أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر














المزيد.....

خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 301 - 2002 / 11 / 8 - 01:51
المحور: الادب والفن
    


 ثمة نموذج من مدعي الكتابة، بدأ يظهر يوماً بعد يوم، ليشكل ظاهرة لافتة من خلال ممارساته الممقوته، المرفوضة، ليس علي صعيد سلوكيته اليومية البائسة، ولاعلي صعيد ثقافته المتواضعة، بل علي صعيد تسويق ذاته من خلال منابر الثقافة والنشر، بأجنحة مستعارة، وموهبة زائفة.
ولعل الخطورة ــ هنا ــ تكمن ــ في ان هذا الانموذج الذي لاهم ّ له إلا ذاته، ولايعمل إلا لذاته.. ولــ لذاته.. فقط، فيقدم نفسه بهذا الاسلوب الرخيص، فترخص كل القيم عنده، انه بدأ يزداد حقاً، لدرجة انه يكاد يشكّل بحضوره ظاهرة خطيرة مخجلة، ملوثاً الأجواء الثقافية من خلال استعراضاته المريضة هذه لتقديم امجاد الذات، دون أن يشفع له رصيد من الموهبة والابداع.. في كل ذلك..
منذ أيام كنت في عيادة صديق شاعر، وبحضور شاعر آخر، بدأنا نناقش سلوكية هذا الانموذج الزائف، الذي يتصيد الفرص، بروح نهّازةٍ من أجل ظهوره الخادع، فبدأنا نستعرض سوية بعض الطرق التي يتبعها هؤلاء من أجل ظهورهم، أو نشر نتاجاتهم، واحتلالهم مواقع لاتليق بهم في المشهد الثقافي ومن هذه الأمثلة علي سبيل الاشارة لا الحصر:
المحرّر الثقافي، أو رئيس القسم الثقافي في هذا المنبر أو ذاك ، عليك ان تجعله مدار نقودك، واستشهاداتك، فأدبه هو الانموذج الأفضل، وما عليك إلا ان تحصل علي فرصتك الذهبية في اجراء حوار مهم وعاجل معه، حول آرائه، وابداعه، ورؤاه... وهذا كفيل بأن ينظر هو بدوره اليك بعين ملؤها الرأفة، فتكون خليفته في احتلال المساحات الاعلامية الهائلة.
ثمة مجلة تستطيع نشر أية مادة اعلامية، او ثقافية فيها. اذا كانت هذه المادة المرسلة تتناول ابداع ــ (مبدعة) شريطة أن ترفق المادة بصورة لهذه المخلوقة في لقطة استثنائية اذا أصدر أحد القيمين علي النشر كتابآ ما، فاحصل علي رقم هاتفه الخاص، واطلب نسختك من كتابه التاريخي، واستل قلمك المنصف كي تسبغ عليه كل ما تجود به قريحتك من أوصاف وحفاوة ونعوت وألقاب ومديح واطراء شوباشي...
لقد أوجد بعضهم حلا ناجعاً لسد الفراغ الثقافي نتيجة قلة الأسماء النسوية في عالم الابداع، وذلك من خلال الكتابة حتي باسم زوجته الأمية، وهذا النموذج افضل، وأرقي، وأكثر تواضعا ممن يكتب بأسماء قبيلة نساء، وجمبع أفراد العائلة طمعاً لما يدره هذا العمل من أجر وثواب غير عاديين...
وهناك بعض المثقفين المشتغلين في حقل الكتابة ما ان يقرأ أحدهم لناقدٍ ما حتي يرسل إليه نسخة من (أعماله الكاملة) حتي تحظي بعنايته الفائقة.
إذا رغبت في الحصول علي صدقة معجّلة من رجل أعمال ميسور، أو نفطي فاحصل علي اسمه الكامل، وألقابه، وعنوانه، وامدحه عبر رائعة خالدة ــ قصيدة كانت أم دراسة أم لوحة ــ ولاتنس كتابة عنوانك الكامل ورقم حسابك المصرفي كي تصلك هبته الدسمة في أسرع من الحلم ...!
بعد الاعلان عن جائزة يانصيب ــ أوجائزة أدبية ــ لافرق ــ كما يقول أحد الشعراء ــ فما عليك إلا أن تحصل علي أسماء لجنة الجائزة، واكتب علي قدّ ذوقها، وعقلها، وفهمها.. وخصص كلاً من هؤلاء باهداء، وديباجة حلوة، فالحياة الثقافية الآن ــ في غالبها ــ

خدٌّ وعين ــ أفهمت..؟!
إذا تجاهلك النقد الأدبي، فاتفق مع أحدهم أن تكتب عنه مقابل ان يكتب عنك، واياك ان تسبقه في نشر مادتك عنه، لأن عليك أن تستلم مادته عنك فوراً، وقديماً قالت العرب: اعقل وتوكل ....!
وان لم تجد احداً يمكنك مساومته علي هذا الشكل، فما عليك إلا ان تكتب عن نفسك بأي اسم مستعار، ولا تتردد عن هذا الأمر، فلست أول من يفعل ذلك.
كاتب صغير الابداع..... استدرج صحافياً كي يحاوره فلما وافق هذا الأخير علي العرض قال له الكاتب: وكم ستدفع لي مقابل هذا الحوار؟
ملاحظة هذه الظاهرة تعبير عن عقدة نقص لدي بعض المرتمين في ــ فخ التطاوس ــ ليؤكدوا انهم..... كبار... أيضاَ...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12
- لصوص قانونيون في دوائرنا ومؤسساتنا باسم : لجان المشتريات! نه ...
- هيمنة الانترنت تطفئ جذوة الايحاء ومنظمة اليونسكو تقرع الأجرا ...
- استنطاق الحيوان كشكل للدلالة علي تازم العلاقة بين المثقف وال ...
- الحوار المتمدن دعوة جادة إلى حوار جاد
- المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاص ...
- الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا
- الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!
- ما بعد الانترنيت
- التلفزيون السوري والبرامج الرمضانية
- على هامش ندوة:مهامنا السياسية
- حوا ر مع الشاعر العراقي اسعد الجبوري


المزيد.....




- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر