أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم اليوسف - حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجاوزته الحياة وأحزابنا بحاجة إلى تجديد















المزيد.....



حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجاوزته الحياة وأحزابنا بحاجة إلى تجديد


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 631 - 2003 / 10 / 24 - 03:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يعد الباحث السوري عطية مسوح احد المشتغلين الاكثراهمية في حقل الفكر الماركسي,بل يعد في طليعة المجددين في هذا المنحى.ولعلي اتذكر –ان الرجل عندما كان يطرح افكاراًما-قبل محض سنوات,فان افكاره هذه كانت تقابل بالعنت وعدم الاستساغة بل والتشهير احياناً بدعوى خروجها عن دائرة الثوابت الماركسية اللينينية,ومن هنا فلقد كان اتهامه من قبل من هم الاقرب اليه بالمروق والخروج والردة والى آخر ما هنالك من نعوت لم يكترث بها باحثنا نتيجة قناعته بل ثقته برؤيته التي باتت

تتسع الآن دائرتها على نحو لافت فيما يلي حوار مطول مع هذا الباحث حول قضايا مهمة جداً ضمن مجال اهنمامه......

 

حور مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح

اليسار العربي تجاوزته الحياة وأحزابنا بحاجة إلى تجديد

                                             

أولاً: الآن، وعندما تعود لقراءة مسيرة الحزب الشيوعي على امتداد ما يقارب ثمانين عاماً من عمره.. برأيك ما مردّ الخلل في عمل الحزب في مختلف المراحل ؟

* لست مؤرخاً مختصاً ولا أملك الوثائق اللازمة لمن يريد أن يؤرخ للحزب الشيوعي السوري، لكنني أستطيع القول، استناداً إلى ما اطلعت عليه، إن لكل مرحلة من مراحل تاريخ الحزب إيجابياتها وسلبياتها.

في مرحلة تأسيس الحزب كان ثمة نقاط إيجابية أهمها اثنتان: الأولى هي ذلك الاندفاع عند المؤسسيين، تلك الحماسة العارمة لبث روح جديدة في الحياة السياسية السورية، جوهرها أن يكون للفقراء والكادحين شأن سياسي، وأن يكون لهم من يمثلهم ويناضل من أجل حقوقهم في الأوساط السياسية التي لم تكن -غالباً- تحسب لهم حساباً. والنقطة الثانية هي نقل فكرة العدالة الاجتماعية من حيز التمنيات والتغني والكتابة، إلى مستوى آخر هو المستوى النضالي.

لكن لمرحلة التأسيس سلبياتها أيضاً، وأهمها باعتقادي، الهوية التي اتخذها الحزب لنفسه عند قيامه، وتحديداً محتوى الحزب. كانت طبيعة المرحلة التي نشأ فيها الحزب «أوائل العشرينيات» تقتضي تشكيل حزب نهضوي تحرري، يتبنى مطالب العمال والفلاحين والكادحين ويناضل في سبيلها، ويطرح مسألة العدالة الاجتماعية، وهذا ما يميزه من الأحزاب التحررية النهضوية الأخرى، أما الذي حصل، فهو تكوين حزب اشتراكي، اعتبر نفسه حزب الطبقة العاملة، أو العمال والفلاحين، وتبنى القضايا الوطنية التحررية. أي إن القضية وضعت على نحو مقلوب.

هذا المحتوى الذي اختاره المؤسسون أثر على الشكل، أعني على بنية الحزب وخطابه وأساليبه، وبالتالي فإن هوية الحزب، أي محتواه وشكله، جعلته غير قادر على بسط نفوذ واسع بين الجماهير.

كان يمكن تصحيح ذلك الخلل التكويني فيما بعد، وحدثت مؤشرات لذلك عبر عنها صدور مجلة الطليعة عام 1935 غير أن المرحلة اللاحقة حملت خللاً آخر، وبرزت فيها مشكلة كبيرة عطلت آلية تصحيح الخطأ وأضعفت روح الإبداع في الحزب، وأعني بها مشكلة عبادة الفرد، أو سيطرة النزعة الفردية من قمة الهرم الحزبي إلى كل منظماته. لم يكن ذلك ظاهرة خاصة بنا، كان ظاهرة عالمية شملت الأحزاب الشيوعية عامة، لكنها اكتسبت عندنا سمات البيئة المحلية المتخلفة، فغدت فردية فظة على صورة فردية الإقطاعي، من أعلى، وعبادة فرد مقيتة على صورة امتثال الفرد لزعيم عشيرته من أدنى. وكبلت تلك الفردية ونظام الحزب القائم على المركزية الديموقراطية، التي ليس فيها سوى المركزية، تفكير الحزبيين بقيود ثقال، وغدا التسليم بصحة ما تقوله قمة الهرم الحزبي هو السائد.

في الأربعينيات والخمسينيات اقترب قسم كبير من المثقفين والمبدعين السوريين من الحزب الشيوعي، وبعضهم انضم إليه، وكان ذلك أمراً طبيعياً إذ أن المثقف المبدع هو صاحب نزوع إنساني بوجه عام، ويتطلع إلى العدالة وتجذبه أفكار تجديد المجتمع وإعادة بنائه على نحو أفضل، وهذا ما تحمله الدعوة الاشتراكية والشيوعية. وقد قام هؤلاء المثقفون بدور كبير في نشر الفكر الاشتراكي وأسهموا في تكوين قاعدة للحزب في أوساط المعلمين والطلاب والشرائح الوسطى المتعلمة، بالإضافة إلى قاعدة الحزب بين عمال المدن وفلاحي الريف. وإذا كان الخلل الذي أشرنا إليه منذ قليل والمتعلق بالفردية وطرق عمل الحزب، قد جعل الحزب غير قادر على التعامل الصحيح مع هؤلاء المثقفين المبدعين والمحافظة على صداقتهم، فإن الأثر الذي تركه هؤلاء على الثقافة الوطنية استمر، وما يزال الطابع العام للحركة الثقافية والإبداعية السورية طابعاً وطنياً وتقدمياً وتحررياً.

ظل تأثير الحزب على الجماهير بين مد وجذر. كان ثمة عوامل تدفع إلى تعزيزه، منها نضال أعضائه من أجل المطالب الشعبية، ومنها صورة الاتحاد السوفييتي الذي حقق انتصاراً في الحرب العالمية ونجاحات في ميادين النمو الاقتصادي وحقوق الكادحين، ودعم قضايا التحرر في العالم وبضمنها قضايانا، ومنها انتشار الثقافة الوطنية الذي أشرنا إليه، غير أن هذه العوامل الدافعة المعززة، كانت تصطدم باستمرار بعوامل معوّقة ومثبّطة، قاعدتها الخللان الرئيسان اللذان ذكرناهما، أي التكوين المقلوب والفردية، وهذا ما جعل الحزب غير قادر على الإفادة من عوامل الدفع والتعزيز. أما في ربع القرن الأخير، ولا سيما السنوات العشر الأخيرة، فإن الحزب بمختلف فصائله سار باتجاه التسليم بضعفه، فهو لا يبذل جهداً لمعالجة قضاياه الداخلية، ومستوى أعضائه الفكري، وعلاقته بالناس، ولا يهتم بمراجعة فكره وسياسته بالقدر المطلوب. بل إن كثيراً من الشيوعيين يتمسكون بأخطاء الماضي ويدافعون عنها ويقعون فيها، وإلا فكيف نفسر إقدام بعض الفصائل الشيوعية «المسماة أحزاباً» على فصل هذا وطرد ذاك، وربما بالجملة، لمجرد اختلاف تنظيمي أو فكري أو بدافع المحافظة على مراكز تنظيمية معينة!

إن التسليم بالضعف، وعدم السعي لتحديد أسبابه ومعالجتها، والتغني بنجاحات وهمية، والنظر إلى الماضي أكثر من النظر إلى الأمام، هي نقاط الخلل في الوضع الراهن للفصائل الشيوعية المسماة أحزاباً.

 

ثانياً: ألا تجد أن للحزب تاريخاً ناصعاً ينبغي عدم التنكر له أيضاً؟

* نعم، أنا لا انفي وجود نقاط مضيئة ومواقف مشرفة وممارسات مفيدة في تاريخ الحزب. فبالإضافة إلى إسهام الحزب في النضال الوطني في مختلف المراحل، أشير إلى ثلاث نقاط هي باعتقادي الأكثر أهمية. أولاها هي أن الحزب الشيوعي أدخل السياسة إلى الأوساط الشعبية، ودفع إلى العمل السياسي والمشاركة في الشأن العام بالكثير من الكادحين الذين همشتهم الحركات السياسية التقليدية وكانت تستخدمهم بوصفهم أوراقاً انتخابية أو «زلماً» فقط. ثاني تلك النقاط هو الإسهام في نشر الفكر العلماني، وجوهره النظر إلى المواطن بوصفه مواطناً، لا انطلاقاً من دينه أو مذهبه أو عشيرته أو غير ذلك. إن تجاوز الطائفية والتصنيف الديني أو العائلي وتعزيز فكرة «المواطن» هو روح العلمانية المطلوبة في مجتمعنا. وقد ظهرت قوى سياسية عديدة تبنت ذلك، أقدمها الحزب الشيوعي، ثم الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم حزب البعث العربي الاشتراكي، وحركة القوميين العرب، وكان من المفيد أن تركز هذه الأحزاب، برغم اختلافاتها البرنامجية والفكرية، على العلمانية، وهي موضع اتفاق بينها، وهي قضية القضايا في معالجة مشكلات المجتمع المتأخر، لكن الذي جرى، هو، مع الأسف، غير ذلك. فقد كانت الحركات المذكورة تختلف على قضايا سياسية آنية تكتيكية، أو على قضايا أيديولوجية، أو على أهداف بعيدة، وتحترب فيما بينها. أذكر ذلك لأنني أعتقد بان الأحزاب المذكورة، لو قدمت مسألة العلمانية والدعوة إليها واشتركت في النضال من أجل جعلها فكرة متأصلة في ضمير الناس، لكان مجتمعنا اليوم أفضل حالاً، وكانت الأحزاب المذكورة ذاتها أكثر نفوذاً.

أما النقطة الثالثة التي تسجل للحزب الشيوعي السوري فهو الدعوة إلى، والقيام بإشراك المرأة في العمل السياسي. صحيح أن الحزب الشيوعي لم ينفرد بهذه المأثرة، ولكن له فيها قسطاً كبيراً.

هذه النقاط هامة جداً وهي، كما قلت، نقاط مضيئة في مسيرة الحزب.  

 

ثالثاً: بل وثمة شخصيات بارزة قدمت الكثير ويمكن الحكم عليها من خلال رؤية نقدية منصفة، وإعطاؤها ما لها أيضاً.

* لا شك في ذلك، والرؤية النقدية المنصفة التي تطلبها ضرورية جداً لمن يبحث في تاريخ الحزب، أو عند من يتحدث عن شخصية شيوعية ما. الإنصاف يقتضي قبل كل شيء أن نقول إن من انتسب إلى الحزب الشيوعي عندما كان عضو الحزب يُلاحَق أو يُعاقَب من قبل الدولة، من اختار طريق العمل السياسي المحفوف بالمخاطر دون انتظار ثواب في الدنيا أو في الآخرة، هو شخص يستحق التقدير. وهذا ينطبق أيضاً على الذين ينتسبون إلى أحزاب غير شيوعية ويتحملون الأذى في سبيل أفكارهم دون الطمع بالثواب المذكور. أما أكثر من يستحق التقدير ويتصف بالمصداقية فهم الشهداء الذين كانت مصالح الشعب والوطن كما يرونها أهم من حيواتهم الشخصية، فرج الله الحلو كان مثالاً للشخصية الشيوعية البارزة الصادقة، ويقول الذين عايشوه من الشيوعيين وغيرهم إنه كان مثلاً يُحتذى في التعامل الشخصي الإنساني الديموقراطي. وكان خالد بكداش أحد رجال السياسة المرموقين في سوريا في الخمسينيات والستينيات، أسهمت شخصيته في جعل مشاركة الشيوعيين في الحياة السياسية السورية أمراً مقبولاً من الآخرين، وهو شخصية إشكالية لها ما لها وعليها ما عليها. وثمة شخصيات شيوعية أخرى كان لها أثرٌ موضعي أو محلي مهم.

وفي أيامنا هذه، أعتقد أن ثمة عنصراً جديداً في تقويم دور أية شخصية حزبية قيادية ، هو موقفها من تجديد الحزب، بمعنى عرقلة التجديد أو الدفع إليه. كما أن الموقف من الديموقراطية داخل الحزب والحرص على حماية حق الحزبي في التفكير والتعبير هو عنصر مهم في التقويم.

 

رابعاً: هل ترى أن التجديد في نهاية المطاف هو غاية ملازمة لسيرورة التاريخ أم أنه لا يعدو أن يكون محض وسيلة؟

* التجدد هو استمرار الحياة، كل شيء حي يتجدد، وفي كل لحظة، وتوقف عملية التجدد في الكائن الحي يعني الموت. وحين يكون المقصود هو الحزب، أو الفكر الذي يحمله، فإن التجديد هو وسيلة مواكبة التطور واستمرار الفعل، وبما أن توقف التجديد يعني الخروج من دائرة الفعل، فإن الوسيلة تصبح غاية أيضاً، أي إن تجديد الحزب حين تقتضي الظروف ذلك، هو غاية ينبغي السعي إليها، فبدونها لا يواكب الحزب الحياة بل يخرج منها.

 

خامساً: تُعتبر أحد الذين أعادوا قراءة الفكر الماركسي اللينيني على نحو مغاير، بل وربما استفزازي في أحايين كثيرة، ما الذي يحدو بك إلى ذلك؟

* دفعني إلى ذلك اقتناعي بجملة قضايا، أولها: إنّ الماركسية ما تزال قادرة على الحياة والتأثير، وإن ما أصاب الأنظمة والأحزاب التي كانت تنسب نفسها إلى الماركسية، لا يعني أن الفكر الماركسي أصبح عاجزاً أو عتيقاً أو حلقة من حلقات الفلسفة مضى زمنها. ثانيها: إن الماركسية هي فلسفة نقدية، وبإمكانها، بل عليها، أن تستفيد من طابعها النقدي في نقد ذاتها وتطوير مفاهيمها والتجدد الدؤوب في مواكبة الحياة. ثالثها: إن بين الفكر والواقع علاقة جدلية، وهذه الفكرة الماركسية تنطبق على الماركسية ذاتها، وتوجب إعادة قراءتها مع تطور الواقع. النصوص التي وضعها ماركس وأنجلز هي وثيقة الصلة بواقع القرن التاسع عشر. ولقد تبدل العالم خلال القرن العشرين، ولا سيما في نصفه الثاني. كان لا بد من مراجعة الماركسية، وتجديدها، وهذا لم يحدث، وهو –باعتقادي- السبب الأهم في تدهور تأثير الأحزاب الشيوعية والماركسية في العالم كله في الربع الأخير من القرن العشرين. رابعها: إن الكثير من التنظيرات التي وضعها مفكرون ماركسيون، والمتعلقة بمرحلة معينة أو مكان معين، قد ألصقت بالماركسية وعُدّتْ جزءاً منها، علماً بأنها، بسبب خصوصيتها، لا تملك المقومات اللازمة لتعميمها. ينطبق هذا على اللينينية بالنسبة للأحزاب التي نهجت الخط السوفييتي، والماوية بالنسبة للأحزاب التي نهجت الخط الصيني.

لقد دافع بعض الماركسيين عن الماركسية في السنوات الأخيرة، بإعلان صحتها والتمسك بها ورفض نقدها أو مراجعتها. ولهذا الدفاع ما يسوغه، فهو ردة فعل على ما يقال عن سقوط الماركسية بسقوط النموذج السوفييتي للاشتراكية. لكن هذا الدفاع لا ينفع في شيء، ولا يعيد إلى الماركسية اعتبارها في عالم الفكر والسياسية. بينما اختار بعض الماركسيين –وأنا واحد منهم- طريقاً آخر للدفاع عن الماركسية، وهو إعادة قراءتها والسعي إلى تجديدها مواكبة للحياة.

 

سادساً: ثمة قضايا رئيسة أعدت النظر فيها، حبذا لو تسلط الضوء على بعض هذه القضايا.   

* مشكلة الديموقراطية في الماركسية كانت أهم المسائل التي بحثت فيها، وذلك في كتابي «الماركسية من فلسفة للتغيير إلى فلسفة للتبرير». وقد توصلت إلى أن الفكر الماركسي هو –بالأساس- فكر ديموقراطي من حيث المنطلق و الهدف، فهو ينطلق من إدراك دور الناس في صنع التاريخ وفي التغيير المطلوب، وهذا منطلق ديموقراطي، أما الهدف فهو تخليص الإنسان من الاغتراب، تحريره من سيطرة فئة معينة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج، وهذا هدف ديموقراطي. لكن، بين المنطلق والهدف يوجد الكثير مما يناقض ذلك، فالوصول إلى الاشتراكية أي تحرير الإنسان، يتم بطرق غير ديموقراطية، وذلك استناداً إلى فكرة عدم إمكانية نشوء العلاقات الاشتراكية في رحم النظام الرأسمالي، إنّ العلاقات الاشتراكية، حسب النصوص الماركسية، تقام إقامة، فالاشتراكية لا تأتي في سياق التطور الطبيعي، بل تبنى بناءً، وهذا يعني أن الطبقة العاملة تتسلم السلطة وتتمسك بها لأنها هي وسيلة بناء الاشتراكية، ولا تسمح بتداول السلطة، لأن ذلك يقطع مسيرة بناء الاشتراكية، لذلك تلغي الأحزاب المعارضة وتنشئ نظاماً يقوم على الوحدانية.

سلطت الضوء على هذه القضية بكل أجزائها، وأفردت لها حوالي سبعين صفحة من كتابي المذكور، وبحثت في إطارها في جملة من الأدوات المنهجية والأفكار ذات الطابع المنهجي في الماركسية، أهمها: التحليل الطبقي، طبيعة الدولة وجوهرها، علاقة الوعي بالشروط الموضوعية، دور العنف، بنية التنظيم الحزبي.

ومن المشكلات التي ناقشتها في إطار قراءتي، ربط الماركسية باللينينية، إلى درجة جعلها «الماركسية اللينينية». كان ذلك في بحث نشرته في مجلة الطريق 1992 وصلت فيه إلى ضرورة الفصل بين الماركسية واللينينية، وبينت أن اللينينية اجتهاد ماركسي خاص بروسيا في الربع الأول من القرن العشرين، وإلصاقه بالماركسية أدى إلى تعميم النموذج الروسي الخاص، وإلى جعل تيار من التيارات الماركسية بديلاً لها على النطاق العالمي.

كما تطرقت إلى مشكلة استلام الحزب الشيوعي السلطة وما أعقبه من دمج، أو مساواة، بين الحزب والدولة، وهذا ما أدى إلى «حزبنة» الدولة و«دولنة» الحزب، ففقد كلاهما خصائصه التي كان ينبغي أن تميزه. جاء ذلك في بحث نشرته في مجلة دراسات اشتراكية عام 1993

ثمة مسائل أخرى ناقشتها، منها العلاقة بين المنهج والنص، والمعرفة والأيديولوجية في الماركسية.

أما في كتابي «الماركسية وأسئلة العصر» فقد وصلت إلى ضرورة بيان شيوعي جديد أو بيانات شيوعية جديدة، تحمل روح العصر، ودعوت إلى يسار جديد يكون الوريث ليسار القرن العشرين ويختلف عنه اختلافاً جذرياً.

 

سابعاً: ألا تعتقد أن أية مقاربة لليقينيات تعتبر بمثابة مجازفة ينبغي دفع ثمنها؟

* بالطبع، هذا على مر العصور، وفي مختلف المستويات الفكرية والعلمية. والباحث ينبغي أن يكون جريئاً، والخروج على المألوف هو أهم ما يميز البحث الجاد.

 

ثامناً: على اعتبار أنك كنت تأتي على الدوام بما لا يتقاطع مع السائد معرفياً، ترى هل كنت تجد من يتفهمك من ضمن الخندق الفكري الذي بدأت منه؟

* نعم، هناك عدد غير قليل من الماركسيين والشيوعيين أتفق معهم ويتفقون معي فكرياً، أحياناً يكون هذا الاتفاق جزئياً، وأحياناً يكون شبه كلي. وأستطيع أن أقول إن هناك تياراً بين الشيوعيين وأصدقائهم يتعاطى مع الأفكار التي أطرحها تعاطياً إيجابياً، وهذا ما يشجعني.

 

تاسعاً: بما أنك أحد المختلفين مع أنموذج من الممارسة الأيديولوجية ومن ضمن الحقل الماركسي نفسه، هلاّ حدثتنا عن اصطدامك بمن يفترض أنك تعمل معهم ضمن الحقل نفسه بوصفك عضواً في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوري.

* أختلف مع الكثير من أعضاء الحزب الذي أنتمي إليه، وخاصة من الذين يحتلون مواقع المسؤولية فيه، وما أطرحه من آراء يلقى الرفض أحياناً من قبل عدد من أعضاء المكتب السياسي أو اللجنة المركزية. وأنا أرى هذا الأمر طبيعياً. إنني عضو في فصيل شيوعي أقر في مؤتمراته الأخيرة مبدأ التنوع في إطار الوحدة. صحيح أن هذا المبدأ لا يطبق تطبيقاً جيداً، ولا يراعى دائماً، ولكن حدوده الحالية تسمح لي بأن أطرح آرائي المخالفة للمقرر أو المألوف دون أن أوضع خارج الحزب أو خارج دائرة التأثير فيه.

إن أهم قضية أتبناها، وأسعى لتحقيقها وسيادتها، هي قضية حرية التفكير والتعبير في الحزب الشيوعي، وفي كل حزب، وفي الوطن. هذه مسألة ألح عليها كثيراً في المقالات الأسبوعية التي أكتبها في جريدة «النور» التي يصدرها الحزب الشيوعي. أرى أن حق الأقلية، بل حق عضو واحد من أعضاء الحزب، لا يجوز أن يكون أقل من حق الأكثرية، في مجال التعبير عن الرأي ونشره في صحافة الحزب وغيرها. في المسائل المتعلقة بالرأي والفكر، لا يجوز التصويت، أو ترويج رأي الأكثرية فقط، فقد يكون الصواب في رأي الأقلية أو في رأي شخص واحد. إن من حقوق كل شخص أن ينشر رأيه ويدعو إليه دون تضييق، فقد يقتنع به الكثيرون، وقد يغدو سائداً.

عاشراً: يتم الحديث دائماً عن عناصر وثوابت في الفكر  الماركسي. ماذا تقول هنا؟

* على وجه العموم، أعتقد أن الفكر يكون اكثر قدرة على التأثير والفعل، وأكثر قابلية للحياة، كلما كانت ثوابته أقل ومتغيراته أكثر.

أصيبت الماركسية بالجمود، لأن دعاتها أخذوا بها بوصفها نظرية، وعدوا نصوصها مطلقة الصواب، أي إنهم زادوا من ثوابتها، وقللوا من متغيراتها، إلى درجة إخراجها من جلدها، وهي الفلسفة النقدية أصلاً.

في بعض أبحاثي تطرقت إلى علاقة النص بالمنهج، وقلت أن منهج ماركس المادي الجدلي التاريخي ينبغي أن يستخدم في نفي نصوص الماركسية وأفكارها، أي إن الماركسية ينبغي أن تنفي نفسها باستمرار، لأن التطور لا يكون إلا بنفي القديم، وهذا هو التجديد. إنني أرى أن ماركسية زمن جديد هي نفي ماركسية زمن قديم، وهذا فعل مستمر، إذا تحقق تبقى الماركسية حية وقادرة على الفعل.

والمنهج نفسه لا يدخل في إطار الثوابت كلياً، بل هو في عملية تكوّن مستمر، وهو حصيلة تراكم في الفكر وتفاعل مع الواقع. لذلك لا أرى أن ثمة ما هو ثابت بالمطلق إلا فكرة الانطلاق من الواقع و السعي إلى تغييره بما يتفق مع مصلحة المجتمع، وهي أكبر من مصلحة كل طبقة أو حزب أو جماعة.

وهنا أريد أن أشير إلى فهم خاطئ وقع به كثير من الماركسيين حين ظنوا أن الماركسية تنطلق من مصالح الطبقة العاملة، أو أنها فكر للطبقة العاملة. لم يكن همّ ماركس تحقيق مصلحة الطبقة العاملة، بل تحقيق التقدم الاجتماعي وتطور البشرية. لقد وجد أن تطور القوى المنتجة، أي التقدم، يصبح غير ممكن، أو بطيئاً، في ظل علاقات الإنتاج الرأسمالية، لذلك يجب تحطيم هذه العلاقات المعوّقة للتقدم، ووجد أن هذا الأمر يحتاج إلى نضال، وأن الفئة الأكثر استعداداً له هي الطبقة العاملة لأنها لا تخسر شيئاً بتغيير العلاقات الرأسمالية سوى القيود، ولأنها موجودة في تجمعات كبيرة، ولهذا أعطاها الدور الأهم في التغيير وإقامة نظام جديد يفتح طريق التقدم الاجتماعي بعد أن تكون الرأسمالية قد أغلقته.

التقدم الاجتماعي إذاً هو الغاية، وتحرير الطبقة العاملة وتحسين أوضاعها يأتي في سياق ذلك أو ربما كان وسيلة له. هذه مسألة على درجة كبيرة من الأهمية، لأن الانطلاق من مصالح الطبقة العاملة بدلاً من مصالح التقدم الاجتماعي يعني إيقاف الماركسية على رأسها لا على قدميها.

 

حادي عشر: من المعروف أن ثمة ردوداً في كتب كاملة نشرت على آرائك، ولعلنا هنا نتذكر ما قام به كل من المرحوم زكي خيري، وهشام غصيب وسلامة كيلة وصالح بوظان، بالإضافة إلى كثير من المقالات بهذا الصدد. ماذا تقول في ذلك؟

* إنني أرحب بالردود والمناقشات، ولا أضيق بها صدراً، بل أستفيد منها، إذ أجد في كل رد شيئاً من الصواب، وبعض الردود يفتح ذهني على فكرة أهملتها أو لم أوضحها أو على خطأ وقعت فيه. هناك كتّاب استخدموا في ردودهم عبارات جارحة، قاسية، غير لبقة، تجاوزت ذلك وبحثت في الردود عما هو جوهري. الذي يجمع بين الردود هو أنها تعدّ الماركسية اللينينية كلاً متكاملاً مكتملاً وترفض دعوتي إلى النفي الجدلي لنصوصها وأفكارها التي أفقدها التطور الواقعي قابليتها للحياة، كما ترفض نقد من يعدهم أصحاب الردود رموزاً كبيرة مثل لينين.

وفي كل الأحوال، أنا مقتنع بان الحوار حول هذه المسائل ضروري، ولا أدعي صوابية كل ما طرحته أو توصلت إليه، وأنا مستعد لمراجعة أفكاري باستمرار.

 

ثاني عشر: بالتأكيد، من جهتك، لا ترى أنك تلتقي باليمين الذي تنفس الصعداء عندما بدأت بنشر آرائك الجريئة. لكن كيف تفسر الأمر؟

* لا أهتم كثيراً بموقف اليمين مما أكتبه، وإذا كان ثمة يمينيون تنفسوا الصعداء فهذا شأنهم، وهو لا يقلقني ولا يدفع بي إلى التوقف عمّا أفعل. قد يكون بعضهم ظن أن نقد الماركسية من قبل رجل ماركسي يضعفها، ولكن لدي القناعة بأنه يقويها. وهنا أريد أن أقول إن كل الفكر السياسي العربي بحاجة إلى نقد وتجديد، اليميني منه واليساري، واليساري بمختلف ألوانه الماركسية والاشتراكية والقومية، وقد دعوت إلى ذلك في بعض مقالاتي الأخيرة.

 

ثالث عشر: يخطر ببالي أن أسألك: هل أنت متفائل بوحدة الشيوعيين السوريين، ولا سيما أننا نجد الآن عدّة أحزاب على ساحة العمل اليومي؟

* المسألة ليست مسألة تشاؤم أو تفاؤل، ووحدة الشيوعيين في سوريا قد لا تكون هي الهدف الأكثر أهمية بالنسبة إليهم في هذه الظروف، فوحدة ضعيف مع ضعيف لا تؤدي إلى القوة، ووحدة مترهل وجامد مع مترهل وجامد لا تفضي إلى الحركة والتجدد. المهم باعتقادي هو السعي إلى التجديد والتفعيل في الحركة الشيوعية السورية، وأقصد الشيوعيين جميعاً، المنضوين في إطار الفصائل والتجمعات المسماة أحزاباً وغير المنضوين. عند ذلك يمكن أن تظهر اتجاهات عمل متقاربة أو متشابهة، ويمكن البحث في توحيد التوجهات و الأعمال بين الشيوعيين، ويمكن لهذا أن يؤدي إلى شكل من أشكال الوحدة، كما يمكن وهذا هو الأهم، البحث في تكوين تيار يساري عريض يحمل هموم الوطن والشعب. وهذا بطبيعة الحال مرتبط بحالة الديموقراطية العامة في البلاد والمجتمع.

وأريد هنا أن أؤكد أن العوامل الذاتية والشخصية في انقسام الحزب الشيوعي السوري، هي أكبر بكثير من العوامل الموضوعية. فالذين انقسموا عن خالد بكداش ليسوا أكثر منه شيوعية، والذين انقسم عنهم خالد بكداش ليسوا أقل منه شيوعية، والانقسامات كلها ليست متمحورة حول الفكر أو السياسة. المسألة شخصية وذاتية، والتمسك بمواقع القيادة في الحزب والسلطة الحزبية هي الأهم بالنسبة لمن قادوا الانقسامات.

هنالك نهجان للمحافظة على وحدة الحزب. نهج الحرص على التماثل، وهو يرى أن ظهور آراء متعددة وتكوّن تيارات في الحزب هو أمر ضار، فيمنع ذلك، ويتخلص من أي رأي مختلف بالقمع أو الإبعاد. وهذا يؤدي إلى وحدة هشة شكلية تحمل في داخلها بذور الانقسام. ونهج آخر يرى أن الوحدة يمكن أن تكون أقوى إذا انطلقت من مبدأ التنوع والمحافظة عليه ورعايته، ومن أن الحزب يمكن أن يكون حاضناً للآراء المختلفة والتيارات المتنوعة في إطار توجهه العام ورؤيته المستقبلية وسياسته العريضة. هذا النهج يؤدي إلى وحدة أمتن ويمنع الانقسامات لأن كل عضو في الحزب يجد متسعاً له ولرأيه، ويتاح له أن يعبر عن رأيه ويروجه بطريقة حضارية.

 

رابع عشر: كيف تنظر إلى واقع الأحزاب الشيوعية في العالم العربي وإلى مستقبلها؟

كل من يراقب أوضاع الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية يجد أنها ليست بخير. لكن هذا ليس واقع الأحزاب الشيوعية فقط، بل هو واقع الحركة السياسية العربية عامة، والحركة الشيوعية والأحزاب اليسارية في العالم كله.

قد يعود ذلك إلى أن الأحزاب أصبحت عتيقة، لم تنبثّ فيها روح الحياة الجديدة، وهي في حاجة إلى تجديد جذري، وقد يكون بعضها غير قادر حتى على تجديد نفسه. هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للحركة اليسارية في البلدان العربية.

الأوضاع العالمية تبدلت تبدلاً جذرياً في ربع القرن الأخير، وخلفت وراءها كل الحركات السياسية اليسارية واليمينية التقليدية. الحركة السياسية لليمين ليست أفضل حالاً بكثير، الحركة السياسية والحزبية كلها في حالة هبوط، وهي في حاجة ملحة إلى التجديد والتفعيل. وبالمناسبة، فإنني، أنا اليساري، أعتقد أن أحزاب اليمين حاجة وطنية وسياسية ضرورية أيضاً، وأريدها أن تكون موجودة وفاعلة، لأن الحياة السياسية في حاجة إلى النقيضين، كل واحد منهما يصحح أخطاء الآخر بطريقة غير مباشرة، فلا معنى لليسار دون وجود يمين يراقبه وينقده، ولا معنى لليمين إذا لم يكن نقيضه موجوداً، وحين يختار الشعب يساراً أو يميناً للحكم، فهذا لا يعني إلغاء الآخر الذي لم يتم اختياره، وقد يكون هذا الأمر من دروس العصر التي ينبغي أن نتعلمها.

                                                        أجرى الحوار: إبراهيم يوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة ا لموظف الحكومي
- لنفكر معا.. مقترحات اولى من اجل اجراء مسابقات عمل ناجحة وعاد ...
- مداخلة إبراهيم اليوسف في الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي ...
- جامعة بلا طلاب
- مداخــلة الاستاذ إبراهيم اليوسف – اللجنة الوطنية لوحدة الشيو ...
- برنامج (الاتجاه المعاكس) : عقدة صراع الديكة..!
- كيف أصبح وزيراً......؟!
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً
- الرأي الآخر !محاولة فهم قاصرة
- أربعون عاماً على الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة..
- حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!
- مدخل إلى مفهوم الوحدة الوطنية الأكراد والحالة السورية أنموذج ...
- مقدمات أولى من أجل سورية أقوى في مواجهة التحديات


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم اليوسف - حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجاوزته الحياة وأحزابنا بحاجة إلى تجديد