآخر !محاولة فهم قاصرة
- أربعون عاماً على الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة..
- حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!
- مدخل إلى مفهوم الوحدة الوطنية الأكراد والحالة السورية أنموذج ...
- مقدمات أولى من أجل سورية أقوى في مواجهة التحديات


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إبراهيم اليوسف - احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول